خالد الرويشان يتحدث عن تصرفات حوثية لن يتخيّلَها حتى الشيطان:عارٌ علينا أن نصمت اللواء العرادة يطالب المجتمع الدول بإتخاذ تدابير عاجلة تجفف منابع الدعم الخارجي للمليشيات مليشيات الحوثي تحول مدارس صنعاء إلى معسكرات تدريب للطلاب حزب الإصلاح يلتقي بعيدروس الزبيدي مركز مكافحة الإرهاب الأمريكي يتحدث عن نقاط ضعف الحوثيين القابلة للاستغلال وحقيقة قدرتهم على تحديد هوية السفن وتعقبها وضربها سلاسل بشرية بمدينة مأرب تضامنا مع الشعب الفلسطيني ودعما لقطاع غزة - صور وزير الخارجية يستقبل الرحالة اليمني منير الدهمي بالرياض الضالع.. القوات المشتركة تدمر مرابض قناصه المليشيا وتحرز تقدما ميدانيا تفاصيل لقاء وزير الدفاع ومحافظ حضرموت باللجنة الأمنية بالمحافظة محكمة الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت وتكشف عن أسبابها المنطقية
مأرب برس - خاص
دينا صيدلانية من منطقة Jamia في ضواحي بغداد تمتلك هناك صيدلية وتعيش مع زوجها وطفليها. شقراء تتميز بالجمال والنشاط. وهذه المواصفات تجعل منها هدفاً مباشراً في عراق اليوم. ومع خروجها من منزلها أصبحت هدفاً ولكن لأسباب أخرى.
"في الماضي عشنا بأمان،" حسب قولها، وأضافت "عندي طفلين جميلين، منزل خاص، كل يوم أذهب إلى عملي في الصباح ومرة أخرى في المساء، كنت سعيداً في عملي وبيتي ووطني. لم نشعر بقلق، لا قتل، لا تهديدات. أطفالي وزوجي جميعاً عشنا حياة آمنة. لم نُفكر أبداً أنه سيأتي يوم ونعيش بهذه الحالة،" في إشارة منها لحالة الفوضى المستمرة.
بعد مجيء الأمريكان، تغير كل شيء في حياتي. ومنذ بداية عملي في ظروف انقلاب أوضاعنا شعرت أني لست في أمان.
"في أحد الأيام- الساعة الرابعة بعد الظهر- وأنا أقود سيارتي في طريقي إلى عملي، اعترض طريقي أربعة رجال مسلّحين وأجبروني على إيقاف السيارة. سحبوني خارج سيارتي وأخذوا يضربونني بقوة بأعقاب بنادقهم على رأسي وكتفي. أخبروني: إذا لم تتركي العراق سنقتل أطفالك وزوجك. أنتِ صيدلانية وجميعكم من أطباء وصيادلة يجب أن تتركوا العراق!
"عندئذ اغتصب المسلحون سيارتي وأخذوها بما فيها من مواد صيدلانية كثيرة، وحقيبتي وفيها كل بطاقاتي الشخصية وعنواني. أصبحت خائفة مرعوبة.
"بكيت كل يوم وأنا أفكر ماذا أفعل. لم أرغب في ترك العراق، لكني كنت قلقلة كثيراُ بشأن أطفالي وزوجي. أنا صيدلانية، زوجي كيميائي ومن طائفة (الأقلية). إذا خرج للشارع وألقت القوات الحكومية القبض عليه لأي سبب فسوف يُقتل بالتأكيد طالما أن هذه القوات تنتمي لطائفة (الأغلبية)."
أخذت دينا التهديدات التي وجهت إليها وعائلتها بجدية عالية. آلاف الأطباء، أكاديميون وغيرهم من أهل الخبرة والفكر استهدفوا في العراق. لا توجد أرقام دقيقة كم من أصحاب الخبرة العلمية هربوا من البلاد، ولكن في الحقل الطبي أصبح هناك نقص حاد في عدد الأطباء واختصاصاتهم. وهذه الحالة تركت المستشفيات تعتمد على أطباء تحت التمرين من الخريجين الجدد ليحلوا محل الأطباء المختصين. تُقدر منظمة الصحة الدولية توفر أقل من 7 أطباء لكل عشرة آلاف من سكان العراق.
