فيدرالية باسندوه وبرودة وزراء الوفاق
بقلم/ مصطفى راجح
نشر منذ: 12 سنة و 8 أشهر و 12 يوماً
الإثنين 12 مارس - آذار 2012 03:43 م

أفضل خدمه يقدمها لليمن السيد محمد سالم باسندوه هي أن يقوم بدوره لإدارة حكومته بفعالية لإنجاز المهام الجسيمه التي تنتصب أمامها وتحديداً توحيد الجيش وخدمات الأمن والكهرباء والماء ، وقبل ذلك وأهم منه أن تكون بالفعل حكومة سيدة قرارها وأن لا تنتظر السفراء الأجانب لكي يتخذوا القرارات نيابة عنها

هاذه مهام الحكومه وأداءها بفعاليه وحزم يخدم البلد أفضل من المقترحات الاستباقيه كالتي أتحفنا بها باسندوة حول الفيدراليه التي يفضلها ، والانفصال الذي أفادنا بانه سيكون حاضراً فوق طاولة الحوار !

كانت مقابلة السياسي العتيد تتجاور على أحد المواقع الأخباريه مع صورة لسبعين أسيراً من الجيش اليمني مذلين مهانين تحت رحمة عناصر " الارهاب " الغامض .

الرجل يفكر بذهنية صاحب المنتدى السياسي كل أربعاء أكثر من تفكيره باهتمام المسؤول الأول في الحكومه وقلقه ومتابعته لما يحدث

لدينا معطيات مربكه على الأرض تعمل كمعرقل للحوار ابتداءاً من بقاء الجيش منقسماً وبعيداً الى حد كبير عن سلطة الدوله وكذلك الاجهزه الأمنيه وتصاعد الارهاب وغموض أسراره ، وبإمكان باسندوه وحكومته أن يكرسوا جهودهم في هذه المعطيات ويدعوا الاطراف السياسيه تمهد للحوار بهدوء في ألمانيا.. أما أن يخرج علينا رئيس حكومة التوافق بفرقعات عن تأييده للفيدراليه فكان ينبغي أن يهدأ قليلاً ويحتفظ بها كرأي شخصي ، لأنه الراعي الأول للحوار والمعني بالتحضير له ومثل هكذا سقف مبدأي لا ينبغي أن يصدر منه كما أنه لا يساعد في الدفع بجهود إنجاح الحوار

الإعلان عن حضور بند الانفصال في الحوار مخالف للآلية المزمنه التي نصت على حل القضيه الجنوبيه بما يحفظ لليمن وحدته وأمنه وإستقراره . والاعلان عن موقف مسبق من الفيدراليه يعني أنه سقف الحكومه المبدأي ويعبر أيظاً عن موقف المجلس الوطني لقوى الثورة ، السقف المبدأي المطروح في مفتتح طاولة الحوار وليس كنتيجة نهائيه توافق عليها المتحاورون فهل هذا فعلاً موقف هذه الأطراف وعرضها الإفتتاحي لمزاد التفاوض حول اليمن والبحث عن صيغة دولته القادمه ؟؟

وهل استسهال مثل هكذا تصريحات علنيه يخدم فعلاً التمهيد لمؤتمر الحوار الوطني ؟

ذهب الدكتور ياسين وعبالوهاب الآنسي للمشاركة في لقاء تمهيدي للحوار بألمانيا ومع ذلك صرح الناطق باسم المشترك انهما لم يشاركا باسم المشترك ، ومع أن كلاً منهما يشغل موقع الأمين العام في حزبه ،أهم حزبين في المشترك ، الا أن الحصافة أقتضت الاحجام عن اطلاق التصريحات والاحجام عن قذف البالونات في الهواء

لا زال رئيس الحكومة ووزرائه المعنيون عاجزين عن تعيين رئيس تحرير لصحيفة رسميه إستقال اصلاً رئيس تحريرها ، ولا زالت الحكومه مرعوبه من ثورة المؤسسات واحتجاجات منتسبيها ، وفي نفس الوقت عاجزه عن اتخاذ قرارات حتى في مؤسسات شغر الموقع الأول فيها بالاستقالة كالتوجيه المعنوي أو باعلان الاستقالة كما فعل عمر الأرحبي ووزعها على الإعلام بينما وزارة النفط تنفي الاستقاله ، الوزارة لم تكلف نفسها عناء الاهتمام باحتجاجات الموظفين والاعتداءات التي يتعرضون لها لانهاء احتجاجاتهم

