خالد الرويشان يتحدث عن تصرفات حوثية لن يتخيّلَها حتى الشيطان:عارٌ علينا أن نصمت اللواء العرادة يطالب المجتمع الدول بإتخاذ تدابير عاجلة تجفف منابع الدعم الخارجي للمليشيات مليشيات الحوثي تحول مدارس صنعاء إلى معسكرات تدريب للطلاب حزب الإصلاح يلتقي بعيدروس الزبيدي مركز مكافحة الإرهاب الأمريكي يتحدث عن نقاط ضعف الحوثيين القابلة للاستغلال وحقيقة قدرتهم على تحديد هوية السفن وتعقبها وضربها سلاسل بشرية بمدينة مأرب تضامنا مع الشعب الفلسطيني ودعما لقطاع غزة - صور وزير الخارجية يستقبل الرحالة اليمني منير الدهمي بالرياض الضالع.. القوات المشتركة تدمر مرابض قناصه المليشيا وتحرز تقدما ميدانيا تفاصيل لقاء وزير الدفاع ومحافظ حضرموت باللجنة الأمنية بالمحافظة محكمة الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت وتكشف عن أسبابها المنطقية
لا شك أن ثورة الشعب اليمني لن تعود إلى الوراء ، وأن هذه الثورة قد أسقطت النظام ولو أنه ما زال أمامها الكثير لكي نحكم عليها بالنجاح التام ، وأن الزمن القادم سيُبرز شخصيات فرضت نفسها واحترامها على الجميع ، فهذه الشخصيات التي سيكون موضوعنا حولها هي من سيكون لها التأثير الكبير في بناء اليمن الجديد بعد رحيل نظام الفساد والاستبداد الذي جثم على صدور الشعب اليمني طيلة 33 سنة ، وقد حاولت أن أختار أكثر 10 شخصيات سيكون لها تأثير كبير في بناء اليمن الجديد ، ومن خلال هذه الشخصيات سنعرف الكثير عن مستقبل اليمن ، لأن المستقبل يتحدد بمعرفة صانعيه ، فإن كانوا على قدر الثقة التي أعطيت لهم ورصيدهم يحمل الكثير من الخير ، فإن الخير سيعم البلاد والعباد بإذن الله .
1- اللواء علي محسن صالح الأحمر :
يعتبر هذا الرجل والذي ولد في (سنحان) بمحافظة صنعاء سنة 1945 ، والحاصل على زمالة (الدكتوراه) من أكاديمية (ناصر) العليا في القاهرة سنة 1986 ، أحد أقوى العناصر ضمن حكم الرئيس السابق علي عبدالله صالح وهو الساعد الأيمن الذي يعتمد عليه صالح في كل شيء ، بل يمكن القول أنه (قلب) الدولة النابض ، حيث يُزج به في كل الأمور ، ودائماً ما يثبت نجاحه .
يعمل قائداً للفرقة الأولى مدرع التي أنشأها هو ، ويعمل كذلك كقائد للمنطقة العسكرية الشمالية الغربية ، ولعل تاريخه النضالي الكبير يدل على أهمية هذه الشخصية ، فهو أحد أبرز القادة في حصار السبعين ، كما كان القائد الميداني الأول لجبهة عدن إبان حرب الانفصال ، ومن أهم أدواره أيضاً أنه كان القائد لحروب صعده الستة والتي قامت ضد جماعة (الحوثي) والتي شجعها الرئيس صالح نفسه .
انتهج اللواء علي محسن لنفسه مساراً جيداً من خلال وقوفه بإيجابية في كثير من القضايا ، ولعل هذا ما يفسر (عدم رضا) الرئيس عنه وإن بشكل خفي لأن قوة الرجل تفرض على خصومه عدم إظهار عداوتهم له ، فتعرض بذلك لعدة محاولات للاغتيال منها ما سربته وثائق (ويكليكس) عن تقديم اليمن إحداثيات للقوات السعودية لضرب موقع قالوا أنه تابع للحوثيين ، واتضح أن الموقع كان بداخله اللواء علي محسن ، وأيضاً لا ننسى محاولة الاغتيال التي جرت الأسبوع المنصرم والتي حاولوا من خلالها إشعال الفتنة في اليمن ، وإدخالها في دوامة لا يستطيع الخروج منها أو تجنبها أحد ، وهذه عادة زعماء الاستبداد الذين يفقدون مصالحهم ، فيضطروا الى الاعتماد على قاعدة (عليَّ وعلى أعدائي) ولأن الشعب كله أعداءهم ، فهم سيدمرون الشعب بأكمله والوطن برمته .
