عبد الملك الحوثي
بقلم/ بشير السيد
نشر منذ: 16 سنة و 6 أشهر و 3 أيام
الجمعة 13 يونيو-حزيران 2008 08:24 م

أكد عبدالملك الحوثي على جديته في طلب السلم، ووقف نزيف الدم، مشدِّداً على أن دعوته المشترك للتدخل ليست مناورة. وإذ وصف الحرب التي يخوضها ضد الجيش بأنها دفاعية، تحدث لـــ«النداء» في هذا اللقاء الذي تم بطريقة غير مباشرة معه، عن خيارات تصعيدية يمكن أن يعتمدها في حال لم تتوقف الحرب، تشمل إدخال أسلحة جديدة في القتال، وضرب مواقع حسَّاسة.

الحوثي الذي تتهمه السلطة بقيادة تمرد ضد الدولة والضلوع في أعمال إرهابية، حمل بشدة على السعودية التي قال إنها متورطة في سفك دماء اليمنيين استرضاء لواشنطن.

وامتنع الحوثي عن الاجابة على أسئلة للصحيفة تتعلق بمسؤولية «الحوثيين» في توسيع نطاق الحرب، واعتماد خطاب إعلامي حربي ينطوي على روح تشف تجاه خسائر الجيش وضحاياه.

> صرحت قيادات في اللقاء المشترك بشأن طلب الحوثيين من المشترك تبني مبادرة للوساطة بين الحكومة وبينكم. ومعلوم أن المشترك أعلن في وقت سابق موقفه المعارض لاتفاق الدوحة الأخير. ماهي حيثيات طلبكم، أو ما الذي دفعكم لمطالبة المشترك بتبني مبادرة وساطة؟ وما موقف المشترك من طلبكم؟ وهل توجد نتائج إيجابية لمبادرة المشترك؟ ماهي؟

- من المعلوم أن الأخ الأستاذ/ صالح هبرة أبلغ الأخوة في اللقاء المشترك بترحيبنا بأي جهود أو مساعي تبذل لحقن الدم اليمني من جانبهم، أما بالنسبة لموقف الأخوة في اللقاء المشترك من اتفاق الدوحة فالذي نعرفه عن اللقاء المشترك المعارضة للحرب وموقفهم من اتفاق الدوحة ليس موقفاً من نفس الاتفاق، وإنما كان موقفاً من التكتم عليه وعدم اطلاعهم على مضامينه، حسب ما نعرف.ونحن ما زلنا نأمل من الأخوة في اللقاء المشترك ومن كل الشرفاء في الوطن أن يكون لهم تحرك إيجابي لصالح البلد. فالسلام والاستقرار هو لصالح اليمنيين كل اليمنيين والحرب هي موقفٌ متهورٌ وخاطئ وجناية على اليمنيين كل اليمنيين لأن أضرارها تشمل الجميع.

> ما هي الضمانات التي قدمتموها للقاء المشترك والتي تبرهن على أن طلبكم جاد وليس مجرد مناورة لتحييد المعارضة، أو تعطيل إمكانية الحوار المتوقع بين المعارضة والسلطة؟

- لقد أثبتنا جديتنا في الوقت الذي تهربت السلطة من تطبيق اتفاقية الدوحة؛ والجدية تتضح في الواقع عند تطبيق الاتفاقيات. ونحن نرحب بأي مساعٍ قائمة على أساس اتفاق الدوحة ولم نهدف يوماً ما إلى المناورة فأمن بلدنا وسلامه فوق كل الاعتبارات.

> هل توجد مؤشرات لاستئناف الوساطة القطرية؟

- حتى الآن لم نبلغ بما يدل على ذلك.

> هل حملت زيارة ولي العهد القطري أجندة متعلقة باتفاق الدوحة؟

- لم نبلغ بشيء يدل على ذلك.

> في حال استؤنفت الجهود القطرية هل ستطرحون مطالب جديدة؟

- لا مطالب جديدة أكثر مما تم الاتفاق عليه، كما لا قبول بأي مطالب جديدة من الطرف الآخر.

> ماذا عن مجلس التضامن الوطني برئاسة الشيخ حسين الأحمر؟

- نحن نقبل بأي مساعٍ قائمة على أساس اتفاق الدوحة سواء من جانب مجلس التضامن أم غيره.

