من برلين إلى من يهمه أمر الطلاب المعتصمين في ألمانيا
بقلم/ د.محمد السامعي
نشر منذ: 11 سنة و 11 شهراً و 3 أيام
الأحد 13 يناير-كانون الثاني 2013 05:01 م

مع إعلان وزير التعليم العالي عن عجزه  , تنتقل الكرة مرة أخرى الى ملعب القائم بأعمال السفير في برلين  ..

اليوم وغداً سيتصل برئيس الوزراء ووزير المالية .. هذه نصيحة منّا جميعاً.. أما أذا أصر صديقنا القائم بالأعمال " باحبيب " على تحمل كل هذا الضغط لوحده وعدم نقله الى الحكومة , فهذه مسألة تعود عليه , ولا أتصور انه يستطيع تحمل أي تصعيد قادم ... لن نتراجع هذا موقف محسوم ..

لا أريد ان اعمل في المصنع بعد اليوم .. لا أريد ان احمل احجاراً وانقل مواد بناء .. لا أريد ان أنظف منزل احد .. لا أريد ان أقص أشجار احد .. لن اغسل أطباق اي مطعم ..

أريد ان اذهب إلى جامعتي إلى محاضراتي الى مكتبتي .. وفي جيبي منحتي التي تكفيني , التي تمكنني من شراء قفازات يد تحميني من البرد .. تمكنني من شراء دواء يوقف السعال المتواصل طوال الليل .. تمكنني من دفع إيجار بيتي دون الهروب من شركة الإيجار وتحمل فوائد التأخير شهرياً ..

هذه تفاصيل لا يدركها أي دبلوماسي يحصل على 40 ألف دولار نهاية كل ربع الى جانب الامتيازات والبدلات والتأمين الصحي ..

أعضاء في السلك الدبلوماسي نزلوا إلينا في اليوم الأول والابتسامة تملأ وجوههم وكانوا على وشك إلقاء قصائد مديح وإعجاب وتعاطف ... لكن بمجرد اقترابنا من مكاتبهم , حولونا إلى أصحاب أجندات !!

وبدأوا التهديد بالشرطة وتحولنا بين ليلة وضحاها إلى شياطين ..

دائماً يساء الفهم عندما يتخلى الجميع عن الحد الأدنى من الإحساس .. ليس الإحساس بالمسؤولية .. لا لا .. الإحساس بأن الطالب اليمني ممنوع من فتح حساب بنكي مثلاً في فروع بنك الـ Sparkasse ..

بان الطالب اليمني ممنوع من استئجار بعض الشقق التابعة للجامعة .. وأشياء أخرى وقوائم ممنوعات خاصة بالجنسية اليمنية فقط !!! ..

نحن شياطين بشكل حصري في الخارج والداخل ..

والدبلوماسيون يمارسون ترف التهدئة والنصائح والتهديد احياناً دون الشعور بأي غيرة وطنية على سمعة البلد في البنوك والجامعات .. فقط يبدأ الحديث عن سمعة البلد عندما نبدأ احتجاجنا السلمي الصامت بطريقة حضارية غير تخريبية ..

رسالة أخيرة الى السلك الدبلوماسي في برلين والى رئيس الوزراء ووزراء المالية والتعليم العالي : لم يكن الشغل يوماً من الايام عيباً .. جميعنا نشتغل في الإجازات ..

لكن العيب ان مصنع القهوة في أطراف برلين وقبل الامتحانات بأسبوعين فقط : نصف عامليه من الطلاب اليمنيين والبقية من المهاجرين الأفارقة والمشردين الألمان !! ..

هذه لمحة بسيطة كي يفهموا قليلاً .. كي يتوقفوا عن المفاوضات معنا وكأننا مجموعة من الطائشين نبحث عن تعاطف هنا وهناك ..

يجب ان يبدأوا فعلاً بطرح مشكلتنا في أذهانهم كأولوية ملحة .. يجب الحفاظ على ماء الوجه .. نحن ماء الوجه .. لو خرجنا من المسار الذي أُرسلنا من أجله سنخسر جميعنا بلا استثناء ..وسنفقد حينها ماء الوجه إلى حد التحنط !