الحياة مسيرة.. خمسة ايام بطولية يسجلها التاريخ الانساني لأبناء تعز الأحرار
بقلم/ د. فاطمة عبدالرحمن
نشر منذ: 12 سنة و 10 أشهر و 7 أيام
الإثنين 16 يناير-كانون الثاني 2012 11:09 ص

تنويه: (تعتذر الكاتبة عن التأخير في نشر هذه المقالة حينها ولكن اللوم يقع على وزارة الكهرباء)!!!.

  مسيرة الحياة الأسطورية الراجلة :

  نعم هي مسيرة حياة سلمية راجلة تسجل لأبناء تعز بنسائها واطفالها وشيوخها وشبابها ورجالها الابطال.. فشكرا لهم وشكرا لكل من شارك وساهم ودعم وساعد في القيام بهذه المسيرة الاسطورية الراجلة، والتي بدأت من مدينة البطولات والاصرار والصمود والتحدي تعز.. فشكرا تعز ياأمنا الغالية.. شكرا تعز يامن انجبت هؤلاء الابطال الذين يسطرون اروع البطولات ويسجلون لليمن الحديث وللعالم اجمع أرقى الانجازات في معاني ثورات الربيع العربي السلمية الحقيقية.. شكرا تعز ياعزنا و.. شكرا شباب تعز يا فخرنا.. شكرا رجال ونساء تعز يا مجدنا.. شكرا شيوخ واطفال تعز ياتاريخنا ومستقبل ايامنا.. اليكم كل الشكر والى كل الذين شاركوا في هذه المسيرة الاسطورية التي اذهلتنا نحن اليمنييون اولا واذهلت العالم من حولنا أجمع وهم يرون انجازات الثورة اليمنية الفريدة والخالدة، وسوف لن ينسى لكم ابنائكم مستقبلا ما قدمتموه لهم من تضحيات لأجل ان يعيشوا حياة العزة والكرامة ويودعوا حياة الذل والمهانة التي عشتوها أنتم من قبل !

بداية الحلم فكرة :

دعوني اعزائي القراء اسرد لكم ما خطر على ذاكرتي وانا اقرأ على صفحات الانترنت بأن شباب الثورة الشبابية الشعبية السلمية في تعز الصمود ينوون القيام بمسيرة راجلة تبدأ من تعز الى العاصمة الحبيبة صنعاء والتي تبعد بأكثر 275كيلو متر ليلتحقوا باخوانهم في صنعاء مرورا بالمحافظات والمدن والمناطق والقرى اليمنية الثائرة.. وقد ايقنت بأن الأمر مجرد مزحة ليس الاَ من قبل بعض(المخزنين بقات)! ولكن دعوهم فقد سرحوا بعيدا جدا بخيالهم حتى خُيَل اليهم انهم يستطيعون القيام بهذا الحلم المستحيل والذي اطلقوا عليه مسيرة الحياة "، ويقطعون عشرات بل مئات الكيلومترات المليئة بالصعوبات والمخاطر والعناء والتعب فقلت في نفسي حلم يراودهم ولكنه بعيد المنال، وفي تفكيري هذا ليس تقليلا من قدرات ابناء تعز ولكنه المستحيل!! مع العلم بأنهم قد قطعوا آلاف وليس مئات الكيلومترات منذ بداية الثورة فهم يقومون بالمسيرات في تعز الصامدة تقريبا يوميا بعد احراق ساحتهم ولكم ان تحصوا عدد الكيلومترات التي يمشونها على ارجلهم واقدامهم الطاهرة منذ محرقة الحقد الاسود الاحد 29 مايو2011م وحتى اليوم !!

