المقاومة الفلسطينية مستمرة بعد استشهاد القائد يحيى السنوار
بقلم/ أ د منصور عزيز الزنداني
نشر منذ: شهر
الجمعة 25 أكتوبر-تشرين الأول 2024 08:51 م
 

عُرض عليه من قبل العدو الصه..يوني والوسطاء الدوليون والإقليميون مغادرة غزة سالما آمنا غانما مع كل افراد أسرته ، الا انه ابى ورفض كل أنواع العروض المغرية ، وفضل أن يبقى في دولة فلسطين مع المقاومة مجاهدا ومدافعا عن شعبه ومقاتلا شرسا في سبيل تحرير وطنه ، إنه الفارس البطل الشهيد القائد يحيى السنوار الذي كان له مع زملائه شرف الإعداد الاستراتيجي لطوفان الأقصى، وكان له ايضا مع المقاومة وسكان غزة شرف تنفيذ ذلك الطوفان الفلسطيني.

 ولأكثر من عام وهو يقود المقاومة الفلسطينية في مواجهة مسلحة ومباشرة مع الاحتلال الغاصب وكل أعداء فلسطين وأعداء الأمة العربية والإسلامية الذين جمعهم أمر واحد لا غير هو: انقاذ الكيان الصهي وني من هزيمة مؤكدة كان عنوانها الأوسع ولازال سحق ذلك الانتصار الفلسطيني على الكيان، وايضا هزيمة طوفان الأقصى ومنع تكرارها مرة أخرى في فلسطين أو في غيرها من الدول العربية أو الإسلامية، وبرغم الحصار والتدمير والقتل بكافة أنواع السلاح البري والبحري والجوي وبمشاركة فاعلة من الخبرات العسكرية والاستخبارات الإقليمية والعالمية تم ارتكاب الابادة الجماعية في غزة التي لم يسبق لها مثيل في تأريخ الحروب المعاصرة، ورغم شدة البلاء الذي نزل بهم ، الا أنهم لم يستسلموا للعدو المحتل ولحلفائه ، ورضوا بقدر الله، وواصلوا ثباتهم مقاومة وشعب رغم امكاناتهم المحدودة في مواجهة تحالف الشر وحلف الشيطان من دول الاستعمار الدولي الجديد مثل: أمريكا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وايطاليا واستراليا وغيرها من الدول الغربية والأسيوية الأخرى، بما في ذلك المنافقين والصهاينة ببعض الدول العربية والإسلامية. 

 

◾- فرحة اعداء الأمة العربية والإسلامية باستشهاد بطل طوفان الأقصى .

 

لقد تابعت شعوب العالم حالة الفرحة الاحتفالية وتبادل التهاني والمباركة لتلك الدول لبعضها البعض باستشهاد المناضل الجسور ابا ابراهيم يحيى السنوار التي ظنت جهلا أن غيابه سيضعف المقاومة الفلسطينية وعلى وجه الخصوص حركة حماس، ولأن الظن من عمل الشيطان، فقد هُزم الكيان الصه يوني ومعه أمريكا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا ومن تحالف معهم ممن شنوا الحرب بشكل مباشر اوغير مباشر، هُزموا عسكريا وهُزموا أخلاقيا، وظهرت تلك الدول الداعمة للاحتلال كدول مارقة خارجة ومنقلبة على القانون الدولي أمام العالم أجمع وأمام النظام الدولي، بل أيضا أمام شعوبها، حيث اسقطوا عمدا كل قواعد القانون الدولي وداسوا بأقدامهم ميثاق الأمم المتحدة الذي فاخروا به كأفضل ما وصل اليه الفكر السياسي الإنساني من قيم العدالة لصناعة السلام بين مختلف الشعوب والأمم ومنع الاحتلال ومنع الحروب بكل انواعها، الا أن ذلك كله أصبح كذبة كبرى فضحت حقيقة الدول الإمبريالية وكشفت عورتها الاستعمارية والعنصرية، بحيث أنهم ولأكثر من عام عجزوا عن إصدار قرارا واحدا فقط يدعو إلى وقف العدوان على غزة، رغم أن مثل هكذا قرار يظل من الناحية الموضوعية غير ذي جدوى ولكنه يعتبر قرارا سياسيا يحدد المعتدي.

