آخر الاخبار

بعد سيطرتها على حلب وكامل إدلب.. قوات المعارضة السورية تتقدم نحو حماة .. انهيارات كبيرة لقوات النظام مؤتمر في إسطنبول يناقش السرديات الإعلامية الدولية حول اليمن ويطرح رؤى جديدة لتصحيح الصورة النمطية مليشيا الحوثي تفرض جمعية تعاونية على المواطنين في الضالع. مليشيات الحوثي تجبر طلاب المدارس على الطواف حول مجسم الهالك حسن نصر الله .. احياء تقديس الاصنام - فيديو اختتام بطولة الشهيد حسن فرحان بن جلال لكرة القدم بمأرب. قوات دفاع شبوة تعلن ضبط خلية حوثية في مدينة عتق وتتوعد بالضرب بيد من حديد الفريق علي محسن: علم الاستقلال في 30 نوفمبر هو ذات العلم الذي يرفرف في كل ربوع اليمن علما للجمهورية الموحدة بن عديو: على مدار التاريخ كانت عدن مطمعا للغزاة وفي ذات الوقت كانت شعلة للثورة والمقاومة والانتصار التكتل الوطني للأحزاب يوجه طلبا لكافة القوى السياسية والجماهيرية في اليمن كيف حصل الملف السعودي على أعلى تقييم لاستضافة مونديال 2034؟

من يهن يسهل الهوان عليه
بقلم/ محمد عبداللاه القاضي
نشر منذ: 12 سنة و 4 أشهر و 15 يوماً
الأحد 15 يوليو-تموز 2012 08:11 م

مأرب برس

من المؤسف القول إن كل إساءة توجه إلينا نحن سببها الرئيسي، وإنها نتيجة طبيعية لوضع غير طبيعي تعايشنا معه منذ زمن، وكان بمقدورنا تغييره، بل ما زال بمقدورنا ذلك، إن توفرت العزيمة والنية الصادقة أو إن كان مازال يستفزنا ما يقوله الآخرون عنا ولم نكن قد فقدنا الإحساس بذلك وتعايشنا مع هذه الحالة أيضا.

لا ننكر أننا خرجنا للتو من حكم نظام بقي طوال فترة حكمه يعمل على تدمير المنظومة القيمية للمجتمع، حتى يبقى سلطته بعاهاتها في الحكم دون أن تطالها يد المجتمع، كونه يعيش حالة أخلاقية لا تقل سوء عن تلك التي يعيشها النظام،وإن كانت الحالتان من صنيعة الأخير.

لسنا في اليمن بدرجة بعض الدول شحيحة الموارد كـ تونس مثلا التي استطاعت أن تؤمن جزءا كبيرا من احتياجاتها باستغلالها الأمثل لجانبها السياحي والذي لا يقارن بحال من الأحوال بمؤهلات السياحة الطبيعية والحضارية في بلادنا، لكن فارق التفوق لم يعد بعوامل الجذب السياحية في البلدين وكذلك كثرة الموارد ومصادر الدخل المحلي بل أنها مرهونة بقيمتها التقديرية في الأيدي التي تديرها.

البر والبحر في اليمن لم يبخلا على أبنائه بخيراتهما،وحتى الجو، ماؤه وهواؤه، ولكننا لا نحسن سوى الإهمال والتضييع، وتلازمنا طباع المهانة وطلب ما في أيدي الغير!

لا نبالغ أبداً عندما نقول إن اليمن تملك ثروات متنوعة تفوق مجمل ما لدى دول الخليج والجزيرة العربية (ثروات نفطية ومعدنية وسمكية وسياحية وزراعية وبشرية... ) لا تحتاج لأكثر من استغلال المقدرات وتوظيف القدرات.

ولا نجافي الحقيقة حين نقول إن سوء الإدارة واستفحال الفساد المالي والإداري يجعل من غير الممكن تحقيق رخاءٍ اقتصادي ونهضة تنموية واكتفاءٍ ذاتي، مهما بلغ حجم الناتج المحلي والمساعدات الدولية.

إلى جانب ذلك، نلاحظ أن جميع الحكومات المتعاقبة اعتمدت على منظومة إدارية واقتصادية جمعت بين أسوأ ما في "الاشتراكية" و "الرأسمالية"، فأوجدت في جهازها الوظيفي كما مهولاً من الموظفين المكتبيين وأعداداً غفيرة ممن يتقاضون المرتبات في إطار مراضاة ونفوذ البعض، ولا ينتجون شيئاً.

