عدن المدينة التي تفتح ذراعيها للعابرين
بقلم/ جلال غانم
نشر منذ: 11 سنة و 10 أشهر و 3 أيام
الأحد 20 يناير-كانون الثاني 2013 02:22 م

الخطوات التي نخطوها ليست بمعجزة لنُبارك أي عمل خارج عن عطر الموتى ومفاتيح الجن , عن رامبو الذي يصحو من قبره اليوم ليُفكر مرة أخرى باحتلال عدن بدلا من زيارتها كشاعر ورحالة دانمركي ليتغنى بأفكاره على خطم الفيل وليحشو باروده بكلمات شعرية كهاجس بين الشرق والغرب ليفك طلاسم هذه المدينة الجميلة التي تحولت في زمن منسي إلى مدينة غارقة بسُبات موت لا يتحرر بأغنية لابو بكر سالم أو بمعوز عدني وسلام بُستان القادمين من الحُسيني .

إنه زمن لعين !

زمن مُخصب بعلاوات الساسة ونارجيل الثورات !

من مُغادرة مُحتل الأمس مُمثل بالكابتن هنس إلى زوار ومُحتلين كُثر أرادوا أن يصنعوا من هذه المدينة كعكة لقضمها والنوم على عسل جولد مور وساحلها الذهبي إلا أن التاريخ أراد لهذه المدينة أن تتصالح وتتسامح مع ذاتها في كُل محطة زمنية تعبيرا عن الثقافة العميقة التي تحملها في أحشائها ولتمنح العابرين على أرضها فُرصة زمنية ليلعنهم التاريخ أكثر من مرة .

أن تتصالح مع ذاتك معنى هذا أنك تملك أكثر من مفاتيح قوه تمتد بين الماضي والحاضر لتعبُر جسر المُستقبل المُعلق بين وساخات قبلية وبين قوة تتصارع في حاضرها لتمنحها مزيدا من العذاب كي لا تغدو مع المُستقبل مدينة جميلة لكل العابرين .

كم أنت تعيس يا من فكرت يوما ما أن تجعل من هذه المدينة ومن ما حولها مُستعمرات تخدم مراكز الحُكم ولم تُفكر يوما ما أن تصنع منها خارطة فكرية للتصالح ونموذج تحتذى به الشُعوب العربية تيمنا بالوحدة الألمانية التي أضحت نموذج صادق للشراكة والاندماج التقدمي بين الفكر الشرقي والغربي الألماني خارج أسوار جدار برلين .

أن تغدو مدينة بحُلمها وحملها الثقيل في صباح باكر من بدايات يناير إلى مدينة تعشق التصالح والتسامح نحتاج لمئات السنين كي نتعلم من ثغرها الباسم أبجديات العشق والحُب خارج نطاقات البارود والألغام التي زرعناها كيمنيين في مداخلها وفي أجساد أبنائها الرائعين .

فلتظل مدينة للسلام لأنها خُلقت لتكون عنوان التصالح والتسامح ونشر ثقافة الوعي خارج شبح القوة التي اغتالت اليمنيين طوال عُقود من الزمن ولم نخرج منها إلا مُفرغين كشعب بلا موطن وبلا حكومة رشيدة قادرة على انتشالنا من حالة الاحتراب التي نعيشها .

  Jalal_helali@hotmail.com