إرهاصات تقسيم اليمن بين السيد و الدنبوع
بقلم/ أحمد الضحياني
نشر منذ: 9 سنوات و 10 أشهر و 20 يوماً
الجمعة 02 يناير-كانون الثاني 2015 10:12 ص

على نحو غير اعتيادي اخذت القوى التي تشكلت بعد تسليم صنعاء تخوض مدافعة للوصول الى تحالفات سياسية تمكن كل طرف من نيل حصته من غنيمة الدولة؟؟ اتفق الرئيس هادي والحوثيين فيما على ما يبدوا تم ازاحة صالح مؤقتاً لفرضية الحصول على داعم اقليمي بعد فشل حصوله على دعم روسيا والصين .. وصمت السعودية.

العشرة الايام الاخيرة من العام 2014م تسارعت الاحداث بوتيرة عالية تزيد من انهيار البلد .. وارتبطت بالرئيس هادي والحوثيين لاستكمال الانقلاب الذي حدث في ال21سبتمبر الماضي.. فيما تحدثت مصادر اعلامية ان الرئيس هادي عقد صفقة مع الحوثيين بوساطة ايرانية بدت ملامحها في استقبال هادي للسفير الايراني وتطبيع العلاقات مع ايران بعد ان شهدت توترات اعلامية كبيرة في الفترة السابقة على ان تسحب وزارة الدفاع أي توجيهات تمنع او تواجه الحوثيين ..

تمكن الحوثيين في سيطرتهم الفعلية على مؤسسات الدولة وتمددهم في بعض المحافظات من وضع الطاولة السياسية عسكرياً لفرض خيارتهم واهدافهم على الرئيس هادي عبر صفقة تحالف خفي وغير مُعلن عقدوه مع هادي تبدوا ملامحه الواقعية الاتجاه لتقسيم اليمن الى شمال بيد الحوثيين وجنوب بيد الرئيس هادي.

اُستُوعِبت العديد من مليشيات الحوثي في القطاعات الامنية والعسكرية في العاصمة صنعاء وفرضت وجودها كسلطة نافذة على السلطات الرسمية.. فيما اعتبر مراقبون ان سيطرة الحوثيين على مؤسسة او سيلة فكلها جزئيات امام الانهيار الاكبر باستيلائهم عن طريق التسليم لمؤسسات الدولة السيادية مثل الدفاع والامن والبنك المركزي والاستخبارات والمنافذ البحرية والبرية والمطارات.. ويُعتبر الفخ الاكبر الذي تعرض له اليمن هو وجود الرئيس هادي على رأس السلطة ووجوده واستمراره هو اشد خطراً من مليشيات الحوثي كونه هو من يمنحها المشروعية والغطاء السياسي.. عوضاً عن تحالفه المريب وغير البريء معها.

يتم استثمار الغطاء السياسي الذي يمنحه الرئيس هادي للحوثيين في اتجاه مسار الاحداث وتوزيع قوة الدولة لصالحمها لأهداف غير بريئة تضر بالأمن القومي والسيادة الوطنية للبلد.. ابتدأت في العشرة الايام الاخيرة من العام 2014م ومرتبطة مباشرة بهما(الحوثيين وهادي) وبإشراف اقليمي ودولي ..ومن هذه الاحداث القرارات الرئاسية المعلنة وغير المعلنة لصالحهما معاً والتي اطاحت بما تبقى من انصار ثورة ال11من فبراير.. ففي ال23من ديسمبر اصدر الرئيس هادي قرارات طالت تغيير 7محافظين لمحافظات (عدن ـ الحديدةـ حضرموت ـ الجوف ـ صعدة ـ ذمار ـ المهرة) نصيب الحوثيين منها اربعة محافظات اثنتين منها حدودية مع المملكة العربية السعودية ..كما اصدر قرارات قضت في تنقلات في مؤسسات بحرية ومدنية واستثمارية وتعيين سفراء بوزارة الخارجية منهم وزير الدفاع السابق محمد ناصر احمد المقرب من هادي.

كما اصدر الرئيس هادي قرارات في الجيش قضت بتعيين زكريا الشامي نائب لرئيس هيئة الاركان العامة وترقيته من رتبة مقدم الى رتبة لواء مخالفاً للقوانين والإجراءات العسكرية المعروفة في الجيش اليمني.. ويعتبر الشامي من القيادات الحوثية الذي توعد بالقصاص من الرئيس هادي في ال9 من سبتمبر الماضي.

