بروح العظماء سنبني اليمن الجديد
بقلم/ محمد الحذيفي
نشر منذ: 12 سنة و 6 أشهر و 15 يوماً
الأربعاء 09 مايو 2012 06:32 م

وأنا أتابع خطابات المناضل الكبير محمد سالم باسندوة في أكثر من مناسبة على بعض القنوات القضائية وخاصة عند ما يجهش بالبكاء تذكرت قول الله تعالى" رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبة ومنهم من ينتظر" , فالخطابات التي تؤدي بصاحبها إلى البكاء هي خطابات صادقة نابعة من قلب صادق ومن رجل صادق ليس فيه مجاملات أو استعطاف وليس فيه أي رتوش , بل على العكس تلامس مشاعر الناس وتضع البلسم على الجرح، جرح أوغر القلوب طويلا فوجد جراحا ماهرا يضع العلاج المناسب لهذه الجروح التي انتظر الناس طويلا من يداويها .

واليوم الناس يا سيدي باسندوة وأفتخر أن أدعوك بـ"سيدي" يريدون ترجمة تلك الأقوال إلى أفعال , وأضنكم فاعلون , بل أجزم أنكم فاعلون , فو الله لم يتفاعل الناس مع خطاب أي مسئول على مدار العقود الماضية لأنها كانت خطابات كاذبة , بل كانت قلوبهم تلعنهم وتلعن خطاباتهم حتى وإن جاملوهم , أما أنت فربان سفينتنا , وأنت منقذ هذا البلد إذا استمريت بهذه الروح , وبهذه السياسة , ونحن لا يمكن أن نقول لك كما قال بنو إسرائيل لموسى أذهب أنت وربك فقاتلا إن هاهنا قاعدون , بل سنقول لك والله لو خضت بنا البحر لخضناه معك ولأمرتنا أن نزرع الصحراء لزرعناه معك , وفي الوقت نفسه لن نقول لك كما قال قائلهم أنت من قبل عدم ومن بعدك ندم , بل سنقول لك والله لو رأينا فيك اعوجاجا لقومناه بأقلامنا و مظاهراتنا السلمية.

إن اليمنيين ومنذ عقود كانوا ينتظرون مثل هذا الخطاب , ومثل هذه الروح المسئولة , والصريحة , والشفافة , وعقلية كعقلية اردوغان ومهاتير محمد للانتقال بهم من وضع إلى وضع أفضل ويريدون من يقود نهضة لننافس بها الآخرين كما أنهم يريدون من يقود عجلة التنمية , والتقدم , والازدهار , والتطور الاجتماعي , والصناعي , والعمراني , والتعليمي , والعسكري , ونعيش كما يعيش خلق الله في أرضه.

إني أقول وبكل ثقة أننا مع موعد مع التطور , والنهوض , على موعد مع بناء اليمن الجديد والمستقبل الأفضل الذي كذب به نظام المخلوع صالح , واستخدمه كشعار لدغدغة عواطف الناس , ووسيلة لمزيد من نهب الثروات , وتدمير البلد في جميع النواحي , لم أؤمن بفرضية أننا يوما ما سنبني اليمن الجديد الخالي من الوساطة , والمحسوبية , والرشوة , والفساد كما آمنت بها يوم خطابك يا باسندوة , فلا تخيب آمال الملايين من اليمنيين , وأولى هذه الأمنيات تصفية البلاطجة من كل مؤسسات الدولة , وعلى رأس تلك المؤسسات التربية والتعليم , والصحة , والجيش , والسلك الدبلوماسي , لأن أكثر ما دمر البلد ليس أعمال العنف التي شهدتها اليمن , وليس أعمال الفوضى والقتل الذي مارسه نظام المخلوع , وإنما أعمال وتصرفات البلاطجة الذين يتلونون كالحرباء , ويلبسون جلود الثعابين , وهؤلاء تصفيتهم من أوجب الواجبات وبتصفيتهم يمكن أن ينجح الجميع في بناء اليمن الجديد.