 

◾- دول مشاركة في العدوان على غزة

 

 لقد أصبحت الحقيقة واضحة ليس بعدها شك أو ظن بأن تلك الدول قد اجتمعت بشرها وطغيانها وبكل ما تملك من قوة وعتاد لتؤكد انها مشاركة فعلا مع الاحتلال في الحرب ضد غزة وضد شعبها وضد مقاومتها وضد الإسلام كعقيدة وضد العروبة كهوية ، وضد حقوق الانسان وحقوق المرأة وحقوق الطفل وضد قيم القانون الدولي وكل مبادئ القانون الدولي الإنساني، وأثبتت للعالم أجمع أنها طرف رئيس في الحرب وفي مواجهة المقاومة ضد الاحتلال ومن يدعمه في فلسطين ولبنان واليمن وهذه الدول الثلاث أعضاء في الأمم المتحدة. غير أن دول العدوان كانت تشارك الكيان الصه-يوني وتمده أيضا بكل ما تمللك من تكنولوجيا حربية واستخبارات متطورة ليستكمل مهمته في تدمير غزة والتنكيل والقتل والمجازر الجماعيةالتي لم تتوقف حتى الآن، كما ظلت أيضا في حالة استنفار وتتبع ورصد لتحركات الشهيد السنوار وبحسب جهلهم بالشخصية العربية القيادية واعتمادا على امانيهم أنهم سيقبضون عليه في نفق من أنفاق غزة، وهكذا كانت أحلامهم البغيضة وغير السوية، الا أنهم قد فشلوا في تحقيق هدفهم لأنهم كانوا ولأكثر من عام يبحثون عن السنوار وعن قادة المقاومة في الانفاق بينما أبطال المقاومة يتنقلون ويمشون بأقدامهم فوق رؤوسهم على سطح غزة من منطقة إلى أخرى، يشاركون زملائهم الأحرار في جبهات القتال ويواجهون آلة الحرب الحديثة من الدبابات والمدافع والطيران والبوارج الحربية ومآت الآلاف من الجنود والمرتزقة ذات الطابع العالمي والاستخبارات الإقليمية والعالمية بأقل القليل من الأسلحة ذاتية الصنع المحلي ومحدودية الأثر في الحرب الحديثة. 

 

◾- مشاركة اجرامية في الإبادة بغزة 

 

لقد أكدت حرب غزة للعالم أجمع أن الحروب ستظل مفتوحة بين الأمم حتى إقامة العدل والمساواة في العالم كله وحتى ينتصر الحق على الباطل وخاصة في فلسطين العربية، كما أثبت تحالف الشر والغطرسة والطغيان من تلك الدول الداعمة للاحتلال بل والمشاركة في الحرب ضد غزة وسكانها انهم هبوا جميعا ولاكثر من عام لمشاركة العدو المحتل بكل ما يملكون من أسباب القوة ليس فقط بدعمه عسكريا واقتصاديا واعلاميا ، بل ومشاركته في جريمة معلنة تتمثل في قتل الفلسطينيين بهدف احتلال واغتصاب ارضهم، دمروا معه غزة ودمروا المساكن ودمروا المستشفيات ودمروا المدارس وقتلوا الأطفال والنساء واغتالوا قادة المقاومة وما القائد المجاهد الشهيد البطل يحيى السنوار الا آخرهم حيث اعترفت المخابرات الدولية أنها كانت تشارك بتقديم المعلومات للاحتلال عن تحركات ومواقع قادة المقاومة الفلسطينية ، وكان ذلك إعلان مولد جديد لدول النظام الدولي الاستعماري الجديد الذي يتعارض مع ابسط قواعد القانون الدولي المعاصر .