وعندما اندلعت ثورة الشباب اليمني ، تباينت المواقف حولها ، وقد انضم لها بعض المسؤولين ، ولكن كانت نقطة القوة الكبرى هي انضمام اللواء علي محسن الى الثورة وتأييده لمطالب الشباب ، ومن بعدها تحولت (قطرات) الاستقالة من دولة صالح المنهارة إلى (سيل) جارف ، فتكاثرت الاستقالات ، وانهار (بيت العنكبوت) الصالحي الذي عمل صالح على بناءه بالكذب والفساد والاستبداد ومختلف مفردات (الوضاعة) و(الدناءة) ، وقد كان لصدى تأييده للثورة أثراً كبيراً حتى على مستوى الدول الأخرى سواء الشقيقة أو الصديقة ، فبالتأكيد سيكون لهذا الرجل الذي كسب حب الملايين من أبناء الشعب حضورٌ كبير خلال الأيام القادمة ، ولا ندري ما الدور الذي سيقوم به بالتحديد ، لكن في النهاية بالتأكيد أنه سيكون دوراً عظيماً ، حيث أن كل الأدوار التي قدمها علي محسن هي أدوار بطولية يستحق عليها كل الشكر والعرفان .
2- د. ياسين سعيد نعمان :
يعد د. ياسين سعيد نعمان أبرز المرشحين لتولي منصب (رئيس الجمهورية) أو على الأقل (رئيس الحكومة) وذلك لما يتمتع به هذا الرجل من صفات ومزايا قلما تجتمع في رجل واحد ، ولما له من تاريخ سياسي كبير يدل على شخصية طموحة وعاقلة وذكية وقلما يصعب عليها تحقيق أهدافها .
فالرجل المولود سنة 1947 في طور الباحة محافظة لحج ، والحاصل على البكالوريوس في الاقتصاد من جامعة القاهرة ، وحصل على الدكتوراه في العلوم الاقتصادية من جمهورية المجر عام 1981 ، وتنقل بين عدة مناصب بين نائب وزير ثم وزير ثم نائب رئيس مجلس وزراء وعضواً للجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني ، ثم رئيس لمجلس الوزراء وعضواً لهيئة رئاسة مجلس الشعب الأعلى عام 1986 ، ثم عمل رئيساً لأول مجلس نواب بعد تحقيق الوحدة في 26 مايو 1990 ، وهو الآن يمسك بمنصب أمين عام الحزب الاشتراكي اليمني والرئيس الدوري لأحزاب اللقاء المشترك ، ومن خلال هذه اللمحة البسيطة عن تاريخ الرجل يمكن القول أنه أكثر شخصية سياسية يمنية مرشحة للعب أدوار كبيرة خلال الأيام القادمة .
ويحظى نعمان بتأييد كبير من مختلف الأطراف ، وحتى من طرف الرئيس صالح نفسه ، إذ لا يكن له عداءاً مثلما يكنه لعلي محسن أو حميد الأحمر ، وحتى على مستوى التأييد الدولي يُنتظر أن يحظى الرجل بتأييد واسع من مختلف الجهات ، لا سيما أن مستوى علمه الكبير وثقافته العالية تؤهلانه للتعامل مع كل خيوط اللعبة السياسية التي أجادها من هم أقل منه شأناً وعلماً وخبرة وثقافة وكاريزمية .
ويعد نعمان أحد أكثر زعماء تكتل المشترك صراحة ووضوحاً وقدرة على التعامل مع الاحدث ، وقد جاء موعد رئاسته الدورية للمشترك في ظل الأحداث الراهنة ، فكان قوة كبيرة للمشترك ومواقفه ، خاصة أن بجانبه أيضاً الناطق الرسمي الأستاذ محمد قحطان ، فشكل الاثنين ثنائياً رائعاً يستحق الاحترام والتقدير .
3- الرئيس الأسبق : علي ناصر محمد :
يعد الرئيس السابق الأستاذ علي ناصر محمد أحد المرشحين المهمين للعب أدواراً كبيرة خلال الفترة القادمة ، خاصة أن ناصر يتمتع بشخصية كاريزمية جيدة ، ومستوى ثقافة عالية ، ويحظى بقبول عند كثير من الأطراف سواء الداخلية أو الخارجية .