وبدأت مسيرة الحياة :

ولكن ماذا حدث يوم الثلاثاء الموافق19/12/2011م لقد بدأ ثوار وابطال تعز شبابا وشيوخا رجالا ونساءً واطفالا اصحاء ومعاقون تحقيق حلمهم والذي كان في تصورنا مستحيلا! نعم بدأؤا مسيرة الحياة السلمية الراجلة من ارض البطولات والتضحيات الحالمة تعز سيرا على اقدامهم الشريفة والطاهرة الى صنعاء للإلتحام بإخوانهم الثوار ليشدوا من ازرهم وعزمهم ويدفعوا بسير ثورتهم قدما الى مزيدا من تحقيق الاهداف الثورية عندما بدأوا يشعرون ان وهج الثورة بدأ يخف نوعا ما ليعيدوا هذا الوهج الى الحياة من جديد.. وكان لهم ما تمنوه وحلموا به! نعم بدأوا مسيرة الحياة السلمية الراجلة، وهذه التسمية لم تأتي جزافا بل كانت لها اهدافا سامية وراقية ارادوا ايصالها الى العالم اجمع بأن ثورتنا لم ولن تنتهي عند توقيع المبادرة الخليجية بل هي تبدأ من هذه النقطة وما هذه المسيرة الاَ لانعاش الثورة السلمية.. ولم اصدق عيناي وأنا أرى على شاشات التلفزة انهم بدأوا فعليا مسيرتهم الراجلة ليقطعوا بذلك مئات الكيلومترات للوصول الى اهداف ثورتهم الشبابية الشعبية السلمية اليمنية ..

  ما هذا الذي أرى وأسمع ماذا يفعل هؤلاء الأبطال؟ ماذا يعلمونا ثوار تعز خاصة وثوار اليمن عامة؟ انهم كل يوم يفاجئونا بانجاز اروع من سابقه! انهم يقدمون لنا وللعالم اروع منهجا علميا وعمليا عجزت عنه اكبر واشهر المؤسسات العلمية والأكاديمية العالمية وليس الاقليمية والمحلية فحسب انهم يعلمونا دروسا عملية في الثورات السلمية وفي كل شئ، في القيم والاخلاق انهم يغرسون فينا وفي انفسهم الصبر والصمود والتحدي والطموح والاعجازوالانجاز والتضحية والإيثار .. انهم يسطرون ابداعاتهم .. انهم يذهلونا بانجازاتهم انهم يرسمون اجمل اللوحات الفنية التي عجز عن رسمها كثير من الفنانين والمبدعين ويسجلون للتاريخ ارقى واجمل ثورة عرفتها البشرية على مدى الاجيال السابقة وحتى اليوم .

المحطة الأولى القاعدة وإب الفخر والحب :

