آخر الاخبار

مليشيا إيران المسلحة في العراق تعلن الاستسلام وتستعد لنزع سلاحها بعد تهديد واشنطن ترامب يهدد الصين بعقوبات غير مسبوقة قناة CNN الأمريكية تكشف موقف الإمارات والسعودية من اي عملية عسكرية برية لاقتلاع الحوثيين في اليمن ودور القوات الحكومية وتفاصيل الدعم .. عاجل مصادر دبلوماسية أمريكية: العملية البرية هي الكفيل بإنهاء سيطرة الحوثيين على ميناء الحديدة والعاصمة صنعاء اليمن تدعو الشركات الفرنسية للإستثمار في 4 قطاعات حيوية المقاتلات الأمربكية تدك منزل قيادي حوثي رفيع بالعاصمة صنعاء خلال إجتماع عدد من القيادات فيه الرئاسة اليمنية تدعو لتوحيد الصفوف لمعركة الخلاص من الحوثيين وتحدد ''ساعتها الحاسمة'' الإعلام الصحي يكشف بالأرقام عن خدمات مستشفيات مأرب خلال إجازة عيد الفطر المبارك العملة في مناطق الشرعية تسجل انهياراً كبيراً ورقماً قياسياً ''أسعار الصرف الآن'' من هي الموظفة المغربية الشجاعة التي كشفت تواطؤ الشركة التي تعمل بها ''مايكروسوفت'' مع الإحتلال الإسرائيلي؟ وماذا عملت؟

سوريا.. تغيير المنظومة الإقليمية وليس النظام المحلي!
بقلم/ رياض الأحمدي
نشر منذ: 13 سنة و شهرين
الأحد 05 فبراير-شباط 2012 01:20 م

إن أكبر طوفان يحتاج الشعوب والأمم عبر التاريخ، هو أنهم لا يشعرون بأهمية اللحظة التي يمرون بها إلا بعد مرورها، وما يحدث في سوريا اليوم يؤكد أن الشعوب العربية لم تتحرر بعد، بل إن ما حدث في عام من الربيع، لم يكن إلا خطوة في الطريق الطويل..

كيف تحررت الشعوب العربية، وتلك الدماء الآن تسيل دون أن نستطيع غير البكاء والكتابة.. أكبر الجرائم التاريخية ترتكبها إيران وأذرعها في المنطقة، ونحن نتفرج عليها في انتظار أن يتنزل النصر من السماء في قرطاس، وكأن المعركة هي معركة الشعب السوري وحده..

نحن أمام أكبر المآسي والمعارك التاريخية، وسوريا ذروة الربيع العربي إن انتصر الشعب، فإن الربيع العربي يكون قد حقق شيئاً، ما لم فإننا فقط نثبت للعالم كله أننا لم نكن ولم نعد، فقط تحركنا القنوات التلفزيونية وينتهي اهتمامنا فور انتقال الشاشة من حمص إلى تونس، ثم نذهب لممارسة حياتنا اليومية، كأننا نؤدي واجبنا فقط بالشعور والتضامن.. ولا نستطيع فعل شيء..

ماذا نقول لأبنائنا وأحفادنا وماذا سيكتب التاريخ؟ إننا لم نكن سوريين حتى نفعل شيئاً؟ لقد أثبتت الأحداث أننا تحررنا من المستعمر المحلي ولم نتحرر من الوصاية الدولية، ولو كان الثوار هم من يحكمون، فما الذي يمنعهم من الوصول إلى حمص؟ نحن لا نعترف بالحدود، نحن نعترف بأننا لم نزل تحت الاحتلال، وأن كل ما يحدث ليس ما نريد.. نعترف بأن الغرب الذي يدعم الثورة السورية إعلامياً، هو نفسه من جعلنا هولاء الذي لا نستطيع المرور إلى سوريا، ولا خوض "معركة القادسية" الجديدة، بصف واحد..

