خلال نوفمبر فقط.. حياة 47 شخصًا إنتهت بسبب الحوادث المرورية مجاميع تابعة للانتقالي تقتحم فعالية شبابية في المكلا وتعتدي على المشاركين من هو مسعد بولس؟.. نسيب ترامب الذي اختاره ليكون مستشاره للشؤون العربية والشرق الأوسط طُريق سفيراً غير مقيم لليمن لدى أذربيجان دخول فصائل شيعية إلى سوريا لإنقاذ جيش الأسد بعد عمل رونالدو المذهل والكبير .. تعرف على أشهر 10 نجوم دخلوا الإسلام غارات روسيا ونظام الأسد تقتل نحو 56 شخصاً بينهم 20 طفلاً في إدلب وحلب واتساب لن يعمل على هذه الإصدارات من آيفون في 2025 القيادة الأمريكية تعلن عن عمليات جديدة في البحر الأحمر نحو 100 قتيل في اشتباكات عنيفة بين مشجعين خلال مباراة كرة قدم
إن الساحة المجتمعية اليوم تموج بحالة من الخلل الناشئ عن ( التضخم الكمي ) الذي فرض نفسه على حساب التربية النوعية ، الأمر الذي أفرز الكثير من الظواهر المرضية من أخطرها تطاول الصغار على الكبار ، والجهال على العلماء ، والطلاب على المعلمين، وهو خلق صار ظاهرة خطيرة تنعكس على التناسق المجتمعي ،والاتزان المعرفي ،والسلوك الإيماني ، وسأركز هنا على التطاول على علماء الإسلام ، وما ظهر لهم من عداوة من بعض المنافقين والجهال ،حتى أن الواحد منهم ينسى قاموس الأخلاق ويستجمع كل ما في قاموس الابتذال ،فيتحول إلى عدو شرس للعلماء، فيتتبع سقطاتهم ،ويبحث عن زلاتهم ،ويحفر في نياتهم ، ليجردهم من كل فضل عملوه ،أو نبل غرسوه ،فلا يعرف لهم حسنة ولا يغفر لهم زلة، ، وجعلوا منهم هدفا لسهامهم المسمومة ، يتهكمون عليهم ، في منتدياتهم وأعمدة صحفهم ، بل وفي بعض مسلسلاتهم ، لتعطيل الانتفاع بعلمهم، واجتماع الناس حولهم ، ومع عدم ادعائنا بعصمة العلماء ،ولكن على العاقل أن يرى بان سيئاتهم ربما تغرق في بحر حسناتهم ، وخاصة العلماء العاملين ،وهذا هو الأصل عند أصحاب العقول الراجحة ، الذين يخافون الإفلاس الأخلاقي ، ويعرفون لأهل الفضل فضلهم ، ويتقون الله في حكمهم.
يقول الأستاذ/ ياسين عبد العزيز في كتابه البصائر الواضحة تحت عنوان بصيرة في الآداب مع أئمة العلم والهدى بعد أن سرد كلام الله في فضل العلماء (كيف وهم أوعية كلامه وكلام نبيه صلى الله عليه وسلم ومعلموا دينه وأحكامه ،وتفسير كتابه وشارحوا سنة نبيه وورثة رسوله ،وقد أمر من لا يعلم عن دينه أن يسألهم عما يجب ويحرم وما يستحب وما يكره وعما يباح بقوله \"فسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون\" وأن نأخذ عنهم علم الكتاب والسنة وما يوثقانه من العلوم الواجبة والمستحبة وأن نجلهم ونوقرهم ونحترمهم وأن ندنوا منهم لأخذ أطايب الكلام والعلوم منهم ،وأن نشجع أبناءنا للجلوس بين أيديهم للأخذ عنهم ، وأن نتعلم آداب مجالستهم ،وآداب طلب العلم على أيديهم...)، أما المفلسون أخلاقيا فقد ذهبوا يغوصون في أوحال السب والشتم والتجريح وانتدبوا نفسهم للعمل مع الشيطان لصرف الناس عمن يحمل النور والهداية ، بشتى الوسائل المتاحة، فيطعنوا فيهم بغياً وعدواً وهم لا يشعر ون أنهم قد ركبوا متن الشطط ، ووقعوا في أقبح الغلط ، لأن حرمة العلماء مضاعفة ، وحقوقهم متعددة فلهم كل ما ثبت من حقوق المسلم على أخيه المسلم ، ولهم حقوق المسنين والأكابر ، ولهم حقوق حملة القرآن العظيم ، وسنة نبيه الكريم ،ولهم حقوق العلماء العاملين ، والأولياء الصالحين قال تعالى في الحديث القدسي \" مَن عادى لي وليًّا فقد آذنته بالحرب \"
