هيكلة الفقر باليمن السلاح الفتاك لأعطاب عجلة القاعدة
بقلم/ عبير الخولاني
نشر منذ: 12 سنة و شهر و 14 يوماً
الأربعاء 10 أكتوبر-تشرين الأول 2012 07:06 م

قال تعالـــــى " لِلْفُقَرَاء الَّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافاً وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ ".

الفقر فى اللغة هو ما يكسر فقار الظهر، و الفقير هو المكسور فقار الظهر.

والفقير الشرعى هو الذى لايملك قوت سنته له و ولعياله لا قوه و لا فعلا نقصد بالقوة اذا كان له مرتب شهرى او مورد يأتيه على دفعات خلال العام.

ونرى في اليمن شريحة واسعة من هذه الطبقات التي تعيش وراء الجبال والوديان وفيافي الصحاري والرمال والتي جهلها الكثير من القادة والساسة وحتى من أقاموا ثورة في العام المنصرم . فقد أتجه كثير من الناس إلى لغة الكراهية والسب والانتقام متناسين قضيتهم الأم وهي القضاء على سرطان وشبح الفقر الذي أنهك أبدان اليمنيين من الصف الثاني بسب أشخاص يعدون بالأصابع قليلون العدد وكثيرون الجشع والطمع .

والفساد هو استغلال منصب عام لتحقيق مصلحة خاصة وأكل مال اليتيم والفقير والمعوز فقد سلبت كل حقوقهم وسلبت حتى الابتسامة من على شفاتهم . والفقر يولد من خلال الاختلاسات الكبيرة للأموال العامة, للشعب حتى تموت الاجنة في بطون امهاتها من شدة الفقر المتقع عليهم .

مقومات كبيرة لحياة هانئة ووضع مغاير

اليمن . يبلغ مساحتها 555 الف كيلو متر مربع تقع على خط إستوائي شديد الأهمية ولها مياه أقليمية ودولية ومضيق باب المندب ليس لآي دولة عربية مثلها . ولها أراضي خصبة تعتبر سلة غذاء حباها الله لليمن كهدية من السماء ووهب الله لليمن أبار من النفط والغاز المسال ووهب الله لليمن أيضآ ثروة سمكية لامثيل لها كما وهب الله لهذه البلاد كثير وكثير من الخيرات التي تتكفل بأنتعاش المواطن اليمني إلى يوم القيامة ولكن اليمنيون ضيعوا هذه الهدية بفعل فاعل لا وفقه الله .

فما هو موقف حكومات اليمن المترامية الأطراف من هذه الافة التي لم يجد لها مخرج أو سبيل إلى اليوم فهناك أناس لم يجدوا حتى شربت الماء إلا بعد شق الانفس يهرعون ببغالهم ودوابهم بحثاً عن شربة الماء والحكومة اليمنية محصورة في العاصمة صنعاء لتصفية الحسابات والمماحكات ورد الاعتبار حتى ثوار 2011م تناسوا الهم الاكبر وهو أعطاء كل ذو حق حقه وأقصد هنا حق الفقراء الذين لم يعلموا أن هناك تغيير أو ثورة إلى الان وهم يعيشون أقل الامكانيات المتواضعة ويسهرون على ضوء القمر وزئير الذئاب وصرير الخنافس والحشرات .

كلنا يعلم علم اليقين أن الثورة التي قامة مؤخرآ في اليمن هي ثورة أحزاب لاأكثر وكل حزب أخذ حقة والفقير والفقيرة الذين هم الغالبية السوداء والعظمى ليس لهم لاناقة ولاجمل في هذه الثورة التي خذلتهم ونرمتهم خارج ملعب التغيير وزادتهم سوء وتعاسة وفقر والادلة على كلامي واضحة فنرى اليوم حكومة الوفاق عالقة في مستنقع المماحكات والتخبطات السياسية وقد اعطبة عجلتها في فخ هيكلة الجيش وهذا فخ سيدمر الاخضر واليابس إن تحقق كمايصبو الية الشيطان الاخرص.

نريد هيكلة الفقر قبل هيكلة الجيش لوكنتم تريدون أن تمسحو دمعة الحزن من جبين جمهورية اليمن التي أنهكها الفساد والارهاب والفساد هو الاب الأكبر للأرهاب فلوكان هناك عدل وتقاسم للقمة بالحق لما وجد الارهاب يامن صنعتم وتصنعون الأرهاب إلى يومنا هذا والذي يدفع فاتورة الاضطرابات والركود الاقتصادي والمعيشي هو المواطن اليمني الذي يعيش في عالم اليمن الثاني .

وهذا ظلم لن يغفر لكم الله إياه وقد حذر الشرع من الظلم ونهى عنه أشدّ النهى,فقال : اتقوا الظلم فان الظلم ظلمات يوم القيامة " رواه مسلم وفى الحديث القدسى قال الله عز وجل" يا عبادى انى حرمت الظلم على نفسى وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا" والظلم له صور كثيرة فى واقع الناس, وعاقبته وخيمة فى الدنيا والآخرة وعقوبته بالغة الأثر قد يعجلها الله لعبده وقد يؤخرها!!!

فلا يمكن ان يكون وزير التنمية البريطاني ألن دنكن احرص من اليمنيين على بلادهم ومن حكومة الوفاق على رعيتها إذا قال في مؤتمر صحفي له مؤخرا في صنعاء "أن اليمن لديه اعلى معدلات سوء التغذية على مستوى العالم ..وأضاف "ان هناك عشرة ملايين شخص في اليمن يواجهون خطر نقص الغذاء في مناطق كثيرة في البلاد وان واحد من كل ثلاثة اطفال يعاني من سوء التغذية الذي يهدد الحياة بشكل حاد .

وقال الوزير انه حان الوقت للاستثمار في المستقبل في الاطفال الذين سيعملون على اعادة بناء واستقرار البلد في السنوات الـ20 أو الـ30 المقبله .. مضيفا أن ما يقرب من نصف ذلك الجيل من بناة المستقبل يواجهون توقف في النمو وتأخر عقلي نتيجة نقص الغذاء وأكثر من ربع مليون في خطر مميت وبين ان التنمية والامن والصحة اشياء مرتبطة مع بعضها البعض.. مشيرا الى أن الأسلحة القوية في القضاء على القاعدة تتمثل في القضاء على الفقر ودعا دول العالم بالا تتوانى عن تقديم الدعم لليمن .

فمن هنا ندعو ونلح ونتمنى على القيادة السياسية و حكومة الوفاق وكل اجهزة الدوله وتجارها ورجال اعمالها العمل بسرعه على الحد من تنامي الفقر في اليمن والسعي الجاد والحثيث للنهوض باليمن اقتصاديا ووقف التدهور الاقتصادي الذي اضر كثيرا بالفقراء والمحتاجين ورفع نسبة الفقراء مئات المرات وضاعف حجم البطالة وأسفر عن اضرار بأمن واستقرار اليمن وربما يؤدي الى ماهو اسوء بكثير.