كيف تصل ديمقراطية الحكومة التوافقيه الى درجة نشاهد فيها يومياً مسيرات ومهرجانات ترفع العلم الشطري وتطالب بانهاء الاحتلال اليمني للجنوب العربي بينما عجزت الحكومة ووزارتا دفاعها وداخليتها عن حماية مقرات اللجان الانتخابيه في عدن وتقاعست عن تأمين مسيرات الناخبين هناك باتجاه اللجان للادلاء بأصواتهم وتركت المسلحين يتجولون ويرعبون ويقتحمون كما يحلو لهم ؟؟

"البقايا " موجودون غير أن ذلك لا يكفي كمبرر لبرودة الحكومة وخمول وزير داخليتها الذي لا يريد أن يكلف نفسه حتى عناء الانفعال !! هو مرتاح هكذا باحتلال واجهة الشاشة كوزير للداخلية ومواصلة العمل بوتيرة المديرفي الانتربول وما يتسم به المرفق ومديره أيظاً من رتابة وخمول ، واذا حدث واشتعلت الحرائق هنا وهناك فلديه شماعة " البقايا " وهي كبيرة الحجم ومتفرعه وبإمكانها أن تتسع لدور البقايا وتقصير وزراء التوافق وانشغال رئيس الحكومة بالمقترحات السياسيه ، وتتسع أيظاً لتردد الرئيس عبدربه منصور هادي ذات نفسه

أكثر من مرة كرر رئيس الحكومة أنهم حقنوا دماء اليمنيين بالمبادرة وآليتها . غير أن دماء اليمنيين سالت بغزارة في أبين وحضرموت وفي عدن يوم الانتخابات . هذه دماء تستحق الاستنفار والقلق والغضب والانشغال في ملف الأمن بويترة أكبر بدل الاسترخاء في مقترحات الساسة وتنظيرات النخبة السياسيه المنفصلة عن الشعب ومعاناته اليوميه .. النخبة التي أقامت زمناً طويلاَ في زاوية رد الفعل وفقدت القدرة على الفعل واتخاذ زمام المبادرة قبل أن يعيدها شباب الثورة بتضحياتهم الى الواجهة وكراسي الوزارات . تضحيات الشباب الذي أعتصموا وأفترشوا الشوارع ومازالوا وواجهوا الآلة المتوحشه للنظام حين كان نظاماً وليس مجرد بقايا !

  هذه التضحيات هي التي أزاحت علي صالح من الرئاسه ووضعت النظام على محك السقوط .

وتضحيات الشباب نفسها هي من أخرج النخبة السياسية من ممارسة السياسة في المداكي والغرف المغلقة الى ممارستها كفعل عام وسط تيار الثورة الجارف وهي نقلة يبدو أنها أكبرمن النخبه التي أستمرأت ممارسة السياسه كاسطوانه ممله ومشروخه في الهامش بعيداً عن الفضاء العام والمجتمع وقضاياه وأولوياته

يقولون أنهم حقنوا دماء اليمنيين بينما الأصابع مازالت مشدوده على الزناد وستطلق نيرانها لو تجاوز الشباب خط الزبيري للمطالبة بتنفيذ الساسه لاستحقاقات التغيير بسقفه الواطي كما ورد في المبادرة وآليتها

قبل الشباب وساحات الثورة السلميه بالمسار السياسي واحتملوا الألم والتضحيات الجسيمة ونزلوا من علياء حلمهم الى مستوى قامة الساسه وحاذوهم كتفاً لكتف على وعد أن التغيير بعد 21 فبراير سيكون بقرارات جمهوريه حقناً لدماء اليمنيين من خيارات الزحف والحسم !!

غير أن أجندة قرارات التغيير ترنحت بعد القرار الأول " مقولة " في وادي دوفس و"الثورة " مختطفه في الجراف ، والرز والدجاج معروضان في التحرير والأبناء يترأسون جيوش وأجهزة أمنيه والأفق ملبد بالغيوم والقاعدة ، ومسيرات الانفصال خرجت من الزوايا الضيقه في ردفان والضالع الى الأضواء المرتبه والرعاية التامة في ساحات عدن وحضرموت ، والحكومة تشاهد كل هذه البانوراما الكارثية باسترخاء وأعصاب بارده ، بل ولدى رئيسها من الإطمئنان ما يكفي للقفز فوق برنامج الآليية المزمنه المتعثر كبرنامج تغيير للمرحلة الانتقاليه ، القفز الى البند الوحيد في الآلية الذي يختص برسم مسار اليمن لما بعد الفترة الانتقاليه

يقولون أنهم لم يبيعوا الثورة السلمية ، وانهم بصدد تنفيذ أجندتها التغييريه سياسياً ، بينما الواقع يقول أنهم مترددون وبلا عزيمه ومتقاعسون ، ...... وربما يفضلون الهروب من الفشل والعجز أمام تحديات الواقع ال أم الكبائر : بيع اليمن وليس فقط شبهات بيع ثورتها !