قرار للتفويض أم للترويض
بقلم/ محمد احمد العقاب
نشر منذ: 13 سنة و شهر و 17 يوماً
الثلاثاء 13 سبتمبر-أيلول 2011 12:43 م

يبدو أن الغربة لم تعلم صالح بعض الدروس في تحسين تعامله مع طاقمه المتبقي أو مع شعب مات سريريا لمدة ثلث قرن ، فصالح وهو في مهجره اعتمد على نفس لعبته ومسرحياته المعهودة بالالتفاف على الدستور تارة والترويض والمغالطة وعدم الاكتراث تارة أخرى .

وبدون أي مقدمات فقد صدر القرار (24) الذي يعتبر من وجهة نظر الشعب الثائر (باستثناء قيادات المشترك والقيادات العسكرية ) كوعد بلفور ؛ لان صالح بالنسبة لنا سقط شرعيا ونائبة لا يستحق أن يؤكل بمهمة تردد أن يقوم بها مسبقا ولم يملك الجراءة لمزاولة حقه الدستوري .

وهو(أي صالح )لم يعد شخصيا يملك الثقة أو الإيمان بذاته وشرعيته بدليل إضافة عبارة (لا يجوز لأي طرف نقضه أو الخروج عنه ) في المادة الثانية من القرار وهي عبارة غير معهودة في قرارات ما قبل فبراير .

وبقراءة عابرة في مضمون القرار فان تفويض النائب بهذه المهمة فقط توحي بان تحركاته السابقة كانت تندرج ضمن العمل التطوعي الهادف للتلاعب على عامل الوقت والمراهنة على الحسابات المدرجة في تلاشي الحالة الثورة بمرور الزمن ، وتوحي أيضا بان حضرة الفريق الذي من المفترض أن يزاول مضمون المادة (124) من الدستور منذ 94 م لم يزاولها بعد ، وقد اجزم أن كلاهما لم يدركا بان هناك مادة في الدستور أو أن لدينا دستور أصلا ، والقرار بقدر ما كان (في حكم الميت )كحكم المبادرة فان الأبواق الإعلامية للنظام الأسري ستحاول التلاعب على وتر الفئة الصامتة بان الطرف الثوري هو من يقود المرحلة إلى المنزلق .

والقرار أيضا بقدر ما شكل عودة الروح المعنوية لبقايا صالح بإمكانية أن يشكل مقدمة لسلسلة قرارات مرتقبة في بعض الأماكن الشاغرة ، فان من المفترض لو كان صالح فعلا يريد مصلحة الوطن العليا أن يفوض الفريق هادي بكافة صلاحياته التي يخولها الدستور وليس فقط من اجل توقيع مبادرة هي في حسابات الشعب اليمني كانت ولم تكن .

ما يؤلمني ويؤلم العديد هو تصريحات الناطق باسم المشترك محمد قحطان والذي دوما لا يعرف أبعاد المرحلة ولا يستطيع قراءة الواقع وأبعاده ، وتصريحاته للأسف الشديد لم ترتقي بعد حالة الوعي والحالة الثورية التي يعيشها الشارع اليمني فقوله: ... (بأن أي حديث عن حوار قبل توقيع المبادرة الخليجية إنما يأتي من باب التضييع للوقت وتضليل الرأي العام )...هذا التصريح يدعوا للكثير من التساؤلات ويضع الكثير من علامات الاستفهام ويتطلب موقفا حاسما من قبل شباب الثورة ، فهو إلى جانب الإساءة إلى دم الشهداء والاستهزاء بالحالة الثورية ، فهو دليل قطعي على أن السلطة والمعارضة (وكلاهما لا يملك أي مشروع وطني )هما عبارة عن لوبي مشترك يخضع لتوجيهات القيادة في الرياض ، ويبقى الشباب هم محور المراهنة والمساومة بنفس الوقت، وما أتمناه فعلا في المرحلة القادمة في حال اتخذ قرار بالتصعيد الثوري السلمي للحسم أن يتوجه محمد قحطان لأداء مناسك الحج وتوكل المهمة لعقل يتناسب مع متطلبات المرحلة الراهنة .

وما يتمناه الجميع أن لا يشكل هذه القرار أي مادة للترويض سواء للحالة الثورية أو للمجتمع الدولي بحيث يعطي نفسا أطول للنظام أو يفتح المجال للسجال والرد بين أطياف المجتمع ، وان يكون هناك موقف حاسم يتخذه الشعب لا يمكن التراجع عنه ؛ فالمرحلة المقبلة تتطلب جدولا زمنيا للمراحل المتبقية للثورة ،وخارطة طريق لخطوات مدروسة تنطلق نحو العمق وبما يكفل للثورة سلميتها وحيويتها ،ويجب عدم النظر مطلقا لأي مواقف دولية أو إقليمية سلبية أو ايجابية فإرادة الشعوب التي تنطلق من الذات حتما لا تقهر ، وأي إرادة تعول على ما خلف البحار فان مصيرها الالتفاف والفشل .

ومضات ....

-يتحدث البعض عن قرار التفويض بأنه مناورة ...في الحقيقة من يملك عنصر القوة هو من يناور وليس من فقد كل العناصر .

-مؤشر قد يبدو جيد أن يدرك صالح بعد ثلث قرن مادة واحدة من مواد الدستور وان كانت مجتزئة المضمون في الحاشية والترويسه لكن الأهم من ذلك فان صالح حتى يفهم كافة مواد الدستور قد يحتاج إلى عمر كعمر نوح عليه السلام.

-التوقيت بين صدور القرار والإيعاز للقاعدة بالاختفاء برهة من الزمن يتطلب وضع الكثير من علامات الاستفهام المشروعة ..