أختلت الموازين ..فمن نخاطب !؟
بقلم/ طارق مصطفى سلام
نشر منذ: 11 سنة و 9 أشهر و 18 يوماً
الأحد 03 فبراير-شباط 2013 03:48 م

هل انعكست المعادلة ؟ واختلت الموازين وتغيرت المفاهيم؟ وضعفت الهمم وهبطت القيم والمعايير!؟ .

وماذا عن شرعية المرحلة؟ كما يتسأل المراقب المحايد , أما عن المواطن الحائر وهو الشريحة الأعم فيصرخ مؤكدا, الشرعية الفعلية لمن , هي لي أنا والوطن ؟ بينما النخبة والساسة في ترف أحوالهم منهمكون وفي طرفة من أمرهم يختلفون وفي بلاهة منطقهم يتحاورون في يمن النخبة فيه قادة وقواده , هم فقط يتسألون , هل الشرعية لانتخابات 21فبراير2012م ونتائجها ؟ ام لمصدرها الناتج عن ثورة غالبية الشعب المعلنة في 11 فبراير 2011م ؟

في سخرية من الأقدار تختلط الأوراق وتتداخل المصالح فالقضايا , ويتم تبادل الأدوار فالنصير أصبح متمرد والمتمرد أصبح مناصر!؟ والشعب الأبي والمكافح المطحون بغلاء المعيشة وارتفاع الأسعار وتدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية والمعيشية يتسأل في غضب وحيرة .. مالي أنا وكل ذلك ؟ أين أنا من كل هذه المعمعة والمراحل ؟ وأين مصلحتي في قضايا الخلاف والاختلاف المتبادل ؟ ولماذا انحاز مع هذا أو اصطف مع ذاك من فرقاء المصالح وطرفي النزاع المتناحر ؟ ما شأني أنا بهم وهم من لم يهتموا لأمري مطلقا في الماضي والحاضر !؟ ..ومن ذا الذي التفت لشأني في بحثي الدائم عن قوتي الضائع ومن منهم سعى صادقا لتوفير سبل إيجاد لقمة عيشي المهان في السابق واللاحق , أو عمل جاهدا لضمان توفيرها واستقرارها اليوم وغدا , فما بالكم أن نأمل أو نتحدث عن مستقبل مزدهر ومنشود !؟ .

والمحصلة النهائية أن الأطراف كافة تتجاهل الاهتمام أو الانتصار لمصالح الشعب المكافح العليا بل والدنيا منها , في الحرية والعدل والأمن والاستقرار والغد الأفضل والعيش الكريم , بل والأهم الأن والعاجل هو توفير اللقمة الضرورية التي تسد رمق مواطن محتاج وفقير وما أكثرهم في وطن بائس وشعب مقهور مغلوب على أمره وأطراف طاغية متحكمة وظالمة لا تهتم إلا لأمرها ومصالحها الضيقة والأنانية .. وسلطة هي الأخرى نائمة تحرص دائما على شأنها وتبحث جاهدة فقط في تعزيز نفوذها وفتح أفاق لدورها ومستقبلها الواعد !؟ ..كما أنها أيضا سلطة تائهة في محيطها وحائرة في مسارها نتج عن ذلك إرادة مصادرة للخارج وقرار مجير للأخر !؟ لذا هي سلطة في مجملها تابعة فكان لها ضياع الحاضر وخسارة المستقبل وبئس المصير .. بينما هي سلطة كان الأجدر بها وبرمزها الامتثال للمصالح العليا لشعب ووطن , بل هو رمز سلطة كان الأجدر به وله أن يخضع لإرادة شعب وطموح أمة أسست لشرعيته الجديدة والقائمة ودعمتها بأكثر من ستة ملايين صوت كما لم تفعل لأحد من قبل .

وبمحصلة كهذه , يكون الشعب المطحون المغلوب على أمره ومن قامت الثورة لأجله , هو الطرف الخاسر الوحيد في هذا الأمر المستهجن والمشين في الأول والأخير .