وعلي ناصر الذي ولد في دثينة بمحافظة أبين سنة 1939 ، وعُين في 1968 عضواً في القيادة العامة للجبهة القومية ، ثم تنقل بين وزارات التربية ثم الحكم المحلي ثم الدفاع ، وفي 1971 أصبح رئيساً لمجلس الوزراء وعضواً في المجلس الرئاسي ، وفي 1978 أطاح بسالم ربيع علي وتولى الرئاسة بالوكالة ، وفي 1980 تقرر تعيينه رئيساً شرعياً من قبل المجلس الرئاسي ، وبعد أحداث 1986 خرج ناصر من البلاد ، وهو يقيم الآن في العاصمة السورية دمشق ، ويشغل منصب رئيس المركز العربي للدراسات الاستراتيجية .
ومن خلال ما قرأنا سابقاً من سيرة ناصر الذاتية وتجاربه السابقة يتضح أن الرجل يمتلك تاريخاً كبيراً وخبرة سياسية متراكمة ، ويمتلك القدرة على التعامل مع الدولة بشكل يجعله أحد المرشحين الهامين للإمساك بمنصب هام في الدولة ، ولربما يكون هذا المنصب هو منصب رئيس الدولة .
4- الشيخ : حميد بن عبدالله بن حسين الأحمر :
يُعد الشيخ حميد الأحمر من أكثر المعارضين السياسيين لسياسة الرئيس ، ولأنه يعارض الرئيس وهو مقيم على أرض اليمن فإن أسهمه ترتفع بشكل كبير وأرصدة حبه في قلوب الناس تتنامى بشكل يومي .
وحميد الأحمر الذي ولد في صنعاء في أسرة (الأحمر) الغنية عن التعريف سنة 1967 ونال شهادة البكالوريوس من كلية التجارة والاقتصاد بجامعة صنعاء ، وهو الابن الثالث للشيخ عبدالله بن حسين الأحمر (رحمه الله) ، ومؤخراً حصل الشيخ حميد على درجة الدكتوراة من كلية الاقتصاد بجامعة افريقيا العالمية في السودان ، وهو رجل أعمال وسياسي وذو شخصية كاريزمية آسرة ، ويتحدث الانجليزية بطلاقة ، وله الكثير من الشركات في مختلف التخصصات والمجالات ، حيث يُعد أحد أبرز الاقتصاديين اليمنيين وأحد أهم رجال الأعمال في اليمن ، وهو رئيس الهيئة العليا للحوار الوطني والتي أنشأها هو لمعالجة آثار حروب صعدة ولحل مشكلة الجنوب ، كما يرأس كثيراً من الجمعيات الخيرية ، وقد انتخب عضواً في البرلمان اليمني لثلاث دورات متتالية ، وعضو الهيئة العليا لحزب التجمع اليمني للإصلاح .
وقد اشتهر حميد بمواقفه الصلبه وآرائه الشجاعة التي أذهلت الكثيرين ، ولا شك أن كثيرين منا قد استمعوا الى مقابلته الشهيرة مع قناة الجزيرة ، حيث سألته المذيعة عن عودته الى اليمن بعد كل ما قاله عن الرئيس ، فأجابها بكل ثقة أنه سيعود ، متحدياً بذلك جبروت الجائر الذي ترهقه كلمة الحق وتؤرق مضجعه .
وقد انتصب حميد كأكبر عقبه أمام مشروع توريث الرئيس للحكم لنجله أحمد ، حيث ظن كثيرون أن العداوة هي عداوة شخصية بين حميد واحمد علي أو ما صورها الاعلام الرسمي ، ولكن اتضح أن حميد لا يمتلك مشروعاً شخصياً بقدر ما يمتلك مشروعاً وطنياً هدفه الارتقاء بالوطن وتمكين المواطن من العيش بكل حرية وكرامة ، وقد شنت وسائل إعلام دولة (الصالح) حملة او حملات بالأصح على حميد ، ولكن كان الرجل عوداً طيباً يزيد بالإشعال طيباً ، فكسب الكثير من الناس بمواقفه الواضحة ، وكون لنفسه محلاً في قلوب الكثير من أبناء الشعب البسطاء ، أما المنتفعين من النظام السابق ، فكان كل واحد منهم يحاول التقرب من قدمي الحاكم عن طريق تعرضه لحميد بإساءة أو ما شابه ، وهدفه الأسمى أن يرضى عنه الحاكم ، وبعدها ستفتح له الدنيا الأبواب بمصاريعها .
