الفهم النقابي وثقافة الحقوق أهم من كل الأحزاب !
بقلم/ د.علي مهيوب العسلي
نشر منذ: 12 سنة و شهرين و يومين
الثلاثاء 18 سبتمبر-أيلول 2012 04:05 م

وأنا أتابع بعضا من الردود على ما أقدمت عليه نقابة أعضاء هيئة التدريس من انجازات وفي فترة قياسية يندهش المرء من كثرة الردود وكيل الاتهامات غير المبنية على المنطق وإبراز الحقائق التي تدين الهيئة الإدارية وإعطاء الحقائق والأرقام التي توحي بالتواطؤ أو التحيز والتعصب أو التقصير الذي لا ينكره إلا مكابر هذا الكلام لأعضاء هيئة التدريس في الجامعة المعنية بنشاط النقابة والمهتمة بفعاليات العمل النقابي الذي يطور الأداء النقابي ويعزز الفهم النقابي ويحافظ على الكيان النقابي سواء أكان هذا النقد من المندوبين في الجمعية العمومية أو من لجنة الرقابة أو من أي عضو منتسبا وعاملا ومسددا لاشتراكاته أي من داخل إطار النقابة!

أما أولائك الذين يمارسون النقد والردود من خارج النقابة ولأسباب سياسية أو مصلحيه لا علاقة لها بأداء النقابة بل كيل الاتهامات والسماح لأنفسهم بالتقييم دون معرفة بالعمل النقابي ومهامه وممارسته فيستخدمون ألفاظا نابية تدل على قصر النظر وعدم الفهم النقابي وانعدام الوعي بالحقوق المطلبية وكيف تمارس ولمن توجه وكيف تنتزع ومن من كما سأوضح ذلك لاحقا عند استعراض جملة من الردود والتعليق عليه هذه الردود والاتهامات تتطلب التسلح بالمعرفة والفهم النقابي والوعي السياسي بتحليل دوافع الرد ومناسبته وماهيته فقد يكون الاتهام هو شهادة حقيقية لنجاح الهيئة الإدارية وليس العكس!

اعترف إنني من أولائك الذين ينقدون الهيئة الإدارية باستمرار وفي كل الأوقات ووجها لوجه على تقصيرها أو تباطؤها في اتخاذ قرارات تجعل عضو هيئة التدريس وفي كل الظروف يعتز ويفتخر بأنه منتميا الى نقابة عريقة وواعية وقدوة لكل مؤسسات المجتمع المدني ،ولكن نقدي وتقديري للموقف وعدم العمل به لا يعني بحال من الأحوال أنني على حق أو أتحول الى ظاهرة مرضية تحولني من ناقد من اجل تطوير الأداء النقابي الى متهجم وسباب لشخوص بعض أو كل الهيئة الإدارية، فبهذا الفعل يتحول النقابي الحريص على نقابته الى مدعي وتتضخم فيه عقدة الأنا ويعتقد انه القائد النقابي والرمز الذي به تُصحح الاختلالات ، ويتوهم انه هو وحده الشجاع القادر على إحداث تغييرات جذرية في الجامعة ،والبعض قد يساعده في هذا الفهم الخاطئ بعدم ردعه عندما يسهب في الحديث عن الآخرين دون أن يبرز على ما يؤكد على زعمه من إثباتات .إن على من يتمتع بهذه الشخصية أن يراجع نفسه ويدرك أن الآخرين عندهم القدرة على التميز بين الحريص على النقابة وتطويرها وعلى المناكف والمدعي وببساطة إن مثل هؤلاء يكتشفون أنفسهم عندما يتخذون قرارات بترشيح أنفسهم و قد يصابون بالصدمة والإحباط عندما لا يجدون سواء أصواتهم الخارجة من الصندوق!

