قطاع الإرشاد يدشن برنامج دبلوم البناء الفكري للخطباء والدعاة في حضرموت مكتب المبعوث الأممي يلتقي بمؤتمر مأرب الجامع ويؤكد حرص الأمم المتحدة الاستماع إلى الأطراف الفاعلة مجلس القيادة يجتمع ويناقش عدة ملفات في مقدمتها سعر العملة والتصعيد الحوثي بالجبهات بترومسيلة بحضرموت تعلن نجاح تشغيل وحدة تكرير المازوت بمناسبة اليوم العالمي للجودة...جامعة إقليم سبأ تدشن فعاليات أسبوع الجودة اعتذار رسمي في ايطاليا بسبب القدس من هو ''أبو علي حيدر'' العقل الأمني لحزب الله الذي فشلت اسرائيل في اغتياله؟ رصد طائرات مسيرة ''مجهولة'' تحلق فوق 3 قواعد تستخدمها أميركا في بريطانيا صحيفة أميركية تتوقع أن يوجه ترمب ضربات تستهدف قادة الحوثيين وتُعيد الجماعة إلى قائمة الإرهاب مستجدات حادثة العثور على حاخام يهودي ''مقتولاً'' في الإمارات
وكالعادة، خلقت وسائل الإعلام إثارة fuss كبيرة بشأن قرار بريطانيا سحب 1500 جندي من العراق، ويمكنك القول أيضاً أنها فعلت الأمر نفسه بشأن قرار بريطانيا وضع يدها بيد الولايات المتحدة والذهاب معاً إلى جحيم أرض ما بين النهرين.
أعرف وأغلب العالم العربي يعرف كم أن البريطانيين والأمريكان مولعون بالمغامرات؟ على سبيل المثال، ليس بمقدور مواطن عربي أن يفهم رغبة الأجانب تسلق الجبال والمخاطرة بحياتهم، أو قضاء فترة سياحتهم في الشرق الأوسط رغم معرفتهم أنها مليئة بالمتطرفين الإسلاميين واحتمال تعرضهم للقتل!؟ المسألة متماثلة كذلك مع الجنود البريطانيين في العراق. فالعراقيون يتساءلون لماذا قدم البريطانيون إلى العراق ولماذا قرروا الهروب الآن!؟
لماذا يترك الجندي البريطاني بلده في حين يستطيع أن يأخذ قنينة شراب أو قدح من البيرة بيد وفتاة صديقة في اليد الأخرى، ليذهب إلى مكان (بدائي) مثل العراق ليحاط بمناصري الصدر وهم يهتفون "بوش يخبر بلير خذ بالك من الصدر،" هتاف يحتاج الجندي البريطاني إلى مائة عام لإدراك مكنونه الغامض!
عندما تسأل بريطانياً عن المغامرة البريطانية في العراق، سيخبرك أنه فعل كل ما بوسعه لإيقاف الحرب بالانضمام إلى المسيرة المليونية ضد الحرب ووضع اللوم على بلير!
الأكثر من ذلك إذا وافتك الصدفة وجلست مع صحفيَين: بريطاني وأمريكي، فسوف تستمع إلى محادثة سخيفة جداً بينهما.. الصحفي البريطاني الذي يكتب يومياً في صحيفته بشأن الغزو وجرائمه، يشعر بالفخر أمام زميله الأمريكي من منطلق أن البريطانيين يتعاملون على نحو أفضل مع العراقيين مقارنة بمعاملة الأمريكان، وأن المواطنين في الجنوب يتصرفون معهم بحب وتودد!!!!!!!! وهو كلام سقيم.
السؤال الكبير لدى معظم العراقيين بشأن بريطانيا- المعروفة بتاريخها الكولونيالي/ الاستعماري "الإمبراطورية التي لم تكن الشمس تغرب عنها".. لما توافق أن تكون تابعة للولايات المتحدة بهذه الطريقة المهينة للسقوط في مستنقع العراق؟
سألتُ هذا السؤال لعراقي وطني nationalist . أجاب بقوله: بريطانيا هي قائدة الكولونيالية في العالم على مدى التاريخ الحديث. في الحقيقة أن الولايات المتحدة تعلمت الممارسات الكولونيالية من بريطانيا. وهكذا فبريطانيا هي الأستاذة والأمريكان التابعون!