أما عن التأييد لحميد ، فإنه له رصيداً ضخماً من المؤيدين في اليمن ، وعلى المستوى الخليجي فإن السعودية ستكون من أوائل الداعمين له خاصة إذا عرفنا عمق العلاقة المتينة بين آل الأحمر والعائلة الحاكمة في السعودية ، وإن أخذت السعودية على حميد معارضته القوية للرئيس في السابق ، إلا ان متطلبات الواقع ستفرض عليها تأييد حميد ، وحتى على المستوى الدولي ، فإن شخصية حميد تجعل له هيبة واحترام لدى الدول المهتمة باليمن ، خاصة أنه من أسرة سياسية مشهورة ، ولديه تجارب ناجحة في الإدارة خاصة أن أغلبية شركاته تتصدر قوائم النجاحات في اليمن ، ورغم أن حميد قد أعلن سابقاً أن هدفه ليس كرسي الحكم ، إلا أن الرئيس صالح وانصاره يصرون على أن حميد يعشق الكرسي ويسعى اليه ، وهذا برأيي أنا حقاً من حقوقه ، وإن كنت أرى أن لا يمسك حميد بمنصب الرئيس ، وإنما يقدم له منصب آخر يضمن مشاركته في رسم وتنفيذ السياسة العامة للدولة .
5-الأستاذ : محمد عبدالله اليدومي :
يعتبر الأستاذ محمد اليدومي أحد قيادات العمل الإسلامي في اليمن ، ويعتبر أيضأ أحد أهم الرجال الذين شاركوا في تأسيس حزب التجمع اليمني للإصلاح ، وأحد رجالات اليمن المنتظرين خلال الفترة القادمة .
وعند العودة إلى سيرة اليدومي الذاتية نعرف أنه من مواليد محافظة تعز عام 1947 ، وقد تخرج من أكاديمية الشرطة في مصر سنة 1973 ، وتعين ضابطاً في الأمن العام ، ثم ضابطاً في الاستخبارات وتدرج في سلم الترقيات حتى وصل إلى رتبة (عقيد) ثم جمد عمله في الاستخبارات ، وفي 1985 أسس جريدة (الصحوة) لسان حال الإصلاح ورأس تحريرها ، وبعد قيام الوحدة انتخب اميناً عاماً مساعداً للتجمع اليمني للإصلاح ، ثم انتخب أميناً عام للإصلاح ، وفي المؤتمر العام الرابع للإصلاح انتخب نائباً لرئيس الهيئة العليا للإصلاح ، وبعد وفاة الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر انتخب كرئيس للهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح .
ويتمتع اليدومي بشخصية جذابة ، وبمستوى ثقافة عالي ، وبخبرة إدارية وحزبية كبيرة ، حيث ظل هذا الرجل هو المحرك الأساسي لحزب الإصلاح حتى قبل وفاة الشيخ الأحمر ، فهو راسم سياساته ومحدد أهدافه وواضع خطواته ، ويحظى اليدومي باحترام كبير في كافة الأوساط ، فشخصيته العسكرية كان لها تأثير كبير على شكله ، فدائماً ما يظهر بشكل جاد ، وسيلعب اليدومي بالتأكيد في قادم الأيام دوراً هاماً في الحياة اليمنية لما لشخصيته من خبرة وتأثير ، ولأنه أيضاً يمثل حزب الإصلاح أكبر الأحزاب اليمنية حجماً وأكثرهم أنصاراً .
6- الشيخ : محمد علي أبو لحوم :
ربما لا يعرف الكثيرين أن الشيخ محمد علي أبو لحوم هو أحد الرجال الذين سيلعبون دوراً مهماً في حياة اليمن القادم ، ولكن الأيام ستثبت أن لهذا الرجل الكثير من الكفاءة لكي يمسك بكل المناصب في هذا البلد ، وسنعرف ذلك قريباً .
