إلى جمعية علماء صالح
بقلم/ سامي الحميري
نشر منذ: 13 سنة و شهر و 18 يوماً
الأربعاء 05 أكتوبر-تشرين الأول 2011 05:39 م

أتحفتمونا بفتواكم القاضية بحرمة التظاهر والخروج على ولي الأمر .. وعليه وبموجب هذه الفتوى فإن ولي أمركم على عفاش الذي وجه كلمته إلى أتباعه - وليست إلى شعب - عشية فتواكم العصماء بالإضافة إلى أحرار 26 سبتمبر ليسوا سوى خارجين على ولي الأمر ( الإمام ) الذي كان على الأقل يلقب نفسه بأمير المؤمنين ، وكان ملكاً وليس رئيساً يريد أن يورث الحكم لنجله كما هو الحال في وقتنا الحاضر ، كما أن جنود الإمام الذين كانوا يقاتلون و يقتلون الثوار إنما كانوا في جهاد , وبالتالي فإن كل ما جاء بعد ثورة سبتمبر باطل لأنه خروج على ولي الأمر , لذلك عليكم الاعتراف صراحةً بناءً على ما تقدم بأن سيدكم الذي لقنكم الفتوى وجئتم بها على هواه تشريعاً وشرعنة للباطل قد بني حكمة على باطل لذلك فهو باطل ..

أيها السادة .. أوليس هذا قياس الشرع فيما ذهبتم إليه في تلك الفتوى فضلاً عن منطق منطوق الفتوى وجوهر فحواها ؟!

والله إن الحليم ليتعجب .. إذ بمعزل عن رد علماء الأمة عليكم فضلاً عن رأي علماء اليمن الذي تعرفونه حق المعرفة ، وشذوذ هذه الفتوى المسيّسة كونكم تعلمون – للأسف - عن بلدكم أكثر من غيركم وما آل إليه الحال من استشراء الفساد الذي طال السماء ولوث البحر والجو والهواء والماء وخنق الأمة بعفنه ، وقذارته ، إذ لا كابح لجماحه ، ولا رادّ ولا رادع لتغوّله وعبثه بحياة ومعيشة وكرامة وحرية الشعب اليمني ، والذي يأتي فساده وإفساده كمرادفين تبنّاهما هذا العهد الذي مجّد وكافأ الفساد وأفسد حياة اليمنيين في كل مناحيها وأحوالها وأطوارها المختلفة ، فأفسد على سبيل المثال لا الحصر قدسية كل من القضاء والتشريع والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وأفسد جميع مؤسسات الدولة بقرارات التعيين الجمهورية التي تطلق يد المعيّنين في تلك المؤسسات بل تملكهم إياها ليسرقوا وينهبوا ويقهروا الموظفين كيف شاءوا بدون رقيب ولا حسيب ولا ضمير ولا دين ولا أخلاق ولا إنسانية ، ومثلها يوجب القياس على الخدمات الأساسية التي يجب أن تقدم للمواطنين من صحة وتعليم وقضاء وامن .. الخ ، وفي هذا الإطار يشيب الولدان لسماع قصص أقسام الشرطة وابتزاز الضحايا ومعاقبة وإهانة المواطنين الذين يوصلهم القدر إلى هناك ضحايا فما بالك بمشتكى بهم كيداً وهم فقراء لأن أصحاب المناصب والامتيازات يخرجون من تهم القتل بدون حتى صكوك الغفران طليقين في كل مكان بل لا بأس وإن ازدادوا وحشية وقتلوا الناس هنا وهناك وروّعوا الأمن والسكينة العامة واخرجوا الآمنين من ديارهم فزعين مرعوبين واستولوا بالتالي على ديارهم .. هذه النقطة يا علماء الغفلة ألا تعنيكم ؟! ألا تستحق منكم مجرد وقفة أو نصيحة للحاكم المستبد الذي ترك هذه الوحوش تنهش في لحم شعبه دون حتى أن يردعها ؟! لا نريد منكم فتوى ، ولا حتى كلمة حق تطير برقابكم عند حاكم جائر !! كنا نريد صمتكم يا علماء السوء ....

لذلك لا نستطيع إلا أن ننعتكم بالمجرمين أمثال من أبحتم لهم دماءنا ..

أما كفاكم أنكم شركاء في جريمة قتل الشباب العزل بصمتكم - المخزي - دهراً ؟!

وها أنتم تأبون الآن إلا أن تضفوا ( شرعية من شق عصا إجماع علماء بلده ) لمن لا يستحقها لتغرقوا في الإثم والجرم أكثر وأكثر وتكونوا شركاء حقيقيون في الإثم والجرم القانوني والأخلاقي ..

ألا تخافون من الله ؟! تجيزون قتل الشباب العزل لأنهم قالوا للظلم كفى وللظالم لا ؟!! لأنهم قالوا للفساد كفى ! لأنهم قالوا لحكم الفرد والأسرة ارحل بسلام !

ألا تخشون الله ؟! كلا !! أنتم لستم بعلماء , فالله تعالي يقول في محكم التنزيل (( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ )) فالعلماء أكثر الناس خشية لله ولا يمكن أن يجتمعوا بأمر الاستخبارات ولا التوجيه المعنوي للقوات المسلحة والداخلية ، العلماء لا يخافون في الله لومة لائم , لقد صمتم دهراً حتى سالت دماء الشباب السلميين أنهاراً , و أزهقت من الأرواح قوافل من الشباب والشيوخ والأطفال ثم نطقتم كفراً حينما بلغ السيل الزبى وبلغت القلوب الحناجر وبحت الأصوات منا تقول لهم ولآلة القتل التي يرمونا بها صباح مساء لئن بسطتم أياديكم إلينا لتقتلونا ما نحن بباسطي أيادينا إليكم لنقتلكم ..

أيها السادة أعضاء الجمعية أسألكم بالله : هل الطفل أنس السعيد ابن العشرة أشهر خارج عن ولي الأمر ؟! وهل كان من قتلة في جهاد في سبيل الله ؟!

إننا لا نستجدي هنا منكم أي شيء ، ولكن رسائلنا نوجهها لضمائركم إن كان باق فيها دبيب حياةٍ أو ذرةٌ من حياء, ، لا نطلب منكم شي إلا أننا نذكّر فقط ، والذكرى تنفع المؤمنين .. إن تبقى لكم - أصلاً - بعد تلك الفتوى ذرة من إيمان !!!