عندما استشارت الولايات المتحدة حليفتها بريطانيا بشأن غزو العراق، وجدت الأخيرة إنها فرصة جيدة لتذكير العالم بأنها أستاذة الكولونيالية وأن الأمريكان هم مُقلدون أغبياء! ومع خبرتهم القديمة في العراق فهم عارفون أن العراق سيكون أفضل شرك trap للأمريكان بحيث سيندمون على مغامرتهم على مدى تاريخهم!
وهكذا أجابوا الأمريكان بالموافقة شرط أن يكونوا في جنوب العراق لأنهم عرفوا أن هذا الجزء من العراق موطن (الشيعة) جاهزون للتحالف مع الشيطان للتخلص من النظام العراقي السابق، وأيضا من أجل أن يكونوا قريبين من آبار نفط البصرة والعمارة.
لو كان لدى الأمريكان القليل من الذكاء لسألوا البريطانيين نشر قواتهم لبضعة أشهر في غرب العراق.. الله وحده يعلم ماذا كان سيحصل للجنود البريطانيين، وكيف سيكون تعاملهم مع الناس هناك وهم من المذهب الآخر!؟
في صيف 2004 اتجه البعض من القوات البريطانية إلى "مثلث الموت"، وحال وصولهم استقبلوهم بهجوم انتهى بمقتل ستة جنود بريطانيين دفعة واحدة. وبعد بضعة أسابيع عاد البريطانيون إلى البصرة!
بعد مرور أربع سنوات، وبعد أن أدرك العالم كله ضخامة الكارثة التي نجمت عن الغزو/ الاحتلال والضرر الكبير جداً الذي لحق بالعراقيين على كافة المستويات، وبعد أن فقدت الولايات المتحدة مصداقيتها في العالم العربي، إن لم يكن على مستوى العالم أجمع، انتهى التفكير البريطاني إلى أن مهمتهم قد أُنجزت وأنهم يستطيعون الآن الهروب ويتركو الأمريكان يبحثون وحدهم عن حل لورطتهم في العراق!
الأكثر متعة في هذا المشهد ما أضافه العراقي نفسه من أن بريطانيا تدعي أنها أنفقت 52 مليون باون على إعادة البناء في الجنوب في سياق حملة أطلقت عليها "السندباد"، ومن اسم الحملة يمكن إدراك صورية المشروع لأن "السندباد" نفسه قصة من قصص ألف ليلة وليلة!"
إذا ذهبت إلى جنوب العراق، وباعتراف صحيفة بريطانية، لن تجد أثراً لهذا البناء، فقط عدد من أشجار النخيل وتجديد بعض المدارس هناك.. وفي الحقيقة ستعرف أن نفط الجنوب المتوفر أكثر من توفر ماء الشرب هناك، يقع تحت سيطرة البريطانيين، يتصرفون بهذه الثروة حسب مشيئتهم.
لننسَ موضوع البناء ونفكر بالميراث legacy الذي خلفته بريطانيا في الجنوب.. لا تسأل امرأة مسلمة بل أسال مسيحية، ولاحظ ماذا ستخبرك في حين تلبس حجابها وتنوي ترك المكان لخوفها من قدوم المليشيات التي تُرعب أي شخص في طريقها!
البصرة الآن مدينة إيرانية، إذ يمكنك مشاهدة صور خميني (و) خامنئي وآلاف الكتب الإيرانية.. في الواقع، يشكو أهل بصرة الأصليون من أن مدينتهم تفقد شخصيتها العربية، بل وحتى الحجاب هي ممارسة إيرانية قبل أن تكون عراقية!
كان الحلم البسيط لأهل البصرة أن يروا بريطانيا وهي تحقق لهم بناء مستشفى لأطفالهم.. ولكن على مدى أربع سنوات، ومع نهب ملايين الدولارات لبناء مستشفى كبير.. لا يجد الناس ولا طابوقة (قرميدة) واحدة من هذا المشروع على الأرض!
الناس يتساءلون هناك، هل جاء البريطانيون إلى البصرة لفتح الطريق أمام الإيرانيين احتلال جنوب العراق من خلال حلفائهم العراقيين.. وبعد أن أنجزوا مهمتهم هذه وبأفضل طريقة ممكنة.. يهربون الآن؟ الشكر الكثير للأعزاء البريطانيين.. نحن مدينون كثيراً لجهودكم!!