لعبدربه والزنداني والجندي.. رسائل ناصحة ومعاتبة
بقلم/ صالح ناجي الحربي
نشر منذ: 13 سنة و 3 أشهر و 14 يوماً
الخميس 11 أغسطس-آب 2011 12:02 ص

مع حلول شهر رمضان الكريم أتوجه بالتحايا والتبريكات إلى أبناء شعبنا وأمتنا كافة، وإلى أولئك الثوار المناضلين الصامدين في الساحات والميادين ومن يقف معهم ماديا ومعنويا، وإلى أسر وذوي شهداء الحراك السلمي الجنوبي والثورة الشعبية السلمية (ثورة الشباب) في عموم اليمن وإلى الجرحى والمعتقلين في سجون وزنازين النظام المتهالك وأخص بالذكر المناضل الوطني الجسور حسن أحمد باعوم والمناضل الصامد الصبور أحمد عمر العبادي وصحيفة «الأيام» المكافحة التي تعرضت هي الأخرى للمضايقات والملاحقات والمصادرات ثم الاعتقال منذ 30/4/2009م ولا تزال، وأحيي ناشريها هشام وتمام باشراحيل وتضحياتهما الجسام من أجل إعلاء الحق ونصرة المظلومين وإفساح المجال للأقلام الشريفة لقول الحقائق في وجه حاكم ظالم ونظام مستبد.

ثم أعود لأتوجه بالرسائل التالية التي أتمنى أن تجد لها آذانا صاغية:

الرسالة الأولى: للأخ الفريق الركن عبدربه منصور هادي:

الوقت كالسيل إن لم تقطعه قطعك، البلد ينهار بسرعة فائقة وفي كل المجالات ( المعيشية ، التموينية ، الأمنية ، الخدمات ) الدماء تسيل في جميع الساحات ، والمدن ، والأرياف ، أرحب تدمر ، تعز تنزف دما ، أبين تحترق وقد تحولت إلى ساحة للفوضى والأعمال الإرهابية التي طالت كل شي في بعض مناطقها ( الإنسان والحيوان والزرع والبنية التحتية ) بينما الوحدات التي جهزت بمساعدة الأمريكان لمكافحة الإرهاب مشغولة بقمع المعتصمين سلميا في ساحات التغيير ، والطيران يقصف المواطنين في وادي حسان ومنازل المواطنين في زنجبار وجعار وأرحب ونهم ، والحرس الجمهوري والأمن المركزي يقصفون الساحات ومنازل المواطنين والمرافق العامة في تعز وردفان والضالع والحديدة وإب وغيرها من المحافظات ، والحصار مفروض على بعض مديريات ردفان ويافع منذ أكثر من عام .

أطراف المعارضة كانت قد تعاطفت معك وانتظرت منك موقفا واضحا بالانحياز إلى الثورة السلمية ، الفرصة كانت ولا تزال سانحة أمامك ، فكلما تأخرت أو تلكأت في اتخاذ القرار كلما زاد إصرار شباب الساحات على احتسابك جزء من النظام المطلوب سقوطه رغم أنك لم تكن مشاركا بالفساد والطغيان ولكنك ساكت على قول الحق .

أيها العزيز .. لا تستكثر على نفسك هذا الموقع القيادي المؤقت فأنت أحق به من علي عبد الله صالح إذ لا تنسى بأن زميلك في الدراسة العسكرية في لندن ( معمر القذافي ) قد حكم ليبيا لأكثر من ( 40 ) عام ولا يزال بينما أنت لم تبدأ بعد ، كما لا تنسى بأنك مع بداية عام 1978م كنت برتبة مقدم وبمنصب نائب رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة في جمهورية اليمن الديمقراطية في حين كان علي عبد الله صالح برتبة رائد وبمنصب قائد لواء تعز ( عبارة عن قائد محور في إطار منطقة عسكرية فقط ) ، وبعد نزوحك إلى الشمال بعد أحداث 1986م المأساوية لم يمنحك نظام علي صالح بطاقة الهوية كمواطن يمني بل ( جنوبي مقيم ) .