في الوقت الذي لم تتقيد الجهات المعنية بالنشاطات التنموية وتشجيع الاستثمار بمتطلبات الواقع والإمكانيات المتاحة. وهذا الارتجال لا يمكن له بحال أن يحقق استقراراً اقتصادياً في هذا البلد.

غاب عنا الكثير من اعتزازنا بأصالتنا وإبائنا حين غابت عنا ثقافة الاعتماد على الذات ولهثنا وراء فتات المتفضلين

ومساعداتهم المهينة التي ندفع ثمنها امتلاك قرارنا والإبقاء على إضعافنا وارتهاننا لمن بيده جوعنا وشبعنا في الخارج ولو كان جاراً شقيقاً.

لقد أصبح التسول ماركة يمنية مسجلة ، بشكليها الرسمي والفردي، بين سياسة الفرد وسياسة الدولة تشابه كبير إلى حد يؤكد أن هذا الفرد ابن هذه الدولة. يقف بعد الصلاة ليعرض على المصلين الطيبين الأسخياء حاجته بطريقة تشبه الطريقة الرسمية في الشكر وأسلوب العرض واستغلال اسم اليمن ببعدها التاريخي الضارب ، وقربها القومي والجغرافي ، وستفاجأ في إحدى المجالس أو الديوانيات بشيخ يمني طبعاً يتسول لسداد ما عليه من الديات ، مخالفا بطريقته هذه دبلوماسية التسول عند مسؤولينا الذين يستجدون بلسان الدولة من الدول الشقيقة جداً باسم التنمية حيناً ، واعتمادات شخصية في أحايين كثيرة. قد تعترف بالإحساس بالألم حينها، خصوصاً عندما تتذكر كم يمنُّون عليك بأنهم تسلموا من الدول المانحة مبالغ بأرقام مهولة لإصلاح أوضاع لا يريدون إصلاحها حتى تظل وسيلة جيدة للكسب ، ستتذكر كم يجيدون تكرار الشكر والذكر لأصحاب الفضل فطالما سمعت (نثمّن دور الأشقاء على دعم اليمن السخي ، هذه خطوات وجهود تحتاج دعم من المانحين ، اليمن تحتاج إلى وقوف مادي وسياسي ... ، هم كرماء ونحن لا ننسى فضلهم ,......) وغيرها من العبارات التي تنفح منها رائحة الابتزاز إذا كان الأمر يتعلق بأهمية اليمن الأمنية .

والسؤال هنا : إلى متى ستظل اليمن أكبر مجمع للمتسولين وأكبر مصدِّر لهم بأسمائه الشتى؟

هذه الصورة السائدة عن اليمنيين صنعناها كإنتاج محلي فريد ، وصدرناها للعالم كأهم ملامح اليمن ، حتى أصبحنا السبب الكافي ليقول فينا بعض المسؤولين في الدول المجاورة إساءات متكررة ، قضت على ما تبقى من كرامة هذا البلد الذي يفخر دوماً بعزته وحضارته التي هي الأخرى تعرضت لمحاولة بائسة لمحوها واعتبارها حضارة الأحباش ، وليست حضارة اليمنيين.

لكن وللإنصاف فقد يصدق الكذوب ، ولو لمرة ، ولحسن حظنا أن صدق المرة الواحدة جاء في سياق حديث بعض المسيئين لليمن وشعبه ، نعم اليمن بلد الخيرات ، كما قالوا لكنا نضيف اليمن بلد الخيرات والخبرات والثروات التي طالتها الأيادي القريبة ،وما المنطقة الحرة في عدن ببعيد عن ذلك بعد أن تعرضت لمؤامرة بعض القريبين فأهدرت فيها ثروات وعائدات بمليارات الدولارات، ولا تختلف عنها ثروتنا الغازية والنفطية بعد الاتفاقيات التي أبرمت وذهب منها الحظ الأكبر لغيرنا، وفيما قالوا شيء من دوافع استعادة اليمنيين لكرامتهم . وهم بصدد ذلك باستكمال أهداف ثورتهم .

* عضو مجلس النواب

عودة إلى نقطة ساخنة
نقطة ساخنة
ثقافة خضعي لغلغي
د. عبده سعيد مغلس
د . بلال حميد الروحانيإيران وأمريكا ... أيهما أخطر
د . بلال حميد الروحاني
مشاهدة المزيد