الكرة في ملعب الرئيس !
بقلم/ كاتبة - صحفية/رحمه حجيرة
نشر منذ: 13 سنة و 8 أشهر و 29 يوماً
الأربعاء 23 فبراير-شباط 2011 07:46 ص
  حمل قرار المعارضة الاخير بقبول العودة لطاولة الحوار بالإضافة إلى إقتصار المهرجانات الجماهيرية المنظمة التي نظمها المشترك في مختلف المحافظات اليمنية على يوم واحد 3 فبراير , رسالة للرئيس واليمنيين مفادها :- أننا مازال لدينا أمل بالرئيس علي عبد الله صالح شريطة إصلاحات غالبها سياسي وأننا لن نحذو حذو المعارضة في كل من تونس ومصر والبحرين في تحريض الشارع ضد إسقاط النظام .فقد كانت المعارضة تستطيع أن تستثمر الاحداث بالمنطقة و تتجاهل مبادرة الرئيس و تتمسك بمطلب الرحيل وهي تستطيع الضغط بهذا الاتجاه الذي قد يكلف الكثير من الخسائر في الارواح والمناخ السياسي بسبب تمسك الرئيس ونظامه بالحكم وواقع اليمنيين الثقافي والاجتماعي الذي يقسمهم إلى قسمين مع وضد في ظل سيطرة القبيلة والجهل بالحقوق السياسية و ثقافة ممارستها لدى الاغلبية ,وبالتالي يعد موقف المعارضة اليمنية تنازلا واضحا للرئيس ولليمن وهو مايجب أن يأخذه الرئيس ونظامه بتقدير يبنى عليه الجدية والإسراع في تنفيذ مطالبها بل وإشراكها في الإصلاحات السياسية والاقتصادية التي على الرئيس تنفيذها بشكل عاجل بدلا من استخدامها لعزل المتظاهرين الشباب الذي يطالبون بعيدا عن الاحزاب بالتغيير .وأعتقد أن موقف المعارضة- التي كانت تستثير غضبي أكثر من النظام نفسه- يمنح الرئيس فرصة أخرى للهروب إلى المعارضة وشعبه من أعاونه والمسؤولين الذين لم يقوموا بواجبهم تجاه تخفبف معاناة الناس بل يتحمل أغلبهم مسؤولية الفساد,لإصلاح ما أفسدوه وهو بلاشك الخيار الوحيد الذي أمامه.

إستثارة غضب الناس

خرج بعد إسقاط نظامي زين العابدين ومبارك آلاف المتظاهرين من الشباب والغاضبين في مظاهرات مختلفة في أغلب المحافظات اليمنية تدعو لتحسين أوضاع الناس الاقتصادية وبعضهم لمحاربة الفساد والبعض الاخر لإسقاط النظام تقودهم نساء ناشطات حقوقيات وكاتبات وشباب حزبيون لكنهم لا يتفقون مع أحزابهم .وبدلا من أن يستمع النظام لمطالبهم ويصحح من سياساته ويمتص غضبهم الذي يعبرون عنه بشكل قانوني سلمي مع الاعتراف ببعض حالات التخريب بسبب جهل وانفعال البعض , لم يجد سوى العنف عبر افراد الامن تارة وعبر بلاطجة أستأجروا للاعتداء عليهم تارة أخرى .فتعتقل توكل كرمان وتضرب سامية الإغبري وفاطمة الاغبري وتتعرض الاخريات والشباب للضرب والاعتداء اللفظي .وتثبت السلطة بأن مواطني عدن والمحافظات الجنوبية مواطنيين من الدرجة الثالثة عندما تواجههم بالرصاص الحي . وبرغم أن هذه الاعداد من المتظاهرين مهما وصلت للآلاف لا تمثل الاغلبية , إلا أن الذعر والافراط بالقوة في مواجهتهم ستكون بداية ثورة حقيقية ضد نظام صالح كما حدث في تونس ومصر عندما توسعت وانتشرت التظاهرات في مختلف المحافظات غضبا لدماء الشهداء أما في اليمن فإشعال فتيل العنف سيصبح لغة الطرفين حتى تخرج عن السيطرة وحينها لن يجد النظام نفسه سوى الرحيل مكللا بالعار وقائمة جرائم إنسانية ! وبالطبع سيتحمل مسؤوليتها الرئيس وعائلته حتى ولو كان مرتكبيها هم من (المزايدين ) الذين يحاولون أن يثبتوا ولائهم للرئيس بينما هم يسيئون له ويفاقمون من غضب الناس عليه .و لوسئل الرئيس نفسه لو كان هؤلاء من المخلصين لماذا لم يصونو أمانتي بل أفسدوا في الارض ؟ والحقيقة أنهم خانوه بإدارتهم الفاشلة وبالمعلومات الكاذبة مثل المبالغة بأعداد المتظاهرين والتهم الكاذبة الموجهة لهم ليصنعوا بطولاتهم ويضاعفوا الاضافي والمكافئات من خزينة الدولة بحجة حماية المنشأت منهم واختراقهم ..ويزداد الامر سوءا عندما تطال الاعتداءات للصحفيين والمراسلين وتجعل منهم خصوما كما حدث لمراسلي البي بي سي والجزيرة والعربية وأخرين كثر.

للرئيس

ومع بالغ احترامي واعجابي لأولائك الذين يطالبون بإسقاط نظام صالح على غرار التونسيين والمصريين ,إلا أني مع قرار المعارضة منح الرئيس فرصة أخيرة مع فترة زمنية محددة لإتخاذ قرارات تسعى لتنفيذ إصلاحات سياسية وإقتصادية عاجلة بإستشارة القيادات السياسية والاجتماعية ...وكم أتمنى أن يمنح الرئيس نفسه ومعارضيه وشعبه الذين مازالوا يآملوا فيه فرصة ويفاجئنا بحوار ديمقراطي مسؤول مع مختلف قيادات هذه التظاهرات والقيادات السياسية والاجتماعية المعارضة له كرئيس لليمن بكلها وبعيدا عن الوصاه الذين خانوه وخانونا جميعا ويلحقها بقرارات عمليه تخفف من غضب الناس وتبشر بتحول اقتصادي وسياسي ايجابي بمشاركته مثل تغيير قيادات الجهاز الإداري للدولة حكومة ورؤساء محافظات ...... الخ وتحت اشراف مجلس من هذه القيادات يستمع لهم اسبوعيا وياليت أن يدعو كل وزير ومحافظ إلى حوار مع المجتمع المدني وقيادات الشباب في كل محافظة أو تخصص للوزارات وبحضور مندوب واع وليس مخبر للرئيس لمناقشة ابرز المشكلات في كل محافظة وفي كل مجال وأليات معالجتها وخطة عمل عاجلة وطويلة المدى واعلانها في الإعلام المرئي والمسموع –بدلا من فقرات الاغاني والاخبار المغلوطة – ثم البدء في تنفيذها .. مالم سيّذكر التاريخ بأنه أحد الرؤساء العرب النادرين الذين أحترموا أنفسهم وإرادة شعبهم وأنهى خدمته لليمن بتداول سلمي للسلطة ..

  Rahma.hugaira@gmail.com