جثث تنظر توجيهات الرئاسة
بقلم/ أحمد عايض
نشر منذ: 17 سنة و 8 أشهر و يوم واحد
الجمعة 23 مارس - آذار 2007 04:25 م

مأرب برس – خاص

  لم أكن أتصور أن قيمة ألإنسان اليمني تصل إلى مستوى من الرخص والمهانة والاستهتار, هذه المهانة التي جعلت من أبناء اليمن رخاص القيمة في نظر الدول وألا فراد ويرجع السبب في ذالك إلى حكومتنا الرشيدة التي أسقطت من حساباتها كل معني الحرية والكرامة للإنسان اليمني حتى أصبح عرض ومال وجثث اليمنيين لا تساوي شيئا .

لا يمر علينا يوم إلا وتكشف الصحافة عن عجائب من الممارسات اللا إنسانية ومن ألانتهاكات التي تجعلنا نخجل يوم أن نتحدث في اليمن أمام العالم عن معاني الديمقراطية وحقوق ألإنسان .

 ترى هل نجد احتراما للسجناء في سجونهم... وتاريخ السجون المظلم مليء بالمعاناة التي لا نجدها إلا في بلاد الديكتاتوريات., لم تسلم حتى النساء في سجونهن بل وصل ألأمر إلى مستوى العرض " أنسية الشعيبي مثالا " وشايف " السجين الشاب الذي ذاق من العذاب ما لا يتصوره أحد كما تحدث هو عن نفسه في أحد رسائله لأهلة .

جرائم قد لا تحضرني حاليا لكنها تتصارع في مخيلتي لتلك ألأشلاء التي نحتها الظلم وعدم احترام هذا الجنس من البشر على أرض اليمن .

ما ألمني كثيرا هو جثة الشاب اليمني " القدسي " بغض الطرف عن سوابقه أن كانت له سوابق فقد أفضى إلى ما أفضى إلية وانتقل إلى ربة , لكن عندما تظل تلك الجثة لأكثر من " شهر " في أحد ثلاجات روسيا وحكومتنا الرشيدة نائمة على أذانها وغارقة حتى النخاع , لم تفكر سواء عن طريق سفيرها المبجل في موسكو أو الخارجية اليمنية بصنعاء أن عليها مسئولية وطنية ودينية في نفس الوقت .

حقا أنه مؤلم ومخزي أن تعجز دوله " بطولها وعرضها " تنفق المليارات حاليا في ألاقتتال الداخلي في " حرب صعدة " ومن هناك يطل علينا صاحب السمو اليمني " عبد الوهاب الروحاني " ويقول أنه لا يوجد لديه ميزانية لترحيل جثة القدسي بل والأدهى أنهم تواصلوا مع أهل الشاب في اليمن وطالبوهم بمبالغ مالية حتى يتم الترحيل وإلا فسيضل جثة مرمية في أصقاع روسيا .

أنه لولا تدخلات الرئاسة والجهود ألأخيرة التي بذلت من وزير الخارجية لترحيل الجثة إلى اليمن لكان القدسي سيرمى يوما من الأيام في أي مرمي من مرمي النفايات الروسية لأنه من المستحيل أن يبقى هناك طويلا.

ألا تكشف هذه الحادثة مدى التخبط التي تعيشه الحكومة الرشيدة وعجزها في إرجاع جثة يمني حتى تتدخل رئاسة الجمهورية , هل وصل الفشل والفوضى والتخبط في مؤسستنا الحكومية إلى هذا المستوى .

تلفون خاص يرن في السفارة اليمنية بموسكو يوجه بترحيل الجثة " فتكون ألإجابة سمعنا وأطعنا " شكرا للرئاسة والرئيس , لكن متى سنرى دولة مؤسسات تعرف ما لها وما عليها ...أم أننا سننتضر كل فقير أو مسكين يموت خارج اليمن حتى تأتي توجيهات رئاسية بعودة تلك الجثة إلى اليمن .

وأعجباه في أي زمن نحن وفي أي نفق نسير , ضاعت الكرامة وسقطت المسئولية من نظر القائمين عليها ولم يعودوا ينظروا سوى بمنظار خاص وعدم التحرك في أطار صلاحياتهم ومسئولياتهم إلا لذواتهم .

إذا كانت إسرائيل تتابع وتلاحق حزب الله حتى اللحظة في جثث قتلاها منذ سنوات طوال ولم يهدأ لها بال حتى تستلم جثث " مقاتليها " وهم يهود فما بالك أن يكون ذالك الإنسان مسلما ومؤمنا بالله رب العاملين .

أنه عندما تغيب رؤيته المسئول وشعوره النابض عن مسئوليته تجاه الآخرين فإن النتيجة هي عبارة عن مهزلة " مضحكة ومبكية في نفس الوقت " .

ملفات عالمية حتى اللحظة بين دول عدة ودعاوي ومحاكمات بشأن الجثث والبحث عن هوياتها وأصحابها

بل ويدفع في سبيل ذالك مئات الآلف من الدولارات حتى تسترجع تلك الدول رفات قتلاها .

ونظرا لما للجثة من قداسة في ديننا الإسلامي فقد أكد لنا ألإسلام أن أكرام الجثة دفنها والتسريع بها , ووصلت العلاقات البشرية في احترام الجثة أن صنعت لمن جهلت هوياتهم في ميادين الحروب ما يسمى " نصب الجندي المجهول " يزار في المناسبات الرسمية والوطنية وتقرع الطبول وأن كانت لا تسمع من شيئ لأنها عبارة عن أنصاب " نصبت للذكرى الخالدة .

لكن في زمن انعدمت فيه احترام بشريه ألإنسان " لا حيا ولا ميتا " فهنا تكون العربدة بكل معانيها وقيمها الكريهه التي تنبض بها قلوب من ماتت قلوبهم و نزعت منها الرحمة والنخوة والرجولة في نفس الوقت .

لماذا كل هذا التواكل والتهرب من جثة يمني كان بعيدا عن أهلة ووطنه وتحميل كل طرف مسئولية العودة بتلك الجثة , نحن نعلم أن هناك شخصيات نافذة في البلد تحرك لها طائرات خاصة للعلاج في حال مرضها وطائرات أخرى للعودة واستقبال رسمي وبعث البرقيات بالسلامة وغيرها من البروتوكولات المتبعة .

نحن لا نريد من حكومتنا الراااااااااائعه التي وعدتنا بـ" اليمن جديد والمستقبل ألأفضل " سوى احترامنا أمواتا لأنه تأكد لنا أنه لا احترام ولا تقدير لنا ونحن على قيد الحياة لأننا نذوق الموت أصنافا وأشكالا بل أصبح مذاقه مرا وأحينا نكون قد تعودنا علية .

 أن صاحب القلب الحي ليعلم معنى الحياة بكرامة الإحياء , لأن حياة الحرية لها مقياسها ومقاسها الخاص لمن يبحثون عنها .