فالرجل المولود سنة 1960 ، ودرس الاقتصاد والإدارة في جامعة واشنطن ، يحمل في طيات نفسه الكثير من الحب لوطنه ويحمل في عقله شحنات كبيرة من (ذكاء) لم يستغله انصار حزبه جيداً بحيث أنهم لم يستطعيوا تفعيله بالشكل الصحيح ، لذا فقد ثار الرجل على الظلم وعلى سفك الدماء وخاصة بعد مجزرة جمعة الكرامة في صنعاء ، فقدم استقالته من عضوية اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام الذي يشغل فيه منصب سكرتير العلاقات الخارجية ، وقد تركت استقالته أثراً كبيراً على مختلف الجهات .
فالرجل الذي يفضل الإنصات على الكلام ، ويفضل الحوار العقلاني على الخطابة المنبرية العاطفية ، هو أحد من قدموا مبادرات للرئيس من قبل ، وقد لاقت مبادرته رواجاً كبيراً ودعماً لا محدود من قبل كثير من الأطراف ، ولو كان الرئيس استجاب لمبادرته لما وصل إلى ما وصل إليه الآن من الذل والتشبث بأقدام كرسي الرئاسة !.
ورغم أن أبو لحوم (شيخ) وورث المشيخة أباً عن جد ، إلا أنه يفضل العيشة المدنية ، ويبدو عليه حبه للنظام ولبناء دولة مدنية مؤسساتية ، لذا فقد يجد الرجل دعماً من مختلف الجهات ، خاصة أنه أحد أعضاء المؤتمر المستقيلين الأحرار ، وهو أيضاً أحد المشائخ ، وتلقى تعليمه في أمريكا ، ويتمتع بقدر كبير من الحصافة والذكاء ، ولا ننسى أنه يعتبر شاباً بالمقارنة مع غيره ، وغيرها من العوامل التي ستشكل نقاط قوة في (الملف) الذي سيقدمه ليصبح من صناع السياسة اليمنية في قادم الأيام .
7- الأستاذ : محمد قحطان :
الأستاذ محمد محمد قحطان ، الناطق الرسمي باسم تكتل اللقاء المشترك حالياً ، أحد أبرز قيادات التجمع اليمني للإصلاح ، وأحد (الصقور) في هذا الحزب .
ويملك قحطان في رصيده سجلاً حافلاً من العمل الحزبي المنظم ، فقد انخرط في تنظيم الإصلاح منذ بداياته ، وشغل عدة مناصب فيه ، إلا أن وصل إلى منصب رئيس الدائرة السياسية فيه ، وعضو الهيئة لعليا له .
وقد اشتهر قحطان بصراحته المعهودة ، فاكتسب من خلالها حب الناس له ، حيث لم تسجل له مواقفه أي مهادنة للحاكم أو حتى مجاملة له ، وقد استبشر كثيرون خيراً حين تقلد منصب الناطق الرسمي للمشترك في ظل الظروف التي تمر بها البلاد حالياً ، وقد أثارت تصريحاته الكثير من المواقف ، خاصة ما تعلق بدخول المعتصمين إلى (غرفة نوم) الرئيس لكي يخرجوه من قصره ، فشنت وسائل الإعلام حملة شعواء عليه ، لم تتردد خلالها في أن تشتمه بأقذع الشتائم ، وهذا ليس بجديد عليها ، فبين الفينة والأخرى تشن وسائل الإعلام الرسمية هجمات منظمة عليه ، هادفة تشويه سمعته واغتياله معنوياً بعد أن ثبت أن الرئيس ونظامه حاولوا اغنياله حسياً أكثر من مرة ، ولكن الله لم يكتب له الموت ، ربما ليؤخره لكي ينفع بلده ووطنه خلال الأيام القادمة التي ستثبت مدى حنكة الرجل ونجاحه الدائم .
8- الشيخ : حسين بن عبدالله بن حسين الأحمر :
يعد الشيخ حسين الأحمر أحد أبرز المشائخ الشباب في اليمن ، وأحد أكبر المهتمين بالعمل القبلي في اليمن ، وشخصيته من الشخصيات المثيرة للجدل في كثير من الأمور .
