بالتنسيق مع سفير أمريكا علي محسن يسعى لتفجير حرب في صعدة
بقلم/ علي السيد
نشر منذ: 12 سنة و 11 شهراً و 9 أيام
الخميس 15 ديسمبر-كانون الأول 2011 04:43 م

alialsied@gmail.com

تحرك أبناء المناطق الشمالية في الثورة الشعبية شأنهم شأن أي مواطن في اليمن الذين تحركوا صوب التغيير والإنتفاضة .. في المطالبة برحيل النظام الظالم والعميل بتركيبته ومنظومته المتكاملة .. وفي نفس الوقت طالب الشعب اليمني محاكمة كل الضالعين في قتل اليمنيين سواءً في الشمال أو في الجنوب .. وكذلك الضالعين في قتل المتظاهرين السلميين في مختلف الساحات اليمنية ومن ثم توضيح مبررات الحروب الست التي خاضتها الحكومة في صعدة وكذلك حرب 94 في الجنوب .. وما هي أسبابها وتداعياتها لاسيما وأن وثائق ويكليكس كشفت تورط السلطة اليمنية في شن الحروب على أبناء المناطق الشمالية بمبرر أن لهم موقف مناهض للولايات المتحدة الأمريكية وسياستها في المنطقة .. فالتسابق الواضح للرئيس علي صالح واللواء علي محسن الأحمر في تلبية التوجيهات الأمريكية في شن الحروب الضروس والتدميرية التي دارت رحاها في المناطق الشمالية ..

بعد ما خرج الشعب اليمني إلى الشوارع وساحات الإعتصام ورءا الأمريكيون أنه لا مناص في بقاء الرئيس علي صالح في سدة الحكم .. سيما والشعب اليمني خرج يهتف بصوت الحرية من نظام ظالم ومستبد فتحركت أمريكا عبر سفيرها في اليمن لنسج المؤامرات للحيلولة دون نجاح هذه الثورة .. ومن ثم استطاع السفير الأمريكي أن يلعب دور بارز في كبح جماح الثورة اليمنية بالتنسيق مع أركان النظام الذي صنعته أمريكا في التلاعب الواضح وبأسلوب مكشوف في شراء الولاءات القبلية والعسكرية والسياسية من أحزاب وقيادات مؤثرة في البلد لما من شأنه إفشال الثورة وحرف مسارها الصحيح .. ومن ثم يعلن اللواء علي محسن الأحمر تأييده للثورة وكذلك عدد من القيادات العسكرية والحزبية والقبلية في آن واحد ووقت متقارب فكان هذا التأييد بمثابة الخطوة الأولى لكبح جماح الثورة الشعبية المباركة ..

وبالتالي أرادوا إقحام الثورة السلمية في صراع مسلحة فكانت الخطوة الثانية لإفشال الثورة .. وتحويل صورتها ورونقها الجميل أمام العالم بأنها أزمة بين أطراف النظام يتنازعون على السلطة طيلة 11 شهراً حتى رسخت هذه الخطوة أن هؤلاء زعماء الثورة ويدافعون عنها ويحمون الثوار في ساحات الإعتصام سواءً في صنعاء أو في تعز .. ومن ثم كونوا مجلس عسكري يشمل فيه القيادة العسكرية المنشقة .. وفي نفس الوقت تشغيل ورقة القبائل ومهاجمتهم للمعسكرات في أرحب ونهم والجوف وبني الحارث ليؤكدوا للعالم أنهم يتواجهون مع النظام وهذا مطلب الثوار والشعب اليمني ككل .. وهذا غير صحيح ولكن هم من فرضوا هذه الصراعات المسلحة على الثورة، والشعب اليمني تفاجئ بها .. ومن ثم تتحرك الأحزاب السياسية في تشكيل مجلس وطني إقتصرت المشاركة فيه على الأحزاب السياسية فقط واستبعدوا الشعب ومكونات الثورة الأساسيين، وهذا واضح ولا شك فيه .. وبعد ذلك قاموا في تدويل الملف اليمني في الخارج ويفاوضون باسم الشعب دون أن يفوضهم بذلك ولكن هي خطة مرسومة مع السفير لا بد من تنفيذها بدقة واحتراز ..

