د.رؤوفة حسن .. ذكريات لا تنسى
بقلم/ عبدالاله الاصبحي
نشر منذ: 12 سنة و 10 أشهر و 21 يوماً
الجمعة 06 مايو 2011 06:35 م

قد تكون الذكريات هي رمز الحياة وقد تخونك الذكريات وقد تكون الحياة بذاتها ذكريات . اتذكر ما فات والذكرى قاموس يدق في عالم النسيان في هذه الحياة التي لاتساوي شيئاً للإنسان الذي ليس له هدف يسعى إليه والانسان ماله الاما انتجه في حياته ورصيد بعد موته فعمر الإنسان لايقاس بالسنين ولا بالايام ولكن يقاس بقدر ما انتجه ليظل هو المحك الباقي بعد الممات فمهما تعمر الانسان فإن الهدف يبقى هو الذي يجنيه بعده الاخرون لهذا الشخص ونبراس يضيء للآخرين أهدافاً قد بنوها ليظل الى مالا نهاية فكم من رجال في بطون اللحود أموات دون أحياء وكم من أموات تظل أعمالهم خالدة مهما طال الزمن وقصر فهم احياء .

هذه هي د.رؤوفة حسن الشرقي التي سعت الى رسم هدف لها منذ نشأة أظفارها لتكون مميزة بين الآخرين فالتميز هو الاساس الذي يقترن بالشخص في حياته فكم من انسان على هذه البسيطة جاهل لنفسه جاهلا لحياته لاينتج شيئاً رغم العلم الذي اكتسبه أو حصل عليه فالتميز هو السمة الوحيدة للانسان في هذه الحياة . انها ذكريات لاتنسى .

عرفت د.رؤوفة حسن منذ مطلع السبعينيات عندما كانت طالبة وملتحقة بإلإذاعة هي وبعض الاخوات في تلك الفتره كنت حينها أقدم برنامج حماة الوطن أنا وبعض الزملاء كانت ذات طموح وهمة عالية أوجدت من نفسها فتاة ذات قدرة عالية أشركناها معنا في تقديم التحية والسلام من الجنود في مواقع الشرف الى أهليهم وذويهم كانت نحلة تصنع العسل لتعطي للآخرين الشهد خالصا . كبرنا وكبرت الحياة حولنا . اخذت رؤوفة الثانوية العامة في حينها لتكون ضمن المبعوثين الى جمهورية مصر العربية في منحة في مجال الاعلام هي وبعض زميلاتها أمثال الاستاذة أمة العليم السوسوه وكنت في حينها مبعوثاً من إدارة التوجيه المعنوي في مجال الإعلام .التقينا معا هناك كانت تلك الفتاة العصامية الجادة في دراستها كنا نلتقي عندما يتاح لنا الوقت للمذاكرة كانت زميلة وأختاً نأخذ من وقتنا لليمن ثم لدراستنا ذاكرنا معا وأكلنا معا حتى الاكلة اليمنية ( العصيد ) لم نسلم منها ونحن في الغربة .

عدت أنا الى صنعاء بطلب من القيادة العامة جمعتنا الاقدار في صنعاء مرة ثانية وخاصة في مؤتمر نقابة الصحفيين ثم افترقنا لأعود الى القاهرة مرة ثانية لاستكمال دراستي . سكنت هي شارع الجامعة العربية وسكنت انا في الدقي .عادت من مصر بعد التخرج .

وفي احد المؤتمرات في الحديدة كان اللقاء صحبتها الى المنزل عرفتها على ام عبدالله والأولاد تذكرنا ايام الدراسة ( والعصيد) وافترقنا بعدها ثم ذهبت هي للدراسة لتحضير الدكتوراه ,وعدت انا الى تعز ثم الى البيضاء ثم الى الحديدة .اربع سنوات عجاف سألت عنها قالوا انها متفرغة للدراسة عادت والعود احمد , زادت روابطي بها أكثر في المؤتمرات والندوات الثقافية . لا تفوتني أي ندوة او أي محاضرة لأجدها أمامي سباقة لكل المشاركات وكلما سنحت لي الفرصة أزورها في مقر اقامتها في صنعاء أهديت لها كل مجموعاتي القصصية التي أصدرتها , وفي أحد المؤتمرات في تعز لا أتذكرفي أي عام , كانت من ضمن الحاضرين وكنت سعيدا بصحبتها الى المنزل تعرفت على الأسرة وعلى جدتي ( مسك ) التي كانت الدنيا حكت لها حكايات كثيرة عن الاحتلال التركي لليمن كانت جدتي رحمها الله عمرها فوق المئة , في يومها تحدثنا عن المستقبل وما تخبئ لنا الايام ، ذهبت للدراسة مرة ثانية عادت كنحلة تنحت في اضفارها حياتها الجديدة لليمن ولكل الناس وانشأت مركزا لها ثم كونت اتحاد نساء اليمن مع جنسها زارت بعض المحافظات اليمنية وكان لها باع في الندوات ومع الحياة وزخمها تباعدنا قليلا لكن كان الهاتف وسيلة اتصال بيننا لم اترك لها مقالاً إلا قرأته واتصل بها .كانت الايام تمر سريعا حلوة المذاق والعمر يمر كعرجون نخل يطوي سنين العمر في غمضة عين اتصلت بها يوما قالت لي أنا في القاهرة تذكرت تلك الايام والسنين البالية . والايام التي طوت صفحاتها سريعا كانت د.رؤوفة الضحك لايفارق شفتيها . تذكرتها أخيرا عندما توفيت أختها حاولت أن اتصل بها لكن دون جدوى يوم الاربعاء جلست حزينا وكأنه حدث سيحصل . وانا عائد من عملي كانت الفاجعة الكبرى عندما اتصلت بي ابنتي د.يمنى أن الدكتورة رؤوفة حسن توفيت كان وقع الخبركصاعقة سقطت اجتثت مافي الارض قلت لها ليست هي بل أختها قالت لي إنها هي تقبلت الخبر والتعزية وقلت إنا لله وإنا اليه راجعون .

عزاؤنا لآل بيت الشرقي ولجميع المحبين لها ..