الرهان .. لغز آخر فيديو للرئيس صالح
بقلم/ عبدالفتاح الحكيمي
نشر منذ: 5 سنوات و شهرين و يوم واحد
الأربعاء 25 سبتمبر-أيلول 2019 06:45 م
 

كان كل شيء بعد حركة 11 فبراير الثورية مفصلا ومنسجما مع مقاس الرئيس صالح .. المبادرة الخليجية راهنت على إعادة صالح الى السلطة من بوابة رئاسة المؤتمر , و 50 % من الحكومة للمؤتمر وشركائه , والفترة الانتقالية سنتان (قصيرة) في وضع يعج بالتقلبات والاحتمالات.

ليس صحيحا ما يقال إن الاماراتيين والسعوديين بعد فبراير2012 م دفعوا بالحوثيين الى الواجهة للقضاء على قوة حزب الإصلاح فقط بل فعلوا ذلك لتقوية نفوذ صالح وحزبه .. والحوثة ليسوا أكثر من حصان طروادة ظنوا أنهم سوف يحرقونه مع حمولته في منتصف الطريق ليضاف الى ركام الإخوان فيبقى الصالح قوة الأمر الواقع الوحيدة دون منازع ..

الثأرات التاريخية بين بيت الأحمر وأحفاد حكم الأمامة البائد لم تكن هينة .. تخاذلت قبيلة حاشد نفسها عن رموزها ودفع الإصلاح بالإنابة عنها ثمن وفاءه (الساذج) خيرة شباب زجهم الى عمران وحرف سفيان في معركة عبثية من البداية.

وجاءت معركة سلفية دماج قبلها محاولة لتصدير أزمة بيت الأحمر مع الحوثة ونقل المعركة الى ميدان وساحة بعيدة عن معقل أولاد الشيخ عبدالله ولكن الكرة ارتدت الى ملعبهم.

لذلك حسمت معركة صنعاء ودخول الحوثيين بعدها في 21 سبتمبر 2014 م قبل أن تبدأ المعركة الفاصلة ضد لواء القشيبي التي كان يعول عليها في إعادة التوازن مع الحوثيين وصالح أو ازاحتهم , فخسارة أولاد الأحمر والاصلاح والسلفيين في دماج حددت ما بعدها ..

دفع الاصلاحيون ثمن حماقات حسين الأحمر ألتي بدأها حتى قبل شرارة 11 فبراير 2011 م.. والحوثيون يتغافلون لكنهم لا يتسامحون ..

قد تكون معركة قبائل الإصلاح مع الحوثيين أيضا سابقة على ذلك بكثير .. في نوفمبر 2010 م في مديرية الغيل بالجوف , لكن الثأرات لا تتجزأ .. فقبل ذلك مارس حسين الأحمر سطوته على بعض المحسوبين على الحوثة , فمنحهم ذريعة (المظلومية) الدينامو المحرك لصلفهم الكامن.

في أكتوبر 2010م زعموا مقتل 2 منهم في عمران على يد أتباع حسين , وزج هو ب 120 آخرين كسجناء في إحدى مدارس عمران باعتباره الحاكم الفعلي(بول برايمر) , وقضى المعتقلون شطرا من رمضان والعيد كسجناء ..

بحسب البابا حسين عند مراجعتهم له أنه كان مشغولا ومنصرف الجوارح لأداء مناسك العمرة التي منعته من الإنصاف ومراجعة تصرفه .. بعدها ظهرت فتوى اعتبار الخارجين على ملة القبيلة (كفارا) عليهم ما على المخالفين من عواقب.

 المسألة كلها بين الطرفين صراع نفوذ ووجود وحدود على المشيخ والسلطة القبلية والحزبية .. من عمران الى حجة وصعدة والجوف .. ورحيل الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر ترك فراغا لم يملأه أبناؤه من بعده فأغرى القوى الحوثية الصاعدة بابتلاع التركة الشعبية والتكويش عليها .. وذوت معاقل الأحمر التقليدية في حجة وهكذا فمن كانت معه القبيلة دانت له السلطة والسطوة والجاه والثروة( مؤقتا) ومن خذلته فيستعد لها بما يرضيها !!.

