خفايا التحالفات القادمة بين ترامب والسعودية والإمارات لمواجهة الحوثيين في اليمن .. بنك الاهداف في أول تعليق له على لقاء حزب الإصلاح بعيدروس الزبيدي.. بن دغر يوجه رسائل عميقة لكل شركاء المرحلة ويدعو الى الابتعاد عن وهم التفرد وأطروحات الإقصاء الانتحار يتصاعد بشكل مخيف في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي.. طفل بعمر 14 عاما ينهي حياته شنقاً تقرير دولي مخيف....الإنذار المبكر يكشف أن اليمن تتصدر المركز الثاني عالميا في الإحتياج للمساعدات الإنسانية حرب المسيّرات.. التكنولوجيا التي أعادت تشكيل وجه النزاعات العسكرية ملتقى الموظفين النازحين يتجه لمقاضاة الحكومة في حال عدم إستجابتها لمطالبهم ما الدول التي إذا زارها نتنياهو قد يتعرض فيها للإعتقال بعد قرار الجنائية الدولية؟ خالد الرويشان يتحدث عن تصرفات حوثية لن يتخيّلَها حتى الشيطان:عارٌ علينا أن نصمت اللواء العرادة يطالب المجتمع الدول بإتخاذ تدابير عاجلة تجفف منابع الدعم الخارجي للمليشيات مليشيات الحوثي تحول مدارس صنعاء إلى معسكرات تدريب للطلاب
منذ العام 1530م شكلت مدرسة " مير عرب " في بخارى بأوزبكستان مركز اشعاع حضاري في آسيا الوسطى ، هذه المدرسة أسسها وبناها العالم والفقيه عبد الله اليمني الذي وصلت مكانته في تلك البلاد إلى درجة أن حاكم بخارى عبيد الله خان تتلمذ على يديه وأحبه وقال : " لو خيروني بين حكم بخارى وطلب العلم على أيدي الفقيه عبد الله اليمني لاخترت طلب العلم بين يديه ، وكان من شدة حبه له يدعو الله أن يعيشا سويا ويدفنا سويا وبالفعل دفنا معا في قاعة التدريس بمير عرب التي شهدت دروس الشيخ عبد الله اليمني رحمهم الله .
ما سبق مجرد سطر مضيء في سفر التاريخ اليمني الذي يمتلئ بالإسهامات الحضارية والإشراقات المعرفية اليمنية في العالم ، من جنوب آسيا حيث قام التجار الحضارم بإدخال شعوب بأكملها في الإسلام بصدق معاملتهم وبعظيم أخلاقهم إلى الأندلس حيث قام المنصور بن أبي عامر المعافري التعزي بانقاذ الخلافة الإسلامية في الأندلس وقاد خمسون معركة لم يهزم فيها ولا نكست له راية ، حتى ارتقى بالأندلس إلى قمم المجد جهادًا وعلمًا واقتصادًا وسطر تاريخا حافل بالأمجاد والفخر وما تزال تماثيله تنتصب في شوارع أوربا بينما لا يعرفه أبناء اليمن.!
وهذه صفحات أخرى في سفر الأمجاد اليمنية لم ندرسها في المدارس ولم نجدها في كتب التعليم ولم نشاهدها أو نسمعها في وسائل الإعلام.!
لم يعلمونا يوما أن كسوة الكعبة المشرفة كانت تأتي من تعز وأن أبناء اليمن هم من قادوا الفتوحات الإسلامية من أرمينية وبلاد السند شرقا إلى الأندلس غربا ، وأنهم شكلوا أغلبية جيش الإسلام في حروب الردة حتى تم دحر المرتدين ، وكيف خاض أبناء اليمن معارك اليرموك ونهاوند وغيرها ، ولم نسمع يوما عن أبي موسى الأشعري والسمح بن مالك الخولاني والعلا بن الحضرمي ولا عن الربيع بن زياد الحارثي ولا عن جرير بن عبد الله البجلي وقيس بن المكشوح المرادي وفروة بن مسيك المرادي وغيرهم من النجوم المضيئة في سماء الإسلام .
لم نقرأ في المناهج المدرسية والجامعية أن أول قاموس شامل في العالم العربي هو " القاموس " الذي وضعه الملك الأشرف الرسولي بتعز والذي أحتوى على ما يقارب 1200 كلمة في شتى المجالات واللغات .
