الشيخ محمد المؤيد..يا فخامة الرئيس..ويا وجع الكرام
بقلم/ كاتب/مهدي الهجر
نشر منذ: 16 سنة و 11 شهراً و يومين
الإثنين 24 ديسمبر-كانون الأول 2007 09:24 م

مأرب برس - خاص

بعث الشيخ محمد المؤيد برسالة إلى فخامة الأخ الرئيس يستعطفه ويستنصره ، يشكو له القهر ويشكره على موقفه تجاه قضيته ، في الوقت الذي يجد له الأعذار لكنه يستزيده.

وبدورنا نحن البسطاء أصحاب لا حول نحيي الأخ الرئيس ونشكره على مواقفه تجاه محنة الشيخ ومرافقه في الوقت الذي نستصرخ فيه شهامة الصالح كقبيلي ، وعزته كمسلم ، وإقدامه في الجسام من القضايا والمواقف كما عودنا ، لأن يزيد في الموقف والدور.

الشيخ محمد المؤيد ، احد أقيال اليمن ، وكرامتها اليوم ،وتاريخنا المنكس في الغد ، قضيته وقيعة حقيرة كاذبة ليس لها أي أساس تولى كبرها محمد دحلان بالتنسيق مع مطبخ الموساد الإسرائيلي كما تكشفت أخيرا ، ومن ثم فهي سياسية في المقام الأول وليست قضائية قانونية ، التعاطي معها يجب أن يتم عبر المفاوضات والغرف المغلقة أو عبر الخطوط الأمنية الاستخباراتية كما في الكثير من القضايا التي تمرر ، لا بالتعويل على جهود المحاميين وملفات من هذا القبيل.

والولايات المتحدة الأمريكية تربطها مع الآخرين شبكة من المصالح وعدد من الملفات والقضايا هي في الواقع محل توافق واهتمام مشترك ، فان لم تكن فيجب أن تكون, فليس بمقدور الأمريكان في كل الأحوال الإملاء والتوجيه .

إنما قاعدة التعامل على أساس شيلني أشيلك هي الحاضرة في وعي كل طرف أو مفاوض ، فإذا كانت تحسنه الجماعات بما تمتلكه من أدوات وهي تفاوض الدول والحكومات، فان الدول في مواجهة بعضها رغم التفاوت بينها تمتلك أدوات وفرص ذات مساحات أوسع وأكثر في سياق علاقاتها الدولية حتى وان كان التصنيف لها هامشية في مقارنة دول المركز ، بل ربما تحسن الهامشية لغة الكر والفر والاستفادة من سنة التدافع في الصراع بين الكبار بما يعطيها في النهاية نقاط أفضل ومواقف متقدمة .

فان كان حجم هذه الدولة يفرض لها على الآخرين حق الأسد على الغاب ، فان الله سبحانه وتعالى برحمته أبقى على التوازن في مجالات أخرى ، بحيث أعطى للثعلب الضعيف قدرات وامكانات من نوع آخر تمكنه في حال استنهضها ووظفها من مشاكلة الأسد وترغيم أنفه وإجباره على ترك مساحات وحقوقا ولو بنسب ، المهم انه مهيأ لها وتبقى في اطراد.

فخامة الأخ الرئيس .. وقد اختارك الله علينا وولاك أمرنا ، فان همومنا عليك عند الله يوم القيامة ، وهم المؤيد على جبينك اليوم ، وحول عنقك يوم العرض الأكبر وعند محاسبة كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته أمام ملك اليوم ويوم الدين ، فلن ينجيك ويفلحك بالفوز إلا استنفاذ الطاقة وكل الحيل والأسباب .

لا نتهمك هنا أو نبهت ما سبق لك من دور ، فقد قلناها بالثناء ، وحمدنا لك موقفك وصنيعك بشأن هذه القضية ، لكنا نريده موقفا يرتقي إلى سقف وحجم علي عبد الله صالح كما عرفناه عند مقارعة الخطوب ، وأسبابا وحيلا تبلغ ذكاء الصالح المعهود في سياق العلاقات الدولية بامكانات الداخل أو فرص الاستعانة بجهود الأطراف الإقليمية والدولية.

إن القرار السياسي اليوم في مستواه المركزي يعيش كربة عميقة بفعل المستجدات الأخيرة وتداعياتها ، وان النخب والعقلاء وكبراء القوم والأعيان في هذا الشعب هم أيضا يعيشون هموما وكربا ويتوجسون خيفة وقلق على هذه السفينة التي نحن جميعا على سطحها جراء الآفات والقوارض التي تحتوشها من كل جانب .

وان الشعب في عامته وهم البسطاء يعيشون كربات وأهوال إزاء هذا التداعي الذي أتى عليهم بالخناق والكتمه في الحياة المعيشية وما جرته من اختلالات في النسيج الاجتماعي.