"وهكذا، كان علينا أن نُغادر بغداد،" قالتها دينا وهي تهزّ رأسها بأسف. وأضافت: "لعلمك، كنت أملك صيدليتي وعملت فيها خمسة عشر عاماً. كانت حياتي. شعرت بحزن عميق. عشت طيلة حياتي في العراق. بكيت طوال الطريق من بغداد إلى دمشق. والآن بعد أربعين عاماً جئت إلى بلد لا أعرفه.
"في البداية كان ينتابني البكاء كل صباح بسبب حنيني إلى الوطن homesick . شعرت أني لا أستطيع العيش في بغداد ولا العيش هنا.
"أطفالي في المدرسة وأوضاعهم طيبة. لكني وزوجي لا نستطيع ممارسة مهنتنا هنا. لا تسمح وزارة الصحة للعراقيين من صيادلة وأطباء ومدرسين بالعمل في تخصصاتهم. الأعمال اليدوية manual نعم، الأعمال الحرفية العلمية professionals كلا."
كانت عائلة دينا تنتمي إلى الطبقة المتوسطة التي تختفي حالياً من العراق. وكمثل الكثيرين جداً من العراقيين، خسرت دينا وزوجها كل شيء عملا من أجله. العمل الذي استثمرت فيه دينا الكثير من الوقت والمال، ذهب أيضاً أدراج الرياح.
"دُمّرتْ صيدليتي،" قالتها وهي تتنهد. "بعد يوم واحد من رحلينا وقعت معركة كبيرة في الشارع أمام صيدليتي. احترقت بالكامل. انتهى كل شيء. خسرت كل شيء: صيدليتي، أملي في العودة إلى وطني. ليس هناك أمان أبداً. كان علينا أن نجد أحداً يبقى في منزلنا في العراق، ليس من أجل المال، فقط لحمايته من الاستيلاء عليه.. ففي بغداد، بخاصة المليشيات، العصابات، القوات الأمريكية في أوقات متباينة، يقومون أما باحتلال المنازل لاستخدامها كقواعد في المنطقة أو تدميرها."
"سبّب الأمريكان مشاكل ضخمة بمجيئهم. أضرّوا بكل شيء: المجتمع، الإنسان، المباني.. كل شيء. عندما يأتون كانوا يجلبون معهم مرافقين لهم مرتبطين بإيران. وحالياً كل شيء في بلدنا قد تضرر. كم هو مؤسف."
" لعلمك، قال الأمريكان: جئنا لنحرركم من صدام.. لكنهم دمّروا العراق. كل أهل العراق يتمنون عودة العهد السابق بالمقارنة مع الوضع الحالي. كيف كانت الحياة؟ ليس مهماً إذا كرهت صدام أم أحببته.. كل العراقيين يتمنون عودة تلك الأيام."
عندما سألتُ (كاتب المقالة) دينا: أين ترغبين الذهاب الآن؟ أجابت بسرعة: "أتأمل أن أبقى هنا في سوريا لسببين: هنا أستطيع أن أشعر بوطني. أستطيع أيضاً أكون قريبة من وطني، وقد أتمكن من العودة يوماً ما.. السبب الثاني سوريا بلد عربي مسلم.. سوريا رحّبت بنا في حين أن بقية العالم تتجنبنا.
"أتوق العودة للعراق في يوم ما. أحب وطني. إنه المكان الذي ولدت فيه وقضيت وقتاً طويلاً طيباً فيه مع الكثير من الأهل والأصدقاء. ذكرياتي مليئة بتلك الفترة الطيبة الآمنة.
"أقصُّ عليك مأساتي ليست لأنها مأساة مهمة فريدة، لكني أتأمل فيك أن تأخذ هذه القصة المأساة وتنشرها في الخارج، إلى العالم." التفتت دينا إلى عدد من النساء العراقيات اللاجئات مثلها يجلسن قريباً منها، وقالت "لدى كل واحدة منهن قصة مأساوية مماثلة. حالتي هي واحدة فقط من آلاف الحالات."
"لكن هناك شيئاً مهماً: أُريد أن يعرف الناس في العالم كيف أُجبرتُ وغيري على ترك وطني. والآن لا أعلم في أي بلد أستطيع العيش والعمل. لا تسمح معظم دول العالم حالياً للعراقيين حتى بزيارتها، لماذا؟ خسرت حياتي، منزلي، آمالي.. لماذا؟ هل هذا ما يريده الأمريكان؟ هل هذا هو التحرير الموعود؟ هل هذا هو التحرر من صدام؟"
المصدر :
Threats of Death Drive Pharmacist from