جمعة القصر...هل كانت انقلابا عسكريا برعاية صالح.؟
بقلم/ كاتب/مهدي الهجر
نشر منذ: 13 سنة و 5 أشهر و 13 يوماً
الجمعة 10 يونيو-حزيران 2011 03:47 م

هناك شواهد بأنها فرية ، وأن شيئا لم يكن ، لكنه إن صح ما زعموا فإن نظام صالح قد ذهب بتوظيفه واستثماره في السياق الصحي ، والمنقذ ...............

لا يوجد حتى الآن ما يقطع بشأن ما حصل في جمعة القصر ، وما تعرض له صالح وأركان حكمه ، سوى الاشاعات والتسريبات المتعمدة أو من تخمينات الشارع وذوي الفراسة .

حتى ما ينسب للمصدر الامريكي أو السعودي فإنه هو ألآخر لا يعتد به ، ويمثل حالة من التناقض وهو أقرب للإشاعة او التسريب الممنهج  للإرباك ، أو الجس ، أو المشاغلة للوصول الى منطقة ما .

وثمة احتمال آخر في تفسير الواقعة وقد يبدو ساذجا أو غريبا لدى البعض ............. لا يهم فنظرية الاحتمالات واسعة ، والحدث السياسي في اغلبه اليوم إن ذهبت في اعماقه وجدت العجيب والغريب بل وما لا يخطر في البال .

نفترض هنا أن شيئا في جمعة القصر لم يكن ، وأن صالح لم يصب بأذى ، وأنها لم تكن بأكثر من مسرحية أعدت بإتقان تواطأ عليها الاقليمي والدولي تحمل في جوهرها انقلابا عسكريا ناعما ، وهو مقنع سيتمثل في تشكيل مجلس عسكري يعلن عنه عقب التهيئة بفراغ دستوري سافر يؤلفه أبناء صالح من قيادة وزارة الدفاع ، ورئاسة الاركان ، وقائد القوات الجوية ، و البحرية والامن القومي ، وقائد الحرس والقوات الخاصة ، والداخلية ..الخ ، وكلها تحت العباءة الرسمية والقبول العام القسري الذي لا بد منه .

وبطبيعة الحال إن صحت هذه الفرضية ، فإن راس هادي منصور هو المدخل لبلوغ ذلك ، أي في ظل فراغ النائب .

خلفية الفرضية :

ـــ من المؤكد أن هناك قوى إقليمية ودولية قد التقت ـــ بعد ان تقاطعت عندها المصلحة ـــ وأعدت دراسات وخطط لكبح جماح الثورات العربية ، وأنه إن كان قد نجت التونسية والمصرية فلأنهما جاءتا فجأة وكعاصفة اربكت الداخل والخارج .

ما يقوي هذا هو الحساسية المفرطة لدى اسرائيل ــ صاحبة الفعل والقرار بشأن المنطقة ــ جراء أي عمل عادي تفسره بعدم استلطاف تقيم من اجله الدنيا كتصريح لرسمي ما تجاه المحرقة ، او التعريض باليهود في خطاب ، او فيلم او كتاب او مسرحية ..

 فكيف سيكون الموقف الاسرائيلي تجاه هذا الانقلاب البنيوي في المنطقة ، والذي يُزعم أن من وراءه... هم الاسلاميون والقوميون ؟ زد على حصول التكامل والتناغم مع الحضور التركي الجديد ، والثورة الايرانية في المقابل ...

ـــ في الجهة الاخرى فإن صراعنا مع العالم الغربي صراع وجود ليس في بعده الديني فحسب إنما في البعدين الاقتصادي والحضاري وهذا الاغلب في دوافع تحريك الصراع لدى الآخر.

فالغرب له موجهات ومبادئ مختلفة في علاقاته الخارجية مع ما يطلق عليها دول الهامش أو الجنوب المتخلف ، فهذه يجب أن تظل عنده ميدانا لنشاطه الاقتصادي وتعظيم رساميله ، في الوقت الذي هي عنده مورده الاقتصادي الاهم ، وهذا لن يتأتى في ظل وجود نظم ديمقراطية حرة تحت أي مظلة أكانت علمانية أو اسلامية تتحرك فيها التنمية في كل اتجاه ، ولن ينتعش السوق الاقتصادي للغرب الرسمي او غرب الشركات العابرة الا في ظل الدول المستبدة.

ـ هناك مؤشر آخر يدعم فرضية انها مسرحية وفي رحمها انقلاب مدبر وهو ما كان يسربه القصر الجمهوري في السنوات الثلاث السابقة من ان صالح يوشك على صياغة انقلاب عسكري مع ابنه بإخراج مسرحي طريف.... كان هذا إبان رخاء صالح وعهده الذهبي ، وقد كان الدافع لذلك يومها هو البحث عن أدوات جديدة لتطوير قواعد وافق الحركة مع المعارضة ..
 فكيف الحال الآن وقد بلغت لصالح ونظامه الحلقوم ؟ وقد اصبح النظام السعودي هو الآخر يشعر بسخونة واختناق من الحالة الثورية في اليمن .