المحصلة أنها كربات وأمواج بعضها فوق بعض ....

لكن الأمل يشرق في تلك البشرى القطعية والتي لا مراء حول مقدماتها ونتائجها .

من نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفس الله له مثلها وأكثر في الدنيا والآخرة ، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ، وهذه حقائق مشاهدة ومروية في حياة من يعيش الآن ومن مر في الأمس.

وهي تجري على الأفراد والجماعات والدول سواء بسواء ، والله يجازي بحسبه وكلا من جنس عمله ، ولا يظلم ربك أحدا [إن ربي على صراط مستقيم ]

من يدري يا فخامة الرئيس – وأنا على يقين – أن إقدامكم واصراركم ونيتكم في التنفيس عن كربة الشيخ المؤيد ومرافقه أن ذلك يكون سببا في التنفيس عن ما فيه شعبنا اليوم .

فقدر النفس عند الله عظيمة كيف لو زادت بأنها مسلمة ، فمن قتلها فكأنما قتل الناس جميعا ، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ، وإنما ترحمون بضعفائكم .

أما من خذل مسلما في موقف يستطيع فيه نصرته إلا خذله الله في موقف يكون فيه أحوج ما يكون للنصرة ولا يجد له ثمة نصير .

وللأخر ....

فمن بلغته هذه الكلمات على ما يظن بها من مآخذ وهو يجد في نفسه القدرة والاستطاعة حسب نوعه وسعته ثم لم يبادر في نصرة الشيخ ولو بكلمه فلينتظر متكأه على قعر ظلمة وكربة هي أشد عليه من كل كرب في هذه الدنيا قد مرت ، وحسبنا هنا أن هذا حيزنا وما نقدر عليه من طاقة ووسع ، وحسبها كلمات أنها حجة عند الله يوم القيامة على من مر من هنا ولديه الطاقة والوسع فلم يئن قلبه أو ينبس بشفة كأضعف الإيمان .

ونعني بالنصرة هنا هي تلك الوسيلة المدنية والتي سبيلها حضاري في أدواتها وإجراءاتها المختلفة وكلا بحسبه أكان فردي أو مؤسسي ، أعلاها جهود ذات ضغوط وأدناها أن يئن الضمير ويتمعر الوجه غضبا وألما.

لا ادري السر وراء هذا الخذلان للشيخ ...

فقد نسوه جميعا ، حتى من انسوا به ونعموا بصحبته ..

وقد كان الشيخ فك الله أسره سمحا ، كريما ، ساعيا على الأرملة والمسكين ، وسببا في تحصين الشباب وفوق ذلك قلبه معلق بفلسطين .

ما ضر أئمة المساجد في الحاضرة صنعاء وغيرها لو ذكروه بالدعاء في خطب الجمعة فيؤمن من خلفهم البر والتقي وتظل قضية الشيخ وقادة ومشتعلة في النفوس.

ولماذا تبلد هذا الكاتب والصحفي فانتكس على قفاه حتى احتبس على قضايا ثانوية مكررة أو ثرثرات أشبه بمجالس ذات الخدور ، فان جد وانتبه حسب زعمه فكلمات ذات أشواك أو اصطياد في قعر نتن .

وتلك المنظمات المدنية والمجالس القبلية وأخرى وأخرى ....ما اقلها هنا وأكثرها ضجيجا وجلبة عند الفراغ..

ماذا لو ارتفع الجميع بصوت واحد لكنه متتال ومستمر لا أن يكون كبيضة الديك .

أعجز الجميع بكل تلك النياشين والمسميات والرتب أن يكونوا كقناة الجزيرة عليها السلام ؟..تلك التي بحجم علبة الكبريت على حد توصيف الرئيس مبارك التي أيقظت العالم ولم تقعده بشان مراسلها تيسير علوني ومصورها سامي الحاج فك الله اسر هما ، حتى ما بقي إنسان يتحرك في هذه المعمورة إلا وبلغه الصوت والخبر .

زد بأننا أصحاب مركز وثقل ومساحات وحسابات مصالح ،والقرار الأمريكي اليوم هو في حقيقته قرار شركات همها مصالح في المقام الأول آنية واستراتيجية بعيدة ..

فهل إذا بلغه بعين راصد ولسان خبير من خلال استشراف واقع فعلا أن قلوبنا عليه تغلي بسبب ظلمه وان أطفالنا وأجيالا تترى ستولد وتنمو على كراهيته والبصق عليه وعلى منتجاته .؟..ألن يعي نفسه ؟ ويعيد إنتاج مواقفه إلينا على وحي من المصلحة ؟

الشيخ محمد المؤيد حسرة في القلب ، ومرارة في النفس ، وغضب يعتمل ، وشاهد على المرحلة ..نصر الله من نصره ..وخذل الله من خذله.

alhager@gawab.com

مشاهدة المزيد