ثعابين تحاصر الرئيس
بقلم/ أحمد عايض
نشر منذ: 17 سنة و شهر و 21 يوماً
السبت 06 أكتوبر-تشرين الأول 2007 12:44 ص

مأرب برس – خاص

في كل يوم يفاجئنا فخامة الرئيس بمواقف نكتشف منها خطورة الوضع الذي يحيط به شخصيا , فثمة تحديات خطيرة تحدق به خاصة من المحيطين به ومن جهازه الإعلامي الذي يمارس دور التضليل والخداع في إخفاء الكثير من الحقائق عليه , مما يجعل أطروحاته أمام الرأي العام محل " زعزعه ثقة " .

حسب معلوماتي " المتواضعة " عن عدد من رؤساء العالم أنهم يبدءون يومهم منذ ساعات الصباح الباكر بالإطلاع على تقارير معدة بعناية فائقة وكتبت بمصداقية ومهنية عالية من قبل المعدين لها ليكون رئيس الدولة على بينة من أمر بلدة.

 تلك التقارير تجعل من أولئك الزعماء يتخذون قراراتهم ورؤيتهم للواقع على ضوئها ,حيث يتم وضع البلد بين يدي الرئيس بكل ألوان الطيف السياسي وتوجهاته سياسيا واقتصاديا ليطلع على شئون بلدة بمنظار مجرد عن الخداع والزيف وحتى لا يقع في موقف محرج أمام الرأي العام باعتبار أن ما يتخذه الرئيس من تصرف سيكون مرصودا من كل أطراف الصراع السياسي في أي بلد كان .

كانت " أخر الصرخات الرئاسية " ما كشف عنة فخامته يوم أمس في لقاءه مع منظمات المجتمع المدني ذالك اللقاء الذي أقصيت منه عدد من المنظمات التي يديرها أو يرأسها شخصيات من اللقاء المشترك .

الرئيس وهو يحاول أمام تلك المجاميع أن يقنعهم بمبادرته الرئاسية والتي صُرف من أجلها أكثر من " 40" مليون ريال كبدل سفر ونثريات للحاضرين الذين جيء بهم من عدد من محافظات الجمهورية لينصتوا خاشعين لمبادرته التي كان الأولي إن يتحاور عليها أهل ألاختصاص من أهل السياسة وصًناع القرار .

 لا أدري ما الذي حدا بالرئيس ليفتح جبهة جديدة مع الصحفيين حيث وجه اتهامات لا تليق به شخصيا أن يوجهها بتلك الطريقة الفجة عند اتهامه لهم بأن " الادعاءات التي تتحدث عن تعرض الصحافيين لمضايقات
هي مدفوعة الأجر وأن بعض الصحافيين يدعي ذلك من أجل الضجيج الإعلامي وتهييج الرأي العام".

أتساءل لماذا الرئيس يمنح أجهزة أمنه صكوك " التنزيه " من الوقوع في الخطأ رغم أن فخامته قد جرب حياة " العسكرة " حينا من الدهر وهو أعلم بحصول مثل هذه الأخطاء إن لم تكن مدبرة من أجهزة الأمن " بل ومدفوعة الأجر كما عبر عدد من الصحفيين ردا على اتهامات " الصالح " .

ترى هل يعيش الرئيس حياه عزلة عن هموم الناس ومشاكلهم ويكتفي بما يقدم له من تصورات أو تقارير خاصة إذا كانت صادرة عن دوائر الإعلام الرسمية والحزبية, هذه التقارير التي ستعمل مع تقادم الأيام في تشكيل ذهنية خاصة للرئيس ستكون عبارة عن " طبقات بعضها فوق بعض من " الواقع الإفتراضي " الموجود على تلك الأوراق فقط .

الرئيس شبة الشعب اليمني يوما بالثعابين وذالك قبيل الانتخابات الرئاسية, لكن الأيام تكشف أن ثمة ثعابين بل أفاعي " تحاصر الرئيس " شخصيا وتعمل على نقل واقع غير الواقع الذي يعيشه الناس , بل لقد نجحت تلك الأفاعي في الوصول بالرئيس إلى قناعات رفض فيها كل موضوع يتحدث عن مشاكل الناس ومآسيهم " وما جرى من حديث وحوار في لقاءه باللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام خير دليل على ذالك .

حيث ناقشت عدد من الشخصيات المؤتمرية الرفيعة وصارحته بما يجري في الشارع اليمني فكان رد الرئيس " هذا كلام المعارضة " .

الناس أوصلهم الجوع للبحث عن ما يأكلوه في براميل القمامة والرئيس ينفي لأن ذالك لمن أكاذيب المعارضة , صحفيين ضُربوا وأهينوا وصفعوا ووصل بالبعض منهم أن بالوا على رأسه في سجون أجهزة الأمن ,ومع كل ذالك الرئيس ينكر لأنة يعتبر ذالك مسرحيات بقوم بها الصحفيون .

لست أدري هل يجيد الرئيس التعامل مع ألانترنت,وهل يتصفح ما يكتب عنة وعن وزراءه وعن ما يجري من ظلم وقهر أم أنة يكتفي بما يختاره جهازه الإعلامي فقط .

أظن أن على الرئيس أن لا ينظر بعيون وعقول المحيطين به بل علية أن يرى بعيون البسطاء من أهل اليمن وعامتهم ليكتشف الحقيقة الغائبة والتي نكتشفها في تصريحاته وخطاباته بين الفينة والفينة وكم هو بعيد عنها كل البعد ..

لماذا لا يجرب الرئيس في تغيير جهازه الإعلامي كما يعمل على تغيير الدولة والتشكيلات الحكومية التي نسمع عنها بين فترة وأخرى, تلك التغييرات التي لم نلحظ أي فرق في إدارة الدولة وتحقيق منجزات نعتز بها سوى في اختلاف الأسماء للوزراء.

فخامته الرئيس أرجو أن لا تصنع لنفسك برجا عاجيا بعيدا عن الناس فالكثير منهم قد منحك الحب والثقة ’ ورضي بك قائدا فلا تخيب آمالهم فيك .

فحامه الرئيس ثق أن ليس من كل بجوارك يصدقك القول وليس كل من يخالفك الرأي يعاديك , عليك بفتح صفحة جديدة مع الشعب الذي هتف لك وبالملايين " بالدم بالروح نفديك يا علي " هل تأملت معانيها يوما لتعرف عظيم مغزاها وكبير معناها .

فخامة الرئيس لا تصنف معارضيك وبالتحديد " اللقاء المشترك " كالرئيس الأمريكي من لم يكن معنا فهو ضدنا فهناك الكثير منهم من يصلح أن يكون عونا لك في بناء اليمن الجديد , خطابات ألاستعداء أصبحت سياسة يعافها محترفو صناعة القرار ومسئولي العصر فلا داعي لتلك النغمات التي لا تليق بمقامك .

فخامة الرئيس أمنح نفسك بعض الوقت لتقييم جهازك الإعلامي لترى مدى الفداحة التي ترتكب ضدك شخصيا باسم الدفاع عنك , واعلم أنك أصبحت وسيلة يحقق الكثير من أتباعك أهدافهم باسم الدفاع عنك فهل يرضيك ذالك .

Mareb2009@hotmail.com

* رئيس تحرير موقع مأرب برس