إلى أين ؟ ...
بقلم/ معاذ الخميسي
نشر منذ: 12 سنة و 10 أشهر و 16 يوماً
السبت 07 يناير-كانون الثاني 2012 08:15 م

*بالتأكيد نحن في وضع صعب جدا وغير الشعب اليمني لا أظن أن بإمكان أي شعب التعايش مع كل هذه المتناقضات والتطاحنات والأهوال والأحوال التي أصبحت تحاصر المواطن من كل اتجاه وتذيقه أنواع الخوف والرعب والفقر والقهر والألم والتعب والضنك وهو يتمسك بخيارات الصبر ويلجأ إلى أن يتحدى المستحيل مستبشرا بلحظة فرج حتى وقد أصبح في حالة احتضار وكل سبل الحياة البسيطة غير متوفرة والقدرة المالية لا تلبي عند كثيرين تغطية إيجار"دباب" وليس "تاكسي" ينقله من مكان إلى آخر..ولا تمكن غالبية في هذه الأيام من مكابدة مرارة العيش بلقمة تسد شيئا من الجوع حتى آخر الشهر !

*دعونا ولو لمرة نفكر في حال معيشتنا وأكلنا وشربنا وحياتنا اليومية ونتحدث عنها بواقعية بلا مغالاة أو محاباة ودون أن ننجر إلى عراك كلامي أو كتابي خلافي يسقط أحقيتنا في أن نهتم بشئون حياتنا وقد يحولنا إلى مربع الخصومات الجدلية التي تصادر أي حلول وتزيد من فجوة الحال الذي لا يرضي صديقاً..و يسر العدو وأدواته!

* وليس مقبولا عندما نأتي على أكبر هم وهو"لقمة العيش"ونقف عند مطلب مهم هو"الحياة الكريمة" أن نتخندق وراء متارس "النصع" لنقف مع هذا ونعادي ذاك..أو أن نذهب إلى حد إلغاء العقل الذي قالوا انه رأس مال صاحبه في حالات دفاعية تلغي إمكانية البوح بحقائق معاشة وملموسة ليس اليوم فقط بل ومنذ سنوات طويلة تحكي بوضوح أن الفساد آفة وجدت من يجمّلها ويكرّسها لا من يحاربها وأن عددا من المسئولين مارسوا ماهو أفظع وأبشع بحماقات وسخافات العقلية المتجمدة وبهواجس «أنا ومن بعدي الطوفان» فأقصوا وظلموا وتجبروا وحتى أبسط الحقوق الوظيفية"المكتسبة" لا المالية منعوها وصادروها بدوافع حقدية وكانوا يجدون في ذلك لذة ومتعة تحت شعور أنهم الأقوياء وغيرهم حشرات فاستخدموا سلطاتهم للبهرجة ولتلميع أنفسهم ونفوذهم للسطو على حقوق موظفيهم بما فيها الأدبية وقدموا نماذج سيئة وجدت الدعم فأوصلونا إلى هذا الوضع الذي هو نتاج حقيقي ولامفر منه لسياسة "الجو بديع والدنيا ربيع" ولتجاهل ضرورة النقد وكشف الأخطاء والسلبيات وحقيقة أن العالم قرية واحدة في زمن المتغيرات والتطورات وأن أي استفزاز نتائجه وخيمة !

*وهو الحال نفسه في وضعنا وأيامنا التي تمشي منذ أن بدأ العام الجديد ووجدنا فيه صورا مستنسخة لبعض مسئولين ووزراء لا يختلفون عن سابقين لندرك تماما معنى أن كرسي المسئولية مغنم وليس مغرما عند عدد ممن نسوا وتناسوا واجباتهم وأماناتهم بمجرد أن أصبحوا "وزراء" وتجاهلوا معاناتنا اليومية وهم إلى وقت قريب وضعوها في مقدمة أحاديثهم ورهاناتهم وبنوا عليها قناعات لدى الآخرين سرعان ما تلاشت فحشروا أنفسهم في زاوية المتابعة والرقابة والتقييم ومن ثم التأنيب والتقريع والتوبيخ والتعليقات الهادئة والساخنة!

*طبعا..هذا ونحن ما نزال في البداية فكيف بالنهاية..وما الذي بوسعنا أو نمتلك من قدرة لنتحمل اختفاء البترول والديزل والوزير المختص يؤكد بأنه متوفر وبكميات كبيرة فقط التقطعات تمنع وصوله..والكهرباء ازدادت سوءاً فمن ست إلى تسع ساعات انطفاء والوزير يقول ما قاله من قبله "القبائل السبب"..طيب وماذا عن محطتي ذهبان وحزيز اللتين راهن بعض فطاحلة الطاقة على أن واحدة منهما تكفي لتغطية صنعاء على الأقل !

* الماء هو الآخر غير متوفر على الإطلاق إلا في النادر وأصحاب المنازل الذين سيموتون عطشا..لا يصلهم الماء ولا يمكن "للوايتات" الدخول الى منازلهم قطعوا السائلة ولم يجدوا أدنى تجاوب معهم والوزير لم يظهر ليقول ماذا يحدث وإلى متى..!

*الأسعار تشتعل ولا خبر..والقمامة تتكدس منذرة بكارثة بيئية ولا اهتمام ..والمسلحون منتشرون ولا من يضبط ..والمتارس اخذوها من بعض شوارع رئيسية إلى فرعية ولا اعتراض..وتقطعات مابين المدن ولا رادع..وحتى يمن موبايل انزلت النت السريع لتشفط الجيوب بأساليب الضحك على الذقون ولا إحساس!

 *هذا هو واقعنا اليوم وبعد كل ما حصل من تسويات واتفاقات ومناصفة ..ولا اعتقده إلاّ جديرآ بأن نمنحه الأولوية في التفكير والتناول الإعلامي وان نثريه بالنقاشات والتحليلات لنتجاوز مرحلة النعامة التي دست رأسها في الرمال في مواجهة خطر القطار القادم ..ولنعرف ما الذي نحن فيه وإلى متى ..وإلى أين !

**(الألماني الحديث)

*الأغلب لابد أن يتضارب عليه اسم مستشفى «اليمني الألماني» باسم الألماني الحديث وأنا أحدهم، فعندما تناولت الأسبوع الماضي طب الاسترزاق وذكرت معاناتي في مشفى «اليمني الألماني» ذكرت معاناة أخرى لحالة ولادة تحولت إلى إعلان وفاة وذكرت أنها في الألماني الحديث» وهي في «اليمني الألماني».

والفرق بينهما أن الألماني الحديث بشارع تعز يملكه طبيب إنسان وشهير بنجاحاته هو الدكتور يحيى الثور الذي يمتلك مشفى آخر في المانيا ولم نسمع شكوى عنه والثاني اليمني الألماني بحدة الذي كثر شاكوه وقل شاكروه إن وجد من يشكره!

*الدكتور عبدالكريم ثامر رئيس مركز القلب بمشفى « الثورة» يظل من الأطباء الماهرين إحساسا وحضورا وخدمة للآخرين

moath1000@yahoo.com