* الرهان على صالح *

توحدت رؤى الاماراتيين والسعوديين خلف كراهة الاخوان المسلمين وخطرهم على العروش في المنطقة بعد اتهامهم بثورات الربيع العربي وان عودة حكم صالح مسألة وقت ليس اكثر حتى الحوثيين (الشعث الغبر) وعدوا صالح من جانبهم أيضا بأعادته او إبنه الى السلطة .. وكأنها قارورة سمن بلدي تمنحها إحدى عجائز القرية لمن يعز عليها.

 وتظاهروا (تقية) بولاءهم اللامحدود للزعيم وقد خلصوه من أبرز خصم كان سببا رئيسيا في الإطاحة به واحراقه ورفاقه في مسجد دار الرئاسة.

ربما كان صالح مخدوعا بتلك المعادلة إن التخلص من بيت الأحمر أهم عنده من العودة إلى السلطة او لعلها بالأهمية ذاتها , وأن الحوثيين تسامحوا معه ولم يتخلصوا منه (مؤقتا) ايضا انتقاما لقتل المؤسس حسين بدر الدين , فتلك كافية ان يضع في بطنه (بطيخة صيفي) وليس ان يقرأ على روحه الفاتحة ويتابع التقويمين الهجري والميلادي بانتظار رحلة العودة إلى القصر..

لم تكن شعارات الموت لأمريكا وجذور علاقتهم القديمة بطهران في الثمانينات مقنعة للسعوديين بتوجهات الحوثيين الإيرانية مع وميض نيران الثورات العربية التي تكاد تبتلع عروش الملوك لاحقا أيضا .. وإن استشعروا بخطر الحوثيين كما حصل لهم في معارك جبال النار والدخان في حروب صعدة الستة فإن عودة صالح كفيلة بتحجيمهم.

كتب الوزير حسن زيد في أحد منشوراته عن لحظة جمعته بوزير الخارجية السعودي الراحل سعود الفيصل أكد له إن مخاوفهم اكثر من خطورة مشروع الإخوان لعلاقتهم بمشروع الخلافة في تركيا .. وهذه إحدى مفاتيح رؤية (فوبيا العرش السعودي) التسطيحية للخطر , تقوم على مواجهة احتمال ( الخطرالأقرب) والمؤقت , وسؤ تقدير المآلات القادمة كمن يمشي في الظلام خطوة متثاقلة الى الأمام وخطوة الى الخلف فيحفر لنفسه دون وعي.

لكن مكاشفة الفيصل لحسن زيد لا تخلوا أيضا من مكيدة لتحسس موطىء قدم لفتنة ممكنة في اليمن بين الحوثيين والإخوان .. فكان لهم ما أرادوا.

أغدق عليهم صالح فدية كبرى م

ن خزائن السلاح والعتاد الحربي والأموال .. فأقل شيء منحوه سنوات حياة إضافية قبل أن يتخلصوا منه الى الابد , وفي ظنه هم شوية مراهقين ومبردقين سيحرقون أنفسهم بأقل الخسائر , وراهن اكثر على شعبيته التي ستعيده الى الحكم رغما عن الجميع.

لكن المعادلة تغيرت , كان حلفاؤه الجدد في اللحظة الحاسمة قبل الاخيرة لا يحتاجون إلى قوة صالح التي استنفذوها منه مقدما وغيروا معها حتى ولاءات الجيش والحرس الجمهوري , لكن حاجتهم له كواجهة وغطاء سياسي ولو شكلي تمر على سكته مخططات إيران في أن يكونوا الحليف الأقوى لها جنوب المملكة واللاعب الرئيسي المتحكم باللعبة في اليمن .. ثقتهم بأنفسهم على المواجهة المنفردة بدون صالح او غيره اكبر .. يعرفون كيف يسوقون مواليهم الى محشر الحرب بأقل تكلفة ورغبة عارمة في الموت المجاني.

