ازدواجية الرئاسة .. مابين باكريت واللوا خصروف.. 
بقلم/ سيف الحاضري
نشر منذ: 5 سنوات و 4 أشهر و 9 أيام
الأربعاء 17 يوليو-تموز 2019 10:19 ص
 

محافظ المهرة باكريت 
يتمرد على الشرعية ويصادر إيرادات الدولة، دون أي اكتراث للرئيس أو الحكومة 
حالة تمرد مكتملة الأركان.. 
الرئاسة لم تتخذ اَي إجراء، ولم تقل المحافظ، وفقاً لأرقام شبه رسمية، المحافظ يستولي على ما يتجاوز سقف الخمسين مليار ريال من إيرادات جمارك وضرائب منفذ شحن منذ تعيينه وإلى اليوم.. 
لكن لو أن هكذا حدث تم في محافظة مأرب لكانت الدنيا قامت ولن تقعد، الاقتصاد سينهار بسبب عدم ربط بنك مأرب وتوريد إيرادات الدولة للبنك في عدن.. 
الأمر هنا ليس اعتباطياً، بل منهجية لدى من يتحكمون بالرئاسة وقراراتها، هناك ازدواجيه في المعايير، وتفرقة مناطقية، أن تكون مسؤولاً جنوبياً، فلا ضير عليك، اعمل ما شئت وصرح كيفما شئت وتمرد على أي جنب يريحك.. 
لست هنا متحاملاً تعالوا لنرى قصصاً أخرى، 
علاقة الشرعية با لإمارات والتحالف بشكل عام هي هذه الأيام في أسوأ حالاتها، هذا الأمر لم يعد مخفياً فالكثير قد أفصحوا عنه، وكان أول من اتهم التحالف بالانحراف عن أهدافه المعلنة.. نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية، لينضم إليه وزير النقل، وعدد كبير من مسؤولي الشرعية، لم نسمع من الرئاسة بردات فعل ضد أحد، 
بل ذهب بعض العسكريين مثل مدير أمن عدن ومدير أمن لحج لإعلان تمرد عسكري وخوض معركة ضروس ضد الشرعية راح ضحيتها مئات القتلى والجرحى، وحين اقتحم أفراد شلال شائع مكتب رئيس الوزراء قاموا بتقطيع صور الرئيس و استخدموا أبشع الألفاظ ضد الرئيس، وقائمة جرائمهم في حق الدولة والشرعية تطول.. 
والرئاسة تجاه كل ذلك لم تحرك ساكناً أو رفعت حتى سماعة التلفون لإعلان استنكارها على إهاناتهم لها من الرئيس حتى أصغر موظف في معاشيق.. 
في المقابل تعالوا لنرى ازدواجية المعايير الأكثر مفسدة في إدارة الدولة.. 
اللواء محسن خصروف صدر عنه تصريح يتساءل.. مجرد تساؤلات عن أسباب عدم دعم التحالف للجيش الوطني لإكمال النصر حتى تحرر صنعاء، ولَم يقل في التحالف ما يسيء، لم يمضي على تلك التساؤلات ساعات حتى ثارت الرئاسة وغير الرئاسة و اتصالات مرعبة تلقاها مسؤولو التوجيه المعنوي بسرعة إعلان توقيف اللواء خصروف عن العمل و إحالته للتحقيق. 
الحديث عن الخروج عن سياق العمل العسكري وعدم احترامه، الحديث عنه سيفتح أبواب الجحيم كلها على من يتحدث عّن أبجدياتها. 
لست هنا بمحضر الدفاع عن اللواء خصروف لكوني مقتنع أنه لم يقترف جرماً بل كان مقصرا إنه لم يفصح عن ذلك منذ وقت مبكّر.. 
أجزم يقيناً أن ما قاله خصروف يقوله كل العاملين في مكتب الرئيس ونائب الرئيس ورئيس الوزراء ووزير الدفاع ورئاسة مجلس النواب، وأغلب القاطنين فنادق الرياض، باستثناء من تحولوا إلى مماسح لسعادة السفير.. 
الأمر لم يعد فيه فطنة رئاسية، الأمر هنا أصبح وجودي لكل مواطن يعيش في الداخل أو كان مشرداً في الخارج.. 
أصبح حياة شعب وتمزيق وطن.. 
يا أيها الفخامة والمعالي والنواب.. 
أنا على يقين تام أنكم لو تصرفتم لمدة خمس دقائق كما عمل خصروف، 
لكان الرئيس اليوم يحكم من وسط منزله بخورمكسر، وكنا سنجد شلال مسؤولاً على خدم الرئيس، وعيدروس بالكاد عاقل حارة في البساتين.. 
لكن لله في خلقه شؤون، ولله فيما نحن فيه إرادةً نجلها.. 
وحسبنا الله ونعم الوكيل