وبعد جهدٍ جهيد من المكائد والمؤامرات التي حاكتها سفارة أمريكا جنباً إلى جنب مع النظام اليمني في كبح جماح الثورة والسعي الحثيث في إفشالها .. هنا لم يبقى إلا المخاض لهذه المؤامرات قام سفير أمريكا بتقديم مبادرة لحل الأزمة في اليمن .. وتسليمها إلى السفير السعودي لكي يلبسوها رداءً خليجياً لتكون مقبولة لدى الشعب اليمني .. فأعلنوا عنها ومن ثم وافقت عليها أطراف المؤامرة ولكن الشعب اليمني رفضها ولم يستسيغها وتحركوا في الساحات للمضي في الثورة حتى تتحقق كل مطالب الشعب التي خرج من أجلها وهتف بها "الشعب يريد إسقاط النظام"..

في المقابل الشعب اليمني لم يأبه بتلك المبادرة "السعو أمريكية " ولم يحسب لها حساب .. فتحرك السفير الأمريكي والنظام اليمني وأركانه في إرغام الشعب اليمني لتقبل هذه المبادرة فقاموا بقطع الغاز المنزلي وكذلك الكهرباء والمواد البترولية وارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية .. ولكن الشعب اليمني صمد أمام التحديات والمؤامرات الأمريكية والسعودية فلم ينحني الشعب اليمني أمام هذه المكائد والتحديات .. ومن ثم استدعوا كل الأطراف الحزبية والقبلية والسياسية والعسكرية على بناء أن هؤلاء معارضي الرئيس صالح وكذلك حضور حزب المؤتمر وحلفائه وعلى رأسهم الرئيس صالح إلى الرياض ليتم بعد ذلك التوقيع على المبادرة ويعلن إنتهاء الأزمة واتفاق الأطراف في اليمن .. ومن ثم الشروع في تشكيل حكومة الوفاق الوطني وإعلان تشكيل لجنة عسكرية لإعادة هيكلة الجيش .. وإعلان انتخابات رئاسية مبكرة خلال ثلاثة أشهر على رئيس توافقي "عبدربه منصور هادي" ..

كما أنهم بهذه الخطوة تجاهلوا الشعب اليمني الذي ثار ضد النظام وكذلك ضد التدخلات الخارجية المتمثلة في الولايات المتحدة الأمريكية ودول الإستكبار العالمي وكذلك مكونات أساسية في الثورة اليمنية سواءً الجنوبيين وقضيتهم العالقة التي يريدون لها حل أوأبناء المناطق الشمالية والملفات الكبيرة التي لم يقبل النظام أن يغلقها ويحلها قبل الثورة الشعبية .. هنا نتساءل لماذا تم تجاهل الشعب اليمني وكذلك المكونات الأساسية في الثورة الشعبية من قبل أمريكا ودول الاستكبار العالمي ؟؟..

كما أنه بات من الواضح في هذه الأيام التحركات التآمرية على أبناء المناطق الشمالية .. واختلاق المشاكل والصراعات والفتن الطائفية المصبوغة بالصبغة الأمريكية في إضرام هذه الفتن في تلك المناطق .. لما من شأنه تأجيج صراع مذهبي طائفي بامتياز لكي يتسنى لهم تمرير المبادرة الأمريكية التي لطالما أن أبناء المناطق الشمالية رفضوا هذه المبادرة ووصفوها بالأمريكية شأنهم شأن بقية الشعب الرافض لها ..

هنا تكمن المؤامرة ومربط الفرس فاللقاءات المكثفة بين السفير الأمريكي واللواء علي محسن الأحمر هذه الأيام خير دليل وشاهد بأن أمريكا وأزلام النظام المجرم يتآمرون على أبناء المناطق الشمالية في شن عدوان جديد عليهم .. فما يحصل في منطقة دماج وكذلك في بعض مديريات حجة وما هو حاصل في منطقة كتاف خير دليل على تورط الولايات المتحدة الأمريكية في تغذية الصراعات المذهبية والطائفية المقيتة التي اتخذوها سيناريو جديد في استهداف أبناء المحافظات الشمالية .. وبالتنسيق مع اللواء علي محسن الأحمر وبعض القيادات العسكرية معروفة الولاء للسفير الأمريكي في اليمن مرفقة بتغطية إعلامية عبر قنوات وصحف ومواقع إلكترونية لتمرر هذه المؤامرة ..

