مركز القيادة.!
بقلم/ كاتب/رداد السلامي
نشر منذ: 11 سنة و 9 أشهر و 28 يوماً
الجمعة 25 يناير-كانون الثاني 2013 03:05 م

المفكر المنطلق من منهجية مغايره لمنطلقاته المنهجية الأساسية مفكر مسلوب العقل ويعمل في سياق لا يمت الى منطلقاته في شيء ، سوى الانبهار بما لدى الآخرين دون وعي لما يشكله ذلك من ضرر على تكوينه النفسي والعقلي والحضاري ، وتعبيرا عن شعور بالنقص ملازم لوعيه الذي تم تغذيته بأنه لا يمكن أن يكون مفكر الا حين ينتهج المسلك الفكري لمن يشعر أنهم أكثر قدرة منه على التفكير والإبداع..

يحاول المفكر المقلد والمصاب بتلك العقدة ان يتخلص من كينونته ، لأنه مسكون بإحساس النقص والتقزم ولذلك يحاول قدر الإمكان التلفيق كي يسبغ على ذاته الفكرية نوعا من المهابة والحضور ، لكنه لا يدرك حصيلة المسخ التلفيقي الذي أدى إلى جعله هجينا مشوها لا يستطيع أن يدرك ماهيته الفكرية ، كما لا يدرك أسباب التخلف المبثوث من حوله وفي واقعه ، هنا مفكرون أبدعوا وجاءوا بالجديد ،غاصوا في عمق الفلسفة الغربية ودرسوها وعادوا ونقدوها بقوة وظلوا محتفظين بذواتهم الفكرية ، لأن منطلقاتهم معرفية ناقدة وفكرية تؤسس لنقض وتفكيك الفكر والعقل والثقافة الغربية أمثال المسيري وسيد قطب ،ولذلك ظل هؤلاء عمالقة معتبرون يمكن الرجوع إليهم لمعرفة ما ينقصنا حول تلك الثقافة وما يجعلنا ننقدها ايضا ونتجنب ان نصاب بدائها الذي لم يصنع أكثر من تدمير العقل الانساني وإضلاله ، وتشيئ الإنسان وامتهان كرامته..

لذلك فعقل الأمة هو مركز القيادة وحين يتم احتلال هذا المركز وإفراغه من محتواه الفكري والعقائدي الأصيل يصبح عقلا أداتيا يفكر بحسب ما تم تعبئته من أفكار وقيم ومفاهيم لا تمت الى محتواه الأصيل في شيء ويصبح أداة تنفيذية تتحرك وفق املاءات الفكر الوافد ، وتعاني الأمة عندئذ من الاستلاب المستمر الذي يجعلها تسلك مسارات لا تتفق مع ما أراده الله لها ، وتعاني من التخلف والتخبط لأنها لا تعي أن مركزية التفكير هي السبب فيما آلت إليه من سقوط وبقاء مستمر في الحضيض الحضاري بين الأمم.