حرب المسيّرات.. التكنولوجيا التي أعادت تشكيل وجه النزاعات العسكرية ملتقى الموظفين النازحين يتجه لمقاضاة الحكومة في حال عدم إستجابتها لمطالبهم ما الدول التي إذا زارها نتنياهو قد يتعرض فيها للإعتقال بعد قرار الجنائية الدولية؟ خالد الرويشان يتحدث عن تصرفات حوثية لن يتخيّلَها حتى الشيطان:عارٌ علينا أن نصمت اللواء العرادة يطالب المجتمع الدول بإتخاذ تدابير عاجلة تجفف منابع الدعم الخارجي للمليشيات مليشيات الحوثي تحول مدارس صنعاء إلى معسكرات تدريب للطلاب حزب الإصلاح يلتقي بعيدروس الزبيدي مركز مكافحة الإرهاب الأمريكي يتحدث عن نقاط ضعف الحوثيين القابلة للاستغلال وحقيقة قدرتهم على تحديد هوية السفن وتعقبها وضربها سلاسل بشرية بمدينة مأرب تضامنا مع الشعب الفلسطيني ودعما لقطاع غزة - صور وزير الخارجية يستقبل الرحالة اليمني منير الدهمي بالرياض
من ثنايا الجسد الجنوبي المثخن بالجراح, اطل مبدأ التصالح والتسامح كبارقة أطلقت روح الأمل بقدوم حاضر جنوبي مزدهر, وقد استبشر وما زال أبناء الجنوب ان يشكل التصالح والتسامح مرحلة جديدة يطوي بها أبناء الجنوب صفحات موجعة من التاريخ السياسي الحديث للجنوب اليمني, لينطلقوا الى المستقبل بثقة وأمل.
لسنا من المستسلمين لنظرية او شماعة المؤامرة, لكن المتتبع لزخم وتنوع التاريخ السياسي الحديث للجنوب اليمني, يجد نفسه في حيرة كبيرة حين يقارن التجربة السياسية الحديثة للجنوب, والوضع الحالي الرديء الذي يعانيه أبناء الجنوب في كافة المجالات, هذه الحيرة تغذي وبقوة شعور التعرض للمؤامرة, وأي كانت أسباب الوصول للحالة المزرية التي يعانيها أبناء الجنوب, سواء كانت وفق نظرية المؤامرة, أو لأخطاء قادة الجنوب السابقين, فان المؤلم حقا هو الاستمرار في حالة الإخفاق تلك والتي طال تحملها من أبناء الجنوب, وأصبح من العدل والحكمة تجاوزها بأي حل, سواء حل وحدوي او انفصالي او ما بينهما, ومن بريق روح التصالح والتسامح الجنوبي, ورغبة منا بالمساهمة في إنارة الدرب الجنوبي الشائك نود الإشارة إلى الشموع التالية:
الشمعة الأولى: أشعلها أبناء الشهداء حين شكلوا قبل ثلاث سنوات ملتقى أبناء شهداء أكتوبر, وبالرغم من الظروف الصعبة لؤلئك الأبناء, قدموا للجميع مثالا كنا نرجو وما زلنا ان يلتقطه القادة السياسيين للجنوب للبناء عليه, كون أبناء الشهداء هم أصحاب الكلمة الأعلى في مشروع التصالح والتسامح, وبمشروعهم العظيم تحول مبدأ التصالح والتسامح الى مشروع سياسي يجب ان يرويه القادة السياسيين للجنوب ليقطف ثماره كافة أبناء الجنوب.
الشمعة الثانية: قوة وازدهار الجنوب ليس مرهون بدرجة رئيسية بطبيعة الشكل السياسي الذي يحتويه, سواء كان شكل وحدوي او انفصالي او بينهما, لكنه مرتبط بالتفاف جميع او غالبية أبناءه حول مفهوم المصلحة الجنوبية, لذا فان المرحلة القادمة يجب ان تشهد ولادة كيان سياسي جديد يشكل الحامل السياسي لطموح أبناء الجنوب.
الشمعة الثالثة: يجب ان لا يتسلل اليأس إلى نفوس الجنوبيين جراء حالة التخبط والركود السياسي التي يعانون منها اليوم, وعلى مثقفي وسياسيي الجنوب خاصة واليمن عامة, ان يلعبوا دورا ايجابيا في الحيلولة دون وصول الجنوبيين لليأس التام, لان ذلك لا سمح الله سينعكس بسلبية كبيرة ليس فقط على الجنوب, بل على الجنوب والشمال والمنطقة عموما.
الشمعة الرابعة: يجب ان يتحول شعار التصالح والتسامح إلى برنامج جنوبي يشمل أنشطة مستمرة, ترسخ هذا المفهوم العظيم وتعكسه في نتائج سياسية و اجتماعية واقتصادية وثقافية يلمس كافة أبناء الجنوب ايجابيتها على الأرض.
الشمعة الخامسة: تكريس المفاهيم التي شكل غيابها عن قاموس العمل السياسي الجنوبي في الماضي الى النتائج السلبية التي نعانيها اليوم, من ابرز تلك المفاهيم ما يرتبط باحترام الرأي الأخر المخالف, وشطب مصطلحات التخوين من لغة الجنوبيين, وكذا تعزيز السلوك الديمقراطي ضمن كافة المكونات الجنوبية وخاصة مكونات الحراك الجنوبي, وخلق قنوات سياسية تتيح لجميع أبناء الجنوب عامة والحراك خاصة الوصول إلى مراكز اتخاذ القرار الجنوبي, فإذا كانت دكتاتورية الحكم قبل وبعد الوحدة قد أوصلت الجنوبيين إلى الحالة المزرية التي يعيشونها اليوم, فان دكتاتورية النضال ستوصلهم إلى ما هو أبشع من تلك الحالة.
الشمعة السادسة: بالرغم من تسليمنا بان الخارج أصبح عامل رئيسي في صناعة النتاج السياسي في الداخل المحلي, الا ان الانتظار لمشيئة الخارج ليس فيه أي صواب, فالخارج لا يسهم في صناعة أي بناء سياسي ما لم يكن الداخل المحلي قد أقام أعمدة ذلك البناء, فالعامل الخارجي هو عامل مساهم وليس صانع وهو عامل ثانوي وليس أساسي, لذا فمسؤولية أبناء الجنوب هي صناعة حالة سياسية على الأرض تجعل من العامل الخارجي أكثر فاعلية وتأثير باتجاه تبني ودعم المصلحة الجنوبية, بما ينسجم مع مصلحة الخارج والداخل.
والله من وراء القصد.