الجدير بالذكر أن اللواء علي محسن الأحمر قد عد العدة في تنفيذ هذا المخطط الخطير الذي يستهدف الثورة والشعب اليمني ككل .. وبالتالي بعد تقديم مبادرة من جانب الشيخ فارس مناع محافظ صعدة في حل مشكلة دماج ومن ثم بدأ بالتشاور مع الحجوري لإقناعة إخلاء مواقعه العسكرية وتسليمها للجيش وكذلك الحوثيين، هنا اشترط الحجوري أن تدخل كتيبة من الجيش الموالي للواء علي محسن الأحمر وبالتحديد قوات قائد اللواء حسين خيران بعد إخلاء نقاط الحوثيين وتسليمها إلى الإدارة المحلية في المحافظة .. وبعد ذلك تم إدخال 50 جندي من لواء حسين خيران بعتاده العسكري إلى دماج .. في نفس الوقت رفض الحجوري تنفيذ ما تم الإتفاق عليه معللاً ذلك بأنه يريد أن يستأذن أهل السنة في العالم قبل أن يخلي مواقعه العسكرية .. ومن ثم رجع الجنود وأبقوا العتاد العسكري للحجوري في خطة مكشوفة بتوجيهات من اللواء علي محسن الأحمر لما من شأنه إشعال المشكلة من جديد ..

ندرك جميعاً أن الأحداث الجارية في منطقة كتاف تأتي في سياق المؤامرة التي تستهدف أبناء المناطق الشمالية، فعند تجمع المحششين والمهزومين والمرتزقة التابعين للنظام وتجار الحروب وتمركزهم في مواقع للجيش في تلك المنطقة تبدأ المواجهات وإطلاق النار على المواطنين ويبدأ الزحف على أبناء منطقة كتاف في خطوة خطيرة وتحرك تأمري مدفوع لتأجيج الصراع وإشعال حرب جديدة في صعدة مصحوباً بإطلاق تهديدات من قبل اللواء حسين خيران بأنه سيشارك بقواته في خضم هذه الحرب تحت أوامر وتوجيهات قيادة الجنرال السفاح اللواء علي محسن الأحمر ..

وفي نفس الوقت تم وصول ست ناقلات إمداد إلى هؤلاء المرتزقة محملة بالغذاء والسلاح وكذلك السماح لجرحاهم تلقي العلاج في المملكة السعودية عبر نجران الحدودية .. فيعتبر إقدامهم على مثل هذه الخطوات التصعيدية الخطيرة في عودة المعارك والدماء وتجار الحروب وخدام أمريكا إلى صعدة .. ليمارسوا نفس الدور السابق فيما يعرف بالحروب الست التي تلقن فيها اللواء علي محسن الأحمر وقواته هزائم فادحة ..

هنا نقول لهم ألا يكفيكم ما اقترفته أياديكم الظالمة والعميلة من جرائم حرب في صعدة الجريحة ؟؟ ..

وهل مازلتم تراهنون على مثل هذه القيادة المهزومة التي قد شاخت وهي تمص دماء اليمنيين في الشمال والجنوب ؟؟ ..

لماذا الأسرة الحاكمة في السعودية تسعى إلى قتل اليمنيين وتغذية الصراعات فيما بينهم وتدر الأموال الطائلة في مثل هذه الأعمال ؟؟ ..

ألم يئن الوقت لأمريكا وسفارتها في اليمن وجهازها ال إ ستخباراتي CIA المنتشر بكثافة في البلاد أن يعي ويدرك ما يقومون به ؟؟ .. وأنه بات واضحاً ومكشوفاً تلاعبهم بالنار وانتهاج سياسة الكيل بمكيالين ؟؟..