عبده الجندي وانس الفقي ووثائق اكتاليكيس
بقلم/ صلاح محمد العمودي
نشر منذ: 12 سنة و 6 أشهر و 28 يوماً
الإثنين 23 إبريل-نيسان 2012 07:21 م

يقال والعهدة على الراوي ان لدى اكتاليكيس وثيقة مازالت في طي السرية والكتمان عبارة عن مكالمة هاتفية تم اعتراضها اجراها وزير الاعلام المصري السابق انس الفقي بينما كان يصعد سيارة الامن المركزي في طريقه الى المعتقل مع نائب وزير الاعلام اليمني عبده الجندي الذي كان يصعد سيارته الجديدة برفقة حراسة امنية مشددة في طريقه لحضور مراسيم الاحتفال بصدور قانون الحصانة.

ويقال والعهدة على الراوي : ان الحديث الهاتفي بين الرجلين كان عقلانيا من طرف ,بينما الطرف الاخر منغمسا كعادته حتى اذنيه في وحل التهريج ,تصنيف كهذا في ظل ثقافة الغرائب والعجائب التي تنفرد بها اليمن كفيلا بصياغة نهاية متناقضة لمرحلة من حياة الرجلين فالعقلاني قابع في زنزانة الاعتقال غارق في اجواء التعاسة ,والمهرج حر طليق ولسانه انفلت من عقاله على نطاق اوسع ليمتد الى قيادات الدولة والسلطة في العهد الجديد وكل من ينتقد افراد العائلة ويقترب من اسوارها,فبفضلها غارق في السعادة ,ولهذا كثيرا ما كان يستشهد بمثله المفضل لديه (تهريج يخارجك ولا عقل يورطك) إلا ان الوزير الفقي اختلف مع النائب الجندي فيما ذهب اليه وقلل من امكانية وسيلة ابتزازية ان تؤدي دورا كهذا لولا امبراطورية البذخ والترف المحيطة بالجندي بدعم من قانون القوة الذي مازال ساري التأثير منذ ان اغلق عليهم ائمتهم باب اليمن وعزلوهم عن العالم ولهذا والحديث للوزير الفقي كان على النائب الجندي ان يستشهد بالمثل القائل (قانون القوة يخارجك ولا قوة القانون تورطك) وهي نهاية طبيعية لأوضاع اناس تركوا فأرا يعبث بسدهم ونظاما فيدراليا قبلي تقليديا يعبث بهم

ومع ذلك والعهدة الان على وقائع الاحداث التي شهدتها صنعاء والقاهرة في زمن الربيع العربي ان الثورة في مصر هي التي جاءت الى الوزير الفقي لتطيح به مع منظومة النظام من كرسي الوزارة التي تسلمها في 15 فبراير عام 2005 ونجحت في ذلك ,بينما الحال في اليمن مقلوب رأس على عقب فالنائب الجندي هو الذي جاء الى الثورة من خارج الوزارة بعد 24 ساعة فقط من مجزرة جمعة الكرامة التي اهتزت لها حتى ضمائر بعض اعوان النظام فتبرؤوا منه وأدخلت صنعاء في حزن بحجم المأساة ,فتعيين الجندي في ذلك التوقيت هو اشارة واضحة الى ان الرجل له مكانة خاصة لدى الرئيس المخلوع ومحل ثقة في ادارة شئون الملفات القذرة كان اخرها انتخابات الرئاسة 2006,المهم ان الجندي جاء من خارج الوزارة ليوقف زحف الثورة فنجح وبقي على كرسي الوزارة على الاقل حتى الان

كان على الوزير الفقي والنائب الجندي ان يكونا أسوء مخلوقين في بلديهما طالما وقد قبلا في زمن مفصلي من عمر نظامهما بتحمل موقع حساس ,وظيفته ان يكون في قلب الحدث لقلب الحدث وان يلعب دورا مؤثرا في استعادة ورفع معنويات مناصريه ويمارس حربا نفسية شرسة بين اوساط معارضيه ويركز على نقاط الضعف لدى المتلقي حتى يتمكن من تسويق تبريرات مشروعيته المضللة ويدحض توجهات خصمه في الميدان بل ويضفي عليها احكاما تاريخية مغلوطة او قد تجاوزها الزمن وفي هذا الاطار كان الفقي والجندي يعملان بدأب لكن النائب تفوق على الوزير بمشهد الكتشب التاريخي

يقال والعهدة هنا على جزء من وثيقة اكتاليكيس ان لجنة دولية متخصصة تعكف الان على دراسة وفحص ما وقع بين يديها من ادلة ووثائق تقول نتائجها الاولية انها ستكشف عن سر خطير اذا ما ثبت صحتها وستعيد ترتيب نهاية الرجلين الفقي والجندي بشكل دراماتيكي , وتبحث التحريات في الاجابة على سؤال غامض هل الوزير انس الفقي هو نفسه انس الفقيه الذي اختفى في ظروف غامضة وينتمي لبيت الفقيه من مدينة الحديدة اليمنية وان النائب عبده محمد الجندي لا علاقة له بجند تعز وانه من عائلة الجندي المصرية التي تنتمي لها الفنانة ناديه الجندي والفنان محمود الجندي وان اجراءات كهذه تبعتها عملية كبرى لصالح الجندي تولت تغيير منصب الرجلين هروبا من عقاب ثورة مصر واحتماء بحصانة معارضة اليمن,فإذا ما حدث قديما او حديثا تزوير في وثائق الرجلين الشخصية فان النتائج ستحسب لصالح انس الفقيه اليمني وضد عبده الجندي المصري وعليه سيتم اتخاذ قرار دولي بفتح التحقيقات وتصحيح مصير واقع الرجلين احدهما سيرد له الاعتبار والأخر سيكون ضيفا مرحبا به في زنزانة الاعتقال لكن السؤال المعقد امام انس الفقي اذا ما انتهت القضية لصالحه هل سيقبل العمل في وزارة يديرها ثلاثة وزراء اللوزي لشئون الشمال عبر حرسه القديم والحماطي لشئون الجنوب والعمراني لشئون الرد على مكالمات المتضررين من اجراءات شركائه

Amodi salah@yahoo.com