ايها الشباب .. اكراما لدماء الشهداء ... لا تضيعوا الانتصار !
بقلم/ توفيق سعد القدمي
نشر منذ: 12 سنة و 10 أشهر و 28 يوماً
الأحد 25 ديسمبر-كانون الأول 2011 11:01 م

بالنضال والعزم والاصرار والتضحيات الجسام حقق الشعب اليمني العظيم انتصارا كبيرا على اعداء الحياة ، وتوج بدماء أبناءه الأطهار فوزا لم يكن بالإمكان الوصول اليه او بلوغه او حتى مجرد الحلم بتحقيقه .

نعم حققوا نصرا مبينا . فالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية هي اهم وابرز معالم وبشائر ذلكم الانتصار المؤزر . لأنها حسمت أمورا ما كان لها ان تحسم في ظل الانقسام الذي بدا جليا على الساحة الوطنية ، التي لم تتخذ من التجربتين التونسية والمصرية نموذجا ، في طريق السعي للخلاص من جبروت وتسلط صناع الفساد والتوريث .

ان المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وضعت اليمن على بداية طريق جديد ، وامام معالم واضحة ستمكنه - ان احسن ابناءه اغتنام الفرصة - من السير في ركب البلدان الحرة المتطورة .

اما محاولات التشبث بحلول واطروحات تخالف ما اتفقت عليه كافة الاطراف السياسية اليمنية ، وما باركته الدول الشقيقة والصديقة والعالم بأسره ، فلا يعد الا جهدا غير ذي نفع ، غير ذي جدوى . بل ويعد خدمة جليلة لنظام متهالك نجح بامتياز في بناء جيش وأمن عائلي ، ونجح في تفريخ الفرق المتخصصة في البلطجة والقتل وقطع الطرق ، والفرق الاخرى التي تجيد ارتداء الملابس الانيقة وتجيد فنون تكريس العبث والتدمير واغراق الوطن في اتون صراعات وحروب وانهيارات وتمزق .

من هنا اعود لأقول : احرصوا شبابنا على مداواة الجراح ، ولملمة الصفوف ، والاتجاه صوب بناء اليمن الجديد ، اليمن الواعد بالخير .

تمسكوا بما كفلته لكم تلك المبادرة من حق في المطالبة المشروعة باجتثاث الفاسدين . بتعديل والغاء القوانين الهمجية اللعينة التي فصلت خصيصا لرعاية وحماية اللصوص . بتطهير مجلس القضاء الاعلى من العناصر التي أساءت لسمعة القضاء . بتطهير المؤسسات الامنية من عناصر المتاجرة بكرامة وحريات الناس .

هذه هي المطالب التي ستهيئ اليمن للدخول في مصاف البلدان القابلة للنهوض والرقي .

اما محاولات التصعيد اللاواعي فلن تخدم الا من تضرر من ثورة الشعب . لن تخدم سوى العناصر المريضة والمتعفنة التي ساهمت في ايصال اليمن الى ما وصل اليه من التخلف والانحدار .

كما ان اي محاولات للسير باتجاهات مخالفة لما نصت عليه المبادرة لن تؤدي الا الى المزيد من الانتكاسات والانكسارات والجراح وسيلان انهار الدماء ، على طريق شرذمة وتقسيم وتدمير واضعاف ، بل وصوملة وافغنة اليمن ، المعد بشكل كبير للدخول تحت مسمى اللادولة !!

اعلموا شبابنا الحر الابي ان ما تحقق افضل بكثير مما ستتمخض عنه محاولات الاندفاع غير المدروس . اعلموا ان دماء الشهداء بحاجة لمن يضطلع بتعزيز مكانة واسم اليمن ، لا الى من يسعى الى تمزيقها وجرها نحو مستقبل مظلم لا يعلم الا الله وحده مقدار سوداويته وعتمة ظلمته .

تجاوزوا الماضي ، واغتنموا الانتصار لصنع الازدهار- يحفظكم الله –

 فانتم ثروة اليمن وكنزها الغالي ، وليس امامنا بدائل ، وليس لدينا نفط ، حتى تتحرك او تتغير موازين القوى اكثر مما حصل .

برهنوا ان الحكمة اليمنية باقية وراسخة رسوخ الجبال .

يا أملنا – بعد الله جل شأنه – في المضي باتجاه الأمن والرخاء والاستقرار .

عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
  أحمد الجعيدي
حرب المسيّرات.. التكنولوجيا التي أعادت تشكيل وجه النزاعات العسكرية
أحمد الجعيدي
كتابات
الخطاب الروحانيمعذرة علي العمراني
الخطاب الروحاني
د كتور/وليد ابراهيم الجرافيقبل أن يرتد إليك طرفك
د كتور/وليد ابراهيم الجرافي
الحسن الجلالوداعاً أبي...
الحسن الجلال
مشاهدة المزيد