قال ابن المبارك (مَن استخف بالعلماء ذهبت آخرته،..)وقال الإمام أحمد بن الأذرعي: \"الوقيعة في أهل العلم ولا سيما أكابرهم من كبائر الذنوب\"وهؤلاء المتطاولون على العلماء مُعرَّضون لاستجابة دعوة العالم المظلوم عليهم، فدعوة المظلوم -ولو كان فاسقًا- ليس بينها وبين اللَّه حجاب، فكيف بدعوة ولي اللَّه الذي قال فيه: (ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه)؟ وقال تعالى{وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا} فإذا كان هذا بالمؤمنين والمؤمنات عامة، فما بالك بالمؤمنين والمؤمنات العلماء؟ ومن طعن في العلماء حرم هداية السماء ، فالهدى جاء به الأنبياء وحمله من بعدهم العلماء ، فأنا لمن كسر الجرة بالماء ؟ قال تعالى \" ومَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ\"
والاحتقار محرم بالجملة بين المسلمين- باستثناء أهل الضلال والزيغ احتقارا لمنهجهم لا ذاتهم - قال صلى الله عليه وسلم : \"بحسب امرئ من الشرّ أن يحقر أخاه المسلم، كلّ المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه\" يعني يكفي المرء شرا احتقاره للمسلم فما بالك إذا كان عالما أو تقي زاهدا؟ وأخيرا ،إن العلماء والدعاة لا يضرهم من خذلهم ولا من شتمهم ، كما لم يضر الأنبياء من قبلهم ، ولأنهم ورثة الأنبياء، ورثوا منهجا يبلغوه، بغض النظر عن بغض الكافرين والمنافقين ، ورضا الحكام والمحكومين ، وأذية السفهاء المجرمين ، فرسول الله صلى الله عليه وسلم أسوتهم وهو الذي قال له ربه \" وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا\" إن الاستمرار بالدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر و التوكل على الله وحده، كفيل بحماية الله ورعايته والنجاة من عذابه وغضبه ومن كان له ذلك فقد فاز ،وهذا هو المبتغى والأساس.
الى توكل كرمان أن يشتم العلماء علمانيون ،فهذه بضاعتهم ردت إليهم ،لكن أن تنجر إلى مائدتهم لتنهشي عرض إخوة لك ، في مقالك الذي نشرتيه في صحيفة الثوري مؤخرا بعنوان\"حول زواج الصغيرة ، وغياب التجديد والإصلاح الديني \" فهذا لا يليق بك ماذا يعني قولك \"غير أن ماتقوله نظريات الطب النفسي هو أن هواة الزواج بالطفلة والرضيعة ومن يسيل لعابهم بحاملات مصاصات الحليب يعانون من شذوذ جنسي خطير وانحراف نفسي مدمر ومن الحمق أن يصغي اليهم أحد أو أن يأخذ احد أحكام دينه وتعاليمه منهم\"
هل من يأخذ الناس منهم الدين لأنهم أفتوا بغير ما ترغبين تقذفيهم بالشذوذ الجنسي ؟ أسأل الله لك الهداية .
ثم منهم الذين تطالبين بالتحرر منهم؟ عندما تقولين \"دعوني أقول إننا بحاجة ماسة إلى قدر من التنوير الثقافي الشامل إذا أردنا التمتع بالحد الادني من الكرامة الإنسانية ، تنوير يحرر العقل من الأوهام ، والدين من القساوسة والرهبان ، والمجتمع من ويلات الفكر الكنسي وعبدة التقاليد والتراث\"؟ فكيف تخرجين العلماء من الإسلام وتكفيرهم بهذه الطريقة؟ وأنت تعلمين أنهم مسلمون لا كنسييون، وعلماء لا رهبان، والفكر الذي يحملونه فكر محمد صلى الله عليه وسلم ، وأنهم عبدة للملك الديان، لا عبدة للتقاليد ،وأنت بنت الإسلام ؟ لن أطيل عليك إنما سأترك للعقلاء أن يحكموا ، قبل أن تلتق أنت والعلماء بين يدي رب الأرض والسماء \" هذان خصمان اختصموا في ربهم \" والله حسبنا ونعم الوكيل