سوريا معركة أخرى، وما يجعل ثورتها مرحلة متقدمة من الربيع العربي، أو هي الطريق إلى باب جديد من التحولات، لا يشبه كثيراً ما حدث في مصر وتونس واليمن وليبيا، أنها ثورة وجدت نفسها في مهمة إسقاط منظومة إقليمية معقدة وليس ديكتاتورا محلياً فقط كما حدث في مصر وليببيا واليمن.. فسوريا هي قلب الوجع العربي الذي يؤدي الوقوف عليه إلى انفجار ألغام منظومة الصراع الإقليمي والدولي، تلك المرتبطة ارتباطاً مباشراً باحتلال العراق وفلسطين.. وفي سوريا عشرات الآلاف من القتلة المحترفين الذين تدربوا على قتل الشعب العراقي في السنوات الماضية، وفي سوريا القوى الغربية ليست جادة أبداً بالوقوف ضد القتل..

في سوريا، إيران.. المعركة القديمة الحديثة للعرب، حيث النظام الاستبدادي الكهنوتي الذي ولد قبل 3 عقود، متخفياً بتسمية إسلامية وثوب طائفي، لجسد آخر تماماً، يخالف معتقدات عموم المسلمين، ويعلن العداء لأمريكا وإسرائيل، لكنه قضى أغلب عمره في الحرب على العرب والمسلمين، وقتل الملايين منهم، ولم يخض أي معركة مع إسرائيل، إلا كما فعلت أذرعه الحوثية في اليمن من قتل لليمنيين على أنهم جنود لأمريكاً وإسرائيل، أو كما فعل ذراعه المسلح في لبنان – حزب الله – من معركة وهمية دمرت البنى التحيتة للبنان ووسعت من سيطرة حزب الله، وعملت على التمويه والتشويش الإعلامي على مجازر الإبادة الجماعية التي ترتكبها مليشيات إيران في العراق.. والآن يشارك حزب الله (المقاوم) في قتل شعب مسلم يصل عدد سكانه إلى 20 مليون مسلم بمساندة ميليشيات الإبادة الجماعية القادمة من العراق، كل هذا بالإضافة آلة القتل الرسمية والنظام الإجرامي الأكبر في الوطن العربي..

نظام الملالي في إيران يعيش أصعب مراحله، بين خيارين "أحلامهما مرُ"، حيث معركة إسقاط القناع، التي وضعته في المواجهة المباشرة مع العرب، شعوباً وربيعاً، ولم يعد لباسها الإسلامي في مواجهة العلمانية أو القومية، بل أصبح وجها لوجه مع الحركات الإسلامية ومختلف المكونات العربية والإسلامية والعالمية الحرة.. فسوريا الاختبار الكبير، وضع إيران بالموقف الحرج وعليها أن تختار بين أن تسلم سوريا لأهلها، مقابل حفظ نفسها ما أمكن، أو أن تستمر في قتل الشعب السوري عن طريق عصابة بشار الأسد وحسن نصر الله وتقبل بالنتائج.. فهي ليست معركة مع السعودية ولا مع الخليج وحده، بل أصبحت معركة الخليج بالإضافة دول الربيع العربي وعلى رأسها مصر بعد تشكل النظام الجديد، وكذلك معركة العالم الحر أجمع..

على جميع القوى العربية والحركات الإسلامية بوجه أخص والعالم جميعاً أن يدركوا أهمية التحولات التي تجري هناك، ليس معقولاً ولا ممكناً أن يظل ذلك الإجرام، يجب أن تتحرك الشعوب العربية وتبدأ بمسيرات واعتصامات يومية ضد إيران، يجب أن تشتعل الثورة السورية في جميع المدن العربية، لتغيير قواعد اللعبة العالمية، ولا يستطيع حينها الغرب الوقوف هذا الموقف غير الفاعل..

يجب تصعيد الضغوط والثورة ضد أذرع إيران في جميع الدول العربية، وعلى رأسها في اليمن.. يجب أن تثور صنعاء ضد بشار كما لو أنها تثور ضد صالح، وتتحرك القاهرة كما لو أنها تريد إسقاط مبارك، سوف يختلف الموقف العالمي حينها.. وسوف تشعر إيران بأنها في مواجهة الجميع ويكون العرب قد قاموا بأقل ما يمكن..