قرارات حاسمة من أردوغان بشأن بعض الفصائل السورية .. لا مكان للمنظمات الإرهابية في سوريا وضرورة استقرار البلاد عم عبدالملك الحوثي يعترف بالوضع الحرج الذي تعيشه قيادات الصف الاول ويحذر من مصير بشار الأسد العالم مدهوشا ... الكشف عن مقبرة جماعية تحوي 100 ألف جثة على الأقل بسوريا دولة عظمى ترسل أسطولاً بحرياً جديداً إلى خليج عدن لحماية سفنها التجارية لوكمان يتربع على عرش الكرة الافريقية أول تحرك عاجل للبنك المركز السوري لكبح انهيار الليرة منظمة الصحة العالمية تعلن للعالم.. الأوضاع شمال قطاع غزة مروعة أردوغان يكشف عن الدولة الوحيدة في العالم التي هزمت داعش على الأرض عاجل إجتماع رفيع المستوى مع سفراء مجموعة بي 3+ 2 وبحضور كافة أعضاء مجلس القيادة الرئاسي قيمتها 4 ملايين دولار.. ضبط كميات كبيرة من المخدرات كانت في طريقها لمناطق الحوثيين
آلة الغدر والبطش والقتل في أمريكا تحصد أرواح شباب اليمن دون هوادة او أدنى رحمة , شباب وفتية في عمر الزهور رحلوا إما مع أهاليهم او فرادى طلبا للحياة الكريمة التي لم تتوفر في اليمن , وبحثا عن الرزق والعيش الكريم , يكافحون ليل نهار بعرق جبينهم , ويجاهدون الغربة ومرارة البعد ويتكبدون معاناة السفر لتحصدهم رصاصات الغدر دون رحمة, تابعنا خلال الاسبوع المنصرم الحادثة الأليمة التي راح ضحيتها ثلاثة شبان يمنيين في عمر الزهور في إحدى المراكز التجارية في ولاية نورث كارولينا حين اقتحم مسلحون متجرهوستل مارت في مدينة فرام فيلا في ولاية نورث كارولينا.
وليست هذه الفاجعة الأليمة الأولى التي يتعرض لها الشباب اليمني المغترب في الولايات المتحدة الأمريكية تحديدا , فقد سبقتها حوادث مماثلة لعدد كبير من الضحايا و المغتربين اليمنيين إما قتلا او إختطافاً او إحراقا , ولكنها أصبحت في الفترة الأخيرة ومع تزايدها وتنامي معدل وقوعها تمثل خطرا حقيقيا , وظاهره وبائية متفشية في الوسط الأمريكي اليمني المهاجر , مما خلقت نوعا من عدم الارتياح لدى الأوساط المهاجرة والجاليات اليمنية في الخارج , وترتب عليها الكثير من القلق لدى كثير من الأسر في الداخل وهم يرون ان أقاربهم وذويهم يواجهون خطر الموت المحدق بهم من كل جانب دون أدنى توجه رسمي عبر وسائل الإعلام والقنوات السياسية والإعلامية الرسمية , او شعبي عبر المنظمات المدنية والإنسانية وجمعيات حقوق الإنسان التي تزخر بها اليمن , او حتى عبر وزارة المغتربين التي لم نسمع منها أية إدانه داخليه اومتابعة للقضية , او حتى بيان مقتضب تشجب فيه هذه الأعمال وتستنكرها , بل وصلت الى حد كبير من الإهمال وعدم المطالبه بالقبض على الجناة وملاحقة المتهمين وتقديمهم للعدالة حتى ينالوا قصاصهم العادل.