معرفتهم بحجم الرئيس صالح وقوته بعد كل هذه الفترة أشعرتهم بالتميز ورغبة الانفراد والسيطرة على بقايا مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية والقرار.

هكذا تولدت قناعة التحدي والتصدي العسكري لمعركة الشرعية والتحالف العربي بمفردهم.

 .. وتبخرت حسابات الفيصل أيضا في ان يتخلص منهم في المعركة مع الإخوان وبيت الأحمر ..

* تضارب الحسابات *

تغيرت حماسة صالح لمواصلة الحرب منتصف 2017 م ولا يزال الخارج ( الإمارات والسعودية) ودول غير عربية يراهنون عليه أما بإقناع الحوثيين بمبادرة السلام المقترحة بدءا من تحييد ميناء الحديدة وادارته بإشراف أممي لسداد رواتب الموظفين أو القضاء عليهم عسكريا في معركة داخلية أو فض تحالفه معهم واضعافهم بأي ثمن !.

رفضوا مبادرة السلام حين عرضها مجلس النواب , ولهم مقعدان فقط في البرلمان من 301 مقعد .. ليس لأنهم من سيخسر في تلك الصفقة مع التحالف بل لثقتهم أن مواصلة الحرب ستجلب لهم الكثير ويفرضون بها المستحيل.

تغيرت الإجراءات الأمنية في العاصمة صنعاء , وسيطر الحوثيون على معظم النقاط العسكرية حتى في محيط إقامة صالح نفسه المحاصر منهم منذ سبعة أشهر قبل تصفيته .. وكان من السهل أن يمر الاعتداء على محمد المسوري محامي الصالح في السوق او الشارع العام دون رد فعل صارم من الآخر .. ويقتل (الرضي) أبرز أذرع احمد علي صالح أمام منزل الأخير .. ويتعرض خالد صالح وأخوته للرقابة والتفتيش وإطلاق النار قرب جولة المصباحي .. والجميع يحتسب ذلك لصالح تماسك ثنائية التحالف (ضد العدوان) حتى ومليشيات الحوثي تعتدي على كبار رجال الحليف وابنائه.

تحول الرئيس السابق صالح بنظرهم الى عميل وخائن بدعوته واستجابته للسلام , ولم يقصر الشيخ (يحي غوبر) في وضع الكيس مع رباطه في جعبة(ابو علي الحاكم) الذي استدل أمام تجمع قبلي بشهادة (غوبر) : اسألوا العم يحي غوبر اطال الله في عمره ..) وكان اصطحبه معه في جولاته ليقنع الغاضبين من قتل صالح والغدر به بتلك الطريقة .. وقد أوكل الزعيم الى غوبر مهمة خاصة إلى الأردن لإقناع الملك عبدالله بالتوسط لدى السعوديين وإقناعهم بصدقيته وجديته في ترك تحالف الحوثة والانخراط في التحالف العربي ضدهم.

لم يقتنع علي محسن بدور الوسيط بين صالح والسعوديين عندما طلب منه الأخير ذلك , اما لعدم ثقته بوعوده , واما لحسابات أبعد من ذلك بكثير أقلها إن عودة صالح كطرف سياسي وقوة قد تقلب الطاولة وتعيد لعبة الصراع على السلطة في البلاد إلى دوامة ما قبل وبعد 11 فبراير .. وإلا فالخيار الأنسب لديه اقتتال الطرفين ( الحوثي عفاش) والتخلص من عبئ الطرفين , وهي المعركة التي حسمها الحوثيون سريعا خلال 3 أيام فقط أمام ذهول وحيرة الجميع بما فيهم (طفل مران) الذي اعتبر مقتل صالح بالنسبة إليه ( يوم تاريخي).

