هيبة الدولة
بقلم/ عارف الدوش
نشر منذ: 12 سنة و شهرين و 23 يوماً
الثلاثاء 28 أغسطس-آب 2012 06:16 م

تحت عنوان “اليد الناعمة لا تصنع هيبة الدولة” كتبت في 26يوليو 2010م في صحيفة السياسية اليومية الصادرة عن وكالة الأنباء اليمنية “سبأ” التي دمرتها حرب الحصبة وشردت العاملين فيها من صحفيين وإداريين وهم اليوم يعانون الأمرين، لكننا مستبشرين خيراً بعد توقيع عقد ترميم مبنى سبأ مؤخراً.. المهم قلت في المقال السالف الذكر“ أضعنا هيبة الدولة وسلطة القانون بتخريجات ومبررات ما أنزل الله بها من سلطان وغير مقبولة عقلاً ومنطقاً مثل مصطلح “ اليد الناعمة” فيما يتعلق بالتعامل مع الخارجين عن القانون والمجرمين وقطاع الطرق والقتلة والمخربين لشبكات الكهرباء والطرق ومفجري أنابيب النفط” ولازلنا نتداول المبررات فاليوم لدينا مصطلح “التوافق الوطني” وبه سنضيع ما تبقى من هيبة الدولة . يا سادة يا كرام حكومات العالم إذا تم المساس بهيبة الدولة وسلطة القانون تقيم الدنيا ولا تقعدها لعدم تكرار ذلك وترسم الخطط لعدم حصول ذلك مرة أخرى ونحن يتم انتهاك هيبة الدولة والقيام بالقتل والتقطع وتخريب الطرقات وشبكات الكهرباء وتخريب أنابيب النفط وانتهاك الطريق وأمن وسلامة المسافرين فتخرج أجهزتنا الأمنية والعسكرية بمصطلحات “ اليد الناعمة و التوافق الوطني” وكأن اليد الناعمة والتوافق الوطني معناهما انتهاك هيبة الدولة والسماح بالفوضى والعبث وعدم احترام النظام والقانون.

لنقرأ تاريخ اليمن الحديث والمعاصر من بعد قيام الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر سنعرف الكثير عن هيبة الدولة فالحسم والقوة في مواجهة الخارجين على القانون والمخربين والقتلة كان وراء تثبيت الثورة والنظام الجمهوري وتحقيق الاستقرار وتوحيد السلطنات والمشيخات في جنوب الوطن سابقا، نريد قليلاً من تجربة جنوب الوطن قبل الوحدة فيما يتعلق بهيبة الدولة وتطبيق النظام والقانون وفرض الأمن والاستقرار .. صحيح كان الناس فقراء ويقومون من الفجر للوقوف في طوابير من أجل كيلو سكر وقصعة حليب ويعيشون في “ غرفتين وصالة” لكنهم كانوا ينعمون بالأمن والاستقرار والسكينة العامة في دولة قوية كانت هيبتها تُسمع في كل أرجاء جزيرة العرب بغض النظر عن نوع النظام وتوجهه، اتفقنا مع ذلك أو اختلفنا، هذه قضية أخرى لكن هيبة الدولة كان لها صداها وهناك تجربة فترة حكم الرئيس إبراهيم الحمدي في شمال الوطن فقد تحققت خلالها هيبة الدولة وتم محاربة الفساد وإيقاف الفوضى وردع كل الخارجين عن النظام والقانون وتحجيم مراكز القوى مما اعطى فرصة للشعب اليمني ان ينهض وحققت المبادرات الشعبية وهيئات التعاون الأهلي نهضة في مختلف المجالات فبدأ الإنتاج وتم بناء المدارس وشق الطرقات وبدأت المشاريع الزراعية الإنتاجية وكانت أي مبادرات تهدف الى إرساء النظام والقانون تنجح نظراً للمساندة الشعبية لها وتوافق رؤية القيادة مع رؤية الشعب .

واليوم تنتصب أمام القيادة والشعب مهمة تحظى بأولوية وهي استعادة هيبة الدولة التي أضعناها بأيدينا سواء بالسماح بالقضاء على ايجابيات “جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية سابقا وفترة حكم الرئيس إبراهيم الحمدي” أو بالصمت والسكوت على مراكز القوى التي تنتهك هيبة الدولة، فمهمة استعادة هيبة الدولة لابد أن تكون مهمة أولى ضرورية وملحة وعاجلة للدولة والحكومة وأجهزتها الأمنية والعسكرية لان الدول والحكومات هي هيبة وسلطة قانون في الأساس ولابد أن يكون شعار الرئيس عبد ربه منصور هادي ورئيس حكومته باسندوة “ضرب المخربين والخارجين عن القانون بيد من حديد” فلديهما شرعية شعبية وفوقها تأييد ودعم إقليمي ودولي ونجاح التوافق الوطني وتنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ونجاح الحوار الوطني لن يحصل ولن يكون إلا بهيبة الدولة ليرفع الرئيس هادي ورئيس حكومته ووزيري الدفاع والداخلية شعار المرحلة الراهنة “ لنناضل من أجل استعادة الدولة المختطفة وتحقيق هيبتها” فالشعب معهم ومستعد بل ومتعطش لمساندة القرارات القوية والحزم والحسم في كل ما يتعلق بهيبة الدولة وتطبيق النظام والقانون.. فقط على الأخ الرئيس وأركان حكمه وخاصة الدفاع والداخلية والأجهزة الأمنية التوكل على الله والبدء بعيداً عن خلق المبررات، جربوا ومسموح الغش من تاريخ الشهيد إبراهيم الحمدي والرفاق في الجنوب سابقا فالغش هنا ليس حراماً ولا مكروهاً ولا ينطبق عليه كما جاء في الأثر “ من غشنا ليس منا” بل هو غش محبب ومحمود. والله من وراء القصد