ميناء عدن بين الأمس واليوم !!
بقلم/ مازن محمد
نشر منذ: 11 سنة و 11 شهراً و 15 يوماً
الأحد 09 ديسمبر-كانون الأول 2012 06:36 م

وزير النقل السابق خالد الوزير يخرج عن صمته منذ استقالته ..

عنوان طالعتنا به صحيفة إيلاف في مقابله أجرتها مع وزير النقل السابق خالد الوزير في عددها (240) بتاريخ 16 أكتوبر من هذا العام .

عزيزي القارئ يقال : ان الكتاب يبان من عنوانه ، وأعتقد أن عنوان هذا الكتاب !! عفوا .. عنوان هذه المقابلة الصمت جميل ، حيث أن اسم خالد الوزير أقترن بصفة الصمت الدائم وهي الصفة التي لازمت خالد الوزير طوال فترة توليه وزارة النقل ،وكان الأجمل أن يستمر في صمته هذا ، لان السؤال الذي يطرح نفسه ويطرحه الجميع هو أين كنت من كل ذلك يا خالد الوزير؟؟ ، فقد سمعت كثير من الذين قرأوا تلك المقابلة يضعوا نفس السؤال ولكن بالعامية ،  بالله عليك فين كنت ياشيخ ( قصدهم خالد الوزير مش شيخ من حق الجماعة ) لما كنت وزير النقل ؟؟ وذحين واجي تتفاصح .

أعتقد أن هذا الوزير يستحق أن يؤلف له كتاب ويكون عنوانه ( خالد الوزير وصمته الكثير ) .

لقد كان لزاماً منا كأي مواطن يهمه أمر أهم ثروات بلاده أن يضع بعض التساؤلات والتعقيب على بعض ماجاء في تلك المقابلة ..

فقي تلك المقابلة قال : خالد الوزير أن مخطط تدمير ميناء عدن من قبل موانئ دبي يسيئ لتاريخ هذه الشركة وعالميتها ..!!            

إذاً ماذا عملت يا خالد الوزير لإيقاف هذا المخطط التدميري لميناء عدن ، والكارثة الكبرى أنك أكتشفت ذلك المخطط التدميري وأنت لازلت وزيراً للنقل والمسئول الأول عن ذلك ، ومع ذلك لم تحرك ساكن ولم تعمل على إيقاف ذلك المخطط ،

كما كان الأحرى بك أن تتحدث في مقابلتك عن الإساءة التي لحقت بتاريخ ميناء عدن العريق وسمعته بسبب ذلك المخطط بدلا من حديثك عن ما تعرض له تاريخ شركة دبي وعالميتها من إساءة ، وبالتالي فقد أضهرت نفسك بصورة الملاك البريئ ، حيث أن شركة موانئ دبي أقدمت على تنفيذ مخططها التدميري لميناء عدن وهي تدرك أن سمعتها ستهتز ولكنها فضلت الإقدام على ذلك لما سيتحقق لها من مكاسب كبيره جدا وبالتالي فهم يدركون ذلك جيدا أكثر منك ولست أكثر حرص منهم على سمعة شركتهم .

قلت أن موانئ دبي لم تنفذ إلا 20% من التزاماتها وتنصلت عن الباقي بالمماطلة والتهرب والتلاعب وقد ظهر ذلك في ال12 شهرا الأولى من عمر الاتفاقية ،

وقلت أن الذي حصل أن هذه الشركة ( دبي ) كانت تحمل أجنده خاصة في ميناء عدن وقد نفذتها بدقه واحتراف شديد ..!!

المصيبة الكبرى أن خالد الوزير يعترف بان شركة دبي تنصلت عن باقي التزاماتها وأنها كانت تحمل أجنده خاصة وقد أكتشف ذلك وهو وزير للنقل وكان المسئول الأول والموقع على تلك الاتفاقية ومع ذلك من حقنا أن نسأل الوزير خالد الوزير ماذا عملت لإيقاف ذلك المخطط الذي يستهدف تدمير ميناء عدن العريق ؟؟ أيضا لماذا لم تعمل على وضع حد للتلاعب والتهرب الذي كانت تمارسه شركة دبي ؟؟ وقد كان بإمكانك على أقل تقدير كشف هذا المخطط التدميري وفضحه للرأي العام ولأبناء الشعب .. سؤال يحيرنا جميعاً لماذا صمتَ خالد الوزير عن تلك الأجندة والمخططات التي استهدفت تدمير ميناء عدن خلال فترة توليه وزارة النقل ؟؟ ولماذا ينطق اليوم بعد أن صار خارج الوزارة ؟؟ وبعد أن أنتصر وزير النقل الحالي الدكتور واعد باذيب لميناء عدن وأعاد له سمعته التاريخية التي أنتهكت في عهده ؟؟

# نقول للوزير خالد الوزير كان الأحرى بك أن تعمل مثلما عمل الدكتور واعد باذيب وزير النقل الحالي عندما قام بإعلان ذلك لرأي العام وللشعب بكل جراءة ومصداقية وشفافية وكان ذلك كفيلا في ردع موانئ دبي ووقف مخططها التدميري لميناء عدن .

أليس سكوتك يا خالد الوزير عن كل ذلك يعد تواطؤ بل ومشاركه في تنفيذ ذلك المخطط الذي اعترفت به اليوم ، كما يعتبر جريمة كبرى بحق هذا الميناء العريق وتاريخه الناصع بل أنك تعتبر المسئول الأول عن النتائج الكارثة التي لحقت بميناء عدن والأضرار والخسائر الاقتصادية التي لحقت به جراء ذلك .