يقيني أن الحملة التي ازدادت على الهيئة الإدارية في الآونة الأخيرة هي الشهادة الحقيقة لانجازات الهيئة الإدارية التي كنا الى وقت قريب نشكك فيها،الى أن أتت الشهادة من خصوم الهيئة الإدارية سواء من رئيس الجامعة فاقد الشرعية أو من نقابة الموظفين وكتابها الذين لا يجيدون ولا يمارسون العمل النقابي كما ينبغي وليسوا متسلحين بالفهم النقابي فيطلبون من نقابة أعضاء هيئة التدريس أن تمنحهم ما انتزعته لأعضائها و تقاسمهم وإلا أنهم مغتصبون لأرض الجامعة ويستولون على المصلحة العامة ويا ليتهم يطلبون النقابة للتضامن معهم في حقوقهم عندها نقول أننا في مؤسسة واحدة وواجب أخلاقي أن تتضامن نقابة أعضاء هيئة التدريس معهم .أما بعض أعضاء الجمعية العمومية لنقابة أعضاء هيئة التدريس الذين لا نرى شخيطهم ونخيطهم إلا في الصحف والمواقع الالكترونية ،بينما في المواقف والمحكات التي تتطلب الموقف وبها يتميز معادن الرجال فلا تراهم ولا تسمع ولا تقرأ تأيدهم أو اعتراضهم فتراهم يصمتون ولا يتكلمون ، هذا يخص زملائنا الذين هم في الشأن العام يصطفون إلى التغيير وتبني قضايا الناس، إنهم بصمتهم هذا يجعلهم يصطفون بالوعي أو اللاوعي مع الأصناف السابقة التي اشرنا إليها وهم رئيس الجامعة ونقابة الموظفين أو كتابها أو أصحاب المصالح الذين يتسابقون على وسائل الإعلام ويسألهم المذيع مثلا فيقول لهم غدا ستجري النقابة انتخاب رئيس ونواب للجامعة، فيرد مباشرة دون تفكير ويستطرد بالرد والفلسفة واستدعاء القانون بينما غدا المشار إليه هو يوم سحب القرعة على الأرض التي انتزعتها الهيئة الإدارية وليس لانتخاب رئيس الجامعة ونوابه، كذلك منهم من قرأنا مواقفهم ورأيناهم في التلفاز يتحدثون عن عدم أحقية أعضاء هيئة التدريس في ارض الجامعة وأحقيتهم بالأراضي الأخرى.. شاهدناهم كانوا هم أول من هرول إلى نقابة أعضاء هيئة التدريس لإجراء القرعة واخذ كرت الأرض ، ولربما قبل أن يكتمل جدول النقابة الذي أعدته لسحب القرعة على مستوى الكليات ستجد رئيس الجامعة ونوابه يهرولون هم أيضا لسحب القرعة واخذ كرت الأرضية وهذا ليس عيبا على الإطلاق فالحقوق لا حزبية فيها ولا تنازل عنها !!

اختم بإبراز ما أنجزته الهيئة الإدارية كمحصلة لنضالها في الفترة التي قادت فيها النقابة فقط في الشهور الثلاثة الأخيرة ،لنرى حجم الهجمة الشرسة وغير المنطقية التي مورست ضدها وذلك لأنها قامت بالآتي:

-إيمانا منها بالتغيير وتمشيا مع روح ثورة الشباب السلمية فقد أنجزت الوثائق التي تحسن من أداء النقابة وتعظم الخدمات المقدمة لعضو هيئة التدريس ‘فدعت إلى مؤتمر استثنائي لإقرار الوثائق رافق ذلك إقرار جدول زمني للبدء بالانتخابات للجان النقابية وصولا إلى المؤتمر العام ،وهذا فيه معنيان المعنى الأول أن النقابة من خلال ممارستها للعمل النقابي تعرضت للعديد من المشاكل والمعوقات كان النظام الداخلي السابق لا يلبي بحلها فأرادت أن تنفذ قرار المؤتمر العام بانجاز تلك الوثائق وإقرارها في مؤتمر عام استثنائي وهذا ما تم بعكس ما فعلته الهيئات الإدارية السابقة التي كانت تقر مؤتمراتها العامة مثل هذا القرار ،ولكنها لا تنفذه ،فأرادت الهيئة الإدارية الحالية تنفيذ القرار وهذا التزام أخلاقي ،وكذلك أرادت الهيئة الإدارية الحالية أن تساعد الهيئة الإدارية الجديدة لتحقق النجاح المرجو مباشرة ،بل ونفذت النظام الداخلي الجديد في الدورة الانتخابية الجديدة ،ولو كانت الهيئة الإدارية تريد أن تفصل لنفسها لأنجزت قرار المؤتمر بما يلبي بقائها كما تفعل عديد المؤسسات، حيث اللوائح تفصل على مقاس الموظف وهذا هو المعنى الثاني .

-إن النقابة في التزامها بالجدول الزمني التي أعدته ولكي لا تحسب عليا هذه النقطة وأوصف بالنفاق للهيئة الإدارية فقد قررت الهيئة الإدارية الانتخابات قبل الموعد الحالي المزمن، بمعنى انه تأجل لفترة ربما تزيد عن الشهر ، وقد انتقدنا الهيئة الإدارية على التأخير بررت هذا التأخير بسبب أن موعده كان عقب شهر رمضان الكريم وغياب الكثير من أعضاء هيئة التدريس عن الجامعة ولكي تتيح الفرصة لأكبر عدد ممكن من المشاركة في ممارسة حقهم الانتخابي في التصويت والترشيح ، وأنا مع من ينتقد الهيئة الإدارية على هذا التأخير لأنه كان باستطاعتها أن تتحوط من سابق لمثل ما ذهبت إليه من تبريرات وتقر الجدول الزمني للانتخابات كما في الجدول الحالي !

-قبل موعد الانتخابات للجان النقابة فلقد قامت الهيئة الإدارية بنشاطات منها الإشراف على انتخابات العمداء في الكثير من الكليات التي وافق عليها القائم بأعمال الجامعة ونفذها والآن يعترض على الانتخابات عندما تمس كرسيه بحجة عدم وجود قانون .

