سقطت بغداد أم سقط العرب؟
بقلم/ كاتبة صحفية/سامية الأغبري
نشر منذ: 17 سنة و 7 أشهر و 11 يوماً
الثلاثاء 10 إبريل-نيسان 2007 08:32 م

مأرب برس – خاص

هي ذكرى حزينة نعيشها اليوم. حزن لازال مستمرا منذ ان سقطت بغداد بيد الاحتلال الأمريكي الحزن هو الحزن والألم هو الألم والجراحات نفسها وكان السقوط كان اليوم لا منذ سنوات أربع ... دموع الملايين من الأحرار ذرفت لأجل مدينة السلام , التي سقطت بيد طغاة العصر بوش وبلير ومن والاهما..

بغداد اليوم حزينة ترتدي ثوب الأسى منذ سنوات لا احد يمسح دمعها او يواسها.. بغداد ثكلى فقدت أبناءه
ا.. ليلها لاينتهي ,هي جرحنا النازف الذي لا يندمل.. بغداد دماءُ تسفك, وأعراضاً تنتهك وثروةُ تنهب..ساحة لعصابات الغدر والإجرام تخطف وتعذب وتقتل.. بغداد تسبح كل يوم في بحر من الدماء..

فمتى ينجلي ليلها ويأتي الإصباح متى يكفكف دمعها وتخلع عنها رداء الحزن وترتدي ثوب الفرح كما كانت؟ متى يأذن لها صناع القرار بالفرح؟ الى ما قبل أربع سنوات كان العراق قبلة العلماء..وحضن دافئ لكل العرب شامي ومغربي خليجي ويمني لا فرق بينهم فهم في وطن كل العرب , اليوم يقتتل فيه الإخوة وأصبح ساحة لتصفية الحسابات , لا يأمن فيه صاحب الدار فكيف بالضيف القادم من فلسطين المحتلة, فرق بين عراق اليوم وعراق الأمس....عراق صدام وعراق الاحتلال وعملائه!! ما بني خلال ثلاثين عاما دمره الاحتلال بغمضة حين !

آهٍ بغداد ما أقسى ظلم الأقربون لولاهم لكنت كما أنت دوما شموخ وصمود امة العرب.. قلعة الكبرياء , ورمز العزة ,لولا الخونة من الأقربين ماغرقت ببحر من دماء فلذات كبدك

بغداد لانعرف نهارك من ليلك .. فأبناؤك لايفرقون في قتالهم بين اخ وصديق وعدو.. "الكل هنا عدو الكل" وكل في الموت سواء بغداد ماتت فيك أحلام الصغار وأماني الكبار , حين قرروا ان الحرية لاتأتي إلا على ظهر دبابة أمريكية ,فدفع العراق ثمنا باهظا لوهم أسمه الحرية,نسى أو تناسى العراقيون انه لايمكن لمحتل أن يأتي بالحرية!!

أرأيتم الحرية التي والديمقراطية التي سلمتم بلدكم للمحتل من اجلها؟ حرية القتل والتدمير والسلب والنهب والإذلال.. لقد كان الثمن باهظا ,ثمن حرية زائفة.. ثمن من الدم والأرض والعرض العراقي فتبا لديمقراطية أتى بها الصهيوني المجرم بوش وتابعه توني بلير, وتبا لأشباه الرجال من امة العرب يرون وطنهم بنسائه وأطفاله ورجاله يغتصب وهم راضون كل الرضا عما يجري وعن ذلك الدور القبيح الذي قامت به الولايات المتحدة لإذلال إخوتهم وأخواتهم في بيوتهم ومعتقلات الاحتلال وسجون الداخلية .. وهنا لا نبرئ الأنظمة العربية العميلة الخائنة مما يحدث في العراق , فبعضهم من فتح أراضيه لضربه ومنهم تغاضى عن ذلك ومنهم من تفاوض مع المحتل لإسقاط نظام صدام الذي يهددهم فكلهم في سلة الخيانة لافرق بينهم!

