اُقدر للعميد رده الحضاري ... ولكن!
بقلم/ علي عبدالملك الشيباني
نشر منذ: 13 سنة و شهر
الأحد 23 أكتوبر-تشرين الأول 2011 07:37 م

على خلفية مقالتي المنشوره في مارب برس 13/10/2011 بعنوان : ( الكونجرس ماهوش عصيد ويحي ) ، وصلتني عبر قريب لي صوره من المقال ارسلها العميد يحي محمد عبدالله صالح وعليها تصويبآ خطيآ للاخطاء التي وقعت فيها والمتمثله في :

- ان الثائر " جيفارا " قتل في بوليفيا وليس كولومبيا ، وانه شغل منصب وزير صناعه وليس وزيرآ للزراعه وهذا صحيح .

- الحفل الذي اقامه الفندم ،جاء بمناسبة الذكرى الاربعين لرحيل الزعيم جمال عبد الناصر وليس عيد ميلاده ، وهذا صحيح ايضآ.

- تاكيده على انه لم يمنح سواء وسامين اثنين ، وسام الوحده من الدرجه الثالثه ووسام ضابط اكبر من لبنان ، نافيآ بذلك اشارتي الى كثرة الاوسمه التي تملا صدره ، وتساءلي عن اي معارك وطنيه استحقها .

اما موقفه مما جاء في المقال عمومآ فقد عبر عنه بكلمتين على راس الصفحه الاولى " ركيك – حاقد ".

واذ اشكر العميد على تصحيحه لمعلوماتي ، واهتمامه الذي يكتسب قيمته من كونه ياتي في ظل فعل ثوري تجاوز سقف خطابه الاعلامي والسياسي ما جاء في مقالتي المشار اليها ، والتي مهما بدت قاسيه فلن تكون اقسى مما نحن فيه من اوضاع نكتب ونتصرف تحت عوامل ضغوطاتها النفسيه والعصبيه .

والتزامآ باخلاقيات الخصومه السياسيه، وجدت نفسي امام موقف العميد ملزمآ برد مماثل وايراد ما وصلني منه ، وحتى لايقال كالعاده اننا في المعارضه لانركز سوى على الجانب السلبي فقط .

حاقد ، وصف استوقفني كثيرآ ورغبت في ان يمثل مدخلآ لنقاش مختصر حول بعض القضايا .

علينا اولآ الاقرار بحقنا في الاختلاف والاتفاق حول اي شخصيه عامه بغض النظر عن حجمها وموقعها السياسي ، وهذا ما ينطبق على العميد يحي ، وبالتالي ان لايتم التعامل مع مقالتي حوله خارج هذا المبداء . ااكد انني لست حاقدآ فليس بيني والعميد مايستوجب الحقد فمعرفتي به لم تتجاوز مصافحته لمره واحده في مأدبة غداءا قامها في مطعم الشيباني لاعضاء الموتمر القومي العربي الذي اتشرف بعضويته .

لا اشعر بالحقد تجاه العميد قدر شعوري بالفخر والاعتزاز وانا من عاش طالبآ وعاملآ في أن ، ومن القسم الداخلي استطعت ان احمل اسم والدي الرعوي الفقير كاتبآ وشاعرآ وسياسيآ ، وقبله مهندسآ جيدآ له بصماته في مختلف محافظات الجمهوريه ، وان غالبية السدود والحواجز التي يشاهدها الفندم في سنحان وبني بهلول وبلاد الروس هي من تصميمي ، حين كنت مهندسآ منتدبآ من وزارة الزراعه الى جمعية " ذي جره حمير " التعاونيه الزراعيه ، ولست كما علق "المراسل " في جمعية السياحه والسفر والذي عرف باستخدامه الرخيص والمبتذل لاسمكم ما جعله مصدرآ للسخريه والتندر في محيطه الاجتماعي .

ان التوصيف الحقيقي لموقفي ، هو انني معارضآ للسياسات التي قادتنا لمجل هذه الاوضاع السيئه وعلى جميع الاصعده ، في الوقت الذي كان يستطيع فيه الرئيس صالح – وهو الذي حظي بفترة حكم طويله – ان يتبنى مشروعآ وطنيآ لو اظطررنا في سبيل نجاحه لان نطحن احجار الجبال وناكلها ، وبالتاكيد وفي ظل هكذا مشروع كنا سنرى العميد محاضرآ في جامعة صنعاء ،واحمد طبيبآ في احدى مستشفيات الجمهوريه وطارق مهندسآ مشرفآ على تنفيذ مدينه سكنيه لعدد من موظفي الدوله .فحماية النظام لاياتي بالرتب العاليه ومناصب الاقرباء بل من خلال سيادة القانون والمواطنه المتساويه والامن والعيش الكريم والحقوق الثابته والكرامه المصونه للمواطن .

لم نحب الحمدي لاسمه وشخصه وانه من ثلأ، او اننا نختلف مع نهج الرئيس لاسمه وشخصه وانه من سنحان ، بل لان الاول امتلك مشروع دوله مدنيه وحديثه وكان باستطاعه الثاني ان يشكل امتدادآ له . ان ترفع صور رئيس حكم فقط 3 سنوات وسته اشهر واغتيل قبل 34 عامآ من قبل شباب لم يولدوا في عهده ، وتنزع في ذات الوقت صور رئيس حكم 33 عامآ ولازال على كرسي الحكم ، هي وبلا شك مفارقه بكل المقاييس اظنها تستوقف العميد ، كما نحن كذلك ، انه وجدان الشعب وذاكرته التي لاتنسى .

كم اشعر بالحزن والاسى ، كلما شاهدت الرئيس الامريكي ، ذو الاصل الافريقي الاسلامي ، والذي مازالت جدته لابيه تعيش في احدى قرى كينيا ، وهو يقف على راس اقوى دوله في العالم ، بينما لايستطيع الواحد منا ان يستلقي ويتخيل مجرد خيال رئيسآ يمنيآ من تهامه ، انه نظام المواطنه .

اشاهد الان عملية تبادل الاسرى بين اسرائيل وحماس ، مسترجعآ كل الجرائم في حرب اسرائيل على غزه سبيلآ لتحرير مجند اسرائيلي ، وعندما لم تستطع ذلك رضخت لعملية التبادل ، واحد مقابل اكثر من 1000 اسير فلسطيني . لم تنظر القياده الاسرائيليه الى اسيرها على انه مجرد مجند لايتجاوز وزنه 35 كجم ، ولكن كمواطن هي مسؤوله عن حياته مهما كلف الثمن ، وهو مايخلق في النهايه قوة الاحساس بالانتماء للوطن حتى وان كان وطنآ مغتصبآ . بينما يقتل المواطن العربي بدم بارد على يد اجهزه امنيه وعسكريه يفترض ان تكون معنيه بحمايته ، والادمى من ذلك ان يظهر على التلفزيون من يقول ان تلك الدماء ماهي الا صبغات حمراء ، او انها جثث احضرت من مناطق اخرى وكأن اولئك ليس مواطنين .

عندما نقول ان اسرائيل تفوقت علينا بقوتها العسكريه ومساندة امريكا ، فاننا لا نقول ذلك الا مواراة لعجزنا وفشلنا ، في حين ان الحقيقه هي ان اسرائيل تمتلك مشروعآ ديمقراطيآ لاتحتاج معه الى قوانين طوارئ تسن في الاساس لقمع الناس وتقييد حريتهم .

ان ادارة دوله خارج وظيفتها وتاجيج الصراعات الاجتماعيه والقبليه والمناطقيه ، واحلال قوانين " المحدعش" ، والتغذي على ثقافة مطلع ومنزل وزيدي وشافعي وحاشدي وبكيلي ومن ثم جنوبي وشمالي ووحدوي وانفصالي ، ان الاعتماد على سياسه كهذه لايمكن لها ان تقود سوى الى ما نعيشه اليوم ،كما وان السيرخلف مجموعه من المنافقين والمطبلين والمبتذلين اشبه بمن يسير خلف دجاجه لاتقود الا الى الاماكن القذره . كثيره هي المقارنات بين سلبياتنا وايجابيات الاخرين ، وكثيرة هي الاوضاع المأساويه وغير الصحيه التي نكتوي بنارها ، لكني اكتفي بهذا القدر وااكد على حقيقة ان الوطن اولآ واخيرآ هو مصلحه للناس ، وما لم يكن كذلك فلا يعدو عندئذ عن كونه مجرد شوية تراب لاقيمة له ... اليس كذلك اخي يحي!؟.