لم ينجح الروس في تأمين خروج صالح من صنعاء بداعي إنقاذ عينيه من حالة فقدان البصر المهدد بها .. وبعد وصول البعثة الطبية الروسية الى صنعاء لإجراء عملية عاجلة كما أشيع فرض عليه الحوثيون رقابة صارمة كي لا يتكرر مقلب خروج عبدربه منصور وعلي محسن على طريقة جدهم الإمام (البدر) يوم 26 سبتمبر 1962 بملابس نسائية وستارة *.

أمسكت موسكو العصا من الوسط رغم إنها راهنت أيضا على دور ما قد يلعبه صالح وحزبه من جديد رغم اعتراضها على رفع العقوبات الدولية عن نجله احمد !!.

 

* موت صالح مشكلة *

 

4 ديسمبر 2017 م يوم مقتل الصالح قلب المشهد وأربك الحسابات والمعادلات المحلية والدولية لكن صنعاء تفادت اكبر كارثة حرب شوارع محتملة فيما لو لم تحسم المعركة بتلك السرعة غير المتوقعة .. وقال عنها الحوثيون بغرور وزهو إنها (عملية محدودة وجيب بسيط تم التعامل معه) , رغم أنهم خسروا أكثر من 1500 ضحية في يومين دفعهم إلى الإنتقام وتقتيل أسرى الطرف الآخر الذي خسر قرابة 350 قتيلا فقط وعشرات الإصابات.

  * فيديو واستخبارات *

وخرج تقرير لجنة التحقيق الدولية بمقتل الرئيس صالح مؤخرا دون معرفة كيفية ومكان مقتله .. واعتمدوا فيه على مجرد صور عادية لإصابته في الرأس.

كان يدرك أنه سوف تتم تصفيته ومخاطر خطاب النفير العام الذي دعا إليه أنصا

ره في 2 ديسمبر بالتمرد والثورة والانتفاضة على سلطة الحوثيين .. وترك وصية صغيرة خطها بيده على قصاصة قبل موته , دعا فيها الى ما أسماه الدفاع عن الجمهورية وعدم تمكين الكهنوت الامامي من العودة إلى الحكم ..).

 وتلك دلالة على بلوغ خصومه مرحلة الاستعصاء وتمكن مشروعهم السلالي الطائفي من التغول.

ولعل أبرز ما ذكره التحقيق الدولي إن أحد الشهود المقربين من صالح طلب إذن إحدى دول التحالف ليدلي بأقواله لكنه قطع التواصل مع اللجنة الدولية لأسباب مجهولة.

 ومن خلال معاينتي الشخصية لبعض القرائن والمعلومات فقد كانت احدى دول التحالف العربي على علم تام ومستمر بتحركات صالح ومكان وجوده وتنقلاته في اليوم الأخير من حياته ..

ويؤكد ذلك تصوير فيديو خاص لصالح وعارف الزوكا وطارق عفاش قبيل بزوغ فجر 4 ديسمبر في منزل صالح الذي بدت آثار القصف على جدرانه داخل الساحة , وقد وضع زائر( غريب) على شعر رأسه صبغة طلاء , بودرة لزجة بيضاء رقيقة تم تثبيتها بخفة.

في الفيديو الخاص بذلك استأذن الشاب الاربعيني من طارق عفاش بالتقاط صورة مشتركة له مع الرئيس صالح وعارف الزوكا , وبعد اللقطة الاولى ادخل الرجل اصبع أبهامه اليمنى بهدؤ ودسها في مقدمة الكم الأيسر للقميص يتلمس شيئا ما ثم اقترب من صالح يطلب تقبيل رأسه الذي أمسك به بكلتا يديه (هات شاحب رأسك) وراح يقبله وهو يضغط بسبابته اليمنى أيضا على جانب رأس الصالح الأيمن فوق الأذن وضغط لتثبيت الصبغة كمثل من يبصم على شيء ما !!.

وتظهر صورة الفيديو الخاص بهذه التفاصيل تركيز المصور على إصبع ابهام الضيف الطارىء ..