ماذا كان دور ممثليك الثلاثة في مجلس الإدارة والذي أشرت في مقابلتك أنك اخترتهم حتى تضمن الندية مع جانب دبي ؟؟

أين كان دورهم في إيقاف ذلك المخطط التدميري ؟ أم أن عنايتك الفاثقه في أختيارهم من خارج ميناء عدن له علاقه بذلك المخطط وتنفيذه بتلك السهوله وأمام أعينكم !!

اختيار خالد الوزير لممثلي ميناء عدن في مجلس الإدارة ، ( البريطاني ، والأمريكي ، والشخص الثالث من ميناء الحديدة ) هل له علاقة بذلك المخطط ؟ كما يضع أمامنا أكثر من تساؤل ؟؟

هل اختيار خالد الوزير لمن يمثل ميناء عدن من خارج أبنائه ، لأن ميناء عدن لا يمتلك كوادر مؤهله حتى تمثله مع موانئ دبي ؟؟

أم أن كوادر ميناء عدن لا يمكن أن يسمحوا بأي تلاعب أو تدمير لمينائهم ؟؟

هذا أكيد حتماً سيكون كوادر ميناء عدن أحرص وأئمن على سمعه وتاريخ مينائهم من الأمريكي والبريطاني ..

قلت في مقابلتك يا خالد الوزير أن الاتفاقية التي سلمت ميناء عدن لدبي سريه ، وأن الاتفاقية التي أخرجتها منها سريه أيضاً ،، نبهنا القيادة السياسية والحكومة لمشروع موانئ دبي التخريبي وطالبنا بإلغاء الاتفاقية ..

نقول لك يا خالد الوزير طالما أن اتفاقيه تسليم ميناء عدن لدبي سريه ، لماذا قبلت بها وقمت بالتوقيع عليها عن الجانب اليمني ؟.

لماذا لم تقم بنشر هذه الاتفاقية والإعلان عنها للرأي العام حتى تخرجها من دائرة الشبهة والسرية إلى دائرة الوضوح والعلن ؟.

بعد تنبيهك للقيادة السياسية وللحكومة لماذا لم تتبع ذلك بخطوات عمليه تدعم توجهك ، وعلى أقل تقدير أذا لم تتمكن من عمل شي كان بإمكانك الإعلان عن ذلك للرأي العام كبرائه ذمه منك تجاه ما قد يترتب عن ذلك المخطط التدميري .

كما أننا لم نسمع يوماً ما أن خالد الوزير وهو وزيراً للنقل أن طالب بإلغاء الاتفاقية !

ولم نسمع عن هذا التوجه إلا في عهد الوزير الحالي الدكتور واعد باذيب الذي أعلن صراحة منذ الوهلة الأولى لتوليه وزارة النقل بأن اتفاقية دبي مجحفة بحق ميناء عدن وأن نتائجها تدميرية .

ما الذي كان يمنعك أن تفعل مثلما فعل هذا الوزير الواعد ؟؟

لماذا الوزير واعد باذيب قام مباشره وعبر كافة وسائل الإعلام بتعرية وفضح اتفاقية دبي وعرض كل التجاوزات والمخالفات للرأي العام ، وطالب صراحة على ضرورة إلغاء تلك الاتفاقية بل وأعتبرها الوزير باذيب ضمن أهم أولويات برنامجه الوزاري ، ولم يكتف بذلك فقط بل أنه أقدم على سلسله من الخطوات والإجراءات القانونية والإدارية التي تواكب وتدعم رغبته وتوجهاته في إلغاء تلك الاتفاقية حتى أنتصر لميناء عدن ، وهو مالم تقم به أنت يا خالد الوزير ..

إن ما ورد في مقابلة خالد الوزير في صحيفة إيلاف ينطبق عليه المثل القائل (( صمت دهراً ونطق كفراً )) .

لماذا صمت خالد الوزير في وقت كان يتطلب منه عدم الصمت والسكوت عن كل تلك الفضائح ؟؟

لماذا لم يحرك ساكناً في وقت كان يستطيع أن يتحرك فيه باعتباره وزيراً لوزارة النقل وليس وزيراً من بيت الوزير ؟؟

ماذا عمل خالد الوزير لإنقاذ ميناء عدن ، وماذا قدم لشركة أحواض السفن ؟؟

ماذا قدم لمطار عدن حينما تم تهميشه وتدمير كل مقوماته وتحويله من مطار دولي إلى أشبه بمحطة الميكروباص ؟؟

ماذا قدمت يا خالد الوزير أثنا توليك مقاليد وزارة النقل سوى الصمت والتغطية عن كل المخططات التدميرية التي استهدفت ميناء ومطار عدن الدوليين .

بعد أن قام الوزير واعد باذيب بتحرير ميناء عدن من قبضة موانئ دبي ونجح في إيقاف المخطط التدميري لتاريخ وسمعة هذا الميناء العريق وقام بإلغاء الاتفاقية المجحفة التي وقع عليها الوزير السابق خالد الوزير بعد ذلك يطل علينا خالد الوزير ليحدثنا عن سرية الاتفاقية وعن المخططات التدميرية التي استهدفت ميناء عدن ووو .. ألا يدرك ذلك الوزير خالد أن كل ذلك قد حدث أثناء فترة توليه وزارة النقل ولم يعمل شيئاً سوى الصمت وأعتقد أنه أعظم إنجازات ذلك الوزير خالد .

نقول لخالد الوزير لقد كنت جزءً من المشكلة أن لم تكن أنت المشكلة التي أصابت ميناء عدن ، وبما أنك كنت صامتاً طوال الفترة التي كنت فيها وزيراً للنقل ، فما عليك إلا أن تستمر في صمتك وأترك الآخرين يعملون ويصلحون ما أفسدته أنت ، فقد نفذَ الوزير واعد باذيب ومعه كل الشرفاء كل ما وعد به.