المجلس الرئاسي بين التصعيد والتأزيم الثوري
بقلم/ د.علي مهيوب العسلي
نشر منذ: 13 سنة و 4 أشهر و يومين
السبت 23 يوليو-تموز 2011 05:39 م

تابعت باهتمام خلال العشر الأيام الماضية ما جرى ويجري من حراك في مجال التصعيد الثوري وتشكيل قيادة موحدة للفعل الثوري وعلى مستوى كافة الساحات .

ولقد سررت كثيرا وانأ أرى هذه الفعاليات تؤتي ثمارها في تعز الثورة واستبشرنا جميعا خيرا بذلك خصوصا وان ذلك ترافق مع إعداد رؤية ،وباعتبار أن تعز لديها من النضج الثوري ما يكفي وان ساحتها إلى حد ما متجانسة , ويمكن الاستفادة من تجربتها وتعميمها في مختلف الساحات،كوننا في صدد انجاز ثورة شبابية شعبية لا توجد لدى الجميع مهارات مكتسبة ليتم تطبيقها .

كانت ساحة التغيير بصنعاء تشهد نفس الفعاليات وكانت قاب قوسين أو أدنى من تحقيق نفس الانجاز الذي حصل في تعز من خلال مشاورات الكتل الكبيرة في الساحة والشخصيات النشطة في الثورة وكذلك الائتلافات غير الممثلة في التكتلات الكبيرة ،إلا انه الجميع فوجئ بما فيهم المنضويين في مجلس شباب الثورة الشعبية –اللجنة التحضيرية –ساحة التغير –صنعاء بمؤتمر صحفي بتاريخ 16/7/2011م أُعلن فيه تشكيل مجلس رئاسي انتقالي مؤقت من (17) عضو اً وبأسمائهم .

ولا يختلف اثنان في الحاجة الماسة لتشكيل أولا قيادة ثورية لإدارة انجاز ما تبقى من أهداف الثورة ،ثم تشكيل هذا المجلس لإدارة الفراغ السياسي والأمني والاقتصادي للبلد ثانياً .ولكن المختلف فيه طبعا أن يستفرد مكون ثوري بالإعلان عن مجلس غير توافقي أصلا ،إضافة إلى أن أعضاءه بعضهم لم يعلن موافقته بعد، لأنهم حزبيون ويلتزمون بما تمليه عليهم أحزابهم ،وهنا تأتي أسئلة كثيرة وكبيرة منها على سبيل المثال لما كل هذا الاستعجال وكنا في الطريق الصحيح للانجاز ؟. إذا كانت الإجابة أننا قد تأخرنا كثيرا وان الناس قد ملت من تقاعس القوى السياسية وهذا صحيح تماما ،لان المشترك وحلفاءه قد ماطلوا وراوغوا وأعلنوا أكثر من مرة أنهم بصدد تشكيل هذا المجلس وانه سيتم خلال 48 ساعة وسيعلنون عن أسمائه هذا الكلام بعد حادثة النهدين بساعات ثم وثم و ثم...الخ، وللأسف لم يتم من ذلك شي واستخدمه المشترك كفزاعة يرهب به حزب الحاكم وهذا صحيح أيضا.لكن بالمقابل هل يأتي مكوّن ويدعي انه ممثل الثورة ويعلن عن مجلس بدون انجاز الرؤية والآليات لعمل هذا المجلس ودون التشاور مع مكونات العمل الثوري وليس السياسي فهذا خطأ يستلزم المراجعة الفورية والتصويب ، لكي لا تتحول فكرة التصعيد الثوري إلى تأزيم ثوري نحن في غنى عنها وبخاصة وقد شَبِعنا تأزيما ثوريا وسياسيا طيلة العقود السابقة.اكتفي بالسؤال السابق ذكره رغم أن هناك أسئلة كثيرة تحتاج إلى إجابات شافية ليس وقتها الآن، إلا إذا تحوّل المشهد وهذا مالا نتمناه عندها لكل حادثة حديث .

بالرغم من كل ما جرى فمقالي هذا ليس هدفه تأجيج الصراع بين مكونات العمل الثوري والسياسي وإنما التنبيه والبناء على ماتم . إنني أناشد وادعوا بكل حب قيادة اللجنة التحضيرية أن تتنازل عن \\\" الأنا \\\" من اجل اليمن الكبير وان تفكر وتسعى للمشاريع الكبيرة وتتخلى عن المشاريع الصغيرة مع تفهمي الكامل لما تريده من انجاز التصعيد الثوري ، ومن أن هناك معوقات معروفة للجميع أخرت تحقيق هذا الهدف.كما ادعوا المكونات الثورية والسياسية الانضمام للجنة التحضيرية وتأييد ما أُعلن ، مع المراجعات الضرورية إذا لزم الأمر .كذلك ادعوا القوى السياسية التي لم تمثل وبخاصة التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري أن يبارك ويؤيد ما أقدمت عليه اللجنة التحضيرية خدمة لأهداف ثورتنا مع عتبي النابع عن تقدير و احترام للأستاذة الثورية توكل كرمان بان تترفع عن الحساسيات الشخصية والمناكفات وان تراجع مثل هذه التصرفات إن وجدت . وان تؤمن بالشفافية وباتخاذ القرارات على المعايير لا الأهواء ،عتبي هذا لا ينقص من احترامي لها ولا ينقص من تضحياتها لأننا نريدها النموذج الذي عرفناه فيها. لقطـة كنت في الساحة مساء هذا اليوم التاريخي يوم 16/7/2011م الذي أُعلن فيه تأسيس مجلس رئاسي ،وبينما انأ في إحدى الخيام مع شباب من شباب الثورة عظماء مبدعين أجِّلهم وأقدِّرهم إذا بشاب مصاب يدخل علينا مع شاب من شباب هذه الخيمة النبلاء ،يسرد علينا معاناته من تعامل المستشفى الميداني ،ومن أنهم لم يهتموا به ولم يعطونه حتى حبة علاج.ثم شرح وضع زملاءه الذين تم الاتصال بهم من تعز من قبل المستشفى الميداني بالتواجد في صنعاء ، لأنه قد تقرر سفرهم للعلاج في الخارج وهم متواجدون الآن في ساحة التغير بصنعاء منذ قرابة العشر أيام ،ومن أنهم مهملون ، ولم يهتم بهم أحد.فسئلت الشاب المصاب \\\"يوسف\\\" ولما لا تذهب إلى العزيزة توكل وهاهي تحتفل بتشكيل مجلس رئاسي في الساحة بتضحياتكم ،أجابني بحسرة وآلم من انه قد قابلها منذ خمسة أيام ولم يتمكن من مقابلتها لاحقا لأنها مشغولة.أيها الثوار لا تفرطوا بجرحاكم فهم من يرسمون معالم انتصاراتكم فهذا نداء عاجل مني لكم بان تسرعوا في حل مشكلاتهم ، لتثبتوا بحق من أنكم أهلاً للقيادة واتركوا الإنفاق على الاحتفالات وقدموها لجرحاكم أثابكم الله. والله هادي السبيل وناصر العبيد ومقرب البعيد لانجاز ما تبقى من أهداف الثورة إن شاء الله في القريب .