 لقد استمرت تلك الدول ايضا في مساعدة الاحتلال في تطهير غزة من سكانها لجعلها مدينة غير صالحة للحياة، ولذلك ووفقا لكافة القوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة التي انتهكت كرامتها وانتهكت كل قيمة اخلاقية وانسانية تدعو الى حمايتها عندما عجزت عن وقف الحرب في غزة ووقف الإبادة الجماعية لسكانها ووقف جرائم الاحتلال الظاهرة للعيان ضد الإنسانية، فإن الاحتلال مع الدول الداعمة له والمشاركة في العدوان على غزة يتحملون مسؤولية كل ما جرى ويجري من قتل للفلسطينيين وارهاب متعمد وجرائم لم يسبق لها مثيل حتى من قبل النازية في الحرب العالمية الثانية.

 

 وهنا نؤكد لكل من شارك بشكل مباشر او غير مباشر في ابادة سكان غزة أنهم حتما لن يهنئوا الحياة، وعهدا أن راية الحرية والتحرير ستظل ترتفع عاليا ولن يخضع احرار العرب اواحرار المسلمين في كل أرجاء الوطن العربي والعالم الاسلامي، لأن شعوب المنطقة قد وُجدت لتبقى حرة في أوطانها معتزة بعقيدتها وقرآنها وسنة نبيها، وقد عزمت على تحرير فلسطين كل فلسطين وتحرير كافة مناطقهم من نجس الصهي ونية العالمية ومن حلفائها دول الاستعمار الدولي الجديد واعوانهم من المنافقين والصهاينة في بلدانهم العربية والاسلامية. 

ولأن ابناء الأمة اليوم يدافعون عن أنفسهم وعن سيادة أوطانهم، فهم يعملون على نصرة المظلوم منهم وفقا للغايات النبيلة التي تعلمناها من اسلامنا والتي أجمعت عليها شعوب العالم وسطرتها في بعض مواد ميثاق الأمم المتحدة .

 

إن فرحة الاحتلال وحلفائه المؤقته التي لم تستمر الا لساعات قليلة باستشهاد قائد المقاومة الفلسطينية ليست ذات أهمية للوقوف أمامها، لأنهم حتما سيواجهون في المستقبل القريب المئآت وربما الآلاف، ليس فقط في فلسطين بل وفي كل الأقطار العربية والإسلامية نسخة طبق الأصل للمجاهد القائد الشهيد يحيى السنوار ، الذي أعترف ببطولته وشجاعته ورمزيته الجهادية أعدائه قبل محبيه، حيث أصبح اسمه ورمزيته يترددان اليوم في كل دول العالم بإعتباره قائدا محاربا جسورا من أجل الحرية، ومن أجل حرية شعبه ووطنه من الاحتلال وحرية المستضعفين في الأرض. 

 إن السنوار الذي اعتبره اعدائه زورا وكذبا " ارهابيا" هو الان القدوة والبطل والمثل الأعلى لشعوب المنطقة الذين سوف يحملون الراية من بعده وهم الذين سيحررون فلسطين كل فلسطين، وكذلك هم من سيحررون الأمة والوطن من اوهام اعدائه ومن الصه يونية ومن الاستعمار الدولي الجديد ، وسيعرفون حينها غبائهم وأخطائهم المتراكمة والمركبة التي يتعاملون بها مع خير الأوطان وأكرمها ومع خير الأمم واشجعها وذلك هو الوعد الصادق لشعوب المنطقة العربية والإسلامية دفاعا عن النفس وردعا لكل معتدي ومحتل وغاصب للأرض وللقوانين الدولية ولميثاق الأمم المتحدة ولحقوق الإنسان وحقوق المرأة وحقوق الطفل والمساواة والعدل الشامل برؤيتها العربية والإسلامية .

 

*أستاذ العلاقات الدولية بجامعة صنعاء- عضو مجلس النواب.