لم يعينك أثناء حرب صيف 94م الظالمة وزيرا للدفاع حبا فيك بل لكي تفتح له طلاسم الطرقات العسكرية التي سلكها في حربة ضد أهلك وناسك في الجنوب ، كما ولم يعينك بعد الحرب نائبا له كمكافئة لك أو ثقة فيك بل لأنك تمثل الجنوب أمام الرأي العام فأعتبرك ( بدل فاقد ) ولكنه مع ذلك لم يترك لك أي صلاحيات في الدستور الذي أفرغه من مضمونه بأغلبيته البرلمانية ، بل وتعمد عدم إعادة تعيينك في موعد الاستحقاق القانوني كنائب له وحتى اليوم لكي يضعف موقفك التفاوضي معه ومع أركان حكمه، فلا تفكر بالملامة ممن لا يلومون أنفسهم وليس لهذا النظام فضل ولا منه عليك.

أما وقد حظيت بدعم ومساندة الثورة الشعبية السلمية في فترة هامة فكان الأحرى بك التقاط تلك الفرصة ولا تزال اللحظة مواتيه لفرض نفسك على الموقع الذي يليق بشخصك وتاريخك ، فهناك الكثير من الوزراء والبرلمانيين والسفراء والقادة العسكريين والمشايخ والعلماء والأكاديميين والسياسيين ومن مختلف شرائح المجتمع كانوا قد حسموا أمرهم وأعلنوا وقوفهم إلى جانب ثورة الشباب ضد الظلم والقهر والتعسف والعبث بالدماء والمشاعر والممتلكات .

أتمنى عليك أن تأخذ عبرة أو عبر كثيرة حول سلوكيات هذا النظام وتعامله حتى مع الذين أخلصوا له وأنكروا ذواتهم خدمة لرأس النظام لتلميعه وتنفيذ سياساته لكنهم عندما طالتهم الأحداث المؤلمة تخلى عنهم وشطبت أسماؤهم من ذاكرة الإعلام الرسمي والحزبي وكأنهم لم يكونوا جزءاً من هذا النظام، ومنهم مثلاً:

عبد العزيز عبد الغني ويحيى الراعي وعلي مجور والعليمي وصادق أبوراس وآخرين وقبلهم كان عبد القادر باجمال.

كما نلفت نظرك إلى أن هناك عبث مفرط وفساد أخلاقي غير مسبوق في وسائل الإعلام الرسمية المنفق عليها من ثروات الشعب وعرق المواطنين دافعي الضرائب، تصور أن أحد المتحدثين في حلقة نقاش استضافتها وبثتها وروجت لها قناة اليمن الفضائية حيث قال ذلك المتحدث (ما عاد يريدوا من فخامة الرئيس وقد سبر لهم كل شيء وخرج لهم البترول وسبر لهم الاسفلد في عدن وهي كانت صحراء).

هذا جزء مما قاله الرجل ولقي ذلك الكلام استحسانا من قبل إدارة النقاش والمناقشين بدليل اهتزاز رؤوسهم في إشارة لتأكيد صحة ما يقول وجميعهم يفترض أن يكونوا ضمن النخبة المثقفة فنتمنى عليك أن تقول لهم وأمثالهم كفاكم تسميم لعقول الناس والأجيال وأن عدن لم تكن في يوماً من الأيام صحراء،وإذا كانوا يعتبرون الجنوب كله عدن فاخبرهم أين يقع الجنوب وأنه قبل مايو 1990م كان الجنوب يستخرج النفط ولديه طرقات ومدن ومطارات وموانئ ومؤسسات مدنية وعسكرية وأمنيه وثروات ونظام إداري متطور واحتياطات نقدية كافيه من العملات الاجنبية وكل مقومات دولة النظام والقانون وإن أبناء الجنوب لم يكونوا في يوم من الأيام عالة على هذا النظام الذي هو بنفسه عالة على الشعب اليمني كله شماله وجنوبه

الرسالة الثانية: للأخ الشيخ عبد المجيد عزيز الزنداني:

كانت مواقفك في البداية إلى جانب ثورة الشباب مشرفة ونتمنى أن تواصل المشوار ولا تنشغل كثيراً بالمسميات وبعض المصطلحات مثل (الشرعية الثورية، الدولة الحديثة) فهذه اصطلاحات لفظية لا تتعارض مع أحكام الشريعة الإسلامية السمحاء. فيقال أحياناً في أوصاف الدول (الدولة الحديثة أو الدولة العصرية أو الدولة الديمقراطية...الخ) ولكن المهم هو جوهر نظام الحكم وما يثبت في الدستور حول مصدر التشريع. مع أن منظمة المؤتمر الإسلامي تضم في عضويتها(48) دولة من بينها خمس دول فقط التي تثبت اسم (الإسلامية) ضمن تسمياتها الرسمية وهي (إيران، باكستان، أفغانستان، موريتانيا، وجزر القمر) والانتخابات الرئاسية التي دعوت إليها يا شيخنا وكذلك البرلمانية التي لا تعارضها هي واحدة من أوجه الحداثة ومن الديمقراطية ومن العصرنة.

الرسالة الثالثة: للأخ عبده محمد الجندي:

كنت طيب الحال وهادئ البال عندما كنت عضواً في الحزب الناصري ولا ندري ما الذي حصل لك بعد انتقالك إلى الحزب الحاكم, حيث تعبنا منك كثيراً يا أخ عبده عندما كنت الناطق الإعلامي باسم اللجنة العليا للانتخابات, إذ أن تصريحاتك حول النتائج كانت تسبق عمليات الفرز والجمع في معظم الدوائر الانتخابية. والآن ومنذ أن عينت نائباً لوزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال بعد جمعة الكرامة أتعبتنا أكثر بالمكارحة والممازحة وأنت تعرف بأن المكارح هو الذي يناقش نقاشاً عقيماً دون دارية ويبحر في معلومات بعيدة عن متناوله، أما الممازح فهو الذي يعتبر الفضيحة عيد ولا يخجل من الكذب (ينفي المؤكد ويؤكد المنفي). أما بعد حادثة الانفجار في مسجد النهدين فقد صفى لك الجو لتنفرد بالمؤتمرات الصحفية وهي فرصتك طبعاً لا تفوتها وأكثر منها لتصل إلى سبعة مؤتمرات باليوم لتثبت ذاتك ولو إن في ذلك مزيد من الحرج لأولادك الطيبين وأصدقائك المخلصين، لكن المفاجئة بالنسبة لنا أن نشاهد أمامك عشرات المايكات (لاقطات الصوت) من كل شكل ولون وضننا في بادئ الأمر بأنك تداعب رؤوس ثعابين لكن بعض العارفين قالوا قد تكون تلك أطراف مواسير المياه التي ستقدمها لمدينة تعز المحرومة من منجزاتكم العظيمة في مجال مياه الشرب.

وعلى كل حال عليك أن تحذر من بقية رجال الفكر والإعلام المخضرمين والمنافين لك ومنهم (طارق الشامي وعبد الحفيظ النهاري وأحمد الصوفي) الذي سيتجاوزك بالمكارحة لو أتيحت له فرصة السباق معك في هذا المجال، وعليك أن توضح له ولغيره بان الديمقراطية والتعددية التي يتفاخرون بها هي ليست من صنع نظامهم بل فرضت عليهم فرضاً من قبل الحزب الاشتراكي في مايو 90م.

أما عباس المساوى الموظف في إحدى السفارات فهو شاهد ما شافش حاجة ويتشعبط بالقنوات بهدف الظهور ويتحدث فيما لا يعنيه وبما لا يعرفه ويجادل جدالاً عقيماً, لكنه يمثل حالة أفضل من ياسر اليماني (سيدتي العزيزة) الذي لا صفة له بالتصريحات والمناقشات السياسية والعمل الإعلامي ولا يجيد إلا عبارات النفاق التي سبق وأن طرد بسببها من لحج مسقط رأسه, فهو معروف هناك حق المعرفة وكان عليه أن لا يحشر نفسه في شتم المعارضة وأحزابها وقواها السياسية دون امتلاكه لأي حجة ودون بصيرة.

ولله في خلقه شئون.

*برلماني سابق, وعضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني.