في القاهرة وجدت الجنوب
بقلم/ ياسر اليافعي
نشر منذ: 13 سنة
الأربعاء 23 نوفمبر-تشرين الثاني 2011 04:39 م

المؤتمر الذي أنعقد في القاهرة في الفترة من 20- 22 نوفمبر 2011 تحت شعار من أجل تقرير المصير لشعب الجنوب سيكون نقله نوعيه في العمل المشترك الجنوبي على كافة الأصعدة وسيكون انطلاقة فعلية وجديه ومنظمة للحراك الجنوبي الذي افتقر منذُ انطلاقة إلى رؤية منظمة ومجلس ينظم مهامه ويحدد صلاحياته .

لقد تفاجأت كثيراً ليس فقط بالحضور العددي الكبير وإنما بالكوادر التي حضرت ومثلت كل ألوان الطيف الجنوبي من سياسيين واكاديمين ومثقفين وأدباء وإعلاميين وعلما ومشايخ، ومنظمات مجتمع مدني .

رسم هذا الحشد الكبير من أبناء الجنوب لوحة جميلة جداً سترسم مستقبل الجنوب بأذن الله، ولأول مره في تاريخ الجنوب المعاصر يلتقي عدد كبير من أبناء الجنوب ويناقشوا قضية حساسة ومصيرية وبشكل حضاري وعلني وتتقبل الآراء والملاحظات بصدور رحبة، حيث سادت المؤتمر روح التصالح والتسامح وتقبل الآخر ودعوة الآخر للحوار والتفاهم بما يخدم الجنوب والقضية الجنوبية .

نعم في مؤتمر القاهرة وجدت الجنوب في ضمير وعقل كل من حضر وشارك من قيادات تاريخية وناشطين سياسيين وشباب ومرأة وإعلاميين وأدباء ومثقفين ومنظمات مجتمع مدني، المشاركات والمداخلات وما طرح في المؤتمر أوضحت كم هو هذا الشعب عظيم ويملك كوادر لا يستهان بها، وأستغرب كيف تم تهميش هذه الكوادر خلال السنوات السابقة، حيث رسم هذا الحضور الكبير والمتنوع في الفكر والمتفق على الهدف لوحة جميلة تؤسس لمرحلة جديدة في تاريخ الجنوب عنوانها تقبل الآخر وإرجاع القرارات المصيرية للشعب فهو وحده صاحب الحق في تقرير مصيره .

المؤتمر خرج بنتائج ايجابية جداً تلبي تطلعات وطموح الشارع في الجنوب وتترك الباب مفتوح أمام أي خيارات مستقبلية في حالة رفض الطرف الآخر نتائج مؤتمر القاهرة، ولعل أهم القرارات التي خرج بها هو إن الشعب في الجنوب وحده فقط من يقرر مصيره وهذا حق كفلته كل القوانين والمواثيق الدولية.

كم كنت أتمنى إن يحضر المؤتمر باقي مكونات الحراك وخصوصاً الرئيس علي سالم البيض وتيار فك الارتباط ويطرح ما لديه من أفكار ومشاريع في المؤتمر ويتم منا قشتها ونتحاور عليها وكل طرف يطرح ما لدليه ويقول كل ما عنده دون تحفظ ونتحاور ونتناقش حتى نصل إلى نقاط تجمعنا، مجرد اجتماعنا ولقاءنا سيقرب وجهات النظر وستذوب كل الخلافات ونقطع شوط كبير في وحدة الصف الجنوبي التي أصبحت مطلب لكل مواطن جنوبي، لأن الفرقة والخصام تولد الفشل والفشل الذريع، والمرحلة الحالية حساسة جداً تتطلب الاتفاق وليس الاختلاف.

نأمل إن يستمر التواصل مع باقي مكونات الحراك الذين لم يحضروا المؤتمر وان ترى النور اللجنة التي اقترحها الشيخ " عبد الحكيم الحسني " ممثل حركة النهضة وهو جهد تشكر عليه حركة النهضة التي شاركت بقوة وفعالية في المؤتمر كقوة سياسية إسلامية سلفية معتدلة حيث اقترح الحسني ان تُشكل لجنة من الوجوه الجديدة للوساطة بين مكونات الحراك وتقريب وجهات النظر فيما بينهم للوصول إلى توافق جنوبي، وقد وافق المؤتمر على تشكيل هذه اللجنة وتم اختيار مجموعة من أبناء الجنوب لهذه المهمة نسأل الله لهم التوفيق والنجاح .

وأخيراً أتمنى من كل الأطراف التعامل الايجابي والجدي مع مخرجات مؤتمر القاهرة سواء كانوا الاخوه في الشمال أو باقي مكونات الحراك، نحن اليوم أمام فرصة حقيقة وتاريخية لإخراج البلد شمالاً وجنوباً من المأزق الذي تعيش فيه منذُ سنوات طولية ونتائج المؤتمر ستساهم كثيراً في الخروج من هذا المأزق في حال تم التعامل معها بإيجابيه من قبل الجميع .