وبدأت مسيرة الحياة الراجلة الاسطورية وبدأت الحياة الثورية تدبُ في كل المحافظات والمدن وتجسد كل معاني ومفاهيم الوحدة اليمنية وقيمها بين ابنائها بالمدن والقرى التي تمرُ بها المسيرة كنموذج فقط!! بدءً بمدينة القاعدة التي خرج ابنائها عن بكرتهم لاستقبالهم وعبروا عن فرحتهم بالاناشيد الثورية ثم ينضمون الي ثوار تعز بمسيرتهم الراجلة، ويمرون بجبال اب الشامخة الخضراء فاستقبلهم ابناؤها بالحب والترحاب واختلطت الضحكات بالدموع في مشهد تساقطت دموع كل من رآى ذالك المشهد الذي لا يمكننا ان نراه الا في فيلم سينمائي او مقطع من مسلسل درامي تليفزيوني!! ولكنها حقيقة المشاعر وصدق العواطف التي يشعرون بها تجاه بعضهم البعض وانضم اليهم اخوانهم الثوار من هذه المدينة الخضراء بأرضها الشامخة بجبالها العريقة ونبل اخلاق ابنائها وواصلت مسيرة الحياة الراجلة وصعدت اعلى الجبال اليمن وهو جبل سمارة والتي تقبع في اعلاه قلعة سمارة التاريخية العالية ليسجلوا امامها انجازهم التاريخي وكانهم يحدثون الاجداد ويقولون لهم ها نحن نخط اليوم تاريخا جديدا لليمن السعيد بثورة شبابية شعبية سلمية سوف تعيد لليمن سعادته ومجده وتاريخه.. وتوقفوا قليلا ليستريحوا من تعبهم ولكنه التعب المحبب الممزوج بالفخر والاعتزاز والقوة لما يقومون به خلال هذه المسيرة الاعجاز وهم يرددون شعاراتهم الثورية التي تهز الوجدان..وقلت في نفسي لن يكملوا مسيرتهم لأن جبل سمارة عالٍ جدا وطويل سوف يرهقهم الصعود وسوف يعودون ادراجهم ويكفيهم ان قطعوا تقريبا نصف المشوار..ولكن هذه توجساتي ومخاوفي انا.. وأنى لهؤلاء الاحرار الميامين ان يتوقفوا او يعودوا لقد مثل لهم جبل سمارة بعلوه التحدي الاكبر إن لم يتجاوزوه لن تنتصر ثورتهم هذا ما كانوا يرددون في انفسهم، ولكم ان تتخيلوا الاصرار لقد بدأت خطواتهم تتسارع ويتسابقون في نقيل سمارة بتعرجاته وارتفاعاته وطول مسافاته وقد كان يسبقهم ابناء المعافر – الحجرية - لأن لهم سابقة في مثل هذه المسيرة الراجلة- واعطوهم الحافز الاكبر للاستمرار..وانتصر الثوار على تعبهم وارهاقهم وجوعهم وشدة البرد في هذه المنطقة ونقص نسبة الاكسجين وتجاوزوا أكبر تحدٍ في طريقهم ووصلوا كتاب تلك المنطقة السهلية ذات المسطحات الخضراء وكأنها تقول لهؤلاء الابطال انزلوا لتستريحوا من الصعود على ارضي المنبسطة الخضراء .

المحطة الثانية كتاب ويريم الود والتآلف والاعتزار :

واسقبلهم ابناء كتاب بالترحاب والتصفيق والتهليل وتوافدوا من كل حدب وصوب وشاركوهم مسيرتهم الراجلة حتى وصلو الى يريم وهم يرددون" نقسم بالله العظيم انا نحبك يا يريم" ويرد عليهم ابناء يريم البواسل" نقسم بالله المعز انا نحبك يا تعز".. ما هذا الحب وما هذا التآلف ما هذا الود لقد جُسدت كل معاني الاخوة والوحدة الصادقة بين ابناء الوطن الواحد في هذه المسيرة وفعلا هي مسيرة حياة! والتي كان من اهدافها هذا التمثيل للوحدة الحقيقية لليمنيين فاندفع الثوار اندفاعا يواصلون مسيرتهم الراجلة حتى وصلوا مشارف ذمار ..

المحطة الثالثة ذمار..الرجولة ..الشهامة..الكرم :

ذمار القوة.. ذمار الشجاعة .. ذمار القبيلة ونبلها بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى! فقد تفاجأ الثوار بهذا الاستقبال الرائع والحاشد والكريم من ابناء ذمار وقد كانوا يتخوفون مما سمعوه أو ما كان يبثه النظام السابق البائد عن أهل ذمار وقساوتهم وكرههم لابناء المحافظات الشرقية والجنوبية.. وتسلحهم بكل انواع الاسلحة..ولكن كل تلك المخاوف ذهبت ادراج هواء مدينة ذمار البارد فاستقبلهم ابنائها وشيوخها وقبائلها ونسائها واطفالها بالحرارة والدفء والمحبة والزغاريد.. ماهذا الذي نرى هل نحن حقا في ذمار ردد الثوارفي انفسهم! ويرد عليهم القبائل وهم مدججون باسلحتهم المختلفة التي تحولت الى ورود بيضاء يستقبلون الثوار بها انتم ابنائنا واخواننا واشرافنا فأهلا وسهلا ومرحبا بأهلنا من تعز العظيمة وردد ثوار واحرار تعز" قسما بالله الجبار انا نحبك يا ذمار وكرر ابناء ذمار ما قاله ابناء يريم" قسما بالله المعز انا نحبك يا تعز" فنحرت الذبائح ومدت الموائد فكانت وكأنها الولائم ابتهاجا بوصول مسيرة الحياة الى هذه المدينة الباسلة والتي تمثل القبيلة عنوانا نبيلا لاخلاق ابنائها وتسامحهم ومحبتهم وقوتهم ووعدوا الثوار بأن يحموهم من أي معتدٍ معبأ تعبئة خاطئة عن ابناء تعز ومن الثوار من المحافظات والمدن لتي مروا بها بدءً بالقاعدة ثم اب وكتاب ويريم وذمار ومن انضم اليهم من البيضاء ورداع والضالع وغيرها حتى يصلوا هدفهم السامي والنبيل من هذه المسيرة الانجازوالاعجاز في آن واحد وودعهم ابناء ذمار الكرم والشهامة والرجولة .