أهداف صالح :

  • كان صالح ــ ونظامه ــ قد انتهى به الضيق من كل مكان ، فدول الخليج تهدد برفع الغطاء عنه والرفع لمجلس الامن ، وضيق دولي آخر بدأت تباشيره تلوح غضبا تجاه صالح ، كما ان الموقف اللا أخلاقي والغير دبلوماسي من صالح وأركانه تجاه أمين عام مجلس التعاون وعدد من السفراء رفع آخر ورقة كان تستر صالح ، وأظهر صورته الحقيقية على انه أسوء في اللياقة والتعامل من زعماء المافيات ..ومما زاد الطين بله عليه في الداخل هو عيبه الاشد من الاسود في عرف القبيلة والمجتمع بشأن خصومه ومعاونيه في منزل الشيخ الاحمر ... وبحسب طبيعة صالح فكان لابد من عمل أو حدث هام وصارخ يصرف الانظار والتفكير ويشغل الراي العام عن ما سبق..
  • يستطيع صالح ونظامه استعادة النفس وأخذ ساعة استراحة في التفكير بجر الثورة والعالم الى متاهات أخرى لا يكون عنوانها التنحي والمحاكمات بل البحث عن مخرج للفراغ الدستوري من خلال  الالتقاء على توليفة واقع الحال يفرض أن لا تستبعد منها من عليهم قامت الثورة .
  • هذا السيناريو إن صح ـــ في مجتمع جزء منه أمي وآخر مجهل ـــ فإنه سيكون له فضاء إنساني يجتر صالح منه العواطف والشفقة وقد يستعيد ما ركد من جمهوره ، ويحد من تصعيد الثورة باعتبار أن عنوانها الاول قد تحقق ولم يتحقق ، أي في المنطقة الوسطى ، وهي الرمادية ..

أما بشأن غياب صالح والتناقض بين ما يتسرب عن تدهور او استقرار حالته فقد يكون ذلك الى جانب استدرار العواطف هو التغطية عن مذبحة كبار اعوانه بتلك الصورة إن صح أنهم اصيبوا ولم يكونوا شركاء في إعداد وتنفيذ السيناريو .

وإلا لماذا لم يظهر الراعي أو أي منهم بصورة أو تصريح مرئي ؟ .. وليس ببعيد ان تجرى لهم عمليات تجميل تشد الوجوه , مع عمل لآثار كدمات ورضوض و غرز للعمليات .

ثم إن صح أن الاعتداء كان من داخل القصر ـــ ولن يكون الا من هناك إن صح ما زعموا ـــ فملاحقات للتصفية استمرت من الخارج حتى المستشفى ، فلماذا لم يثأر أحمد لأبيه من عمه ، أو عمه لأخيه من ابنه ؟ أو تثار شيعة صالح في حرس القصر والجيش من هذا أو ذك ؟

الحق ـــ إن صح ما زعموا ــ إن مجازرا كانت ستكون بالجملة , وإنشقاقات داخل الاسرة ، والحرس الجمهوري ، والحزب الحاكم ، ومنظومة القبيلة التابعة ..

فإن كان من الخارج فإن التحقيق الذي شارك فيه الامريكان كان سيكشف عن التفاصيل بدقة وسرعة ، من خلال مخلفات أو بقايا ادوات الجريمة ، وكذلك من خلال استعادة رسم ومسار الابعاد المختلفة للإحداثيات ، فضلا عن مراجعة الاقمار الصناعية لكم الاتصالات في اسبوع الجريمة .

وحتى نلغي هذه الفرضية فلابد من ...

ــ بيان رسمي شافي بتفصيل الواقعة .

ـــ مصدر رسمي لوزارة الصحة السعودية او المستشفى المعالج في بيان او مؤتمر صحفي .

والمخرج من هذه الحيلة :

في قيام منصور بتشكيل مجلس انتقالي يرأسه هو ، وهذا المجلس ضمانة لرأس منصور أولا ، بمعنى ان ظل منصور نائبا فاحتمال اغتياله وارد جدا للتهيئة للمجلس العسكري الذي سيؤلفه الاولاد ويخرجهم من ازمتهم ، والذي سيجعل منه بمثابة الواقي والدرع جراء مطالب الثورة بشأنهم ، أو على الاقل يؤخر حتى يطل بالأفق ما قد يفيد في الركون عليه ، او يساعد في التتويه ومزيد من التأخير .... أما ان انتقل منصور من كونه نائب الى كونه رئيسا للمجلس الانتقالي فلن تكون هناك فائدة ترتجى للأولاد في حال اغتياله ، إذ لو تم ذلك لخلفه نائبه في المجلس .

تنويه ...

لا تناقض بين هذا الموضوع وسابقة فقدر الله وارد في الحين والمكان الذي يقدره سبحانه..

لكن الشواهد في اكثر من معطى تنبئ عن ان هناك غموض وما يشبه المؤامرة