كلمات لرفيق الدرب ...الجنيد
بقلم/ نبيلة الحكيمي
نشر منذ: 17 سنة و شهرين و 24 يوماً
الأحد 02 سبتمبر-أيلول 2007 06:20 م

مأرب برس – خاص 

أو لم نمضي على الدرب معا كي يعود الخير للأرض اليباب

قد تعاهدنا على السير معا ثم عاجلت مجيبا للذهاب ....... (أمينه قطب )

ألكتابه عن القريب ليست كالكتابة عن البعيد والغريب وخاصة إذا ماكان القريب هو الأقرب (للروح )قبل (الجسد )بل هو الروح التي عايشتنا قرابة الثلاثين عاما ”روحان التقتا في زمن الطفولة ,عاشتا معا في جسدين , تحت مسمى زوج وزوجه كشجرة أينعت وأثمرت ستة من البنين والبنات ,عاشت مثمرة طرية يانعة ,حتى أتت أكلها وشاء لها القدر أن تمضي لتترك ثمرها وجسدا خاويا بلا روح (وجاء طلب أن ارصد واكتب عن تلك الروح ).

أن اسطر عن روحنا وأنفسنا التي تركتنا ولازالت تعيشنا بما تركته جرحا غائرا في صدورنا ”; أخذت قلمي لا اسطر فوجدت النفس تعجز عن التعبير كون ماسا قوله عنة لن تسعه مجلدات ولا دواوين شعر او معلقات ولاكتبا وأسفارا سيرة كافية عن حياته , ; ووجدت أناملي ترتعش وتبكي وهي تخط كما أبكية أنا وان الوريقة التي أمامي لتصرخ ,,,,

; قفي لن يخط حبرك بما يفيه حقه .

; فعما ستكتبين ؟؟

عن الوفاء والحب والمودة والرحمة ,أم عن الجلد والثبات والهمة العالية في التحصيل العلمي والعملي.

أأكتب عن رجل الصبر في الشدة والبلاء ,أم رجل الرفق والحلم والإباء

عن رجل المكارم وعظيم الخلق,أم عن رجل العفو القوي الكريم , انه (صالح ابن الجنيد ) من خيرة سلالة نبتت ومن بيئة متدينة نشاء ومن منهل علم رباني وعلى مائدة القرآن ترعرع ونهل منذ ان كان طفلا ))

فكان ملما بعلومه وفنونه وآدابه وأحكامه ,تشربت عروقه منه واختلطت علومه بدمائه , فكانت معاملاته وصدقة ووفائه مثالا يحتذي به فأعطى لٍاسمه حقه ,بل وزاد فوق مانتوقع ’ هنا استسمحتُ قلمي أن يكتب ولو باليسير وناديته , (أيتها الروح عذرا من التقصير في حقك ).

أيها الجبل الشامخ شموخ جبال الحشاء التي ارتمت من هول فجيعتها بك مرتين (مرة عندما ودعتك طفلا يتيما وطفلا موهوبا طموحا باحثا عن العلم والتزود ,تاركا قريتك شادا للرحال متلهفا للعلوم رغم صغر سنك ,وأخرى( عندما أتاها نبا أاحتضان السماء لك )كفاجعة ثانية فصرخت من هول ما أتاها قائلة ""

أيها العبق الذي كان مأوى لكل حزين وفقير وتائه "

أيها الصوت الذي دوى في سماء بلادي في كل قرية وجبل وواد

لك بصمات تذكر ,في كل مدرسة ومعهد ومسجد,في كل طريق وبيت ترمل بعد وفاتك ’

لقد كنت تاج فخر على رؤؤس كل العقلاء في بلادك ’

إكليل غار ونسمة ود ... لم تسمح لنفسك أن تكون مجرد بشر عاش فمات (لاقيمة له ),

بل نحت في الصخر وأودعت صخرة في صميم كل قلب وعقل احبك , قبل أن تنحت لتاريخك واسمك مكانة وعبرا تذكر بها .

تركت جبلك ينتظرك لترحل عنه إلى صنعاء الحضارة حيث كان مقامك ,فارتقيت منصات الريادة شامخا تصارع الزيف وتنير لليمن درب العلى , بشموخ جبال عيبان اتجهت للسياسة والقانون محاربا به شامخا ,وفي ساحات العمل والتحدي كان نفحك وعلى منبري (الشورى والنواب ) صوتك دوى عاليا وحفرت ببصماتك مواقف شجاعة لن تنسى (في سجلاته وصفحاته دونت )’’

وكنت صاحب موقف وفكر ورأي سديد ,دون لك ,وكنت محاورا متقبلا للرأي والرأي الأخر ,بل وما كانت ردودك وهدوئك في الرد إلا خير شاهد على تهذيبك ,ورغم خلافات الرأي بينك وبين غيرك وقدرتك على الكتابة والتأليف والشعر والنثر ,إلا أن نفسك الطاهر ه آبت أن ترد على مخالفيك أو تكتب فيما لايليق بعفو كريم مثلك,فأخرجت بسلوكك ومواقفك وحواراتك العقول من دائرة التفكير المغلق (والمتسلط الأوحد )المظلم ,

إلى نور الرأي والتشاور والحوار كان مسلكك (وما عملك في محافظة الضالع حين كنت محافظا لها إلا خير دليل على تلك الروح

وما مسيرات خرجت تعزيك فيها إلا دليل حبا ووفاء لك ,فأذبت جليد الصمت المخيم على الكثير ممن يسمون أنفسهم (رجال السلطة ) وممن لايعطون للوطن حقه , وللمراه كنت سباقا في ضرورة مشاركتها ووجودها فأكرمتها بما أكرمها الله ’وأحققت حقها الرباني في حين تناساه الكثير ممن هم في منصبك وعلو شانك , فكان بيتك دليل صدقك ووفائك لمبادئك ’’

وفي السياسة كنت سياسيا محنكا جهورا لاتخشى إلا الله ,,

وفي الأدب داعبت أناملك أوتار القصيد ...وترجمت مشاعرك سجلات الحياة فخضبتها بمداد تقاريرك ومواقفك وكتبك ومولفاتك التي ستظل باقية مابقي الوطن ...

وكشفت عن الفساد والمفسدون فكنت اول من بادر بتقرير مالي يكشف مخابئ الفساد ومكامنه والحلول لإبادته (حين كنت رئيسا للجنة المالية في مجلس النواب قبل عشر سنين من يوم وفاتك ,,,

ورحلت شهيدا لمبادئك (التي تربيت عليها ) ورفضت بيعها في سوق نخاسة الكراسي ,

فبعتها لتشتري رضاء الله وحده ورحلت ,,,

فٍان رحلت فأنت باق في قلوبنا وقلوب من أحبوك وعرفوك, نقتفي أثرك وسيرتك ونعمل بوصاياك وحكمتك ’

ولن ينسى الوطن رجلا عظيما مثلك ""

ولن ينسى ابناوئك وصيتك كلما عدت إليهم بعد رحلات علمية عدة ,(عليكم بالعلم فانه البناء والحضارة )

فابق في سمائنا نجما ساطعا تطل علينا في سماء الحرية ,,وهدى للسائرين على الطريق ..

دمت لكل محب لك ولكل وطني غيور ولكل صاحب مبدءا أفنى حياته لأجله يا أبا احمد ,,,

*رفيقة العمر (نبيله الحكيمي )