إكسر منظومة الفشل
بقلم/ عبدالله حديجان
نشر منذ: 11 سنة و 10 أشهر و 26 يوماً
السبت 29 ديسمبر-كانون الأول 2012 10:21 ص

من اللحظة الأولى التي يضع فيها الطالب قدمه في الجامعة يبدأ حلم التخرج يراوده ، وتطول به الأحلام والأمنيات لأن يصبح حاملا لشهادة البكالوريوس مهندسا أو طبيبا أو مدرسا أو ربما أحيانا ليتخلص من هم الدراسة ولو كان يعلم ما ينتظره بعد التخرج لربما تمنى أن يبقى طالبا طوال حياته ، حيث أنه في الغالب سوف يأخذ كورسا مع عمال البناء وإن كان سعيد الحظ وكانت ظروفه الاقتصادية جيدة إلى حد ما فعند ذلك يكون الكورس في النوم والراحة أو كما يحلو للبعض تسميتها فترة النقاهة ، تبدأ بعدها رحلة طويلة من البحث عن وظيفة وعمل ما إن يلتحق به حتى يضطر لنسيان جل إن لم يكن كل ما تعلمه .

للأسف الشديد هذا المشوار من الضياع يمر به مجموعة كبيرة من المتخرجين وربما يطول هذا المشوار لدى البعض ليستمر عدة سنوات ومما يزيد من الأسف أن الجميع يعلم بهذه المشكلة دون وجود من يفكر في التخلص منها أو الحد منها على الأقل ..

أعلم جيد أن كثير من قراء هذا المقال سيبدؤون حالا بالسب والشتم وكيل الاتهامات والنقد اللاذع لمن كان سببا في هذا الحال ناسيا أو متناسيا أنه - أيا كان - أحد الأسباب الرئيسية في هذه المشكلة بسبب أنه اتبع أسهل الحلول وأفشلها وهو إلقاء اللائمة على الغير أيا كان هذا الغير ، فالطالب يطالب الحكومة توفير الوظائف حيث أن مهمتها لا تقتصر على التعليم فقط بل يجب عليها توفير فرص العمل و .... و ... الخ 

من جانبها ترد الحكومة بكل بساطة بعدم وجود حكومة في العالم تستطيع توظيف كل مواطنيها إضافة لمجموعة كبيرة من الأعذار الجاهزة مؤكدة أن على الطلاب التوجه للشركات والقطاع الخاص ..

لن تجد الشركات صعوبة في إثبات أن معظم الطلاب لا يمتلكون الكفاءة والمهارات الكافية فمعظمهم لا يتقن اللغة الانجليزية ولا حاجة للتأكيد على ضعف المستويات العلمية وجهل الكثير بأبجديات تخصصاتهم ..

الجامعة بدورها لن تتوانى في دفع تهمة أنها لم تؤد دورها في التعليم فالإمكانيات ضعيفة والطلاب أنفسهم لم يستغلوا الفرص ولم يجتهدوا بما فيه الكفاية ، مما يلقي الكرة في ملعب الطالب مرة أخرى والذي بدوره ليس بحاجة لأن يخرجها من ملعبه لأنه في النهاية هو الضحية ..

أقولها وبكل أسف منظومة متكاملة من الفشل الجميع يعترف بها وهي التي تشكل مجتمعا يحتاج للكثير من الوقت والجهد ليحقق أدنى متطلبات القرن الحادي والعشرين ، هذه المنظومة لا يعول عليها كثيرا وإنما يعول على النجاحات الفردية والتي يظهر روادها بجلاء ، فاشحذ همتك واصنع نجاحك بنفسك واكسر هذه المنظومة ببدء نجاحاتك من الآن فلست في حاجة للانتظار حتى التخرج حتى تنتج للعالم بحثا علميا رائعا أو ابتكار مذهلا أو أي نجاح في أي مجال ..

فإن لم تنجح من الآن .. فقل لي ... متى تنجح 

عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
علي حميد الأهدل
إيران تعيد تشكيل نفوذها في الحديدة لمواجهة الانهيار
علي حميد الأهدل
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
أحمد عايض
مؤتمر مأرب الجامع يتحدث للأمم المتحدة
أحمد عايض
كتابات
شعارات اللاحقين الطلقاء
مشاهدة المزيد