اليمن بين دموع باسندوة ووداعة هادي
بقلم/ نبيلة الوليدي
نشر منذ: 12 سنة و 6 أشهر و 8 أيام
الأربعاء 16 مايو 2012 09:18 م
 

ما كنت أحسب أن تفجعنا الأيام بمثل ما نحن فيه من أحداث.. لم يكن جاهل في هذا الوطن يتوقعها , فضلا عن عاقل , ولا مرت حتى في شطحات الخيال , ولم يتصورها يمني في مناماته ولم تبلغها الكوابيس !!

 وإذ بنا نراها ماثلة لنا سلوكا يقتل الحياة على أرضنا الطيبة ..ويئد كل فضيلة .. ويذهب بآمالنا وأحلامنا إلى مهب أهوال.. لتذروها الرياح .

صلف و وقاحة يمارسها البعض منا جهارا نهارا بصور شتى .. بعد ما انسلخ من آدميته وتخلص من أخر نزعة وطنية تختلج في كيانه الهلامي تراه يتكوم على الشاشة متشدقا بقبيح الفعال , متقولا بما يندى لسماعه الجبين , وقد جفت أخر قطرة حياء على وجهه !!

أقوال تصم أذني وأحداث ترمد عيني وتقلق خاطري وتقض مضجعي وتشتت فكري وتهز ثوابت نواميس الدنيا !!

الجدل في الثوابت والمماراة على الحقائق صنعة يتقنها معوجي الفكر أصحاب الغايات الدنيئة , بائعي القيم مائعي المبادئ .فما بال قوم ينتسبون لأهل الفكر والقلم يبيعون القيم بالرخيص ويساومون على المبادئ؟!!

 في كل زمان ومكان ومهما تدنت الأخلاق يبقى الوطن خطا أحمرا لا يتجاوزه سوى الخونة واللصيقين ..

الحر لا يبيع الأرض ولا يرضى بتدنيس العرض .

الكريم لا يرضى الدنية على وطنه وأهله , ما بال أقوام يتعبدون في محاريب المخلوع وعائلته ؟!

مذهبهم الولاء للأسماء والخنوع للمسميات , منهمكون في إعادة مجد سيدهم , مشغولون بتلميع تاريخه الأسود . مولعون بمناقشة الأشخاص ..

نقول الوطن ..الأرض ..الدين ..العقل ..العرض ..وهم في عماياتهم غائبون عن كل قيمة ومنسلخون عن كل مبدأ !!

يشحذون كل سن لبقائه ( ويتناجون سرا بإعادته ) (هو المخلّص , وهو الحل , وهو الأصلح ..) هو ونسله , تلك النبتة الشؤم التي غرزت في أحشاء أرضنا الطاهرة ومدت عروقها فيها وضربت في أرجاء الوطن في زمن الغفلة وتجهيل الشعب وتغييب شعوره بأدميته وحقه في العيش الكريم . أفيقوا أيها الحمقى لقد هبت رياح التغيير .

كل واحد يمكنه إدراك أن الشعب قد أفاق من سباته الطويل وعرف عدوه الداخلي والخارجي , وأمسك بأطراف الخيوط العنكبوتية التي ترمى عليه من كل جانب , نعم ما يزال هناك ثلة من العوام مغيبة عن الوعي لأسباب عدة , إما لركونها للماضي وعشقها لكل قديم ولو كان قبيحا قميئا مشوها, وإما لنزعة الديكتاتورية التي تشكل ذواتهم , وحبهم للتسلط , وكل إنسان يميل لما يشابهه , وإما لأنهم أكلوا السحت حتى غطى بصيرتهم فغاب فرقان الحق والباطل عن ضمائرهم , فما عادوا يميزون بين الحق والباطل ..أما هذه الحاشية الجهنمية , المروجة لأكاذيب عن فضيلة وجمال الزمن الماضي فالكل يدرك أنهم جزء منه , وصانعوا عذابات الشعب لثلاثة عقود.. فما بقائهم هاهنا ؟!

نريد قيادة نظيفة , أمينة, قوية لحسم الموقف ..

بعيدا عن نزاع الفرقاء القدماء الذين عاصروا الجهالة والظلم والفساد ولاثهم بعض رذاذاه , نقول بأن ثمة أمة جديدة تولد على هذه الأرض ..

افتحوا عيون قلوبكم وانظروا بأبصار حديدة, حملقوا مليا , ها نحن ذا نخرج من التيه , لقد عادت لنا أبصارنا وتنبهت كافة حواسنا واتقدت

رغبة التحرر من الظلم في عروقنا ,إن شباب الثورة يلتهبون جرأة وإقداما , إنهم الزمن الجميل القادم , جاؤا كإعصار يحرق الماضي بلوثه وهلاوسه وسواده ..

سيزلزلون عروش الطغاة , ويهدمون أعشاش الخفافيش , ويبددون كل ظلام تحت وقع أقدامهم التي تشققت من طول سيرهم في الطرقات ,اصغوا لهم جيدا ,استمعوا لهتافاتهم , ليسوا غثاء , وليسوا مسيرين ,إنها كذبة كبرى يرددها البعض ليضيفهم لحزمة أوراقه ويقول : إنهم مسيسون ..هم نبض شعب يحب وطنه ..هم ثوار على جميع بائعي القيم والمبادئ ..

لقد نهض الشعب فحسب , ولن يكبوا من جديد , اذهبوا جميعا مع ريح السموم التي أتت بكم في زمن مظلم ماضي ولن يعود , ستذروكم رياحهم على أشواك القدر , إنهم قدر الله المحتوم , لقد ضاقوا ذرعا بكم , كلكم , جميعكم , تتشابهون ..لن تخدعوهم بكلماتكم التي تفوح برائحة الزيف الكريهة , لن تنطلي عليهم وعودكم الباهتة التي لا تمت للحقيقة بصلة .

نعتذر يا سادة.. لكنكم مشوهون , أيديكم التي تصافحت لزمن مع كل الطغاة , وأفواهكم التي استعذبت الصمت عن قول كلمة الحق , وهممكم المسترخية التي أضاعت الوطن لن تبني اليمن الجديد الذي نحلم جميعا به ..

نريد أصواتا تنطق بالحقيقة , سئمنا المداهنة , سئمنا اللعب بالأوراق ..حتى الوطن أضحى بين أيديكم مجرد ورقة للعب الأسود .

لا نحتاج دموع با سندوة ولن يجدي الوطن نفعا رئيس مهذب , النبتتة الشيطانية أينعت رؤوسا تحتاج لحزم بحدة سيف الحجاج ..

مشاهدة المزيد