انظروا الى النموذج الديمقراطي الذي كان بوش سيفتخر به !! كل يوم دماء جثث ممزقة أشلاء, فلتنعموا ببقايا وطن كان ذات يوم إسمه العراق ولترقصوا ولتفرحوا على أشلائه الممزقة من كردستان الى الموصل الى كركوك الى بغداد والبصرة , عيشوا بأوطانكم التي كانت وطنا واحدا الحرية التي وعد كم بها هولاكو ليست هي الحرية وبدا لكم ذلك جليا , وما يحدث اليوم لايحتاج الى تفسير ؟! ان من يعشق الحرية ويضحى لأجلها هم اؤلئك المقاومون المرابطون على ارض العراق في ساح الوغى , المدافعين عما تبقى من شرف وعزة وكرامة هذه الأمة, المدافعين عن الاعراض التي تنتهك بيد من يفترض بهم حمايتها من القوات النظامية العراقية والقوات الأمريكية المحررة.

في مثل هذا اليوم عم الحزن العالم ..سقطت بغداد أم سقط العرب ؟ لقد كان السقوط الحقيقيوحدها,جميعهم وليست بغداد وحدها , بغداد حين سقطت.. فإنها سقطت بخيانة أحفاد ابن العلقمي الذين فتحوا أبوابها للمحتل وهاهو التاريخ يكرر نفسه, قلناها مرارا وتكرارا لن نغفر ولن نسامح , لن ينسى اليتامى والأرامل والثكالى , نحن امة نقرا ونعي ولا ننسى !!ولن يكون التاريخ رحيما ومتسامحا فكم قد رمى في مزبلته من ظنوا يوما انهم من ُصناعه إليكم أيها العملاء والخونة : لا تظنون إنكم صنعتم التاريخ بخيانتكم فليس فيكم قائد كناصر العرب ولا كأسدهم صدام حسين , والخونة ما يذكرهم التاريخ على هامشه والا ويلعنون والعظماء يمجدون فهل من يعلنه التاريخ كمن يمجده؟!!

أربع سنوات ونحن لم نتقدم خطوة واحدة للأمام على العكس كلما حاولنا التقدم خطوة عدنا الى الخلف خطوتين , سنوات أربع وشعب يعاني تحت نير الاحتلال وعملائه, وقادة امة العرب لم يجلبوا لنا إلا الذل والعار والهوان العار وهم من هزيمة الى أخرى ..

ولكن رغم جراحتنا الكبيرة, وليلنا الحالك إلا إننا امة تعودنا رغم انكساراتنا ان ننهض كعنقاء من تحت الرماد, فكم تعرضنا لضربات وخيانات , كم كانت أحزاننا كبيرة وجروحنا عميقة رغم ذلك وقفنا من جديد وداوينا تلك الجروح , كم تأمروا و أرادوا لنا الموت وكم من الطعنات وجهت لنا لكننا قاومنا وانتصرنا على الموت, لنثبت لهم إننا أمة لاتهرم ولا تموت ولامكان لليأس في قلوبنا, أتموت امة دستورها القران ؟!أتموت امة قائدها ومعلمها وهاديها وقدوتها محمد صلى الله عليه وسلم ورسالته المحمدية الخالدة تعلمنا ان لانركع ولا تذل ؟ لا.. ليعلم الطغاة أن امة الإسلام وان أصابها بعض من وهن إلا أنها سريع ما تنتفض وتداوي جراحاتها .. أتنكسر أمةُ طالبها عبد الناصر ان ترفع رأسها عالياً,, أتضعف امة استشهد لاجلها صدام حسين ورفض الركوع وقدم الثمن غاليا , كانت حياته ثمنا!

لذا نقول لبغداد وأبنائها الأحرار في الذكرى الرابعة لاحتلالها لاتحزني بغداد الفجر آتٍ وكلما اشتد الظلام كان إيذاناً بفجرٍ جديد ونور سيبدد هذا الظلام وكلما اشتدت الأزمات جاء الفرج ..لاتحزني بغداد حتماً سيولد الفرح من رحم العذابات, وستخلعين رداء الحزن.. وستنفضين عنك غبار الأسى والألم فتحية للمقاومين في العراق ..ولشهدائنا المجد والخلود ..وللخونة العار كل العار.