> ماذا بشأن الدور السعودي في الحرب الراهنة؟ مع العلم أن "صالح هبرة" وفي تصريح صحفي نشرته "النداء" قبل أسبوع، رفض الحديث عن دور سعودي، لكنه قال:"نحن حالياً نجمع أدلة ومعلومات" ما المقصود بجمع أدلة؟ ولم تتجنبون الحديث عن دور سعودي؟

- نحن كما قال الأخ / صالح هبرة حالياً نجمع أدلة ومعلومات. ونأمل من الأخوة في السعودية أن يكونوا بعيدين عن المشاركة في سفك الدم اليمني وأن يدعموا السلام في اليمن وليس الحرب والحياة وليس الموت والإعمار وليس الخراب.

> ولكن منابر إعلامية موالية لكم نشرت تقارير مطلع الأسبوع تزعم أن السعودية تتولى تمويل الحرب؟

- السعودية وللأسف باتت متورطة إلى حد كبير في سفك الدم اليمني استرضاء لأمريكا، وإذا كانت عازمة على الاستمرار فأنا أنبه على الآتي:

لا يوجد للسعودية أي مبرر في المساهمة في الاعتداء على أبناء الشعب اليمني، كما لم يسبق من جانبنا أي اعتداء عليها، وكما لا يوجد لدينا مشروع تآمري عليها.

هي بتصرفاتها ومساهماتها العدوانية تستعدينا وقد تفرض هي علينا تصنيفها كعدوّ بالرغم عنا تجبرنا هي على أن نفعل ما نراه مناسباً لمواجهة اعتداءاتها إذا قررت الاستمرار في المساهمة في الإعتداء علينا.

نحن مستعدون للحوار المباشر مع المملكة لمناقشة مخاوفها وتقديم الضمانات اللازمة لطمأنتها من جانبنا. ونعرف أن موقفها منا ليس لأجل السلطة، بل لأجل استرضاء الأمريكيين.

> تتردد أنباء عن استخدام طائرات مختلفة للقصف على الحوثيين في هذه الحرب، ليست من ضمن السلاح الجوي اليمني. ما دقة هذه المعلومات؟ وهل تعرفتم على هويتها؟

- في هذه الحرب يرتكب سلاح الجو أبشع الجرائم بحق الأطفال والنساء وبشكل يفوق الحروب الماضية، وأنا أؤكد هنا أنه لم يحقق أي إنجاز أكثر من ذلك وأتحدى أن يكون سلاح الجو قد حقق أي هدف عسكري لنا، ومن أشهر الجرائم التي ارتكبها سلاح الجو بحق الأطفال والنساء المجزرة التي ارتكبها في منطقة عساية، والمجزرة التي ارتكبها في مقام زاهر بآل سالم، والمجزرة التي ارتكبها في ضحيان، والمجزرة الأخيرة التي ارتكبها في حيدان. وكل ضحايا كل هذه المجازر من الأطفال والنساء.

> المواقع التي سبق أن سلمها أتباعكم للحكومة في المرحلة الأولى لتنفيذ بنود أتفاقية الدوحة. ما مصير هذه المواقع؟ هل ما تزال بيد قوات الجيش؟

- الكثير من هذه المواقع تمكنا بفضل الله من السيطرة عليها بسبب استغلال الجيش لها في الاعتداء علينا ولم نسلمها له لذلك، بل سلمناها من أجل السلام وليس من أجل الحرب، والبعض منها لا يزال بأيدي الجيش ولم يتم استهدافه حتى الآن.

> ألا يؤكد ذلك بأنكم كنتم تستعدون دوماً للحرب، حتى وأنتم تفاوضون لجنة الحوار والوسطاء على إنهاء الحرب؟

- من حقنا ومن واجبنا أن نكون مستعدين لمواجهة أي اعتداء علينا والمعتدي هو من يتحمل المسؤولية في كل ما ينتج عن عدوانه ولا حجة على المعتدى عليه المدافع عن نفسه.