- أخيرا لقد اتخذت قرارها التاريخي عندما رأت أن الجامعة في ظل القائم بالإعمال تسير من سيء الى أسوء فقررت الإشراف على انتخاب رئيس للجامعة ونواب له من الأساتذة المتقدمين بحسب الكفاءة والاقدمية المتعارف عليها ، لقد شكلت لجنة تحضيرية لاستقبال أوراق المرشحين وحددت فترة الدعاية ليكتمل هذا العرس الديمقراطي يوم الخميس الموافق التسع والعشرين من شهر سبتمبر لتدشين أو عملية تصحيحية للجامعة في الذكرى الخمسين لثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة ،فتخيل معي أخي القارئ بعد خمسين سنة يمكن أن تضع جامعة صنعاء قدمها في الطريق الصحيح.

اختم هذا المقال بالقول: انه لولا هذه الانجازات لما انتقد احد الهيئة الإدارية ولما تكلم عنها بالسب والشتم فالبعض من الموظفين عنون مقاله تحت عنوان " همجية وتعسف نقابة جامعة صنعاء " فلماذا كل هذا التحمل أخي الكاتب وبهذه الطريقة التي تنم عن الحقد وبعيدة كل البعد عن طرح وجهة النظر المنطقية والمفيدة للجميع .إن مثل هذه المقالات تعكس مدى التعبئة الخاطئة والممنهجة بإحداث الوقيعة بين أعضاء هيئة التدريس والموظفين في الجامعة ،إن استعداء إخوانكم من أعضاء هيئة التدريس بالنتيجة لن يخدمكم بل يخدم من يتربص بكم وبهم فلتفيقوا يا إخواننا الموظفين من هذا الخطاب العدمي ،وناضلوا فيما ترونه من قضايا مطلبية ونحن معكم. أحب أن أخاطب كل صاحب حق أن يتعلم المصطلحات النقابية وان يحيط بفن ومهارة العمل النقابي وان لا يكون يوما في نشاطه النقابي أسيرا للقرار الحزبي ،بل عليه أن يوظف الحزب في خدمة النقابة فالحقوق هي مفتاح تقدم الأحزاب وهي أهم من كل الأحزاب!

مشورة صادقة للسيد رئيس الجمهورية فيما يجري من حراك في جامعة صنعاء :

سيدي الرئيس إن ما يجري في الجامعة من حراك لهو بحقيقته هو سر عملية التغيير التي تنادي بها وتنشدها !

ولقد جرى تجاوبك في العديد من الجهات في إحداث بعض التغيير لكنك لم تقترب من الجامعات بالرغم من اعتصامهم قرب منزلك لشهور!

وهاهم أعضاء هيئة التدريس وهموا الطليعة آتوك بخياراتهم ،فقرروا أن يمارسوا حقهم في اختيار من يمثلهم لتسير عجلة التغيير الى الإمام !

فقد يشير إليك سيدي الرئيس من قد يتبرع بالنصيحة والمشورة سراً بان هذا مخالف للقانون ما يعملوه أعضاء هيئة التدريس فيجعلك تصطدم مع إخوانك وأبناءك الأساتذة في الجامعة ،مما يؤدي الى تعطيل العملية التدريسية في الجامعة خدمة لأجندة من لا يؤمنون بالتعليم ، بل من يؤمنون بالهبر ومازالت الكتاتيب التي نقلت إليها العملية التعليمية في مخيلتنا وما انفق من أرقام فلكية في عملية النقل لهي الأجدر أن توجه مدى سخطك منها !

ولكي تسير العملية بما تأمل وبما يلبي إرادة أعضاء هيئة التدريس ،أرى أن تتم العملية الانتخابية وفقا لما قررته الجمعية العمومية وهيئتها الإدارية في الموعد المحدد بعدها تصدر قرار التعين بمن منح الثقة من زملائه وبهذا الإجراء تكون لبيت إرادة أعضاء هيئة التدريس ،وفوت الفرصة على من يصطاد في الماء العكر ، وحفظت للقانون الحالي هيبته إلى حين ، والذي بالضرورة يحتاج إلى تعديل ليواكب سنة الله في التغيير وليأتي رئيس الجامعة الجديد المنتخب المعين ليقوم بالتعديلات الضرورية مع زملائه الآخرين لقانون الجامعات الحالي بحيث يعطي الحق للجامعات اليمنية باختيار رؤساء الجامعات ونوابهم ،واسمح لي سيدي الرئيس بهذه النصيحة فان كانت تتوافق مع توجهاتك فاعمل بها وان كانت غير ذلك فأنت صاحب القرار! ؛ فوا لله ما أردت بهذه النصيحة إلا أن أنبهك لما قد يصل إليك من الآخرين .ولي طلب أيضا منك وأنا اقدر انشغالاتك وأولوياتك أن تزور جامعة صنعاء وتلتقي بالكادر التدريسي ،فالجامعات أخي الرئيس هي أساس أي تغيير ومقياس حقيقي للتنمية ولحل المعضلات التي تواجه صانع القرار إذا أراد الخير والسداد لوطنه فاجعلها من أولوياتك ...!!

  alasaliali@yahoo.com