ولم نقرأ يوما في المناهج أو نسمع في وسائل الإعلام عن الإشراقات الحضارية والمعرفية للدولة الرسولية التي كان ملوكها يحكمون من ظفار إلى مكة وكانوا علماء استقطبوا الكثير من العلماء والمبدعين من شتى أنحاء العالم الإسلامي حتى وفد إليهم ابن حجر العسقلاني والفيروز آبادي وغيرهم وأنهم أقاموا مئات الجامعات والمدارس العلمية في زمن كان من يستطيع القراءة في بعض الدول العربية يعتبر أعجوبة وأوجدوا نهضة شاملة على مدى قرنين وثلث من الزمن .
لم نتخيل يوما أنه لم يتم صناعة الاسطرلاب في بريطانيا ولا في فرنسا بل تمت صناعة أول اسطرلاب في العالم في تعز على يد الملك الأشرف الرسولي .!
ولم يعلم أبناء اليمن يوما أن مسلمو الصين عندما منعهم ملك الصين من ختان أولادهم حسب الشريعة الإسلامية استنجدوا بالملك المظفر الرسولي في تعز وأرسلوا وفدا إليه فما كان من الملك المظفر إلا أن أرسل وفدا إلى ملك الصين يحمل رسالة تتضمن التهديد بقطع العلاقات التجارية ان استمر التضييق على المسلمين فاستجاب ملك الصين ورفع الحظر عن ختان المسلمين لأولادهم وقد ظل مسلمو الصين يدعون في خطبة الجمعة للدولة اليمنية الرسولية ولملكها المظفر .
لم يعلم أبناء اليمن الكثير عن العلامة اليماني المجتهد صالح المقبلي صاحب كتاب " العلم الشامخ في تفضيل الحق على الآباء والمشايخ " والذي كان الملهم الأول لمسلمي داغستان ، وأن كتبه واجتهاداته قد انتشرت في وسط آسيا عبر تلاميذه من أبناء داغستان الذي طلبوا العلم على يديه في مكة ، ولم يعلموا شيئا عن العلامة خليل بن محمد الأنصاري اليمني شيخ العلامة أبو الحسن الندوي والذي عمل أستاذا في دار العلوم في لكنؤ بالهند وعمل على نشر العلوم الاسلامية وتعليم اللغة العربية ونشرها في الهند ولا عن جده العلامة الشهير حسين الأنصاري اليمني صاحب الجهود العلمية الكبيرة والذي كان له أكبر الأثر في الهند وغيرها .
ماذا تعرف الأجيال اليمنية عن الأديب اليمني علي أحمد باكثير رائد التجديد في الأدب العربي وصاحب " واسلاماه " و " ملحمة عمر " وعشرات الروائع الأدبية والذي وجه الملك فاروق بمنحه الجنسية المصرية وسلمه الرئيس جمال عبد الناصر جائزة الدولة التقديرية الأولى مناصفة مع نجيب محفوظ ؟!
وماذا تعرف الأجيال اليمنية عن العلامة البحر عبدالرحمن بن يحي المعلمي صاحب المؤلفات والمصنفات العديدة الهامة والذي علم الكثير من مشايخ الخليج ؟!
بل ماذا يعرفون عن شيخ الإسلام محمد بن علي الشوكاني الذي ملئت كتبه الآفاق والتي تدرس في مختلف أنحاء العالم الإسلامي حتى وجدت فرقة من المسلمين في الهند تسمى بـ " الشوكانية " نسبة للإمام الشوكاني ـ رحمة الله تغشاه ؟!
هل يعلم أبناء اليمن أن أكثر من 325 رحلة علمية إلى اليمن قام بها علماء ـ في مرحلة الطلب ـ من مختلف أنحاء العالم الإسلامي ، وعلى رأسهم الإمام أحمد ابن حنبل والإمام الشافعي ، كل هؤلاء جاؤوا إلى اليمن ليطلبوا العلم على مشايخها ؟!
وهل يدركون مدى الإسهام العظيم لليمنين في علوم الحديث والفقه وغيرها من العلوم الإسلامية ؟!
لقد تحدث العلامة العمراني ـ رحمة الله تغشاه ـ عن مناقب أهل اليمن في حلقات مطولة ، فهل رأيتم يوما كتابا يتحدث عن مناقب أهل اليمن وأدوارهم التاريخية ؟!
تاريخنا تم تغييبه في المناهج الدراسية والوسائل الإعلامية ، تم طمسه عنوة لتدجين أبناء اليمن ولخلق جيل يجهل ماضيه ، جيل مقطوع الصلة بتاريخه ولأسباب لا تخفى على القارئ الحصيف.
تاريخنا بحاجة إلى إعادة كتابته من جديد .
رفعت الأقلام وجفت الصحف.