والشيخ حسين من مواليد محافظة صنعاء سنة 1976 ، حصل على بكالوريوس تجارة واقتصاد من جامعة صنعاء عام 2001 ، ورغم عمره (الصغير) إلا أنه كان (كبيراً) بما صنع خلال هذا العمر ، فقد تقلد عدة مناصب ، ورغم أن اهتمامه الأكبر كان منصباً على الجانب القبلي والجماهيري إلا أنه مارس العمل الحزبي مع المؤتمر الشعبي العام من خلال ترؤسه لفرع المؤتمر في محافظة عمران ، وعضويته في اللجنة العامة للمؤتمر ، ثم اللجنة الدائمة ، ومن خلال هذه الأعمال اكتسب خبرة وعمل ميداني مكنه من التفرد بالأمور والخروج على الرئيس أكثر من مرة ، لكن الرئيس كان يسعى لكسب الشيخ حسين كي يفرق بيت الأحمر بين (حسين) الموالي له و(حميد) المعارض له ، فجعله رئيساً للجنة الوساطة مع الحوثيين بل وكلفه بإعداد الجيش الشعبي لحرب الحوثيين وقدم له الدعم الكبير ، وكان قبلها قد دخل في حرب كلامية مع الرئيس حيث اتهم بأنه يسعى للسلطة ، وأن له تعاوناً مع جهات خارجية ، وأنه يتلقى دعماً بملايين الدولارات من القذافي ، مما سبب سخطاً للشيخ حسين من الرئيس ، وبعد مد وجزر مع الرئيس وحزبه ، قرر حسين تأسيس مجلس التضامن الوطني الذي ضم في طياته الكثير من مشائخ اليمن وقبائلها ، وقد كان لهذه الخطوة أثراً كبيراً في نفس الرئيس ، فأحس بخطر أولاد (الأحمر) فحاول استمالة حسين الذي ربما لأنه ما زال شاباً ولم يكتسب تلك الخبرة الطويلة التي اكتسبها حميد ، فقد كان حسين متذبذباً في مواقفه ، إلا أن ثورة الشباب التي انطلقت خلال الأيام الماضية أظهرت المعدن النفيس لحسين الأحمر ، فقد انضم لها ، وأعلن دعمه لها ، لذا فالأيام القادمة ستبرز لنا وجوه شابه ربما تحقق لليمن ما يصبو إليه .
9- الناشطة : توكل كرمان :
تعمدت أن أُدخل الأستاذة توكل كرمان ضمن رجالات اليمن المنتظرين رغم أنها (أنثى) ؛ لأن الرجولة ليست في الجنس أي أنها ليست (الذكورة) ، وإنما الرجولة (مواقف) وتوكل بمواقفها فاقت كل (الذكور) رجولة .
وتوكل التي ولدت في مديرية شرعب محافظة تعز سنة 1979 ، اكتسبت السياسة منذ نعومة أظفارها عبر والدها السياسي والقانوني عبدالسلام خالد كرمان ، حيث أسست توكل جمعية (صحفيات بلا قيود) ورأستها ، وقد جعلت الشعب كل همها ، وكانت صوت الغضب الهادر الذي سلطه الله على الحاكم المستبد ، حيث اتسمت مواقفها بالشجاعة الكبيرة والغريبة أحياناً ، حيث كانت تسعى لأن يحكم هذا الشعب الطيب من يحترمه ويقدره ، فكان حب الشعب لها أكبر دليل على طيبة شعبٍ هم الألين قلوباً والأرق أفئدة .
وقد عملت توكل وهي الصحافية المشهورة ، والناشطة الحقوقية الفاعلة ، على مناصرة المظلومين دائماً في كل القضايا ، فقد برزت في الكثير من الأحداث من أهمها مناصرتها لأبناء (الجعاشن) حيث نظمت مسيرات أسبوعية للمطالبة بحقوقهم ، وبرزت أيضاً كأول من قادت المسيرات الطلابية أمام جامعة صنعاء والتي انبثقت عنها الثورة اليمنية الحالية ، وقد تعرضت للاختطاف هي وزوجها في منتصف ليل الأحد 23 يناير 2011 ، ولكن تنديدات العالم أجمع بهذه الحادثة وخروج القضية إلى العالم كقضية رأي عام جعلت الرئيس اليمني يفرج عنها ، ولم يكتفي باختطافها ، بل إنه في مكالمة هاتفية نصحها شخصياً أن تبتعد عن السياسة قبل ان تلقى ما لا يرضيها ، ولكن توكل (توكلت) على خالقها ، وأصرت على مبدأها ، فجعلت علي صالح يلقى ما لا يرضيه !.
