نساء فندق ( مو في بك ؟ )
بقلم/ طارق عثمان
نشر منذ: 11 سنة و 5 أشهر و 13 يوماً
الجمعة 14 يونيو-حزيران 2013 04:22 م

الفندق الشهير الذي يطل على صنعاء كقلعة أسطورية ترقب المدينة من كل الاتجاهات لم يعد يناسبه الاسم الذي يحمله

فالفندق الذي ينتمي لسلسلة الفنادق والمنتجعات السويسرية الشهيرة ( موفينبك ) - Mövenpick - منذ 40 سنة بالضبط ويستقر أحد أحدث فروعه في هذه البقعة ليكون محور حديث اليمن كلها بعد احتضانه لفعاليات مؤتمر الحوار الوطني و محط الأنظار ومنبع الأخبار على مدار الساعة ولمدة 180 يوما .

داخل الفندق يجري الكثير وليس هذا مكان استعراض ما يجري من مداولات ونقاشات سياسية لكن سأستعرض الإثارة التي رافقت الوجود النسائي في المؤتمر المنعقد في الفندق بشكل يدعو إلى جعل التسمية اليمنية للفندق هي الأصلح .

التسمية التي تحمل التساؤل اليمني بإحدى اللهجات المحلية ( مو في بك ) وهو السؤال الإستنكاري التعجبي الذي يعني أيش اللي فيك . أيش في بك . ؟ مالك في إيه ؟

وهو تساؤل مشروع ومنطقي جدا فنساء المؤتمر أشغلونا واستحوذوا على اهتمامنا منذ اللحظة الأولى التي تم اعتماد القوائم المشاركة فيه .

وأصبحن أي عضوات المؤتمر محور ارتكاز معظم النقاشات التي تدور أو الخلافات التي تجري .

فتوكل كرمان كانت قد أثارت ضجة مبكرة بقرار انسحابها من المؤتمر لتعود إليه من الباب الخلفي للفندق عبر لجنة التوافق بضجة أكبر .

ومع الإفتتاح يقف كبار رجالات اليمن ليرددوا القسم خلف أصغر العضوات سنا وهي أمل الصيادي وهو الموقف الذي أبهر المتابعين بهذا العمل الجريء في بلد محافظ .

أمل الباشا دخلت في نقاش حاد مع صادق الأحمر في الجلسات المنعقدة لتشكيل فرق العمل وكان الخلاف أيضا يتمحور حول سيدة أخرى هي نبيلة الزبير التي أثار اختيارها رئيسا لفريق صعدة زوبعة في اللقاء الذي شهد إيضا مشادة بين الباشا و نائب رئيس المؤتمر عبد الوهاب الآنسي فقد اتهمته بعرقلة إختيار نبيلة رئيساً للفريق ، وحين تدخل القيادي الاشتراكي يحيى أبو إصبع اتهمته بـ\"النفاق\". ثم واصلت هجومها إلى صادق الأحمر مطالبة إياه بلبس بنطلون جنز ليثبت مدنيته .. .

أيام تمر ويوجه محمد علي أحمد( كلاي ) ضربات قاضية لليزا الحسني التي اعترضت على استمرار جلسات حوار فريق القضية الجنوبية الذي يرأسه محمد علي احمد قبل تسليم قاتل الشابين أمان والخطيب الإعتراض تطور ليتحول إلى جولة ملاكمة غير متكافئة بين شخص من الوزن الثقيل وواحدة من وزن الريشة لتبقى المرأة مجددا محور أحاديث المؤتمر بدموعها التي انهارت بغزارة لينتهي الموقف بالصلح الأسري بعد أيام

أروى محمد علي عثمان كان لها حضورها من الجلسات الأولى عبر مطالباتها بإنشاء الفرق الفنية للنهضة بالأمة مطالباتها تلك تشبه المدرهة ( المرجيحة ) أحد أهم اهتمامات أروى بالتراث تصريحات تنهض بالأمة دون أن تتقدم خطوة ألمهم تتحرك الأمة وهي في مكانها ولكن إيقاع الفلكلور الشعبي .

الصراخ في وجه عبد ربه العواضي بلفض ( قاتل قاتل ) كان هو زغرودة الخروج للشيخ من القاعة انطلقت من حناجر النساء في زفة أسطورية للشيخ الذي جعلته زفة أخرى سابقة قتل فيها الشابان العدنيان أمان والخطيب أشهر شيوخ اليمن وهكذا تتسطر المشاركات موقفا جديدا مثيرا للجدل .

سميرة علي قناف زهرة كان لها وجودها في المؤتمر من خلال صرختها أين أبي متسائلة عن مصير أبيها أبرز المخفيين قسرا منذ عشرات السنين بعد اغتيال الرئيس إبراهيم الحمدي رحمه الله عليه حيث كان يشغل قائدا للمدرعات ومقربا من الزعيم الراحل .

النساء ورغم تمثيلهن لـ 29 % من العدد الإجمالي للمشاركين إلا أن نسبة استحواذهن على الأخبار كان أعلى من ذلك بكثير وإذا أضيف لهن أحد الأعضاء (الرجال ) ليكمل النسبة المقررة وهي 30% كونه يمتلك أهم خصيصة نسائية وهي الثرثرة ومضغ اللبان بطريقة مستفزة فهذا يعني أن النساء يمثلن ثلثي المؤتمر .

وهكذا فنساء مؤتمر الحوار المثيرات للجدل يجعلنا نصرخ ( مو في بكن ) ( مو تشتين ) شغلتونا .والسؤال موجه أكثر للرجل الأنثى الذي بدأت تصريحاته تصبح أكثر استفزازا من أي وقتٍ مضى .