> قبل ثلاثة أسابيع حذرتم أنه حال تجدد المعارك في صعدة، فإن الحرب لن تنحصر في صعدة، بل ستمتد إلى عدد من مناطق اليمن. هل نفهم أنكم تعتزمون الآن توسيع رقعة الحرب الراهنة ونقلها إلى مربعات أخرى خارج جغرافية صعدة؟

- نقل الحرب في حال استمرت إلى خارج مناطق محافظة صعدة خيار ثابت وباقٍ ومدروس وتم الاعداد له ولدينا النفس الطويل للحرب والخيارات المتعددة والتي منها إضافةً إلى توسيع دائرة الحرب، إدخال سلاح الكاتيوشا للإستخدام في هذه الحرب، وضرب أهداف حساسة في مناطق حساسة.

> ولكن هذا الخيار يفاقم من معاناة المواطنين، ويؤدي إلى سقوط ضحايا بالمئات من منتسبي الجيش ومن مقاتليكم، ما يعني تعقيدات جديدة تحول دون تحقيق السلام؟

-

> ماذا تقصد بالأهداف الحساسة والمناطق الحساسة؟ ألا تخشى سقوط ضحايا من المدنيين بسبب ذلك؟

- القائمون على النظام يعرفون جيداً ما هي الأهداف الحساسة والمناطق الحساسة. وأنبه هنا أنه ليس من ضمنها أي شيء مدني.

> كما يبدو فإنكم أعددتم لحرب نفسية ضد السلطة هذه المرة؟

-

> حالياً ما هو وضعكم العسكري القتالي في الميدان بالنسبة لوضع القوات الحكومية؟

- وضعنا الحالي في الميدان هو- والحمد لله وبفضل الله- على ما يرام وقد استطعنا توسيع دائرة الحرب إلى مناطق متعددة، وإبعاد العدو عن التركيز على مناطق محددة، كما تمكنا من السيطرة على أسلحة ثقيلة للسلطة، وتمكنا من إفشال الاستراتيجية العسكرية التي بدأوا الحرب على أساسها (البرق الخاطف).

ومعنويات مقاتلينا عالية جداً ونفسنا للحرب طويل طويل طويل. ونحن قلنا مراراً: إذا كانت السلطة مطمئنة من أخلاقياتها في الحرب ومطمئنة من سيطرتها على الوضع ومن تقدمها ميدانياً، فلماذا لا تسمح للصحفيين ووسائل الإعلام بالتغطية المباشرة الميدانية، ونحن نتحداها أن تفعل ذلك لأن ذلك يفضحها، إذ إنه يكشف من جانب جرائمها وعنفها على المسالمين والاطفال والنساء، كما أنه أيضا يكشف إخفاقاتها وفشلها الذريع.

> إدخال سلاح الكاتيوشا يمثل تطوراً نوعياً، ويعََّزز الرواية التي تقول بأنكم تتلقون دعماً من أطراف خارجية؟

- سلاح الكاتيوشا وعلى مدى بعيد متوفراً لدينا من البلد وليس من الخارج، حصلنا عليه من داخل البلد لم تأت به سفن عبر البحر ولا طائرات عبر الجو. واستخدامه سيكون في الوقت المناسب وللأهداف المناسبة.

> خلاف الجولات السابقة تتهمون هذه المرة بالتورط في اتهامات واسعة، لمنع القوات الحكومية من إخلاء القتلى والجرحى من الجيش؟

-

> يؤخذ على البيانات الصادرة عنكم في الجولة الحالية من الحرب، نبرة التشفي تجاه الشهداء من الجيش، ألا تخشون من اهتراء النسيج الوطني جراء الحرب ولغتها؟

-

> كلمة أخيرة.

- نؤكد لإخوتنا اليمنيين أن الحرب من جانبنا كانت ولا زالت للدفاع فقط وأن السلطة هي التي تحمل روحاً عدوانية وإجرامية. ونذكر الجميع بأننا لسنا وحدنا المظلومين، بل جميع أبناء هذا الشعب. ونذكَّر بأن غرق السلطة في ميادين الحرب في صعدة وانشغالها الشديد، هو فرصة لكل الشرفاء والأحرار في البلد لأن يتحركوا تحركاً فاعلاً ومؤثراً. فليغتنموا الفرص.

 * صحيفة النداء

 * صحيفة النداء