وحين تناقلت وسائل الإعلام الأمريكية والدولية هذه الفاجعة الشنيعة والمصاب الجلل بشكل كبير بمختلف اللغات نأت وسائل الإعلام اليمنية جانبا سواء على المستوى الإعلامي الفضائي او حتى على المستوى الصحفي والإخباري , وان ذكر الخبر تناقلتة بعض المواقع بحياء وخجل كبير, دون إعطاءه حقه وفرضه ك ’’ قضية رأي عام ’’ يتطلب النظر إليها بجدية وحزم والوصول بها الى إجراءات حاسمة ومطالبة الجهات الحكومية بالتحرك الفوري والجاد في هذا الشأن , ومطالبة الخارجية الأمريكية بالبحث والتحري والقبض على الجناه وتقديمهم للعدالة , والمعاملة بالمثل كما هي أمريكا وهذا حالها حريصة كل الحرص على سلامة مواطنيها والبحث والتحري عن شؤونهم في مختلف أقطار العالم , وإرسال لجان تحقيق رسمية وخاصة لمتابعة قضاياهم , نرى اليمن متغافله كليا عن المغترب والمواطن اليمني في الخارج , في ظل المعاملات القاسية التي يتلقاها في اكثر الدول كونه يمنيا مهملا ومنسيا في قاموس الإنسانية , وفي منظومة المجتمع المدني المتحضر , وفي مثل هذه الحالات لا عزآء لأهالي الضحايا الا البكآء بدموع حارقة و استقبال جثامين قتلاهم دون معرفة الأسباب ودوافع القتل البشعة التي تعرض لها أكثر الشباب في الخارج خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية راعية الديموقراطية العالمية وحامية حقوق الإنسان , وأكثر القضايا في مثل هكذا حالات إما تقيد ضد مجهول او تؤرشف حتى إشعار آخر , لان السياسات العالمية الكبرى تعكس مدى صورة السياسه الخارجية اليمنية , ومدى عدم احترام الأنظمة العالمية في تعاملها مع اليمن كبلد فاشل وغير قادرا على النهوض وحماية مواطنيه , وصارت دماء ابنآء الوطن رخيصه جدا في ميزان السياسة الخارجية وتعامل الدول مع اليمن.
ما حصل في ولاية نورث كارولينا جريمة إنسانية بشعه يندى لها الجبين العالمي والإنساني المتحضر, ويضع المجتمع اليمني والسياسه اليمنية امام اختبار حقيقي و وقفة جادة وصادقة في التعامل مع مختلف قضايا المغترب اليمني في الخارج , ويفتح الباب على مصراعيه أمام أكثر القضايا الوطنية العالقة فيما يخص المغترب وشؤون المغتربين اليمنيين في الخارج , في غياب المنظمات المدنية والرسمية الراعية والخاصة في هذا الشأن , وتصنع من مفهوم الاغتراب الوطني قضية وطن ورأي عام يجب الوقوف عليها بجدية تامة ودراستها بإمعان شديد ومتابعة أحوال وشؤون المغتربين وحل قضاياهم , فليس الانتماء لهذا الوطن محصورا رسميا في الحصول على الجواز الأزرق والاسم والهوية فقط , خاصة أمام ما يلعبه المغتربون من دور وطني رائد في الاستثمار ودخول العملة الصعبة ودعم الاقتصاد الوطني .
ولما يتمتع به المواطن اليمني في الخارج من حسن السلوك والامانه والمصداقية العالية والروح السمحه السامية , جعلت منه سفيرا للجمهورية وحاملا لمشعل القيم الأصيلة لليمن الحضاري في مختلف دول العالم , وهذا ما تجلى واضحا في الحادثة الآنفة الذكر وكيف عبّر أهالي المنطقة التي تمت فيها الجريمة الغادرة , وهم يمتدحون الفتية حيث كانوا في المرحلة الثانوية للدراسة وتمتعوا بحسن خلق وسيرة حسنة في الأوساط الطلابيه يعتبر بحد ذاته مدعاة للفخر والألم معا , ان نرى هذه الكوكبة الرائعه من الشباب اليمني في المهجر وهي تعكس سمو الإنسانية اليمنية والأخلاق العالية , وتواجه قوة بطش اللصوص وسطوة قطاع الطرق وحيدة , وتتقاسمها رصاصات الغدر دون رحمة , وتُقتل زهور شبابها على قارعة الطرقات وفي مقار عملها بسبب أطماع وأحقاد طاغية , و دون ادنى متابعة أو التفاف من الداخل اليمني.
وجرائم القتل في الولايات المتحدة الأمريكية لا تستثني أحدا فقد وصلت حسب آخر الدرسات والتقارير ان امريكا تمثل اعلى معدل لجرائم القتل في العالم ففي كل 23 دقيقه يوجد جريمة قتل , كان النصيب الأكبر منها ما يخص الجاليات العربية المقيمة هناك , وعليه اذا لم تكن هناك نظره جادة وصادقة تجاه المغترب اليمني ومتابعة أحواله وشؤونه والنظر الى قضاياه والمسارعة في حلها والتوجه السياسي والشعبي الى مثل هكذا قضايا سيصبح الوطن بعدها خاليا من مفاهيم الولآء والانتماء وسيفقد يوما بعد يوم الكثير من ثقة أبنآءه في الخارج , ونتمنى ان تجد اكثر القضايا العالقة حلا , ونطالب الخارجية اليمنية والجهات المسؤولة القيام بواجبها على أحسن وجه , و بسرعة التوجه الرسمي لمطالبة الجانب الأمريكي بملاحقة الجناة وتقديمهم للعدالة , والاهتمام أكثر بالمواطن اليمني وحفظ حقوقه تفادياً لتجنب وقوع الكثير من الضحايا.