آخر الاخبار

بعد سيطرتها على حلب وكامل إدلب.. قوات المعارضة السورية تتقدم نحو حماة .. انهيارات كبيرة لقوات النظام مؤتمر في إسطنبول يناقش السرديات الإعلامية الدولية حول اليمن ويطرح رؤى جديدة لتصحيح الصورة النمطية مليشيا الحوثي تفرض جمعية تعاونية على المواطنين في الضالع. مليشيات الحوثي تجبر طلاب المدارس على الطواف حول مجسم الهالك حسن نصر الله .. احياء تقديس الاصنام - فيديو اختتام بطولة الشهيد حسن فرحان بن جلال لكرة القدم بمأرب. قوات دفاع شبوة تعلن ضبط خلية حوثية في مدينة عتق وتتوعد بالضرب بيد من حديد الفريق علي محسن: علم الاستقلال في 30 نوفمبر هو ذات العلم الذي يرفرف في كل ربوع اليمن علما للجمهورية الموحدة بن عديو: على مدار التاريخ كانت عدن مطمعا للغزاة وفي ذات الوقت كانت شعلة للثورة والمقاومة والانتصار التكتل الوطني للأحزاب يوجه طلبا لكافة القوى السياسية والجماهيرية في اليمن كيف حصل الملف السعودي على أعلى تقييم لاستضافة مونديال 2034؟

شكراً علي صالح
بقلم/ ابتهال حسين الضلعي
نشر منذ: 13 سنة و أسبوع و 3 أيام
السبت 19 نوفمبر-تشرين الثاني 2011 05:56 م

كان لابد من حالة الغربلة التي تحدث للبلاد في فترة الثورة أن تظهر لنا حقائق كثيرة وأن توضح للعالم الصورة الحقيقية عن ماهية البعد الثقافي والحضاري التي يتميز بها اليمن...تصحيح الصورة السلبية لهذا الوطن بات ضرورة والذي وصمت سمعته وعلى مدار 33 عاماً بأنه البلد المتأخر، المتخلف، الراعي للإرهاب، الفقير، المتسول على أبواب الجهات الدولية ، البلد المتعب "المتمقرط" إسمياً وغيرها من النعوت والصفات التي إلتصقت به. حتى في أذهان إخواننا العرب إنطبعت تلك الصورة المؤلمة عن الإنسان اليمني المريض رث المظهر المتعب والتي تفنن النظام بتشكيلها بسبب طريقة إدارته للبلد والتحكم بكل مصادر المعلومة فيه وقمع قدرات أبناءه ورفع من لاقيمة له إلى أعلى القمم ودفن الكنوز القيمة من العقول والقدرات والكفاءات أسفل السافلين.

نعم كانت هناك منهجية للعمل على عدم إظهار وجه اليمن الحضاري فوزعت المناصب على من يزيد إدارة البلد فشلاً، ودفع بكل صاحب قيمة أو مبدأ إلى خارج مسرح صنع القرار، و حيد كل من كان يحمل مشروعاً تنويرياً في مجال عمله أو منطقته، و أبعد كل من كان يقترح تعديلاً يقتضي تصحيح المسار في كل شأن من شؤون الحياة في هذا الوطن الذي قلما ظهر لنا خيره وأصبح إسمه "عبئاً" على كثير من أبناءه.

اليوم ومع هبوب رياح العزة وبزوغ فجر الكرامة وإشراقة شمس الحرية تغير الحال، هذا ونحن ما زلنا نعيش الفعل الثوري فما بالنا عندما ننتهي من وضع أخر مكعب لصورة اليمن الجديد. إنقشع غطاء العصبية الأعمى وتبددت المعايير الظالمة التي زرعها نظام فاسد في جنبات المجتمع على مدار سنوات طوال كان يتم من خلالها تقييم الأشخاص بناءً على ولائتهم ومناطقهم ومحسوبياتهم. ظهرت أخلاق الإنسان اليمني الحقيقية. ظهرت الشهامة والحكمة والعزة. ظهر إحترام الآخر و القوانين المتفق عليها (كما يحدث في الساحات) وتقدير المجتمع للمشاركة الجماعية والعمل التطوعي ومشاركة النساء. ببساطة ظهر معنى الإنتماء وحب الوطن الحقيقي وظهرت من خلاله أخلاقيات اليمني الأصيل .

الشكر يذهب لعلي صالح الذي حول بغباءه وإنتصاراته الوهمية في سحق قيم هذا المجتمع إلى قوة دافعة ليس لقوة أخرى أن تصدها، قوة شباب حبسوا خلف جدران ضنك الحياة، وقوة نساء حبسن خلف جدران العيب والعار، وقوة أطفال حبسوا خلف جدران طفولة مشوهه ومسروقة. شكراً علي صالح أن كنت سبباً في تجلي هذه الثورة العظيمة بعظمة إحترام وتقدير دور النساء، الرائدة بأخذ خيارات الشباب بعين الإعتبار، الجامعة بما جمعت في طياتها من أطياف وشرائح المجتمع اليمني المختلفة. قبح نظامك وفساده أظهر نقاء وطهر أبناء هذا الوطن ورداءته أظهرت قدرات ومكنونات شبابه، وجهله أظهر عبقرية شعبه، وتخلفه أظهر تحضر أبناءه.

شكراً علي صالح أن وفرت لنا فرصة أن نحيا بأصوات وأقلام وأسماء غيرالأصوات والأسماء والأقلام البائسة التي صدرت أصحابها للواجهه وفرضتها علينا وعلى العالم على مدار 33 عاماً. أسماء رفعت إسم هذا الوطن في شهور قليلة في حين عجزت أن تخلق نفحة من نفحات ما فعله هؤلاء لعقود، أسماء كفؤاد الحميري ووسيم القرشي وتوكل كرمان وجمال جبران ومحمد العلائي ومنى صفوان ومحمد الربع وعلي ناصر البخيتي وأحمد الزرقة وجمال المليكي وإبراهيم الصايدي وعزيزة عبده عثمان وتفاحة العنتري وغيرهم كثر ممن غيبهم ظلمك وأظهرهم بطشك.

اليوم نحن من نصنع مستقبل اليمن، لسنا كما يظن البعض أفلاطينيون نعيش في "المدينة الفاضلة" ولا ندرك الصعاب والتحديات، لكننا مؤمنون بأن زمن إظهار الكفاءات المغيبة قد حان وأن زمن إحقاق الحقوق ووضع الشخص المناسب في محله للدفع بعجلة الأحلام إلى حيز التحقيق هو هذا الزمن الذي نعيشه الآن بلا شك. لذا تأكد بأن همتنا التي رأيتها في الثورة ليست سوى البداية، فما زال أمامنا الكثير لنفعله أمهلنا فقط حتى ننتهي من إسترداد "وطننا" الذي سرقته.