المحطة المشؤومة يسلح ونقطته الامنية

وواصلت المسيرة سيرها بحماية قبائل ذمار ورجالها وشيوخها وأشرافها حتى وصلت نقيل يسلح وهنا بدأ التعب الفعلي للثوار الاحرار ولا اقصد هنا التعب الجسدي بل التعب النفسي حيث ظهر بعض المسلحين يتوافدون من اماكن مختلفة ولكن اشاوس ذمار ورجالها لهم بالمرصاد حتى وصلوا الى نقطة يسلح الامنية على مشارف صنعاء العاصمة وتنفس الثوار الصعداء لقد حققنا الهدف الاكبر من مسيرتنا السلمية وها نحن ندخل صنعاء عاصمتنا الحبيبة واوقف الجنود ورجال الامن في هذه النقطة الامنية قبائل ورجال ذمار وتعهدوا بأن يحموا المسيرة حتى تصل صنعاء بأمان، هنا تراجع القبائل وأبطال ذمار وعادوا ادراجهم

محطة الغدر "خدار" معاناة ابطال المسيرة في بلاد الروس وسنحان :

ولكن ماذا حدث بعد ذلك وصل الثوار الى منطقة قريبة من مدخل صنعاء منتصف الليل تقريبا وقررا المبيت حتى الفجر في منطقة يطلق عليها "خدار" تقع في "بلاد الروس وسنحان" كان المفروض والواجب والدين والارض والكرم والاخوة والقيم والاخلاق اليمنية ان يستقبل ابناء هذه المنطقة ثوار تعز ومن انضم اليهم من المحافظات والمدن التي مروا بها وايضا من جاء من ثوار صنعاء وانضم اليهم كما استقبلهم ابناء كل المناطق التي مروا بها بالحفاوة والترحاب وترديد الشعارات الثورية الحماسية، وهذا حال اليمني بكل مكان! وللأسف الشديد لقد ترك ابناء خدار الثوار في العراء يعانون شدة البرد والجوع والخوف والذل لقد قادوهم في بادئ الأمر ان يذهبوا الى اتجاه ليتناولوا طعام العشاء فتهافت الثوار الى المنطقة التي اشاروا اليهم بالتوجه اليها فارجعوهم الى مكان أخر وهكذا ذهابا وعودة عدة مرات ولكن الثوار ايقنوا انهم يتلاعبوا بهم فتوقفوا واستعدوا للمبيت جوعا في العراء، بعضا منهم ذهب الى مدرسة مغلقة الابواب فتسلق الشباب السور وفتحوها لتدخل النساء للراحة فقط وبعضهم دخل ما يشبه الجامع الصغير جدا وتزاحمواا فيه، بينما افترش الاغلبية العراء فكانوا يشعلون النار في بقايا الاوراق او الكراتين ليدفئوا ايديهم من شدة البرد وبعضهم كان يحفر حفرة صغير ليضع ارجله المتعبة والمنهكة والمنفخة والملتهبة من كثرة المشي وليدفئها من شدة البرد القارص ويشعر بالدفئ والبعض تجمعوا بداخل سيارة تكفي اربعة كانوا يحشروا انفسهم لتتسع لعشرة!! وغيرها وغيرها ولكن هيهات ان تنفع كل تلك العمليات المخترعة لتقيهم برودة الجو.. وبرودة عواطف اهالى تلك المنطقة التي خلت من كل معاني الانسانية! فاجتمع التعب والبرد والجوع والغدر في يومهم هذا الجمعة 23/12/2011م، واستمروا جميعهم هكذا دون ان يغمض لهم جفن.. ياللعار ماهذا الذي تسمعه اذني.. ومُقلتيًُي تذرف الدمع وقلبي يتمزق الما وكمدا.. وانا لا اصدق ما يحكيه الشباب والنساء والشيوخ والاطفال عما قاسوه وعانوه في هذه المنطقة" خدار" في بلاد الروس وسنحان" اين قبائل هذه المنطقة ورجالها وشيوخها ونسائها وهل سكانها يمنيون اقصد ينتمون لليمن؟ واخوانهم الثواريكابدون كل تلك المآسي في منطقتهم؟ اين شهامة وكرم ابناء ذمار والضالع والبيضاء ورداع؟ ومروءة ومحبة ابناء يريم وكتاب؟ وتعاطف وعشق وحب ابناء اب والقاعدة؟ وهنا ادرك الثائرون الصابرون الصامدون المتحدون كل الصعاب والمخاطر في مسيرة الحياة من كل المحافظات والمدن التي انضموا اليهم ان القادم سوف يكون اسوأ..ولكنها اهدافا رسمت وغايات خُطت ولن يتراجعوا وهم على بعد خطوات لتأكيد حلمهم الاكبر وتحقيق هدفهم الاسمى وهو بداية انتصار ثورتهم ومسيرتهم السلمية.. واستمروا يختصرون المسافات ويتحدون الألم النفسي مما عانوا وقاسوا في هذه المنطقة الغادرة البائسة والله لقد سجل التاريخ وخطت كلماته ما حدث لهم ولن ينسوه ولن ننسى نحن ايضا ولن تنسى الاجيال القادمة هذه المهزلة المخزية ونحن اليمنيون ابناء الكرم والجود نترك ضيوفا لنا قدموا الى منطقتنا من مسافات بعيدة ليصنعوا مجد وتاريخ اليمن الجديد لكل اليمنيين من اقصاه الى اقصاه، دون تقديم ابسط صور الضيافة والكرم اليمني، عندما تركوهم دون عشاء ومأوى وغطاء ياللعار.. ولكن هل يقلل كل ذلك من عزمهم لا والف لا!! فاستمرت مسيرتهم السلمية الراجلة حتى وصلت مشارف العاصمة صنعاء وهم متوجسين خيفة مما قد يحدث لهم فقد كانت البشائر في بلاد الروس وسنحان ممثلة بخدار!!! وفعلا ما ان وصلوا قرب معسكر السواد الاسود القلب واللسان حتى خرج العسكروالجنود المعبأون تعبئة خاطئة حاقدة يستقبلونهم بابغض الشتائم والسباب والتهديد والوعيد والمسيرة تواصل سيرها بكل عزم وقوة ايمان وهم يرددون الشعارات الثورية وكل ما يصلون منطقة اوشارع ينضم اليهم العديد من ابنائها الأحرار ويرددون معهم تلك الشعارت التي اذهلت الجميع حتى وصل عدد المشاركين فيها ما يقارب المليون وهنا وفي دار سلم في العاصمة صنعاء وصلت المسيرة وهلل الثوار وكبروا وهتفوا بنجاح هدفهم السامي وهو الوصول الى العاصمة الحبيبة صنعاء الساعة الحادية عشرة والنصف صباح يوم السبت الموافق 24/12/2011م.. وبعد هذا الانجاز والاعجاز.. لكم ان تتخيلوا مدى سعادتهم التي انستهم كل اوجاعهم وجوعهم ومعاناتهم الماضية وهم يشاهدون الثوار يتوافدون عليهم ويستقبلوهم من كل صنعاء ومن ساحة التغيير وحتى الصامتون ينضمون اليهم ويرددون شعاراتهم التي ارتجت لها اجواء صنعاء كلها وهم بهذه الفرحة العامرة تخترق اصوات الرصاص والبنادق وسيارات الامن المركزي والحرس الجمهوري بلباسهم الرسمي والمدني لتمزق وتفرق المسيرة وتكافأهم بالقتل والرش بالماء الوسخ الساخن والبارد والضرب بالهراوات والشتائم المخلة ويستشهد منهم اكثر من ثلاثة عشر شهيدا ومئات الجرحى والمصابين من الشباب والنساء والاطفال والشيوخ! هل هذا ما عاهدوا به قبائل ذمار الكرام والابطال بحماية المسيرة السلمية الراجلة هل هذه هي الرجولة التي يتمتع بها رجال الامن المركزي والحرس الجمهوري ام هو الخزي والعار والحقد الدفين الذي يحملونه في نفوسهم وعقولهم المريضة لهم ولمن امرهم بذلك.. ولكن الجميع يعرف من هو المكر ومن هو الخداع ومن يحمل في نفسه المريضة الضغائن لابناء اليمن الحبيب .. ويقتلهم منذ فبراير2011م ..ولن ينسى لهم التاريخ ذلك ابدا ما حيوا هم وابنائهم واحفادهم !!

