مركز مكافحة الإرهاب الأمريكي يتحدث عن نقاط ضعف الحوثيين القابلة للاستغلال وحقيقة قدرتهم على تحديد هوية السفن وتعقبها وضربها سلاسل بشرية بمدينة مأرب تضامنا مع الشعب الفلسطيني ودعما لقطاع غزة - صور وزير الخارجية يستقبل الرحالة اليمني منير الدهمي بالرياض الضالع.. القوات المشتركة تدمر مرابض قناصه المليشيا وتحرز تقدما ميدانيا تفاصيل لقاء وزير الدفاع ومحافظ حضرموت باللجنة الأمنية بالمحافظة محكمة الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت وتكشف عن أسبابها المنطقية عاجل: وزير الدفاع الأمريكي: سنعمل على انتزاع قدرات الحوثيين في اليمن مليشيا الحوثي تحول محافظة إب لقادتها ومشرفيها القادمين من صعدة وعمران عاجل:حريق هائل يلتهم هايبر شملان العاصمة صنعاء نقابة المعلمين اليمنيين تدين الاعتداء السافر على المعلمين في شبوة وتطالب بتحقيق عاجل
من حق الشخص أن يحلم ما يريد ويطمح لما يريد , ومن حق الشعب أن يحلم ويطمح , وحلم وطموح الشعب هو الأولى من حلم الأشخاص والنخب , لقد عانى الشعب اليمني طيلة الخمسين السنة الماضية من بلوى القيادة الفاشلة والرجعية والغير مسؤولة اللهم إلا الرئيس الحمدي كما يقال عنه .
كان الرؤساء السابقين لليمن يأتون من رحم السلطات السابقة , فما إن يمسك بزمام السلطة حتى يعود طاقم السلطة السابقة بمنظومتها المتكاملة قوانينها ورجالها , إذن لم يتغير شئ لم يأتي إلى السلطة رجل من أوساط الشعب يعاني معاناتهم ويعيش همومهم ويعمل على حل مشاكلهم المتجذرة والمستعصية , كما أنه لم يأتي إلى السلطة رجل أكاديمي متخصص بشؤون الإدارة أو الاقتصاد او السياسة او القانون , بل جلهم عبارة عن قادة عسكريين غير محترفين ذا مرجعية قبلية متخلفة .
لذلك عاش اليمن طيلة تلك الفترة الماضية تحت وطأة براثن الفقر والتخلف فلم يرى لا عدل ولا اقتصاد ولا صحة ولا تعليم بل كان كل يوم وكل شهر وكل سنه إلى الأسوأ لم يشعر الشعب اليمني انه تولى عليه في أي يوم من الأيام من يهتم به أو يرحمه أو يحس به .
ومازلنا وإلى اليوم نعاني من هذه المعادلة الظالمة التي تريد أن تبقي اليمن تحت وطأ حكم جبري غاشم لا يؤمن بالعدالة ولا بالمساواة ولا بالعلم ولا بالحضارة ولا بأدنى شئ من حقوق الإنسان .
وهناك والى اليوم بعض الشخصيات التي مازالت تقاوم خروج الشعب من قمقمه , ومن هؤلاء رجالات النظام السابق وبالأخص من يعنيه هذا المقال وهو العميد عبدالقادر هلال , الذي هو احد رجالات الرئيس السابق , والذي مازال يرى أن الفضل فيما وصل إليه هو لرفيق دربه علي عبدالله صالح الذي عمل على ترقيته من مدير عام مديرية إلى محافظ لمحافظة إب ثم محافظا لتعز وحضرموت ووزيرا للإدارة المحلية .
تلك الفترة لم تذهب على الرجل سدى وإنما عمل على استغلالها أيما استغلال , لم يستغلها لخدمة المواطنين أو حل مشاكلهم بل استغلها لبناء منضومة مكونة من بعض رجالات الأعمال تجار ومقاولين ومشائخ قبلية وقيادات أمنية وعسكرية ومثقفين وأصحاب نفوذ , تعمل ليل نهار لتلميع شخصيته وبناء نفوذه شبية إلى حد ما بمنظومة صالح الفاسدة والمستبدة , لم نسمعه يوم من الأيام يعارض سياسة زميلة ورفيق دربة خلال تلك الحقبة بل كان تلميذا مخلصا وولدا مطيعا .
إلا انه وفي الفترة الأخيرة من حكم صالح عندما شعر صالح بخطورة الرجل وما يقوم به من كسب للولاءات وبناء نفوذ جديد عمل على إقصائه وتهميشه من المشهد السياسي , ولكن فجأة تعود العلاقات الحميمة بين الرجلين بعد الثورة إذ أن الرجلين وجهان لعملة واحدة ليس بينهما أي فرق من جميع النواحي سواء السياسة التي ينتهجها الطرفان من كسب الولاءات وتوزيع الهبات والوظائف لبناء مصادر للقوة والنفوذ أو من الناحية القبلية إذ أن الرجلين ينتميان إلى منطقة سنحان أو من ناحية مرجعيتهما العسكرية والثقافية فكلا الرجلين قيادات عسكرية ( مشير وعميد ) او من ناحية البراغماتية والنفاق السياسي فقد كان علي عبدالله صالح في بداية حكمة يعمل ما يعمله الرجل اليوم , وهو بناء علاقة قوية مؤقتة مبنية على المصالح والشراكة الآنية المتبادلة , بينه وبين القوى السياسية الموجودة في الساحة سواء اليمين او اليسار او الوسط , وسواء القبلية او السياسية او العسكرية ورجال المال والأعمال , وكلها علاقات ليست في أي حال من الأحوال في مصلحة الشعب , بل هي عبارة عن تحالفات مشبوهة لإحكام السيطرة على السلطة والثروة , وإعادة إنتاج النظام السابق بكل مساوئه وانحرافاته الذي ثار عليه الشعب .
تحركات العميد هلال اليوم ومن خلال أمانة العاصمة توحي بان الرجل يعتقد ان الفرصة سانحة للإنقضاض على السلطة وإعادة إنتاج منظومة الفساد والإستبداد من جديد , يعتقد أن الانتخابات الرئاسية القادمة فرصة ذهبية لتحقيق الحلم والطموح .
المشكلة تكمن في أن الرجل لم ينتقد في أي يوم من الأيام سياسة النظام السابق بل هو جزء من منظومة الفساد والاستبداد وركن من أركانه , فبكل تأكيد انه وفي حال حالفه الحظ لتحقيق حلمة لن يتغير وضع الشعب اليمني بل انه سيحتاج في ذلك الوقت إلى ثورة من جديد .
اليمن لا يحتاج إلى قيادات بقدر احتياجه إلى نظام وقانون , لا يحتاج إلى ولاءات بقدر احتياجه إلى كفاءات , لا يحتاج إلى رجل ذو خلفية عسكرية أو قبلية بقدر احتياجه إلى رجل ذو خلفية سياسية واقتصادية وإدارية , كل من له علاقة بنظام على صالح لن يقدم لليمن غير المزيد من التدهور والانهيار والانحطاط كل من أيده او شاركه بسياسته إلى الرمق الأخير لن يقدم لليمن غير الشقاء والظلم والاستبداد .