كانت صبغة خاصة تستعملها الطائرات بدون طيار والحربية اف16 وغرف العمليات الارضية ايضا لمتابعة ورصد الأهداف ومراقبة تحركات الأشخاص وتحديد أماكنهم بدقة.

تم تصوير الفيديو أثناء توقف لعلعة الرصاص والقذائف حول منزل الصالح بحدة وتمكن الزائر الغريب (المريب) من الوصول إلى الصالح بسهولة على ما يبدو , اما أثناء الوساطة أو أنه غامر بعد اطمئنانه لتوقف النيران.

ظهر طارق عفاش في الفيديو قلقا ومتوترا لا تستقر حركته في مكان وهو قريبا من موقع التصوير في وضع الحارس المترقب وكأنه في مأزق محير .. أما الزائر الذي ارتدى الزي التقليدي اليمني مع الغترة (السماطة , الكشيدة) فلهجته مزيجا من الصنعاني والخليجي.

أنهى مهمته بنجاح وأدى الأمانة أو أنه ارتكب الخيانة !!.

واضح إن صالح بتعاون استخباراتي شقيق قرر الانتقال من منزله ومغادرته الى جهة ما , أو أن الحوثيين استدرجوه بتلك الطريقة دون علمه للتخلص منه خارج منزله بعد ما قيل عن هدنة وتعهدوا بتوقف استهداف مقر اقامته.

بالإضافة إلى احتمال أن الإماراتيين أنفسهم قد كلفوا الزائر المريب بالمهمة الخطيرة لضمانة معرفتهم بمكان وجود صالح ومساعدته قدر الإمكان ساعة الخطر ..

أما إذا كان الحوثيون وراء تلك المهمة فقد نجحوا في تتبع تحركات الرئيس صالح ورصده الاليكتروني وملاحقته وتصفيته في الكمين الذي زعموا أنه تم في مفرق سنحان لتكون الرواية الخاصة بتسلل الصالح والزوكا من شارع الزبيري واشتباكه مع أفراد نقطة عسكرية وتجاوزها أقرب إلى الصحة .. أما اصابته البليغة من المؤخرة إلى الجانب الأيسر من الرأس فتبدو من آثار شظية قذيفة ار.بي.جي من الخلف انتزعت معها إلى الخارج قطعة(فلقة) كبيرة من عظم الجمجمة وليست ناتجة عن رصاص بندقية او حتى معدل أو دوشكا.

وتبقى الاجابة المرجحة حول المكان الذي قتل فيه صالح لدى الجهة التي وضعت الصبغة على رأسه.

والمفارقة إن كل الأسئلة تدور حول المكان الذي قتل فيه الرجل وليس حول مشروعية قتله وتصفيته لمجرد أنه رفض تحالف الحرب مع الحوثيين وجنوحه للسلام .. ووقع تقرير لجنة التحقيق الدولي حول مقتل صالح في المأزق والسفسطة نفسها ولم يتطرق إلى إدانة الجريمة ذاتها باعتبار الرجل كان يدافع عن خيار إحلال السلام في بلاده ولو كان ذلك متأخرا منه بعد ان وقع الفأس الحوثي في رأس كل يمني.

هل كان بقاء الصالح على قيد الحياة أكثر فائدة لأوضاع اليمن أم العكس .. فلا زلنا نسمع من عديدين إنه لوكان موجودا ربما تحقق الأفضل .. مسألة نسبية أمام تعقيدات المشهد السياسي والمليشاوي ومراكز القوى المتناسلة في البلاد.

أما نقطة ضعف الحوثيين الكبرى إنهم مجرد عصا غليظة ورأس يابس(فارغ) لا يصلحون لإدارة دولة مدنية ولا يؤتمنون على ارواح الناس واموالهم .. ولا يتركون للآخرين وسيلة مرنة للتخاطب أو الحوار معهم او التعلم من أخطائهم إلا بقدر ما يتماشى مع تحقيق اهدافهم الوقتية المراوغة والمستحيلة.