واليكم الكشف عن التحركات و القرارات التي اصدرها الرئيس هادي او احد موالية تمس الامن القومي لليمن وتحركات الحوثيين المصاحبة لها:

ـ نقلت صحيفة ” قريش ” الصادرة من لندن عن مسئول حكومي رفيع " أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وجه بتسليم جزيرة حنيش التي تقع على خط باب المندب لمسلحي الحوثيين بحضور عناصر من الحرس الثوري الإيراني وان الكتيبة المرابطة في الجزيرة غادرت أماكنها عقب التسليم."

ـ اتفاق بين هادي وصالح وجهات إقليمية ليتمدد الحوثي إلى تعز.. وخطة للحوثيين لاقتحامها يشرف عليها قائد قوات الامن الخاصة المعين من قبل لحوثيين عبدالرزاق المروني

ـ بعد اقتحام الحوثيين لأرحب يمارسون جرائم مروعة بحق المواطنين تفجير للمنازل والمساجد واختطاف واعتقال للمئات من المواطنين

ـ محافظ الحديدة الجديد يقرر دمج الحوثيين ضمن قوات الأمن و كشف عن خطة للعام المقبل 2015 قوامها توزيع ممثلين عن الحوثيين على عدد من الوحدات الأمنية والعسكرية في المحافظة في إطار دمج اللجان الشعبية التابعة لجماعة الحوثي ضمن قوات الأمن في المحافظة.

ـ توجيهات عليا (الرئيس هادي )للبنك المركزي بتمرير شيكات مزورة للحوثيين وفي منتصف الشهر الماضي مسلحين حوثيين أغلقوا مقر البنك بالعاصمة صنعاء ومنعوا دخول وخروج الموظفين.

ـ نائب وزير الداخلية اللواء علي ناصر لخشع المقرب من هادي يناقش مع مندوبي اللجان الشعبية تحديد صلاحيات النقاط الأمنية بأمانة العاصمة صنعاء

ـ ترحيل أكثر من 300 طالب أجنبي كانوا يدرسون في مركز سلفي في لحج جنوب البلاد

ـ قائد المنطقة العسكرية الأولى اللواء عبدالرحمن الحليلي ينجو من محاولة اغتيال هي الثانية منذ توليه المنصب

ـ المخابرات الايرانية تختطف العقيد في جهاز الامن السياسي يحي المروني

ـ قرار جمهوري غير معلن بتعيين اليافعي قائد للمنطقة العسكرية الرابعة بدلاً عن الصبيحي

ـ مستشار الرئيس عن جماعة الحوثي يبدأ ممارسة بعض مهام هادي بعقد لقاء مع مكونات سياسية ومنظمات حقوقية

ـ الحكومة تنقل اجتماعاتها الى عدن

وتزامنت القرارات العسكرية التي اصدرها الرئيس هادي لصالح الحوثيين مع اعلان زعيم جماعة الحوثيين عبدالملك الحوثي في حطاب له مساء السبت 26ديسمبر عن عزم جماعته على «تطهير المؤسسة العسكرية والأمنية من المندسين والمخترقين لها من اذيال ـ اللواء ـ علي محسن وعملاء الخارج».

وفي تطور اخر وجه العديد من الشخصيات والاحزاب السياسية ومستشارين في الرئاسة انتقادات للرئيس هادي ورفضها لطريقة تعامله مع الحوثيين فيما البلاد تذهب الى الانهيار والفوضى .. احزاب اللقاء المشترك رفضت قرارات الرئيس هادي الاخيرة واعتبرتها مخالفة لاتفاق السلم والشراكة .. وقال القيادي في المشترك ومستشار الرئيس هادي سلطان العتواني معلقاً على ذلك " اليمن يواجه الإبادة شعبا ودولة. و اختراق الجيش اليمني وتحويله من قبل جماعة الحوثي إلى قوة طائفية يهدد بنسف كيان الدولة."

وكشف امين عام حزب العدالة والبناء عبدالعزيز جباري: ان هناك اتفاق بين هادي وصالح وجهات إقليمية ليتمدد الحوثي إلى تعز، و أكد أن قوة الحوثي ليست في شعبيته بل في ضعف الرئيس والنظام وقال: إن الشعب اليمني سيغير المعادلة في الأيام القادمة..

فيما كشف وزير الخارجية الاسبق وامين عام المؤتمر الشعبي العام ابوبكر القربي " احتمال "عزل هادي في أي لحظة"، وقال: هذه احتمالات واردة، منوهاً "لكن اعتقد أن أثرها على الحوثيين يمنياً واقليمياً ودولياً سلبي جداً.. وأنا لا أريد الآن أن اعتبر الحوثيين مليشيات مسلحة، ولكن كقوة سياسية لها جناح مسلح."