آخر الاخبار

بعد سيطرتها على حلب وكامل إدلب.. قوات المعارضة السورية تتقدم نحو حماة .. انهيارات كبيرة لقوات النظام مؤتمر في إسطنبول يناقش السرديات الإعلامية الدولية حول اليمن ويطرح رؤى جديدة لتصحيح الصورة النمطية مليشيا الحوثي تفرض جمعية تعاونية على المواطنين في الضالع. مليشيات الحوثي تجبر طلاب المدارس على الطواف حول مجسم الهالك حسن نصر الله .. احياء تقديس الاصنام - فيديو اختتام بطولة الشهيد حسن فرحان بن جلال لكرة القدم بمأرب. قوات دفاع شبوة تعلن ضبط خلية حوثية في مدينة عتق وتتوعد بالضرب بيد من حديد الفريق علي محسن: علم الاستقلال في 30 نوفمبر هو ذات العلم الذي يرفرف في كل ربوع اليمن علما للجمهورية الموحدة بن عديو: على مدار التاريخ كانت عدن مطمعا للغزاة وفي ذات الوقت كانت شعلة للثورة والمقاومة والانتصار التكتل الوطني للأحزاب يوجه طلبا لكافة القوى السياسية والجماهيرية في اليمن كيف حصل الملف السعودي على أعلى تقييم لاستضافة مونديال 2034؟

الشهيد عبدالله الحاضري في رحاب الخالدين
بقلم/ د شوقي الميموني
نشر منذ: 3 سنوات و 7 أشهر
الجمعة 30 إبريل-نيسان 2021 10:11 م
 

 تعرفت على الشهيد في سن مبكر ربما كانت أعمارنا حينها 17 او 18 عام عشنا مع مجموعة من الأصدقاء سنين طويلة تعاملنا مع بعض وسافرنا مع بعض، كل واحد منّا كان لديه مايميزه من الصفات! لكن لم يبرز بيننا ويتميز أحد أكثر من (ابو حمزه) كنيته تلك الأيام..

كان صاحب عقل راجح منذ صغره يفكر على طريقة الكبار، ظهرت الحكمة في تصرفاته بشكل ملفت.

عاش الشهيد مع أخوه سيف في جو أسرى له ايديولوجيات مختلفة، لكن الله أراد لهم سلوك طريق مختلف فهيئ الله لهم المدرسة والمسجد والرفقة الصالحة انارت لهم عقولهم ورسمت لهم الطريق الذي سيسلكوه بقية حياتهم، كانت الأسرة تشكل عليهم ضغطا شديد كانت تحاول جرهم للخلف إلا أن الأفكار السامية التي اكتسبوها والهمة العالية التي يملكونها تغلبت على الظروف المحيطة بهم ومضوا في طريقهم بعيداً عن أفكار ومعتقدات اقربائهم.

عاش الشهيد كبيراً ساميا يشق طريقه بسرعة البرق بثبات وإتقان وتفاني وطموح قلما تجده عند غيره. اذكر أن أحد الأصدقاء المقربين لي وللشهيد كذلك كان أكبرنا سناً وعقلاً ومكانة ومعرفة للرجال وكان يعرف الشهيد عز المعرفة، قال لي أن ابو حمزة يملك من المواهب والمميزات والطموح والهمة العالية ما يؤهله لتقلد مناصب قيادية عليا في الدولة وربما يصبح رئيس الجمهورية في يوم من الأيام ) قال لي هذا الكلام ولازال الشهيد صغير وفي بداية مشوار عمره. حينما تقرأ دفتر حيات الشهيد تجد أن معظمها كفاح وجهاد وجد واجتهاد ولم يحاول يوما طلب الراحة لبدنه.

تقلد الشهيد مناصب كبيرة في الجيش تمكنه من العيش مع طبقة الأثرياء، لكنني في هذه السطور أدلى بشهادة لله ثم للتاريخ تثبت نظافة يده وقلبه، اتصل بي ذات مرة فالتقينا بعد إنقطاع طويل فقال لي أريد أن استشيرك في موضوع، فذهب بي إلى حي الأندلس في صنعاء فتوقفنا ونزلنا من السيارة فقلت إلى أين؟ قال إلى بيتي قلت أين بيتك قال هذا وأشار الى مكان اقتربت منه تفاجاءت ببناء بسيط متواضع تحت الأرض يعني بدروم! قلت له هل تسكن هنا؟ قال نعم هذا بيتي لم أستطع أن أكمله وأريد أن ابيعه، لكن هل استطيع بثمنه شراء بيت جاهز، ما رأيك؟.

عندها أدركت أن الذي أمامي ليس إنسان فقط بل صنف من الرجال قلما نجد مثلهم في زماننا هذا. كان من أوائل من وقف مع دولته وجمهوريته ظهر هذا جلياً في حضوره ومشاركته في حروب صعده الست ضد الحوثي..

وكان السباق في مقاومة الإنقلاب الحوثي منذ ساعاته الأولى قاومهم بقلمه ومنصبه وخبرته وأخيرا قاومهم بيده وسنانه حتى فاضت روحه إلى بارئها ولسان حاله يقول: ‏بَحَثتُ عن هِبَةٍ أَحبُوكَ يا وطني فـلـم أَجِـد لـك إلّا قلبيَ الـدّامـي الخلاصة أن شهيدنا أدى واجبه بكل إخلاص وتفانٍ وجد فعلم الله سريرته وصدقه واخلاصه وجهاده فكافأه باعظم ما يحلم به أصحاب الهمم العالية.

ذهب نظيف اليد نقي القلب سليم العقيدة شديد الولاء لدينه ووطنه وجمهوريته. اسأل الله العظيم رب العرش أن يتقبله في الشهداء ويسكنه الفردوس الأعلى من الجنة، ويا سعادة من حظي بميتة كميتة اللواء الدكتور عبدالله الحاضري.