إسرائيل "المشلولة": تصاب بالجنون!! وأنصارها بالخذلان!!
بقلم/ د.عبدالحي علي قاسم
نشر منذ: 10 سنوات و 4 أشهر و يومين
الجمعة 25 يوليو-تموز 2014 03:27 م

إسرائيل التي تتفرد بقتل غزة وتتفنن بحصارها، وتطبق بقبضتها العسكرية ليس على الشعب الفلسطيني بل ودول الطوق العربي، وتنتزع أرواح المدنيين في القطاع بدون رحمة، وبدون سابق إنذار، وتصنع المآسي المروعة بحق الأبرياء المدنيين الذين خلفهم الحصار والخذلان العربي في حي الشجاعية ودير البلح وخزاعة وخان يونس وغيرها من المناطق،  وفوق ذلك تلقى الدعم والمباركة لكل جرائمها، ليس فقط أمميا بل عربيا. هذه المرة هي الأولى في تاريخ حروبها المتوجة بالانتصارات تجد نفسها مشلولة بذات الحصار الذي تطوق به الآخرين، وتشرب من كأس الحصار الذي تسقيه قطاع غزة والضفة. إسرائيل أمام منعطف إستراتيجي لن تسعفها كل بشاعة القتل والدمار التي تمارسها أن تخفي خورها وإخفاقها في الخروج من مأزق غزة، وإرباكاتها التكتيكية في المعركة أمام حركات المقاومة أضحت مؤشرات معالمها واضحة للمراقبين.

   أسطورة إسرائيل العسكرية الخرافية تتحلل وتذوب في ميدان المقاومة المحاصرة، تتلاشى تحت ضربات المقاومة المركزة التي تطال العمق الإستراتيجي، وتحديدا مطار بن جوريون وديمونة، تنكسر تحت نيران المقاومة النوعية التي ألحقت بلواء النخبة جولاني وغيره هزائم ميدانية مدوية خسائرها قتلى بالعشرات ومصابين بالمئات. هذه إسرائيل لمن يتخذ منها أملا في القضاء على مقاومة غزة، غزة تنتصر عسكريا وإنسانيا وإسرائيل تتمرغ في هزيمة إستراتيجية وإنسانية.

  هزيمة حقيقية تسندها معطيات إستراتيجية وتكتيكية، وليست ضربا من الوهم كما يحلو لبعض الشامتين من إعلام الوقيعة المتصهين، والمصاب بدوار النكسة الصهيونية في قطاع الصبر الغزاوي.

   لأول مرة.. ميناء إسرائيل الجوي يقترب من الشلل التام، ويذهب نحو التوقف سوى من بعض المغامرين الذين لا تعنيهم أرواح مواطنيهم، كما لا تعنيهم قيمهم وأخص بالذكر الطيران المصري، الذي يقف في صف معركة إسرائيل، ويستميت في كسر الحصار عليها. شركات الطيران تتوالى في تعليق رحلاتها تحت ضغط إجراءات السلامة التي تهددها صورايخ القسام المتطورة، وشبح تساقط الطائرات هنا وهناك، وما يعنيه ذلك من خسائر لا حصر لها على قطاعات إسرائيل الاقتصادية المتنوعة وتحديدا قطاع السياحة، الذي توقعت وكالة السياحة الإسرائيلية أن يتراجع بنسبة 40% وتقدر أرقام خسائره بنصف المليار دولار في الصيف المقبل. إسرائيل شبه مغلقة جويا، وفك حصارها الجوي رهن توافق مشرف للمقاومة الغزاوية.

   تكتيكيا المقاومة تمارس فن الوقيعة الذكية للجيش المصاب بالتخبط والإرباك، وتنزل به زلزالا لم يكن يتوقعه، فالمقاومة تمارس القتل والأسر بأساليبها النوعية، وتمارس نوع من الحرب جعل الجيش الإسرائيلي يصاب بالجنون، فيندفع بتهور نحو هواية المجازر العشوائية المقرفة بحق المدنيين بدون ذرة من إنسانية، لتغطية عوراته العسكرية، وفشله الذريع في معركة المقاومة النوعية التي تستنزفه، كنوع من ممارسة الضغط على المقاومة وكسر إرادتها، تجلى ذلك النوع من الجنون في استهداف مدارس الأونروا وسقوط العشران من الشهداء كلهم من الأطفال والنساء والعجزة، ومن قبل استهدفت إسرائيل مستشفى الأقصى، وغيها في ستمرار مسلسل الإبادة في خزاعة والشجاعية وخان يونس وغيرها من المناطق الغزاوية في غياب الضمير العالمي والإنساني أو قل موته. لقد سقطت إسرائيل أخلاقيا أمام أصدقائها وأعدائها إلى الحضيض في حين احتلت المقاومة لأول مرة مكانا لم يكن في حسبان إسرائيل والمراهنين على انتصاراتها، وعقدهم آمالا على تصفية القطاع هذه المرة بما يوفرونه من غطاء لجرائمها ووقوفهم إعلاميا وسياسيا وأمنيا في خندق معركتها مع المقاومة.

   جنون الآلة العسكرية الإسرائيلية لن يتوقف عند حدود الجرائم التي تقترفها في على طول مساحة غزة، بل سوف تذهب إلى إبادة كبيرة في القطاع علها تحفظ جزء من هيبتها التدميرية والردعية، وضربا من الوهم أن تسعفها آلة القتل الأشد وحشية في تاريخها الهروب من حقيقة هزيمتها النوعية هذه المرة بعد أن أصبحت إسرائيل مكشوفة تماما أمام رعب الصورايخ وفي القلب منها مطار بن جوريون ومواقعها الإستراتيجية، وهنا الفارق النوعي في معركة الجرف المشلول والمكشوف.

    من يراهن من الأعراب على سحق المقاومة، وينتظر من نتنياهو نصرا مؤزرا عليه أن يتدارك نفسه، ويحفظ إن تبقى له نطفة من ماء وجهه في دعم صمود الشعب الفلسطيني، وتأييد فك الحصار عليه، وخيار الذهاب في استمرار دعم المغامرة الصهيونية على حساب دماء الشعب الفلسطيني أضحت مخيبة لآمال من راهنوا على انتصار جيش إسرائيل، وسوف تحصد وبالها هؤلاء المراهنين عاجلا أم آجلا، وغزة قدرها أن تبتلع من يعاديها، وتذهب به إلى مقابر الخزي والظلم والخذلان.