وقد حصلت توكل كرمان على العديد من الشهادات والجوائز تؤكد مكانتها الرفيعة ومعدنها الثمين ، أهمها جائزة (الشجاعة) التي منحتها السفارة الأمريكية لها ، وقد كرمتها منظمة (مراسلون بلا حدود) كواحدة من سبع نساء أحدثن تغييراً في العالم أجمع ، وإن كان هذا الشيء الوحيد الذي تستطيع توكل أن تفاخر به لكفاها ، ولعل الأيام القادمة ستقدم لنا (بلقيس) ثانية في اليمن الجديد !.
10 – النائب المستقل : صخر الوجيه :
النائب صخر أحمد عباس الوجيه ، ما إن يسمع اسمه أي مواطن يمني سرعان ما يشعر بالفخر ، لأن الوطن لا يزال فيه الكثير والكثير من الشرفاء ، وإن تعمد البعض تهميشهم إلا أن قوتهم تجعلهم يبرزون إلى القمة دائماً .
وصخر الوجيه هو أحد أعضاء مجلس النواب عن حزب المؤتمر الشعبي العام منذ أكثر من 13 عاماً ، وهو أحد أبرز الأوجه في المجلس ، حيث دائماً ما اشتهر صخر بأنه (صخر) حقيقي تكسرت عليه كثير من محاولات الفساد ، وغضب عليه كثير من الفاسدين لدرجة أنه تعرض في إحدى المرات لاعتداء من قبل نائب رئيس المجلس آنذاك يحي الراعي وأثارت القضية لغطاً كبيراً ، وأيضأ عرفه الشعب اليمني واقفاً في وجه الفساد ، أعطاه الشعب ثقته ، فبادله الوفاء ، وكثيراً ما فضح صفقات الفساد في المجلس حتى وهو في الحزب الحاكم .
انتُخب صخر الوجيه رئيساً لمنظمة (برلمانيون يمنيون ضد الفساد) ، وقد جُمدت عضويته في المؤتمر عقب المؤتمر العام السادس للحزب على خلفية مواقفه المعارضة لسياسة الحزب داخل البرلمان ، فنزل في الانتخابات كمستقل ، وحاول الحزب الحاكم والرئيس شخصياً اسقاطه من دائرته إلا ان كل محاولاتهم لم تفلح ، وفاز الرجل بالأغلبية الكاسحة ، وقد اشتهر صخر بتعطيله لكثير من صفقات الفاسدين مثل (صفقة القطاع النفطي رقم 18 ، وصفقة حوش الخضار والفواكه ، والاعتماد الاضافي..الخ) .
ولأنه من ابناء تهامة وهم أصحاب القلوب الطيبة والرحيمة جداً ، فقد كانت مواقفه في القضايا الانسانية محمودة وشهد لها الجميع ، وكمثال فقط لمواقفه الانسانية نتذكر كيف كان موقفه في قضية التعامل مع سائقي الدراجات النارية ، فياله من (صخر) تقزمت امامه كل (حصى) الفساد الصغيرة وإن تعملقت بطونها وانتفخت كروشها !.
ختاماً.. هذا ما استطعت أن أصل إليه في هذه العجالة ، فبرأيي أن هذه الشخصيات ال10 ، سيكون لها دوراً بارزاً وكبيراً في المستقبل اليمني القادم ، خاصة أننا ننشد دولة مدنية حديثة ، يقودها أصحاب الخبرات والكفاءت ، وبرأيي كل من ذكرتهم هنا هم أصحاب خبرات وكفاءات ، ولا أخفي أنني أشعر أن أحد هؤلاء هو من سيتولى حكم اليمن ، وبإذن الله سيعملون جميعاً وبنو الشعب معهم لكي يبنوا يمناً جديداً ونعيش في مستقبل أفضل بأفعالهم لا بأقوالهم ، وليس كما قال الإمام الصالح – لا حفظه الله ولا رعاه- يمن جديد ، ومستقبل أفضل ، وقد عرفنا الآن ما هو المستقبل الأفضل ، ولكننا صبرنا كثيراً لنعرف ، فالمستقبل الأفضل هو برحيل هذا النظام الفاسد ، ومجيء أهل الشرف والحكمة والكفاءة والخبرة ، والأيام ستثبت الحقيقة ، وإن غداً لناظره لقريب !.