المحطة الأخيرة تحقيق الحلم بالوصول الى ساحة التغيير بصنعاء :

  ومع كل ذلك حمل الثائرون الاحرار شهدائهم وجرحاهم وأحزانهم وواصلوا مسيرة الحياة السلمية الاسطورية الراجلة وبمن انضم اليهم من شرفاء واحرار اليمن حتى وصلوا ساحة التغيير بصنعاء ودخلوها من كل مداخلها وسط تصفيق وتهليل وتكبيراهتزت لها اجواء العاصمة الغالية صنعاء من اخوانهم واخواتهم الأحراروالحرائر وتوافد الثائرون دخول ساحة التغيير بدءً من الساعة الثامنة مساء وحتى الثانية عشرة ليلا وتحقق الهدف السامي والنبيل من هذه المسيرة السلمية الراجلة .

نقف فخرا لكم يا اشرافنا وننحني خجلا منكم يا ابطالنا :

وهنا لا استطيع القول لهؤلاء الابطال في مسيرة الحياة الاعجاز بعد كل ذلك الا ان نقبل رؤسكم وهاماتكم التي ستبقى مرفوعة عاليا فوق هامات السحب ما دام اليمن باقيا.. وننحني خجلا وفخرا لنقبل أقدامكم الشريفة الطاهرة التي قطعت كل تلك المسافات لتعلمنا وتعلم العالم كله أن باليمن شعبا عظيما وشبابا عظام يصنعون مجدا وتاريخا جديدا لليمن الجديد..هذا الشعب الذي غفل عنه العالم أجمع منذ أكثر من 33 عاما، ها هو اليوم يعلم العالم كله ويبني منهاجا علميا راقيا في القيم والاخلاق والصبر والصمود والتحدي والتضحيات والحب والرجولة في هذه الثورة السلمية، فهنيئا لك شعب اليمن كل ما تقدمه وتسطره من بطولات وانجازات في ثورة سلمية بيضاء نقية نقاء قلوبكم ياأحرار اليمن وثوارها. ورحم الله شهداء مسيرة الحياة الراجلة الاسطورية .

حقا انها خمسة ايام بطولية فريدة من نوعها يسجلها التاريخ الانساني الحديث لأبناء تعز الأحرار ولكل من شاركهم هذا الانجاز البطولي الرائع.. وحقا ثورة اليمن هي ثورة الإيمان والحكمة اليمانية .